رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: د. إيليا كولوتشينكو
المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ ورئيس المهندسين المعمارييّن في شركة ImmuniWeb، كان واحداً من ثلاثين مبتكراً احتفت بهم مجلّة "عربية .Inc" في عدد ديسمبر 2024
![images header](https://incarabia.awicdn.com/site-images/sites/default/files/default_image_inc_arabia.jpg?preset=v4.0_770X577&save-png=1&rnd=1519151RND220215)
الدّكتور إيليا كولوتشينكو، شابٌّ شقّ طريقه في عالمٍ لم يكن آنذاك مدركاً لأهمّيّته البالغة، حين بدأ أولى خطواته في مجال أمن المعلومات عام 2003 وهو لم يتجاوز السّادسة عشرة من عمره. كان أمن المعلومات في تلك الأيّام يعتبر مجرّد إضافةٍ جانبيّةٍ لعالم تكنولوجيا المعلومات، لا يحتلّ موقع الصّدارة، ولا يعطى ما يستحقّ من الاهتمام. ولكنّ كولوتشينكو، بعينٍ ثاقبةٍ وإرادةٍ لا تلين، رأى في هذا المجال مستقبلاً مختلفاً.
وفي عام 2019، بعد أن أمضى سنواتٍ طويلةً في بناء وإدارة شركةٍ ناجحةٍ لخدمات الأمن السّيبرانيّ، قرّر أن يبدأ رحلةً جديدةً بروح الابتكار، فأطلق شركته "إيموني ويب" (ImmuniWeb) في جنيف، واضعاً نصب عينيه رؤيةً طموحةً: منصّةً شاملةً للأمن السّيبرانيّ، تعمل على مدار السّاعة وطوال أيّام السّنة، متاحةً للجميع، تبسّط التّعقيد وتضع الحلول بين أيدي كلّ من يحتاجها.
اليوم، أصبحت إيموني ويب شاهداً حيّاً على نجاح هذه الرّؤية. فقد جمعت بين أروقتها أكثر من ألف عميلٍ من كبرى الشّركات العالميّة، موزّعين على أكثر من خمسين دولةً. يرى كولوتشينكو أنّ نجاح فريقه لم يكن مجرّد إنجازٍ تقنيٍّ، بل هو خطوةٌ نحو دمقرطة الأمن السّيبرانيّ، وتحويله إلى خدمةٍ في متناول الجميع، تزيل عنه طابع النّخبويّة، وتجعله جزءاً من حياة النّاس اليوميّة.
مع تصاعد التّهديدات السّيبرانيّة في منطقة الخليج، قرّرت إيموني ويب توسيع عمليّاتها إلى دبيّ، لتكون في قلب منطقةٍ تحتاج بشدّةٍ إلى حلولٍ مبتكرةٍ. ولم يمض وقتٌ طويلٌ حتّى أصبحت الشّركة شريكاً موثوقاً لمؤسّساتٍ رائدةٍ، مثل "دي بي وورلد" (DP World)، البنك العربيّ (Arab Bank)، الشّركة السّعوديّة للأمن السّيبرانيّ (Saudi Cybersecurity Company)، والمؤسّسة العامّة للتّأمينات الاجتماعيّة (Public Institution for Social Security). هذا التّوسّع لم يكن مجرّد خطوةٍ جغرافيّةٍ، بل كان رسالةً بأنّ الشّركة عازمةٌ على مواجهة التّحدّيات الكبرى بخبرةٍ وثقةٍ.
ولكنّ عين الدّكتور كولوتشينكو لا تتوقّف عند الحاضر، بل تتطلّع إلى المستقبل. يرى أنّ الذّكاء الاصطناعيّ والتّقنيّات النّاشئة يحملان مفتاح تبسيط وأتمتة المهام السّيبرانيّة، ولكنّه في الوقت نفسه يتحلّى بحكمة التّوازن، قائلاً: "أؤمن باستخدام الذّكاء الاصطناعيّ بعقلانيّةٍ ووعيٍ، ولكنّه لن يحلّ محلّ الخبراء المهرة خلال العقد القادم. بل على العكس، سيحرّرهم من المهام التّقليديّة، ليكرّسوا وقتهم للمسائل المعقّدة الّتي تحتاج إلى الذّكاء البشريّ".
دليل النّجاح: لدّكتور إيليا كولوكشينكو
ما الذي جذبك إلى منطقة الخليج من منظور لأعمال؟ وما رؤيتك لمستقبلها؟
ازدهرت دول مجلس التعاون الخليجيّ لتصبح إحدى أسرع المناطق نموّاً، مستندةً إلى اقتصاد متينٍ، واستقرارٍ يغري المستثمرين محلّيّاً ودوليّاً. تدفّقت الاستثمارات إلى هذه الأسواق، وانطلقت فيها مشاريع طموحةٌ تستشرف المستقبل. غير أنّ هذا الرّخاء، رغم ما يحمله من فرصٍ واعدةٍ، استرعى انتباه مجرمي الإنترنت، الّذين لا يفوّتون فرصةً لاستهداف الأثرياء غير المحصّنين. لذا، انطلقت مهمّتنا في الخليج لتقديم حلولٍ تقنيّةٍ تتّسم بالبساطة والموثوقيّة، مصمّمةٍ وفق احتياجات الأسواق المحلّيّة ومتطلّبات التّشريعات، بما يمكّن الشّركات من بناء منظومةٍ رقميّةٍ منيعةٍ ومستدامةٍ، قادرةٍ على مواجهة التّحدّيات بأعلى مستويات الكفاية.
ما النّصيحة الّتي تقدّمها للشّباب الطّامحين والشّركات النّاشئة الّتي تسعى إلى دخول مجالكم؟
لا تتوقّف عن التّعلّم، لا تفرّط في شغفك، لا تتهيّب الفشل، فهو ليس سوى خطوةٍ أخرى نحو النّجاح المتكامل. اجتهد بإخلاصٍ، وثابر بلا كللٍ، فالتّاريخ لا يذكر إلّا أولئك الّذين صنعوا الفرق، وأصرّوا على بلوغ القمم.
اختارت مجلّة "عربية .Inc" الدّكتور إيليا كولوكشينكو، مؤسّس شركة ImmuniWeb، ضمن قائمتها المرموقة "روّاد التّكنولوجيا في الخليج العربي"، الّتي تضمّ ثلاثين مبتكراً رسموا ملامح المستقبل التّقنيّ في المنطقة.
للاطّلاع على القائمة الكاملة، اضغط هنا.
شاهد أيضاً: رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: علي الصّعيدي