شركة شقردي "Shgardi" قصة نجاحٍ ونمو شركةٍ تستطيع "توصيل أيّ شي"
مشروعٌ مميزٌ يخبرنا أنّ النجاح شيءٌ يمكن انتزاعه بالقليل من الجدّ والمثابرة والذكاء في استثمار الفرص والإمكانات والأفكار.
هل تريدُ القهوة؟ لا ربما أنت جائعٌ، أم أنّكِ تفكرين بإرسالِ باقة ورودٍ إلى صديقتك في المشفى! لكنّكِ لا تمتلكين أو تمتلكُ الوقتَ الكافي للذّهابِ والقيامِ بتلك الأمورِ بنفسك، شركة "شقردي Shgardi" حلّت الأمرَ تماماً، لدرجةِ أنّه لا يمكنُ لآلاف العملاء في السّعودية تخيّل حياتهم بدونها اليوم، فكيف حدثَ ذلكَ، وهل ولدت شقردي مع النّجاح أم أنّها انتزعتهُ من أيدي المنافسين؟.
بداية شركة شقردي
برزَ اسمُ شركةِ شقردي، الّتي أسّسها رائدا الأعمال: عبد العزيز الموسى وطارق دهب، مع نهايةِ عام 2019، إذ كانت حينها عبارةٌ عن تطبيقٍ يُقدّم خدماتِ إيصالِ الطّعام، لتنمو لاحقاً وتوسّع خدماتها، لتشملَ محلّات البقالةِ والصّيدليات إضافةً إلى خدماتِ توصيلِ الطّرودِ.
وطريقةُ تعريفِ الشّركة بنفسها لافتةٌ جداً، وتعتبرُ بحدّ ذاتها أسلوباً تسويقيّاً مبتكراً، حيث تصفُ نفسها بأنّها تربطُ الأشخاص بالأشياء التي يحبونها من خلالِ الاكتشافِ الشّخصيّ والتّوصيل بأسعارٍ معقولةٍ. كما أنّها تعملُ على تمكينِ شركات التوصيل من التّفوق، وتُرحّب بالمواهبِ من جميعِ الخلفياتِ، لضمّهم إلى كادرِ عملها، البالغ أكثر من 500 موظّفٍ.
تعملُ شقردي في كلِّ أنحاءِ المملكة العربية السعودية، وتُقدّم خدماتها لأكثر من 3 ملايين عميلٍ، وتحقّق نموّاً سنويّاً بنحو 60%. ويعملُ القائمون عليها لتصبحَ التّطبيق المتميّز الرّائد الذي يُقدّم خدماتهُ لجميعِ دولِ الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا.
شاهد أيضاً: أفضل 10 شركات ناشئة في السعودية
الرؤية الاستراتيجية والتمويل
أنهت شركة شقردي جولةَ تمويلٍ واحدةٍ قادتها شركةُ مدى للاستثمارِ عام 2020، وذلك بعد أشهرٍ قليلةٍ من إطلاقِ الشّركة أواخر 2019، وبالتّزامنِ مع جائحةِ كوفيد-19 حينها، لكن لم يُكشف عن مقدارِ التمويل حتّى اليوم، بينما نقلت مصادرُ متقاطعة أنّه يتألّفُ من رقمٍ مكوّنٍ من 7 خاناتٍ.
وقال الشّريك المؤسّس لشركةِ شقردي، عبد العزيز الموسى إبّان جولةِ التّمويل، إنّ شعار الشّركة "شقردي يوصل أي شيء"، يُحدّد رؤيتها، وأضاف أنّهم يهدفون إلى تطويرِ تجربةِ العملاء وزيادةِ فرصِ العملِ المتاحة للسّعوديين، إضافةً إلى مضاعفةِ مُعدّلات النمو والتّوسع في المزيدِ من الأسواق.
حقّق الموسى الكثير ممّا وعد به، على سبيلِ المثالِ، فهو قد قال: إنّهم سيطوّرون تجربةَ العملاء، واليوم أي بعد ثلاث سنواتٍ من حديثه، وفرّ التّطبيق خدمةَ الدّردشة الفوريّة مع خدمة العملاء، حيث يمتلكُ فريقَ دعم عملاءٍ مختصاً على مدار 24 ساعةٍ.
يستطيعُ شقردي حرفيّاً تلبية كلّ طلباتِ الزّبائن، فهو يرتبطُ بشراكةٍ مع أكثر من 10 آلاف محلٍّ تجاريٍّ، بما فيها الصّيدليات، والمطاعم، والمخابز، وحتّى محال الورودِ، كما أنّ الزّبائن يمتلكون حريّة اختيار طريقةِ الدّفع سواء بشكلٍ نقديٍّ أو أونلاين.
نموذج أعمال شركة Shgardi
لدى شقردي نموذج أعمالٍ متعدّد الجوانبِ، مع ثلاثِ شرائح عملاء مستقلّة مطلوبة، بهدفِ تنفيذِ عمليّات توصيلٍ خاليةٍ من المشاكل، ألا وهي:
- المستهلكون: وهم الذين يريدون طلب الطّعام أونلاين من مطاعم عالية الجودة.
- المطاعم: وهي منافذُ البيع التي تفتقرُ إلى منصّة على الإنترنت، ولكنّها تريدٌ جذب المزيد من الزّبائن.
- مقدمو خدمة التّوصيل: وهم الأفراد الذين يمتلكون سيّارةً خاصةً، ويريدون استثمارها في كسبِ دخلٍ إضافيٍ عبر العملِ بدوامٍ جزئيٍّ من خلال توصيلِ الطّلبات.
ويحقّق شقردي فائدةً للشّرائح الثّلاث أعلاه، فالمستهلكون يستطيعون الحصول على ما يريدونه دون تكبّد المزيد من الوقتِ والجهدِ، والمطاعم والمتاجر، تستطيع توسيع أعمالها التّجاريّة، والحصول على منصّة عبر الإنترنت لبيع منتجاتهم، وأمّا مقدمو التّوصيل، فيستطيعون العمل بمرونةٍ وكسب دخلٍ إضافيٍّ.
وبالنّسبة للإيرادات فإنّ التّطبيق يحصلُ عليها من خلالِ العمولةِ التي تتراوحُ بين 10 إلى 20 بالمئة من قيمة الطّلب، ورسوم التّوصيل خصوصاً حين يكون موقع العميل بعيداً عن الأماكنِ المحدّدة، كذلك من الإعلاناتِ لصالح المطاعم والمتاجر الّتي تسعى لاستغلالِ قاعدة المستخدمين الجيدة لدى شقردي.
ويرى بعض الخبراء أنّ شقردي تستطيعُ اكتسابَ المزيدِ من العملاء من خلال عدّة إجراءاتٍ بسيطةٍ جداً، مثلاً تستهدفُ الشّركة الشّباب الّذين تتراوحُ أعمارهم بين 25 إلى 35 عاماً، وغالباً فإنّهم الفئةُ التي تمتلكُ وعياً صحيّاً وبيئيّاً.
وهنا تستطيع الشّركة استخدام المؤثّرين عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ، لمزيدٍ من التّسويق والتّرويج، كما أنّها يُمكن أن تروّج للاستدامةِ، عبر استخدام عبواتٍ صديقةٍ للبيئة وبثّ رسائل تسويقيّةٍ من شأنها جذب المستهلكين المهتمّين بالبيئةِ.
خطط شقردي شركة شقردي
في وقتٍ سابقٍ، كشف المؤسّس الشّريك والرّئيس التّنفيذي للشّركة، عبد العزيز الموسى، عن رفضهم عرض استحواذٍ تَقدّم به أحد التّطبيقات العالميّة، الذي يريدُ دخول السّوق السّعوديّ، إلّا أنّ الطّلب قُوبل بالرّفض، فشركةُ أو تطبيقُ شقردي يريدُ مواصلةَ النّمو والتّوسع محليّاً وإقليميّاً. كما أنّ الموسى يعملُ مع فريقِ عملِ الشّركة، لتصبحَ إحدى أكبر الشّركات التّقنيّة في الشّرق الأوسط، بحلولِ عام 2030.
إلى جانبِ ما سبق، أعلنت شقردي عن إطلاقها البرنامج التّعاوني 2024، والذي يستهدفُ الطّلاب المُتحمّسين والخرّيجين الجُدد، لرفعِ مستوى مهاراتهم، من خلال اكتسابِ الخبرةِ عبر العملِ مع أفرادٍ موهوبين في الشّركة السّعودية.
تحديات شركة شقردي
إحدى أبرز التّحديات التي واجهت شقردي، هو كيفيّة تحويل زوّار الموقع إلى عملاء، إلّا أنّ القائمين على الشّركة حلّوا المشكلة من خلال استخدام Amazon Personalize، الذي يتيح للمطوّرين إنشاء ونشر توصياتٍ منسّقةٍ بسرعةٍ وتقسيم المستخدمين الذّكي على نطاقٍ واسعٍ باستخدام التّعلم الآليّ، ويقول الشّريك المؤسّس، طارق دهب، إنّهم حقّقوا نجاحاً كبيراً، ففي الأشهر الثّلاثة الأولى ازدادت الطّلبات الشّهرية بنسبة 20%، وعزّزوا تحويل الزّوار الجُدد إلى عملاء بنسبة 30%.
تخبرنا قصّة شقردي، أنّ النّجاح لا يولدُ مع الأشخاصِ أو الشّركاتِ، هو شيءٌ يُمكن انتزاعهُ بالقليلِ من الجدّ والمُثابرة والذّكاء في استثمارِ الفرص والإمكانات والأفكار.
لمزيدٍ من قصص النّجاح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.