صفات رائد الأعمال: كيف تصبح رائد أعمال من الصفر؟

ما هي صفات رائد الأعمال؟ كيف تصبح رائدَ أعمالٍ من الصِّفر؟ هل حقَّاً سأحقِّق حلمي بامتلاك عملي الخاصّ؟ هل يستحقُّ الأمر المخاطرة وترك وظيفتي الحاليَّة والخروج من منطقة الراحة الخاصّة بي؟ أسئلةٌ تواجهك يوميّاً في ظلِّ عالم ريادة الأعمال الذي يهيمنُ على جزءٍ كبيرٍ من الاقتصاد المحليّ والعالميّ اليوم، فماذا عن فُرصكَ به وكيف تبدأ خطوتك الأولى؟

ماذا يعني أن تكون رائد أعمال؟

أن تكون رائد أعمالٍ ناجحٍ، يعني أن تشقَّ طريقك الخاصَّ، وتعثر على شيءٍ يُثير شغفك لبدء مشروعٍ تجاريٍّ وترك وظيفتك الحاليَّة، فرائدُ الأعمالِ هو الشَّخص الذي يبدأ مشروعاً تجاريّاً، ويكون على استعدادٍ دائمٍ للمخاطرة بالخسارة من أجل كسب المال.

"أن تكون رجل أعمال" جملةٌ تصلح لتكون عنوان قصيدةٍ شعريَّةٍ، وتعني أن تؤمنَ بفكرتك وتحتضن الفشل بدلاً من الخوف، وتنظر إليه على أنَّه خطوةٌ نحو العظمة، في خضمِّ ذلك عليك أن تحلم بشكلٍ كبيرٍ وتفكِّر بشكلٍ أكبرَ، أن تكسر القيود ولا تضع حدوداً لنفسكَ.

الاستعدادُ للتَّخلّي عن الحياة العاديَّة والعلاقات والمرح وعطلات نهاية الأسبوع والتَّركيز بشكلٍ كاملٍ على مشروعك، هذا ما تتطلَّبُهُ منك ريادة الأعمال خصوصاً في البدايات؛ لذا كُن على درايةٍ كاملةٍ بكلِّ متطلَّبات ريادة الأعمال قبل أن تتَّخذَ قرار المخاطرة والخروج من منطقة الراحة الخاصة بك.

الأمر الآخر الذي لا يقلُّ أهمِّيَّةً هو الشَّجاعة، وخوض التَّحدّي، وإحاطة نفسك بالأشخاص المُلهمين الذين يستطيعون تقديم الدَّعم لك حين تحتاجه، أن تكون رائد أعمال يعني العمل والفعل والمثابرة، هي بالتَّأكيد رحلةٌ مرهقةٌ، لا تقنع نفسك بعكس ذلك، لكنَّها بالمقابل تجربةٌ مثيرةٌ ستغيّرُ حياتك للأفضل. ^[1]

صفات ومميزات رائد الأعمال

ما هي صفات ومميّزاتُ رائد الأعمال؟ السَّؤال الذي يدور في عقلك الآن، وقد قرَّرتَ الخوض في المخاطرة وترك الأمان الوظيفيّ. ^[2]

الفضول

الشُّعور بالفضول هو من أهمّ الصفات التي تميّز رائد الأعمال عن المديرين التَّنظيميِّين، فقدرة روَّاد الأعمال على البقاء فضوليِّين تسمح لهم باكتشاف المزيد من الفرص الجديدة، عوضاً عن الاكتفاء بما يعتقدون أنَّهم يعرفونه. وفي جوهرها، توصف ريادة الأعمال بأنَّها عمليَّة اكتشاف، وبدون الفضول لن يستطيعَ روَّاد الأعمال تحقيق هدفهم الرَّئيسيّ المتمثِّل باكتشاف الفرص الجديدة.

الاستعداد للتجربة

إلى جانب الفضول، على روَّاد الأعمال أن يكونوا مستعدِّين دائماً لتجربة الأشياء الجديدة، ومع كلِّ فرصةٍ جديدةٍ عليهم إجراء الاختبارات لتحديد ما إن كان الأمر يستحقُّ المتابعة أم لا.

التَّكيُّف والمرونة

القدرة على التَّكيُّف والتَّأقلم والمرونة: صفاتٌ يمتلكها رواد الأعمال الذين يدركون أنَّه يجب عليهم أن يبقوا مستعدِّين لكُلِّ السِّيناريوهات، وبنفس الوقت قادرين على التَّكيُّف معها.

الحسم والثقة

لضمان نجاحك كرائد أعمال، يجب أن تكونَ حاسماً، تستطيع اتّخاذ القرارات الصَّعبة والدِّفاع عنها، فأنت مسؤولٌ عن توجيه مسار عملك بالكامل، من التّمويل إلى الاستراتيجيَّة وتخصيص الموارد.

قد لا تكون على حقٍّ في قرارك الحاسم، لكنَّك تحتاج بالتَّأكيد إلى الثّقة لاتخاذ القرارات الصَّعبة وتنفيذها حتَّى النّهاية، وفي حال أدركت أنَّ النَّتيجة لن تكون مرضيةً، ستحتاج لاتخاذ قرارٍ صعبٍ جديدٍ بتصحيح المسار.

الوعي الذَّاتيُّ

يدرك رائد الأعمال نقاط القوَّة والضَّعف لديه، وبناء على ذلك فإنَّه يبني فريقه ويركِّز فيه على الأشخاص الَّذين لديهم مهاراتٍ أكبر في الجوانب التي يعتقد أنَّها ضعيفةٌ لديه.

تحمُّل النَّتائج

ترتبط ريادة الأعمال بالمخاطر، وهي مخاطرٌ يجب على رواد الأعمال تحمُّل نتائجها واتَّخاذ القرارات التي تقلّل هذه المخاطر، والقدرة على تحمُّل المخاطر عموماً ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجهود المبذولة للتَّخفيف منها.

عدم الخوف من الفشل

رائد الأعمال النَّاجح يعدُّ نفسه جيِّداً للفشل ويشعر بالرَّاحة تجاهه، فهو لا يدع الخوف يُعِيقُهُ، ويحوّل الفشل إلى دافعٍ وينظر إليه على أنَّه تجربةٌ للتَّعلُّمِ والنَّموِّ تدفعه نحو النَّجاح في النّهاية.

المثابرة والاجتهاد

أحياناً تفشل بعض المشاريع، ويتبيَّن أنَّ الكثير من الفرضيات خاطئةٌ؛ لذا على رائد الأعمال أن يتمتَّع بصفة المثابرة والاجتهاد والاستعداد الدَّائم للتَّعلُّم من الأخطاء حتَّى الوصول إلى الهدف.

التفكير بطريقةٍ مبتكرةٍ

الابتكار هو أساس ريادة الأعمال تقريباً، ويعرَّف بأنَّه نوعٌ من العقليَّة الاستراتيجيَّة التي بالإمكان تنميتها، وللحصول على هذه السّمة ينبغي تطوير مهارات حلِّ المشكلات، وهي مهاراتٌ تتيح لرائد الأعمال اكتشاف الفرص المبتكرة ووضع مشروعه على طريق النَّجاح.

التركيز طويل الأمد

من السَّهل أن تبدأ مشروعاً تجاريَّاً، لكن الصُّعوبة تكمن في نموّ المشروع، العديد من الفرص جاءت بعد بدء المشروع بسنواتٍ طويلةٍ؛ لذا فإنَّ التَّركيز طويل الأمد هو المطلوب، وليس فقط الحصول على التمويل اللَّازم للبدء.

شاهد أيضاً: استراتيجيات التمويل المثلى للمشروعات الريادية

أبرز النقاط التي يجب أن يركّز عليها رائد الأعمال

هناك العديد من النِّقاط التي يجب أن يُركّز عليها رائد الأعمال في بدايات تحوّل حياته نحو ريادة الأعمال، فالعمليَّة شاقَّةٌ بعض الشَّيء، المال والنَّجاح لا يُقطفان من الشَّجرة. ^[3]

التَّنفيذ

قد تكون الفكرة رائعةً، لكنَّ التَّنفيذ هو الملك، الجميعُ تقريباً لديهم أفكارٌ جيّدةٌ لا بل رائعةٌ، لكنَّ العبرة بالتَّنفيذ الذي يعني تحويل الحلم إلى حقيقةٍ، رواد الأعمال عليهم أن يجدوا طريقةً للتَّغلُّب على المشاكل والعقبات والمضيّ قُدُماً على الرَّغم من التَّحديات، وهذا ما يُدعى بالتَّنفيذ.

الفريق

ها أنت وضعت الفكرة الرَّائعة على طريق التَّنفيذ الصَّحيح، الخطوة الثَّانية التي ينبغي عليك التَّركيز عليها هي الفريق، أو بالأحرى بناء فريقٍ قويٍّ، في هذه المرحلة عليك التَّركيز على التَّطوير والنُّموِّ ومساعدة أعضاء فريقك في أن يصبحوا أكثر كفاءةً، ثمَّ تُخرج أفضل ما لديهم.

في عالم ريادة الأعمال يتمُّ النَّظر إلى فكرة بناء فريقٍ قويٍّ على أنَّها مفتاحُ النَّجاح؛ لذا اختر مفتاح نجاحك بعنايةٍ فائقةٍ.

المبيعات

من الصَّعب جداً الحصول على التمويل اللَّازم في البداية؛ لذا يجب أن تُركّز على تحقيقِ المبيعات أوَّلاً ثم البدءِ بالبحث عن رأس المال الاستثماري الذي سيأتي بمجرَّد تحقيق أولى خطوات النَّجاح، إذنْ بوصفك رائد أعمال جديدٍ، ركِّز على تحقيق بعض المبيعات وإثبات مفهومك، ثم انتظر التَّمويل.

الفوز

تقولُ الإحصائيَّات: إنَّ 90% من روَّاد الأعمال سيفشلون، يبدو الخبر صادماً، خصوصاً أنَّك قد بدأت للتَّوّ، لا سبيل للعودة خطوةً إلى الخلف، وعوضاً عن ذلك اترك تلك الإحصائيَّات وركِّز على الفوز فقط، لماذا تفكِّر أنَّك ستكون من ضمن الـ90%، وأنت قادرٌ على أن تكونَ من ضمن الـ10%؟

الأمر بسيط للغاية، إن كنت تريد الفوز فركِّز عليه؛ لأنَّك تحصل دائماً على ما تتوقُّعه، فماذا تتوقَّع؟

تلك هي الأشياء المهمَّة التي ينبغي عليك التَّركيز عليها، وإذا خصَّصت 80% من وقتك عليها، فسوف تنجح بدفع مؤسَّستك إلى النَّجاح.

شاهد أيضاً: 7 مخاوف يجب على كل رائد أعمال التغلب عليها لضمان النجاح

كيف تبدأ بريادة الأعمال من الصفر؟

عمليَّة بدء ريادة الأعمال من الصِّفر قد تبدو شاقَّةً في خضمِّ التَّحدِّيات الكبيرة، وغالباً فإنَّ الأمر ينطوي على كثير من المجازفة، أنت تحتاج إلى خارطة طريقٍ لتحوِّلَ أفكارك إلى واقعٍ. وفيما يلي بعض الإرشادات التي قد تساعدك على رسم خارطة الطَّريق الخاصَّة بك: ^[4]

• تحديد مكانة السُّوق، وهي الخطوة التي تساوي نصف الطَّريق للنَّجاح.
• صياغة خطَّة عملٍ قويَّةٍ، توضّح رؤية العمل ورسالته واستراتيجيَّته.
• وضع الهيكلة القانونيَّة والماليَّة من خلال خطَّةٍ ماليَّةٍ قويَّةٍ، والحصول على التَّراخيص الأساسيَّة.
• التَّحقُّق من صحَّة الفكرة وجمع الآراء حولها، فالنَّجاح لا يحدث بدون نهجٍ تفاعليٍّ.
• بناء شبكة علاقاتٍ قويَّةٍ مع روَّاد الأعمال والشُّركاء المحتملين.
• التسويق والوجودُ على الإنترنت واستغلالُ وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتحديد استراتيجيَّة تسويقٍ رقميَّةٍ فعَّالةٍ.
• إنشاء نهج مبيعاتٍ منظَّمٍ وفعَّال وتقديم خدماتٍ ممتازةٍ للعملاء للحصول على ولائهم.
• اختيار فريق العمل من المواهب لسدّ فجوةِ المهاراتِ.
• الابتكار المستمرُّ والانفتاح على التَّعليقات والتَّحسينات.
• فهم العملاء بشكلٍ عميقٍ وهي الأولويَّة غير القابلة للتَّفاوض.

أنت الآن تدركُ حجم ما ينتظرك من بذل الجهد والعمل، نعم أدرك ذلك، حسناً خُذ نفساً عميقاً، وفكِّر بما ستكون عليه الأمور بعد عامين أو ثلاثة مثلاً: رائد أعمالٍ ناجحٌ صاحبُ شركةٍ ناجحةٍ، أجل إنَّ الأمر يستحقُّ بعض التَّعب.

كيفيَّة اختيار فكرة مشروع ريادي ناجح

تشعر الآن بأنَّك جاهز للخوض في ريادة الأعمال، وتبدأ البحث عن كيفيَّة اختيار فكرةِ مشروعٍ رياديٍّ ناجحٍ، يُمكن أن يكونَ الموضوع معقَّداً بعض الشَّيء، فتقريباً كلُّ الأفكار موجودةٌ وتمَّ العملُ عليها، أو هكذا تعتقد.

تعال أساعدكَ قليلاً وأخبرك عن الأمور التي يجب أن تراعيها خلال اختيار فكرة مشروعك: ^[5]

• دراسة السوق العالميَّة، وذلك من خلال البحث عن أفكارٍ خارج منطقتك ومحاولة ملائمتها لتكون مناسبةً على الصَّعيد المحليّ.
• الاستفادة من التَّجارب الشَّخصيَّة، من خلال التَّفكير بالمشاكل التي تستهلك وقتك؛ لأنَّها يمكن أن تمنحك نظرةً ثاقبةً للفكرة المرتقبة.
• استكشفِ الاتجاهات، ثمَّ استخدم معرفتك باتّجاهات ريادة الأعمال؛ لتَّحديد الحلول المبتكرة التي تلبِّي احتياجات السُّوق.
• تحليل السُّوق ورؤية المشاكل، وتقديم حلٍّ أفضل يلبي حاجة الجمهور.
• دراسة تفضيلات واحتياجات الأشخاص من حولك، مثلاً الفكرة التي فشلت قبل سنتين، ربَّما باتت اليوم ناجحةً؛ لأنَّ المجتمع بات بحاجة إليها.
• التَّحقُّق من صحة أفكارك؛ للتَّأكُّد مما إذا كانت لديك إمكانيَّاتٌ حقيقيَّةٌ.

باختصارٍ، اختيار فكرة المشروع الريادي يعتمد على العديد من العوامل التي تختلف بين الأشخاص، استناداً إلى مناطقهم الجغرافية، وينبغي دائماً التَّركيز على الأشياء التي نحبُّها ويمكن أن ننجحَ بها، وإسقاطها على وضع السُّوق حيث نعيش، وتقييم إمكانيَّة نجاحها استناداً لحاجة النَّاس لها، واستناداً على قدرتهم الشَّرائيَّة، وهل المنتج الذي نقدّمه منتجاً أساسيّاً في حياة النّاس أم هو من الكماليَّات.

تنتظرك مَهمَّة شاقَّة وأيَّاماً مُجهدةً، هذا أمرٌ مهمٌ فلا تدع أحداً يخدعك ويخبرك بعكسه، بالمقابل لا تدع أحداً يحبطك، قد يكون في قرارك بخوض عالم ريادة الأعمال مستقبل باهٌ ونجاحٌ كبيرٌ تقطف ثماره كمكافأةٍ على اجتهادك.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال

انضم الآن