شركة ناشئة تسعى لتعزيز الأصوات الموسيقيّة النسائيّة
تركت هذه المديرة التنفيذية السابقة عالم الشركات الكبرى -مثل سوني، وتيك توك، وميلت الشرق الأوسط- لتؤسس شركة ناشئة تهدف إلى ربط الفنانات من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالعلامات التجارية، مما يمكّنهن من تحقيق النجاح والظهور في الساحة الفنية
هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
نشأت آنا جورج وترعرعت في دبي، وكانت منذ صغرها تحلم بالدُّخول إلى عالم الموسيقى والتَّرفيه، وهذا الشَّغفُ دفعها إلى مسيرةٍ مهنيَّةٍ استمرَّت لأكثر من 15 عاماً، حيث عملت في شركاتٍ عالميَّةٍ مرموقةٍ مثل سوني ميوزيك إنترتينمنت، ومهرجان دبي السّينمائيّ الدُّوليّ، وتيك توك، وميلت الشَّرق الأوسط.
في يناير الماضي، خطت آنا خطوتها الأولى كرائدة أعمالٍ وأطلقت وكالة المواهب النّسائيَّة (FTA)، وهي وكالةٌ إبداعيَّةٌ مقرُّها دبي تسعى لربط الموسيقيَّات بالعلامات التّجاريَّة، وخلال شهرين فقط، تمكَّنت آنا من بناء قائمةٍ تضمُّ 20 فنانة من دولٍ مثل المغرب والسُّعوديَّة، وأقامت مجلساً استشاريّاً يضمُّ نساءً رائداتٍ في مجال الصّناعة.
وفي حديثها لمجلة عربية .Inc، تقول آنا: "العديد من الأسواق تنظرُ إلى الشَّرق الأوسط ككيانٍ واحدٍ، لكنَّنا نعلم أنَّ هذا غير صحيحٍ، وموسيقى منطقة الشَّرق الأوسط وشمال إفريقيا تسافر عبر الحدود وتلفت انتباه الشَّركات العالميَّة".
بتأسيسها لوكالة FTA، تهدف آنا إلى تقليص الفجوة بين الجنسين في صناعة الموسيقى وتعزيز أصوات الموسيقيَّات في المنطقة، وتقول جورج: "لطالما كان لدينا عددٌ محدودٌ من الأيقونات الموسيقيَّة التي يعشقها الجميع، ربَّما 10 إلى 15 فقط، أمَّا الآن فنشهد بروز العديد من الفنانين الجدد الذين يتحدَّث عنهم الجميع، وهؤلاء هم الفنانون الذين يستمع إليهم جيل الألفيَّة الجديد".
وتُضيف: "الجيل الجديد من الشَّباب العربيّ يغيُّر السَّرديَّات ويُعيد تشكيل التَّصوُّرات، وهؤلاء الموسيقيون، بمن فيهم فنانو الشتات، يمزجون بين الأنواع الموسيقيَّة واللُّغات، ممَّا ينتج عنه أسلوبٌ موسيقيٌّ فريدٌ يجمع بين الأصالة والحداثة ويعكس الثَّقافة بشكلٍ حقيقيٍّ".
وتتابع قائلةً: "جميع هؤلاء الفنانين لديهم رحلاتٌ مذهلةٌ وقصصٌ تستحقُّ الرِّواية، وهذا يظهر جليّاً في موسيقاهم، وهم فخورون بثقافتهم وتاريخهم، ويسعون إلى تحديثه ومزجه مع الحداثة".
شاهد أيضاً: نور الحسن.. رائدةُ أعمالٍ راهنت على نجاح النساء
التوفيق بين العلامات التجارية والمواهب
تتحدَّث جورج عن النُّموّ الهائل في المواهب الشَّابَّة، إلى جانب تطوُّر البنية التَّحتيَّة لصناعة الموسيقى في منطقة الشَّرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتُشير إلى الاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها السُّعوديَّة في قطَّاع التَّرفيه ضمن رؤية 2030، وهذه الاستثمارات، مع زيادة برامج التَّعليم وورش العمل، مثل مؤتمر XP Music الذي تنظِّمه MDL Beast، تُسهم في تطوير المواهب في مجال إدارة الأعمال الموسيقيَّة، وهو ما كان ينقص المنطقة.
عمل جورج يجمع بين الفنِّ والأعمال، فهي لا تقتصر على تسهيل دعم المشاهير، بل تعمل على عمليَّةٍ إبداعيَّةٍ مشتركةٍ، حيث تتعاون مع مديري العلامات التّجاريَّة والفنانين لتحقيق تفاعلٍ عميقٍ مع الجمهور.
تقول جورج: "لقد عملت في مجالٍ متخصِّصٍ من صناعة الموسيقى لمدَّة 15 عاماً، وأبحث عن التَّناغم بين هويَّة العلامة التّجاريَّة وهويَّة الفنان، ثُمَّ أساعد العلامات التّجاريَّة على استخدام الموسيقى كأداةٍ تسويقيَّةٍ"، وتوضِّح أنَّ عملها يساعد الفنانين على تسديد نفقاتهم لكي يتفرَّغوا لإبداعهم الموسيقيَّ، بينما تُسهم في خلق محتوى أصيلٍ ومرتبطٍ بالثَّقافة للعلامات التّجاريَّة.
وتضيف: "الجميع يتطلَّع إلى دعم هؤلاء الفنانين ورؤية نجاحهم الباهر، لكنَّ الحقيقة أنَّ كونك فناناً مستقلّاً في الوقت الحاليِّ أمرٌ في غاية الصُّعوبة، وعليهم تنويع مصادر دخلهم؛ لأنَّه على الرَّغم من أنَّهم يحقّقون بعض الإيرادات من خلال خدمات البثِّ، إلَّا أنَّنا ما زلنا نفتقر إلى بنيةٍ تحتيَّةٍ قويَّةٍ للجولات الموسيقيَّة في المنطقة".
وتضيف: "السُّؤال الذي يتردَّد في أوساط الصّناعة هو: هل سيكون عام 2024 هو العام الذي يحقِّق فيه أحد فناني منطقتنا نجاحاً عالميّاً؟ وهل سيكون العام الذي نرى فيه بنيةً تحتيَّةً متكاملةً للجولات الموسيقيَّة في منطقة الشَّرق الأوسط وشمال إفريقيا؟"
شاهد أيضاً: معركة المساواة: نساء في مواجهة عالم الأعمال
وتشرح جورج أنَّ العلامات التّجاريَّة ترغب في زيادة ظهورها وجذب المزيد من الانتباه، وبيع منتجاتها بفعاليَّةٍ أكبر، وتحفيز مشاعر جمهورها، وتقول: "إذا تمكَّن الفنانون، الذين هم بطبيعتهم رواةُ قصصٍ، من إثارة نفس المشاعر لدى الجمهور، فيمكنهم بناء علاقةٍ متناغمةٍ ومتبادلة المنفعة مع العلامات التّجاريَّة".
وتوضِّح: "الأمر ليس مجرَّد تعاونٍ عابرٍ، بل هو استراتيجيَّةٌ لبناء الموسيقى كجزءٍ أساسيٍّ من هويَّة العلامة التّجاريَّة"، مشيرةً إلى أنَّ المبادرات التي تعمل عليها تمتدُّ في الغالب لمدَّة 12 شهراً، على عكس المشاريع قصيرة الأجل للمؤثّرين.
وتختتم جورج بقولها: "وكالة FTA هي مشروعٌ تجاريٌّ، ولكنَّني أطمح أن تصبح أيضاً حركةً تُسلِّط الضَّوء على الفنانات من هذه المنطقة وتدعم النّساء في مجال الأعمال".