عادات الناجحين: كيف تكون في صفوف المبدعين؟
تعلّم أساليب النّجاح، لتنضمّ إلى قائمة الأشخاص الذين يقودون العالم من خلف مكاتبهم
هل تساءلتَ يوماً عن عادات الناجحين، وما إن كانوا يعيشون على كوكبٍ آخر؟ في الحقيقةِ، نعم يعيشون في الكوكبِ الّذي يُمارس فيه النّاس التّأمّل عند الخامسة فجراً، ويشربون العصائرَ الخضراءَ كما لو أنّها اكسير السّعادة! ومع هذا إن كنتَ لا تفعلُ ذلكَ، ليس عليكَ أن تقلقَ، فلا يترتّبُ عليكَ بدء يومكَ باليوغا أو التّأمل، عليكَ أن تدركَ بأنّ النّجاح قد يأتي من العاداتِ البسيطةِ الّتي ربّما تبدو مضحكةً أحياناً!
إن كنتَ تعتقدُ أنّي أمزحُ، هل سمعتَ عن عادة مَسكِ الملعَقة بين الأصابع خلال القيلولة؟ سأخبركَ في نهاية المقال عنها، لكن دعنا أوّلاً نكتشفُ ما هي عادات الناجحين، وكيف نصبحُ مثلهم عوضاً عن تركهم يُثيرون غضبنا!
عادات الناجحين
عادات الناجحين ليست أسراراً يَصعبُ الوصولُ إليها، إنّما هي عبارةٌ عن ممارساتٍ يوميّةٍ، تحوّل الأشخاص العاديّين إلى ناجحين، الأمرُ الجيّدُ هو أنّك تستطيعُ تطويرها متى اتّخذت قراركَ بالتّحوّل إلى شخصٍ ناجحٍ. [1]
التّنظيم
التّنظيم واحدٌ من أكثر العادات الّتي يشتركُ فيها الأشخاص النّاجحون، وهو يشملُ التّخطيط وتحديد الأولويّات والأهداف، وفي هذا الجانبِ، ينصحُ جويل براون، مؤسّس موقع Addicted2Success.com، بإعداد قائمةِ مهامٍّ "To-Do List" مُرّتبةٍ حسب الأولويّة كلّ ليلةٍ قبل النّومِ؛ للتّحضير لليوم التّالي، في حين يعتقدُ جاك دورسي، المؤسّس المُشارك لشركة X Corp، أنّ يوم الأحد هو يومٌ مهمٌّ لتنظيمِ الأسبوع والاستعداد له بكفاءةٍ عاليةٍ.
الاسترخاء
أن تعملَ لتصبحَ شخصاً ناجحاً، لا يعني ولا بأيّ شكلٍ من الأشكال تحميلَ نفسكَ فوق طاقتكَ، دعني أُخبرك أنّ الاسترخاءَ أحد أهمّ عادات الناجحين، كذلك فإنّ التّنظيمَ يُساعدكَ على الاسترخاء، وبالتّالي يكون الأخيرُ نتيجةً طبيعيّةً وأسلوبَ حياةٍ، أكثر من كونهِ قراراً تُريدُ اتّخاذهُ، ومن المُمكن أن يكونَ التّنفس بعمقٍ أحد طُرقِ الاسترخاء الّتي تُساعدكَ للتّحضير إلى ما هو قادمٌ، كذلك تذكّر أنّ أوّل خطوةٍ نحو تحقيق حالة استرخاءٍ هي التّركيز على التّنفس لمدّة ثلاث إلى خمس دقائق.
التّنفيذ والفعل
التّخطيط والتّنفيذ وتحديد الأولويّات ضروريٌّ ومهمٌّ، لكن دون تنفيذٍ تبقى الخطّةُ مجرّد حبرٍ على ورقٍ، وعادةً ما يتّخذُ الأشخاص الناجحون الإجراءاتِ والتّنفيذ بسرعةٍ، كذلك فإنّهم في الغالب يبدؤون قبلَ أن يشعروا بأنّهم جاهزون تماماً، الأمرُ أشبهُ بالمغامرةٍ، فبينما يبحثُ العاديّون عن أسبابٍ لعدمِ الفعل والتّنفيذ، يخطو الناجحون خطوتهم الأولى حتّى لو بدت للآخرين بأنّها مجنونةٌ بعض الشّيء.
العناية بالصّحة
من عادات الناجحين ألّا يُهملوا أنفسهم وصحّتهم، فهم يهتمّون بنظامهم الغذائيّ، ويمارسون الرّياضةَ بانتظامٍ، كما أنّهم يهتمّون بنظافتهم الشّخصيّة، وهذا يتطلّبُ منهم نظاماً مُعقّداً بعض الشيء ونمطَ حياةٍ منضبطٍ، وإن كُنتَ تعتقدُ أنّ الأمرَ مبالغٌ فيه، يكفي أن تعلمَ أنّ الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، قال سابقاً، إنّ عادةَ الاستحمامَ اليوميّ هي العادةُ الّتي أثّرت إيجاباً على حياتهِ بشكلٍ كبيرٍ.
التّفكير الإيجابيّ
يرى العديدُ من النّاجحين أنّ التّفاؤل ليس نتيجة النّجاح فحسب، بل هو أحدُ الأسبابِ الرّئيسيّة له، حيث يُشيرُ جويل براون إلى أنّ الامتنانَ والتّحدّثَ بإيجابيّةٍ مع الّذات هما من أولويّات حياة الأشخاص الناجحين، ويضيفُ أنّه لا يكفي مجرّد التّعبير عن الامتنانِ والتّفكيرِ الإيجابيّ، بل يجبُ عليكَ تذكير نفسكَ بالأسباب الّتي تجعلكَ ممُتناً لتحقيقِ تأثيرٍ أعمق.
التّواصل وتبادل الأفكار
يُدركُ الأشخاصُ النّاجحون أهمّية تبادلَ الأفكار مع الآخرين من خلال بناءِ العلاقات والتّواصل الفعّال، كما أنّهم يفهمون قيمة التّعاون والعمل الجماعيّ، وهما عنصران رئيسيّان يُمكن تحقيقهما من خلال التّواصل، وبحسبِ الكاتب توماس كورلي، فإنّ النّاجحين يُحيطون أنفسهم بأشخاصٍ ناجحين، ويضيفُ أنّ نحو 79% من الأثرياء يُخصّصون شهريّاً 5 ساعاتٍ على الأقلّ للتّواصل وبناء العلاقاتِ.
التّوفير
التّوفير لا يعني البخل، وهو عادةٌ تتّسمُ بالحرصِ في استخدام الأموال والموارد، وعدم تبديدها على أمورٍ ثانويّةٍ، ومن المهمّ الاقتصادُ في النّفقاتِ، فالأشخاصُ النّاجحون يتجنّبون الإنفاقَ الزّائدَ، وعوضاً عن ذلك يقارنون الأسعار ويتفاوضون لتحقيقِ صفقاتٍ أفضل، والنّتيجةُ هي النّجاحُ الماليّ من خلال توفير المالِ أكثر من إنفاقهُ؛ لذا في المرّةِ القادمةِ الّتي تسمعُ فيها أنّ أحدَ الأثرياء بخيلٌ جّداً قياساً بثروتهِ، فكّر بالأمرِ من زاويةٍ مختلفةٍ وتعلّمَ درسكَ، الثّراء لا يعني التّبذير يا صديقي، وإلّا كيف ستصبحُ ثرياً؟
الاستيقاظ مبكراً
إن كُنتَ لا تستطيعُ المساومةَ على الاستيقاظ مُبكّراً، يؤسفني إخباركَ بأنّ مكانكَ لن يكونَ بين النّاجحين بسهولةٍ، فالاستيقاظُ باكراً أحد أهمّ عادات الناجحين، الّذين لا يُفوّتون أيّ ساعةٍ في سبيل تحقيق هدفهم المنشُود بتحقيق المزيد من النّجاح، ومن أبرزِ أعضاء نادي النّهوض المُبكّر، ريتشارد برانسون من مجموعة فيرجين، والرّئيس التّنفيذيّ لديزني روبرت إيجر، والرّئيسة التّنفيذيّة السّابقة لشركةِ ياهو ماريسا ماير.
المشاركة
يمتلكُ النّاجحون عادةَ العطاء، سواء من خلال مشاركة جزءٍ من أرباحهم مع الجمعيّات الخيريّة، أو مشاركة أفكارهم مع الآخرين الّذين يحتاجونها، فالأشخاصُ النّاجحون يعرفون قيمةَ المشاركة، ويُؤمنون بأنّ نجاحهم يجبُ أن يُحقّقَ نتيجةً أكثر عمقاً من مجرّد بناء ثروةٍ ضخمةٍ، تماماً مثلما فعلت أوبرا وينفري، ومارك زوكربيرج، وبيل غيتس.
القراءة
الأشخاص الناجحون لا يتوقّفون عن القراءةِ، الّتي وعلى الرّغم من أنّها هوايةٌ ممتعةٌ، إلّا أنّها تساعدهم على اكتساب المعرفة الكبيرة، مثلاً رائد الأعمال مارك كوبان يقرأُ لأكثرِ من 3 ساعاتٍ يوميّاً، وقال في كتابٍ لهُ، إنّه يشعرُ بأنّ استهلاكَ أكبر قدرٍ ممكنٍ من المعلومات المُتاحة، خاصةً مع توفّر الإنترنت، يمنحهُ ميّزةً في أيّ عملٍ تكنولوجيٍّ.
ما هي عادات الناجحين في العمل عن بعد؟
قبلَ الخوضِ في الإجابةِ على سؤال: ما هي عادات الناجحين عن بعد؟ دعوني أُخبركم بأنّ جميع العاملين عن بعد على اختلافِ طبيعةِ وظائفهم وأعمالهم يتشاركون في عاداتٍ مُعيّنةٍ تُميّزهم وتجعلهم أكثر تفوّقاً.
الآن، هيّا بنا نٌجيبُ عن السّؤال الرّئيسيّ: ماهي عادات الناجحين في العمل عن بعد؟
- إدارة الوقت بفعاليّةٍ: يحرِصُ الموظّفون النّاجحون على تنظيم وقتهم بصرامةٍ، حيث يُحدّدون أوقاتٍ معيّنةً للعمل وأوقاتٍ للرّاحةِ، ويتجنّبون التّشتت قدر الإمكانِ.
- التّواصل المُستمرّ: الحفاظُ على قنواتِ تواصلٍ مفتوحةٍ مع الزّملاء والمدراء مهمٌّ جدّاً، سواء عبر البريد الإلكترونيّ أو التّطبيقات المُخصّصة للتّواصل مثل Slack أو Teams، إذ يحرِصُ الموظّفون النّاجحون على تقديمِ تحديثاتٍ دوريّةٍ حول تقدّم العملِ.
- إنشاء مساحة عملٍ مُخصّصة: يُوفّر الموظّفون النّاجحون مكاناً خاصّاً بالعمل في المنزلِ، يُساعدهم على التّركيز وزيادة الإنتاجيّة، وعادةً ما يكون بعيداً عن المشتّتات، مثل التّلفاز أو الأنشطة العائليّة.
- استخدام الأدوات التّقنية بذكاء: يعتمدُ الموظّفون النّاجحون على أدواتِ تنظيمِ الوقتِ، وإدارة المشاريع، وتخزين الملفّات، مثل:Trello ، Asana، Google Drive وغيرها، لضمان سيرِ العمل بسلاسةٍ.
- تحديد الأهداف اليوميّة: وضع أهدافٍ يوميّةٍ وإلزام النّفس بتحقيقها يُساعدُ في توجيهِ الطّاقة نحو الإنجازِ ويمنعُ التّسويف.
- الحفاظ على التّوازن بين العمل والحياة الشّخصيّة: يعرفُ الموظّفون النّاجحون متى يجبُ أن يتوقّفوا عن العملِ ويأخذوا فترات راحةٍ، ممّا يُساعدُ على تجنّب الإرهاق والحفاظ على الصّحة النّفسيّة والجسديّة.
- التّعلّم المستمرّ وتطوير المهارات: يسعى الموظّفون النّاجحون إلى تطوير مهاراتهم بشكلٍ مستمرٍّ من خلال الدّورات التّدريبيّة عبر الإنترنت، وقراءة الكتب، والمشاركة في ورش العمل، ممّا يُساعدهم على البقاء مُتقدّمين في مجالاتهم.
- المرونة والتّكيف: يتمتّعُ الموظّفون النّاجحون بمرونةٍ في التّعامل مع التّغييرات المفاجئةِ في العمل، كما أنّهم قادرون على التّكيّف مع أيّ تحديثاتٍ أو متطلّباتٍ جديدةٍ بسرعةٍ.
شاهد أيضاً: أهم 10 سمات تُميّزُ رواد الأعمال الناجحين
عادات الناجحين الطريفة
لبعض النّاجحين في عالمِ الأعمالِ، عاداتٌ قد تبدو غريبةً بالفعل، لكن إذ تمعنّت بها ستدركُ أنّهم تجاوزوا الكثيرَ من التّفاصيل لتحققِ النّجاح المنشودِ، مثلاً:
- ستيف جوبز كان يرتدي تقريباً نفس الزي، لتجنّب اتّخاذ قراراتٍ غير ضروريّةٍ حول ما يرتديهِ، وبالتّالي توفير الطّاقة العقليّة للقراراتِ الأهمّ.
- مارك زوكربيرغ كان يميلُ إلى النّوم في المكتبِ أحياناً؛ لأنّ ذلك يعكسُ التزامهُ الكاملَ للعملِ، وعندما كان في بدايات إعداد "فيسبوك"، كان يعيشُ في المكتب عمليّاً.
- بيل غيتس كان يميلُ إلى الجلوس على كرسيٍّ هزّازٍ أثناء التّفكيرِ العميقِ، هذه الحركةُ كانت تساعدهُ على استرخاء عقلهِ وتركيزِ أفكارهِ.
- الفنان سلفادور دالي كان يأخذُ قيلولةً دقيقةً يُمسكُ فيها ملعقةً بين أصابعهِ، عندما تغفو يدهُ وتسقطُ الملعَقةُ، يصحو فوراً، إذ كان يعتقدُ أنّ هذه القيلولة القصيرة تُزيدُ من إبداعهِ.
- إيلون ماسك يُقسّم يومهُ إلى وحداتٍ صغيرةٍ للغاية مدّتها 5 دقائق، ويُخطّطُ يومهُ بدقّةٍ لهذه الوحداتِ.
- توماس إديسون كان يُؤمنُ بأنّ النّومَ مضيعةٌ للوقتِ، وكان ينامُ حوالي 4 ساعاتٍ فقط في اليوم، كان يستخدمُ الكثيرَ من الوقت للعمل والتّفكير.
هذه العاداتُ قد تبدو غريبةً أو طريفةً، ولكنّها تعكسُ تفاني هؤلاء الأشخاص في أعمالهم والتزامهم بتحقيقِ النّجاح، وأنت تستطيعُ أن تكونَ مثلهم، لِمَ لا؟ برأيي الشّخصي، فإنّ الوصولَ للنّجاح ليس مُعقّداً، غالباً ما يكمنُ السّر في النّهاية أن تكونَ نفسكَ، ولكن بنسخةٍ أكثر تنظيماً، وربّما مع بعض الطّقوس المُضحكة على الهامش!