لماذا تستمر 30% فقط من الشركات إلى الجيل التالي؟
من الجيل الأوّل إلى الثّالث، استراتيجيات تجعل بعض الشّركات العائليّة تستمرّ، بينما يفشل الآخرون
بقلم ستيف ستراوس Steve Strauss، مؤلّفٌ لكتبٍ من الأكثر مبيعاً وكاتبُ عمود
اختبارٌ مفاجئٌ! كم عدد الشّركات الّتي تنتقلُ بنجاحٍ من الجيل الأوّل إلى الجيل الثّاني؟ هل هو...
- 7%.
- 30%.
- 50%.
- 61%.
الجوابُ هو 30%، أقلّ من ثلث الشّركات استطاعت البقاءَ بعد الانتقال إلى الجيل التّالي، وإذا كنتَ تعتقدُ أنَّ هذا الرّقمَ منخفضٌ، فكّر في التَّالي: [1]
- تصلُ نسبةُ البقاء إلى الجيل الثّالث إلى 12% فقط.
- ويصلُ إلى 4% فقط من يستطيعونَ البقاءَ إلى الجيل الرّابع.
في المرّة القادمة الّتي ترى فيها متجراً يحملُ لافتةً تقولُ شيئاً مثلَ: "ملكٌ للعائلة منذ عام 1927!" خذ لحظةً لتعجَبَ منَ البراعة الرّياديّة لتلك العائلة الاستثنائية، إذ إنَّ ذلكَ نادرٌ فعلاً.
- لماذا يكونُ الأمرُ كذلكَ؟
يتّضحُ أنَّ مجموعةً من العوامل تتداخَلُ لتُعيقَ العمليةَ الطّبيعيّةَ التي يجبُ أن تنمو فيها الشّركةُ وتتقدّمَ وتستمرَّ، بعدَ رائد الأعمال الأول، يمكنُ أن يواجهَ الجيلُ التالي أجنداتٍ شخصيّة منافسة، مهاراتٍ مختلفة، تنافسَ بين الأشقّاء، قضايا ماليّة وتعقيداتٍ أخرى.
لقد شهدتُ ذلكَ شخصيّاً؛ حيثُ تركَ والدي العزيزُ عملَهُ في تجارة السّجّاد لأبنائه الأربعة، ولكن لم يكن أحدٌ منّا يرغبُ في امتلاك متجر سجّادٍ، كان لدينا جميعاً أحلامُنا وخططُنا الخاصّةُ، على الرَّغم من خطّة والدي المدروسة تماماً، إلا أنَّنا في النّهاية بعنا العملَ إلى المدير العامّ، أنا متأكّدٌ أنَّ ذلكَ شيءٌ لم يتوقّعهُ أبي أبداً.
إذن كيفَ يمكنُ الاحتفاظُ بشركةٍ عائليةٍ على قيد الحياة، جيلاً بعدَ جيلٍ؟ أظهرت الأبحاثُ أنَّ الشّركات العائلية الّتي تستمرُّ لعدّة أجيالٍ تقومُ بنفس الأمور القليلة بشكل صحيحٍ، تميلُ الشّركاتُ العائليّةُ النّاجحةُ على مرّ الأجيال إلى اتّباع وصفة النّجاح هذه:
-
الحفاظُ على القضايا العمليّة والشّخصيّة منفصلة، في أقصى حدٍّ ممكنٍ
لقد عملتُ مع العديد من الشّركات التي تديرُها العائلةُ، وقد قمتُ بتدريبها، وبالفعل شاركتُ في العديد منها، بعضُها رائعٌ وبعضُها الآخرُ يعاني من الاضطراب، ما هو الفارقُ؟
أولاً وقبلَ كلّ شيءٍ، تسعى أفضلُ الشّركات التي تديرُها العائلةُ إلى الحفاظ على العمل كعملٍ، وتعملُ بجدٍّ للحفاظ على الجوانب الشّخصية خارجَ العمل بقدر الإمكان، بالطّبع، لا يمكنُ أن يتحقّقَ ذلكَ بنسبة 100٪، ولكنَّ الأشخاصَ داخلَ شركةٍ عائليّةٍ رائعةٍ دائماً لديهم أدوارٌ ووظائفُ محددةٌ بوضوحٍ في العمل، مدركينَ بأنَّ دورَ الشّخص في العمل ليس هو نفسُ دوره في المنزل.
الاحترامُ للوظائف المختلفة التي يحملُها الفردُ داخلَ الهيكل العائليّ هو الأمرُ الرّئيسيُّ.
شاهد أيضاً: كيف حققت شركة عائلية النجاح مع شراب رياضي وصولاً إلى 33 مليار دولارٍ؟
-
ينقلون قصّتهم الرياديّة للجيل التّالي
واحدةٌ من أكبر التّحديات التي تواجهُ استمرارَ نجاح الأعمال متعدّدة الأجيال هي أنَّ الأسبابَ والدّوافعَ التي تجعلُ شخصاً يبدأُ عملاً لن تكونَ ببساطةٍ موجودةً مع مرور الوقت، لا يمكنُ تكرارُ الدّافع والشّغف والحماسة والاحتياجات والحوافز التي دفعت رائدَ الأعمال بسهولةٍ في وقتٍ لاحقٍ، ونتيجةً لذلكَ، تفتقرُ الأجيالُ التّاليةُ في كثيرٍ من الأحيان إلى الحماس الذي كان يحتاجُهُ إطلاقُ المشروع.
وهنا تأتي قصّةُ الأعمال الرّيادية للعائلة، إذ من خلال الاحتفال ومشاركة قصّة رائد الأعمال المؤسّس، يمكنُ للأجيال اللّاحقة أن تشعرَ بالاتّصال بالماضي واستخدام ذلكَ كحافزٍ للحفاظ على الحلم حيّاً.
-
يستغلّون المواهب
ستحتوي العائلةُ الكبيرةُ على أشخاصٍ مختلفينَ بمهاراتٍ مختلفةٍ، تستفيدُ الشّركاتُ العائليّةُ الرّائعةُ متعدّدةُ الأجيال من قدرات ومهارات كلّ جيلٍ، وهذا، في المقابل، يحلُّ مشكلةً شائعةً أخرى تواجهُ هذا النّوعَ من الشّركات: يمكنُ أن تَعلَقَ الشّركاتُ متعدّدةُ الأجيال في نمطٍ ثابتٍ وتفعلَ الشّيءَ نفسَهُ بنفس الطّريقة، عاماً بعد عامٍ، عقداً بعد عقدٍ. وتصبحُ الشّركةُ قديمةً باليةً، وكذلكَ الأشخاصُ الذين يديرُونَها.
ومع ذلكَ، تتجنّبُ الشّركاتُ العائليّةُ الرّائعةُ متعدّدةُ الأجيال هذا الانزلاقَ عن طريق استخدام الدّماء الجديدة لصالحها، في كثيرٍ من الحالات، يتنازلُ الجيلُ الأكبرُ عن بعض السّيطرة؛ مما يمنحُ الشّبانَ الفرصةَ للابتكار وتجربة أشياءَ جديدة.
-
يشارك الأطفال في وقتٍ مبكّر
معظمُ العائلات الرّياديّة، سواءٌ كانت متعدّدةَ الأجيال أو غيرَ ذلكَ، تعملُ على إشراك الأطفال في الأعمال التّجاريّة من سنٍّ مبكّرةٍ، وتعطيهم هذه المشاركةُ شعوراً بالملكيّة، وكذلكَ رؤيةً مبكّرةً لما قد يكونُ.
-
يشجعون الأطفال على الحصول على تعليم واسع
ترغبُ العائلاتُ الرّياديةُ العظيمةُ أن تحصلَ الأجيالُ القادمةُ على تعليمٍ قويٍّ وواسعٍ قبلَ دخول الأعمال التجاريّة، مدركينَ بأنَّ التّعلّمَ حولَ العالم لا يمكنُ إلّا أن يساعدَ في تقدّم الأعمال التّجاريّة.
شاهد أيضاً: كيف يمكنك تطوير عملك الصغير من خلال الاستفادة من محتوى تعليمي؟
-
يوجد مالكٌ واحدٌ، واحدٌ فقط
قد تكونُ هذه هي أكبرُ مشكلةٍ تواجهُ الشّركات متعدّدةَ الأجيال، لنفترض أن يتركَ رائدُ الأعمال الأوّلُ العملَ لولديه، ومن ثَمَّ يتركانه لابنيهما، بحلول الجيل الثّالث، هناكَ أربعةُ ملّاكٍ، يمتلكُ كلُّ واحدٍ منهم فقط 25 في المئة، التّخفيفُ هو مشكلةٌ كبيرةٌ.
تحلُّ العديدُ من الشّركات العائلية التي تستمرُّ لعدّة أجيالٍ هذه المشكلةَ عن طريق وضع شخصٍ واحدٍ لتولّي زمامَ الأمور في كلّ مرّةٍ، تخيّل المشكلات التي قد تنشأُ إذا كانَ جميعُ الأشخاص الأربعة من الأجيال الثّانية متساوينَ فيما يتعلّقُ بالعمليّات اليوميّة، كما في المثال أعلاه، إنَّها وصفةٌ كارثيّةٌ، الحلّ هو وضعُ شخصٍ واحدٍ فقط في موقع المسؤولية.
نعم، يمكنُكَ نقلُ عملكَ إلى أولادكَ، ولكنَّ الشَّركات العظيمة متعدّدة الأجيال تثبتُ أنَّهُ يجبُ القيامُ بذلكَ بشكلٍ مدروسٍ لتتمّ عمليةُ الانتقال بنجاحٍ.