عادة سحرية في الصباح ستساعدك على النوم ليلاً بشكل أفضل
قد تكون هذه النشاطات الصباحية البسيطة سرُّ حصولك على ليلةٍ هانئةٍ ويومٍ أكثر حيويةً.
إذا لم تكن قد سمعت بعد بأنَّ النوم الجيِّد يشبهُ الوقود لدماغكَ، وأنَّ الحصولَ على نوم عالي الجودة بشكلٍ مستمرٍّ -نتحدَّث على الأقلِّ عن 7 ساعاتٍ من النوم كلَّ ليلةٍ- يُعزِّز قوَّتك الذّهنيَّة بطرقٍ عديدةٍ، فعليك بقراءة هذا المقال حتَّى النّهاية، فالنوم الجيد على سبيل المثال:[1]
- يُعزِّز الإبداع.
- يشحذ مهارات حلِّ المشكلات.
- يُحسِّن الذَّاكرة.
- يسهّل عمليَّة اتِّخاذ القرارات السَّليمة.
- يُقوِّي التَّركيز.
- يضمن الأداء الأمثل.
شاهد أيضاً: تطبيق هذه الخطوات الثلاث قبل النوم يضمن لك ليلة هانئة
اجعل النوم على رأس أولوياتك
كنتٌ أعتقدٌ في السَّابق أنَّ السَّهر لإنجاز المزيد من الأعمال سيساعدني على التَّقدُّم في مسيرتي المهنيَّة، ثمَّ أنجبت الأطفال، وأصبحت مسؤولةً عن شؤون البيت، فازدادت المسؤوليَّات الملقاة على عاتقي، في الوقت نفسه تطوَّر عملي، ما يعني أنَّني أصبحت مسؤولةً عن إدارة المزيد من العملاء، ولا مجال في الاستمرار طويلاً على عادة شرب ثلاثة أكوابٍ من القهوة كلَّ صباحٍ، بعد خمس ساعاتٍ من النَّوم، ثمَّ تناول مشروب الطَّاقة بعد الغداء.
في واقع الأمر إنَّنا نقضي الكثير من الوقت في قراءة الكتب الأكثر مبيعاً لخبراء تحسين الإنتاجيَّة والاستماع إلى البودكاست لتحقيق أقصى أداء، وكلُّ هذا جيّدٌ ومفيدٌ، ولكن لا يبدو منطقيّاً أنَّنا لا نعير عادةً الاعتناء بالذَّات للحصول على نومٍ جيّدٍ الأهميَّة نفسها؛ لذلك، إذا كنتَ تحرص على تنشئة عقلٍ سليمٍ وتحقيق أقصى إنتاجيّةٍ (وأتمنَّى أن يكون ذلك للغالبية منَّا)، فإنَّ جعل النَّوم أولويةً أمرٌ لا يقبل النِّقاش.
لكن لكي نكون عادلين، ربّما يوجد العديد من الأشخاص الذين يعانون من الأرق بشكلٍ حقيقيٍّ بيننا، فإذا كنتَ قد استنفذت بالفعل النَّصائح التَّقليديَّة، مثل: تجنُّب الشَّاشات قبل النوم، وتحسين بيئة النوم الخاصَّة بك لتكون مظلمةً وهادئةً، فقد حان الوقت لاستكشاف بعض الاستراتيجيّات غير التَّقليديَّة لتحسين جودة نومك وبالتَّالي وظيفتك الإدراكيَّة، ومنها:
احصل على أشعة الشمس الصباحية
قد يبدو أنّه لا توجدُ علاقةٌ ما بين قضاء وقتٍ خارج المنزل في الصَّباح وبين روتينيك الخاصِّ في النوم، ولكنَّه يلعب في الواقع دوراً حاسماً، إذ يعمل التَّعرُّض للضَّوء الطَّبيعيِّ في الصَّباح على تنظيم الإيقاع البيولوجيّ للجسم، وهذا من شأنه أن يمكّنك من النوم في الوقت المناسب والاستمتاع بليلةٍ نومٍ جيّدةٍ.
ما قلته ليس مجرَّد رأيٍّ فقط، بل حتَّى الأبحاث العلميَّة المنشورة في مجلة Current Biology تؤيِّد ذلك، إذ تفيدُ بأنَّه يمكن لتعريض نفسك لأشعَّة الشَّمس في الصَّباح أن يساعدكَ في النوم بشكلٍ أفضل ليلاً عن طريق إعادة ضبط "السَّاعة البيولوجيَّة" الطّبيعيَّة لجسمك، فالضَّوء الطَّبيعيُّ الذي تتعرَّض له خلال النَّهار يساعد جسمكَ على تحديد متى يحين وقت الاستيقاظ ومتى يحين موعد الذَّهاب إلى الفراش، كذلك الإشارات الضَّوئيَّة التي يتلقَّاها دماغك من خلال عينيك تؤثِّر على إنتاج هرمون الميلاتونين، الذي يُعزِّز النوم.
كما اكتشف العلم فوائد أخرى مرتبطةً بامتصاص أشعَّة الصَّباح: تنتج أشعَّة الشَّمس في جسمك فيتامين د، الذي يساعد في الحفاظ على صحَّة العظام، وتنظيم وظائف المناعة، ودعم الصّحة النَّفسيَّة، وهذا وفقاً لدراسةٍ نُشرت في مجلَّة New England Journal of Medicine study، كما أنَّ الشَّمسَ هي أيضاً محسِّنٌ رائعٌ للمزاج، فالتّعرُّض لها يُحفِّز إنتاج السيروتونين، إذ وفقاً للأبحاث المنشورة في مجلَّة The Biological Psychiatry journal، يؤثِّر هذا النَّاقل العصبيُّ بشكلٍ إيجابيٍّ على المزاج والصّحة العاطفيَّة.
شاهد أيضاً: كم عدد ساعات النوم المثالية لصحة دماغك؟
التطبيق العملي
إذا كنتَ قد وصلتَ إلى اقتناعٍ تامٍّ بأنَّ المزيد من أشعَّة الشَّمس في الصَّباح يعني عدد ساعات نومٍ أكثر وأفضل، وقرَّرت الالتزام بالأمر، فأنتَ الآن بحاجةٍ إلى خطّةٍ، ولتحقيق أفضل النَّتائج، اقضِ 10-20 دقيقة خارج المنزل بعد الاستيقاظ، إذ يمكنك الاستمتاع بقهوتك على الشُّرفة أو القيام بنزهةٍ مع الكلب حول الحيّ، وإن كان لا يمكنك الخروج لأيِّ سببٍ، فلا مشكلة في ذلك، إذ ما يزال باستطاعتك محاكاة الضَّوء الطَّبيعيِّ داخل المنزل عن طريق وضع مصباحٍ يُحاكي أشعَّة الشَّمس بالقرب من طاولة الإفطار أو المكان المخصَّص للعمل.
وإذا انتقلنا إلى الحديث حول هذا الأمر من زاويةٍ طبّيّةٍ، فإنَّنا نستطيعُ القول إنَّه يمكن أنَّ يكون العلاج بالضَّوء -المعروف أيضاً بالعلاج بالضَّوء السَّاطع- خياراً جيِّداً إذا كنت تعاني من اضطراب النَّوم أو المزاج، إذ يتضمَّن هذا العلاج استخدام صندوق ضوءٍ خاصٍّ في المنزل، وسواء اخترت الطَّريقة الطّبيعيَّة لأشعَّة الشَّمس أو صندوق الضَّوء، فقط تأكَّد من أنَّك تُقدِّم لجسمكَ الإشارات الضّوئيّة التي يحتاجها للحفاظ على دورة نوم صحيّةٍ.
نوماً هانئاً!
لمزيدٍ من النصائح المفيدة للصّحة النّفسيّة والجسديّة، تابع قناتنا على واتساب.