شركة Sampo AI تحصد أكبر استثمارٍ تأسيسيٍّ في عُمان

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

حقّقت شركة "سامبو للذكاء الاصطناعي" (Sampo AI)، وهي شركةٌ ناشئةٌ عُمانيّةٌ متخصّصةٌ في حلول التّسعير الدّيناميكيّ لقطّاع التّجارة الإلكترونيّة، إنجازاً استثماريّاً غير مسبوقٍ، حيث أغلقت جولة تمويلٍ تأسيسيٍّ بقيمة 750 ألف دولارٍ أمريكيٍ، لتصبح أكبر جولة تمويلٍ تأسيسيٍّ على الإطلاق في سلطنة عُمان. وتولّت قيادة الجولة الاستثماريّة كلٌّ من "مختبرات عمانتل للابتكار"  (Omantel Innovation Labs) و"واعد فنتشرز" (Waad VC)، إلى جانب مشاركةٍ من "هيكسنتشر" (Hexnture) وعددٍ من المستثمرين الملائكيّين البارزين في المملكة العربيّة السّعوديّة.

يعكس هذا الاستثمار ثقةً كبيرةً في النّهج الّذي تتبعه سامبو للذّكاء الاصطناعيّ وقدرتها على إحداث تحوّلٍ في مشهد التّجارة الإلكترونيّة الإقليميّ، حيث تسعى الشّركة إلى تعزيز نموّها في كلٍّ من السعودية والإمارات، وهما سوقان يشهدان تطوّراً متسارعاً في التّقنيات الرّقميّة المرتبطة بالتّجارة الإلكترونيّة.

تأسّست سامبو للذكاء الاصطناعي في يوليو 2024 على يد سيف العيسائي، وتهدف إلى إحداث ثورةٍ في استراتيجيات التّسعير من خلال الذكاء الاصطناعي، وتعتمد منصّتها المتطوّرة على تحليل سلوك المستخدم، واتّجاهات الشّراء، وإجراء اختبارات A/B، ما يساعد الشّركات على اتّخاذ قراراتٍ تسعيريّةٍ دقيقةٍ لتحقيق أقصى قدرٍ من الأرباح. وتتمتّع الشّركة بقاعدة بياناتٍ ضخمةٍ تضمّ أكثر من 10 ملايين منتجٍ إقليميٍّ، ممّا يمنحها قدرةً فريدةً على توفير رؤىً تحليليّةٍ دقيقةٍ تساعد الشّركات على مواكبة التّغيرات السّريعة في سوق التجارة الإلكترونية.

في حديثه مع "عربية .Inc"، وصف سيف العيسائي، الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لسامبو للذكاء الاصطناعي، هذا التّمويل بأنّه نقطة تحوّلٍ رئيسيّةٌ في مسيرة الشّركة، موضّحاً: "تمنحنا هذه الجولة التّمويليّة دفعةً قويّةً لمواصلة تحسين تقنيات الذكاء الاصطناعي لدينا، وتوسيع نطاق تكامل منصّتنا مع مزيدٍ من منصات التجارة الإلكترونية، وتعزيز فرق المبيعات والدّعم. نُركّز أيضاً على النّموّ في كلٍّ من السعودية والإمارات، حيث نستثمر في استراتيجيّاتٍ محليّةٍ وشراكاتٍ رئيسيّةٍ لضمان تبنٍّ سلسٍ لحلولنا، فهدفنا واضحٌ: تمكين الشّركات من زيادة إيراداتها عبر استراتيجيّات تسعيرٍ أكثر ذكاءً. وهذا التّمويل سيمنحنا القوّة اللّازمة لتسريع خطط التّوسّع الإقليميّ وتطوير تقنياتنا باستمرارٍ".

ما يجعل سامبو للذكاء الاصطناعي مختلفةً عن غيرها من منصّات التّسعير هو تصميمها المتوافق مع خصوصيّات سوق الشّرق الأوسط، ممّا يمنحها ميّزة تفوّقٍ على الأدوات العامّة الأُخرى، إذ تستطيع منصّتها تتبّع اتّجاهات السّوق المحليّة، وسلوك المستهلكين، والتّغيّرات الموسميّة، وهي عواملٌ غالباً ما تغفلها الحلول العالميّة.

كما يُضيف العيسائي: "ما يميّز منصّتنا هو استراتيجيّات التّسعير المُتقدّمة الّتي نطبّقها، حيث نحلّل كلّ منتجٍ وفق عشرات الاستراتيجيّات الدّيناميكيّة، مثل: الخصومات، والتّعديلات السّعريّة، والتّسعير حسب المستخدم، والعروض التّرويجيّة، بهدف تحقيق أقصى الأرباح. ومع مرور الوقت، يصقل الذكاء الاصطناعي الخاصّ بنا مئات الاستراتيجيّات، ويختار الأنسب لكلّ منتجٍ في اللّحظة الفعليّة. علاوة على ذلك، نقدّم نموذجاً خالياً من المخاطر، حيث لا يتم تحصيل رسومٍ إلّا في حال تحقيق زيادةٍ فعليّةٍ في الإيرادات".

تُعدّ التّجارة الإلكترونيّة في منطقة الشّرق الأوسط موسميّةً للغاية، إذ تشهد ذروتها خلال فتراتٍ مثل رمضان، وعيدي الفطر والأضحى، والمناسبات الوطنيّة كيوم التأسيس السعودي، المُقرّر إحياؤه بعد أسبوعين. وعلى عكس حلول التّسعير التّقليديّة، تعتمد سامبو للذكاء الاصطناعي على تكييف الأسعار في الوقت الفعليّ، ممّا يساعد التّجار على البقاء في الصّدارة خلال فترات الطّلب المرتفع. ويوضّح العيسائي هذه النّقطة قائلاً:

"تتكيّف منصّتنا مع أنماط التّسوق الثّقافيّة واتّجاهات الخصومات وتوافر المخزون لمساعدة التّجار على تحقيق أقصى استفادة من هذه المواسم المهمّة. كما أنّنا ندمج حلولنا مع منصّاتٍ محليّةٍ، مثل: "زيد" (Zid) و"سلة" (Salla)، ممّا يتيح للشّركات تطبيق استراتيجيّات التّسعير الذّكيّ بسهولةٍ، بما يتماشى مع طبيعة السّوق الإقليميّ".

تلعب الشّراكات دوراً محوريّاً في خطط توسّع سامبو للذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الشّركة إلى دخول أسواقٍ جديدةٍ في المنطقة عبر التّعاون مع منصّاتٍ ومتاجر إلكترونيّةٍ متعدّدةٍ. ويكشف العيسائي عن بعض هذه الخطط بقوله:

"الشّراكات جوهريّةٌ لتوسّعنا في السعودية والإمارات. ونحن نعمل عن كثبٍ مع عدّة أسواقٍ ومنصّاتٍ رقميّةٍ لجلب حلول التّسعير الدّيناميكيّ إلى مستخدميها، بل ونتوسّع إلى قطّاعاتٍ متخصّصةٍ، مثل: الصّيدليات، وصالونات التّجميل، وتأجير المنتجات. في مجال التّجارة الإلكترونيّة، نخطو خطوةً إضافيّةً عبر إطلاق تحالف التّجارة الإلكترونيّة، الّذي يضمّ بالفعل 30 عضواً، ومن المقرّر الإعلان عنه رسميّاً في الرّبع الثّالث من العام الجاري. ويهدف هذا التّحالف إلى دعم نموّ التّجار بشكلٍ متكاملٍ، مع جعل التّسعير الدّيناميكيّ عنصراً أساسيّاً في استراتيجيّاتهم، ممّا يضمن لهم تحقيق أقصى ربحيّة مع تحسين إدارتهم الشّاملة لأعمالهم".