شركة TruKKer: تكنولوجيا لتقديم أفضل الخدمات اللوجستية
باستخدام استراتيجياتٍ مميزةٍ لتوفير خياراتٍ متنوعةٍ تتلاءم مع شريحةٍ واسعةٍ من العملاء بدءاً من المنزل وصولاً إلى الشركات
تمكَّنتْ شركةُ TruKKer من أن تكونَ واحدةً من أكثرِ الشَّركاتِ الموثوقةِ لتقديمِ الخدماتِ اللّوجستيةِ في المنطقةِ العربيَّةِ والشَّرقِ الأوسطِ في سنواتٍ قليلةٍ، فهي عبارةُ عن مُجمَّع شاحناتٍ متنوّعةٍ، ومدعومةٍ بالتّقنياتِ الحديثةِ والخدماتِ السّحابيَّة التي توفِّرُ بياناتٍ دقيقةٍ عن الأسواقِ، وتنجحُ في تغطيةٍ شاملةٍ لها بما يضمنُ التَّجميعَ بحسبِ الطَّلبِ في الوقتِ الفعليِّ وتتبُّعِ الشَّاحناتِ، والاستخدامِ الذّكيِّ للأصولِ، وكلّ هذا مع تكلفةٍ معقولةٍ للغايةِ، وأسعارٍ تنافسيَّةٍ وجودةٍ في توصيلِ السّلعِ مهما كان حجمُها أو ماهيتُها.
فما هي شركةُ TruKKer ومن مؤسّسيها وكيفَ تمكّنتْ من تحقيقِ هذا النّجاحِ في سنواتٍ قليلةٍ، وما أهمُّ المناطقِ التي تعملُ بها في الوطنِ العربيِّ؟ كل هذا وأكثر سوفَ نتعرّفُ عليهِ الآن.
شركة TruKKer
- المقرّ: السّعودية.
- المؤسّسون: جوراف بيسواس وبراديب مالافارابو.
- سنةُ التّأسيسِ: 2016.
- القيمةُ السوقيَّة: 320 مليون دولارٍ.
مثلَ فكرةِ أوبر للنّقلِ الشّخصيّ والفرديّ انطلقتْ شركةٌ TruKKer مع مؤسّسيها جوراف بيسواس وبراديب مالافارابو، حيثُ تسمحُ بانضمامِ سائقي الشّاحناتِ إليها بعدَ اختباراتٍ متنوّعةٍ للتّأكُّدِ من الكفاءةِ والقدرةِ على التّوصيلِ السّريعِ، وباستخدامِ تطبيقِ هاتفٍ محمولٍ يمكنُ لأيٍّ شركةٍ التّواصلَ مع الخدمةِ وحجزِ السّائقِ سواءً في الدّولةِ نفسِها أو خارجَها.
فقد وردتْ الفكرةُ إلى بيسواس عندما وقعَ أحدُ أصدقائِه في مشكلةٍ بعد أن رفضتْ شركةُ الشحنِ الّتي تعاقدَ معها استكمالَ الصّفقةِ ونقلَ بقيّةِ حاوياتٍ خاصَّةٍ به، فتساءلَ بيسواس عن إمكانيّةِ تطويرِ خدمةٍ مثل أوبر ولكن للشّحنِ، ولم ينتظرْ كثيراً بل خلالَ أيامٍ عدّة بدأَ في التَّنفيذِ مع صديقهِ القديمِ براديب مالافارابو، وقد كانَ بيسواس قبلها مديرَ مشروعِ مخطّط ياس مول، وأصبحَ واحداً من أصغرِ المديرين في الشّركِةِ بعمر 32 سنة.
رؤية ورسالة شركة تروكر
ضرورةُ الاعتمادِ على البياناتِ والتّحليلاتِ وعدم تجاهلِ طبيعةِ النَّقلِ والعملاءِ في المنطقةِ وتصميمِ نموذجٍ مخصّصٍ لهم كانَ أهمَّ ملامح رؤيةِ جوراف بيسواس مؤسّس شركة TruKKer، فهو يركّزُ على ضمانِ تحسينِ تجربةِ المستخدمِ باستمرارٍ ووضعِ المعاييرَ وتعديلها بالإضافةِ إلى قيادةِ اتّجاهِ قطّاعِ النَّقلِ وتطويرِه.
كما جاءَ التَّركيزُ على الاحتياجاتِ المتنوّعةِ للعملاءِ ليكونَ الجزءُ الثَّاني من الرّؤيةِ المتكاملةِ للشّركةِ، فليسَ من الضَّروريِّ على الإطلاق حجزُ شاحنةٍ كاملةٍ، بل يمكنُ حجزُ جزءٍ منها فقط بناء على احتياجاتِ العميلِ ومتطلباتِ التَّسليمِ، ويتمُّ هذا بسهولةٍ عبرَ التَّواصلِ الرَّقمي واتّساعِ حجمِ السُّوقِ بشدةٍ والعدد الكبير من الشّاحناتِ، ممّا يسهم في تلبيةِ المتطلّباتِ المتنوّعةِ وبأسعارٍ تنافسيّةٍ.
جولات التمويل لشركة TruKKer
منذُ انطلاقها في عام 2016، حققتْ شركةُ TruKKer طفرةً قويّةً ومعدّلَ نموٍّ هائلٍ للغايةِ وصلَ إلى 2000% في عامها الأولِ في دولةِ الإماراتِ العربيَّة المتحدةِ، وقد تمكَّنت الشّركةُ بعدَ هذا من إغلاقِ عدّةِ جولاتٍ تمويليَّةٍ ناجحةٍ.
ففي البدايةِ أغلقتْ جولةً تأسيسيَّةً بقيمةِ 1.4 مليون دولارٍ بقيادةِ شركة Raed Ventures الّتي تتخذُ من السّعوديةِ مقرَّاً لها وتضمُّ صناديقَ مؤسسيَّة، مثل: صندوقِ الرّياضِ للتّقنيةِ و 500 Startups، وAverroes Ventures، وArzan VC، وكان هذا عام 2017 بعدَ عامٍ واحدٍ فقط من انطلاقها.
كما نجحتْ في نهايةِ العامِ نفسِه في إغلاقِ جولةِ التّمويلِ الأولى بعدَ الجولةِ التّأسيسيَّة، وجاءَتْ بقيمة 23 مليون دولارٍ بقيادةِ مشروعاتِ التّكنولوجيا السّعوديةِ، وبمساهمةِ مستثمرين، مثل: الصّندوقِ العُمانيّ للتّكنولوجيا، وشركةِ إلياد بارتنرز، وصندوقِ إنديفور كاتاليست.
ونجحتْ TruKKer منذُ ذلكَ الوقتِ وكلَّ عامٍ تقريباً في تحقيقِ جولاتِ تمويلٍ ناجحةٍ للغايةِ، فعامُ 2019 جمعتْ 23 مليون دولارٍ من 9 مستثمرينَ، وعام 2020 جمعت 10 مليونَ دولارٍ من جولتين تمويليتين، وقامتْ عامَ 2022 بـ 3 جولاتٍ تمويليَّةٍ جمعتْ منها 40 مليون دولارٍ، ليأتي عام 2022 ليكونَ الأكثرَ ضخامةً في تمويلِها لتجمعَ 236 مليون دولارٍ عبر 4 جولاتٍ تمويليَّةٍ متنوّعةٍ بين الفئةِ B والفئةِ C.
شاهد أيضاً: أبرز شركات النقل والخدمات اللوجستية المستدامة في العالم العربي
النموذج الاقتصادي واستراتيجية العمل.. كيف تمكنت تروكر من النجاح؟
عبرَ التَّركيزِ على الثّقةِ المتبادلةِ بينَ السَّائقينَ والمستخدمينَ نجحتْ شركة Trukker في تحقيقِ نجاحٍ ملحوظٍ منذ انتهاءِ العامِ الأولِ تحديداً، فكانَ الهدفُ الأساسيُّ لها هو زيادةُ جذبِ كلٍّ من السَّائقينَ والمستخدمينَ للتّطبيق، وتمَّ هذا عبرَ عروضِ وظائف منتظمة وثابتة ومدفوعاتٍ نقديّةٍ، بالإضافةِ إلى التَّركيزِ على أن تكونَ الأسعارُ تنافسيَّةً مما يتيحُ جذبَ الشّركاتِ من كلَّ الأحجام، ليصلَ عدد الشّاحناتِ المشتركةِ في التّطبيقِ عام 2022 إلى أكثر من 40 ألفَ شاحنةٍ بالإضافةِ إلى 700 عميلٍ في 8 بلدانٍ.
كيف أثرت شركة TruKKer في السوق المحلية والإقليمية؟
نجحتْ شركةُ تروكر بخدماتِها المُميَّزةِ في خفضِ أسعارِ الشّحنِ والنَّقلِ بنسبةٍ من 20-30% وهذا خلالَ عامٍ واحدٍ فقط من انطلاقها، كما تمكّنتْ من سدِّ الفجوةِ بين شركاتِ الإنتاجِ وشركاتِ الشَّحنِ، والتي كانت تعتمدُ من قبل على الوسطاءِ بطريقةٍ تقليديَّةٍ وبطيئةٍ للغاية.
ومع شبكةٍ ضخمةٍ من السّائقينَ والمالكينَ الصّغارِ والأفرادِ، فإنَّ التُّكنولوجيا والإعداداتِ التّشغيليَّةِ والبساطةِ في حجزِ شاحنةِ النَّقلِ، واستخدامِها في الكثيرِ من الدُّولِ العربيَّةِ والمدنِ المتنوّعةِ أدّى إلى طفرةٍ كبيرةٍ في عالمِ النّقلِ والشَّحنِ والخدماتِ اللّوجستيَّةِ في المنطقةِ.
وتقدمُ TruKKer خدماتِها لأكثرَ من 100 شركةٍ في دولةِ الإماراتِ العربيَّةِ، بالإضافةِ إلى السّعوديةِ ومصرَ وسلطنةِ عمانَ وغيرها، كما تقومُ بمئاتٍ من عمليّاتِ النَّقلِ إلى المنازلَ كلَّ شهرٍ، كما أنَّ التّطبيقَ الخاصَ بهم يقومُ بنحوِ 1000 إلى 1200 معاملةٍ يوميَّا معظمها في الإماراتِ والسّعوديةِ.
التحديات والفرص
كان أوّلُ التّحدياتِ الّتي قابلت شركةَ Trukker هو كيفيَّةٌ تحقيقِ الثّقةِ، سواءً أن يثقَ السّائقونَ أنفسُهُم في الشّركةِ أو أن يثقَ بها العملاءُ، لذا بدأَ بتقديمِ خدمةِ النَّقلِ من المنازلِ، فهي طريقةٌ مضمونةٌ لزيادةِ استخدامِ التّطبيقِ قبلَ بناءِ قاعدةٍ من عملاءِ الشّركاتِ.
وخلالَ أعوامٍ عدّةٍ أصبحَ النَّقلُ من المنازلِ جزءاً صغيراً للغايةِ من عملِ Trukker لا يتعدّى 5%، حيث انتقلتْ الشّركةُ بكفاءةٍ إلى أعلى سلسلةٍ في النَّقلِ لتوفّرَ نقل البضائعِ المحليَّةِ عبرَ دولِ الإماراتِ والسعوديةِ ومصرَ والأردنَ وعُمان، وتأتي أكثر من 70% من إيراداتِ الشّركةِ عبر دولِ مجلسِ التَّعاونِ الخليجيّ.
وقد نجحتْ الشَّركةُ في استغلالِ الفرصِ المتنوّعةِ في المملكةِ العربيةِ السّعوديةِ، حيثُ توجدُ أكثرُ من 1.3 مليون شاحنةٍ على طرقِ المملكةِ، وباقتحامِ هذه السّوقِ الثَّريَّةِ للغايةِ واتّخاذهُ طريقاً للبدءِ نجحتْ تروكر في اقتحامِ أسواقِ دولِ الخليجِ العربيّ ثم مصرَ والأردن.
ومع النّجاحِ السَّريعِ والتَّركيزِ على الثّقةِ تمكنتْ تروكر من جذبِ مستثمرين من جميعِ الفئاتِ سواءً صناديقَ استثمارٍ كُبرى أو مساهمينَ من رجالِ الأعمالِ يرغبونَ في الاستفادةِ من فرصِ النَّقلِ والشّحنِ المتنوّعةِ في المنطقةِ.
شاهد أيضاً: شركات ناشئة تقدم حلولاً مبتكرة في النقل والمواصلات.. فهل تعرفها؟
الخطط والتوسعات المستقبلية
لا يبدو أنَّ هناكَ سقفاً لطموحاتِ التَّوسعِ لشركة TruKKer، فخلالَ سنواتٍ قليلةٍ امتدَّ عملُها لمنطقةِ الخليجِ العربيِّ والكثيرُ من الدّولِ العربيَّةِ بالإضافةِ إلى باكستان، ومع نهجِها شديدِ المرونةِ في الدّخولِ إلى الأسواقِ ومواكبةِ متطلّباتِ المستخدمين بها، فإنَّ مؤسسَ تروكر يؤكّدُ دائماً على ضرورةِ الارتجالِ وفقاً لاحتياجاتِ السُّو،قِ مما، يزيدُ من التَّوسعِ بشدّةٍ مع الاعتمادِ على الشّفافيَّةِ وتحليلِ البياناتِ باستمرارٍ في كافةِ العمليّاتِ التّجاريَّة، وتستخدمُ TruKKer أموالَ التَّمويلِ والأرباحِ في اقتحامِ المزيدِ من الأسواقِ وإصلاحِ قطّاعِ الخدماتِ اللّوجستيَّةِ الإقليميّ بالتّعاونِ مع لاعبينَ فاعلينَ على السّاحةِ مثل ADQ وSTV وغيرها، والّتي تحرصُ على مضاعفةِ التَّعاونِ مع TruKKer لتسريعِ وصولِ خدماتِها إلى كلِّ منطقةٍ في الشّرقِ الأسطِ وحتّى آسيا الوسطى.