10 استراتيجيات لتجعل أعمالك متقدمة على المنافسين
إن انتظرت حدوث أزمة لتفكِّرَ بالتغيير، فسيفوتك الرَّكْب والربح
بقلم مارتن سويلنغ Martin Swilling، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة ستارت أب بروفيشينالز Startup Professionals
يتفقُّ معظمُ الخبراء أنّ سرعة التّغير في مجالِ الأعمالِ في ازديادٍ، وكلّ أصحاب الأعمالِ يكافحون لمواكبةِ هذا التّغييرِ، ناهيك عن التّفوقِ على ثروةِ المنافسين العالميين الذين يدخلون السوق الآن. بناءً على خبرتي الخاصةِ كمديرٍ تنفيذيٍّّ في مجالِ الأعمالِ، أعتقدُ أنّ الوقتَ قد حان لتكون استباقيّاً في الاستعدادِ للتغيّيرِ، بدلاً من التّصرف كمجرّد ردّ فعلٍ على أزمةِ التّنمية الأحدثِ. [1]
ويعني ذلك العملَ بجدٍّ أكبر سواء خارج عملك أو داخله لتتنبأ بالتغييرات القادمةِ، وتستعدّ لها حتّى قبل أن تعرف ما هي. والتّوجيه التّقليدي "أبقِ رأسك منخفضاً" وسِرْ بحلمك نحو النّجاح لم يعد مناسباً. فأنت بحاجةٍ لموجةٍ عارمةٍ من الدّعمٓ على الصّعيدِ الخارجيّ كما الدٌاخلي لتُبقيَ رأسكَ فوق الماء.
وفيما يلي بعض الاستراتيجيات الأساسية التي أنصح بها لينجو العميل وينجح هذه الأيام. إذ تعالج الاستراتيجيات الأولى منها توجهاتٍ ألاحظها في السّوق اليوم، بينما كان الهدف من البقية إجبارَك على أن تكون استباقيّاً في إدارة فريقك ومؤسستك الخاصة لتتنبأ بمستوى التّغيير الذي لا ريب ستواجهه سلفاً.
- استخدمْ روادَ الصناعة والمؤثرين كمؤيدين:
إن التّواصل لبناء شبكة علاقاتٍ إيجابيةٍ مع الأشخاص المناسبين خارج شركتك والمحافظة عليهم أمرٌ لا يمكنك نسيانه في اندفاعك لبدء عملك الجديد. فهذه الأيام يُعوّل العملاء المحتملون أكثر فأكثر على الاسم المعروف من أجل المصداقيّة واعتمادِ علامةٍ تجاريّةٍ جديدةٍ.
- اربط مهمّتك بهدفٍ أسمى في الاقتصاد:
ينجذبُ العملاء اليوم لدعم القضايا النبيلة، مثل الحفاظ على البيئة وإطعام الجياع. على سبيل المثال، انظر إلى شركة هول فودز Whole Foods، بتركيزها الأسطوري على الأغذية الصحيّة والبيئة المستدامة، رغم أن أسعارها غالباً ما تكون أعلى من غيرها.
- استقدم مستشارين ذوي خبرة لإبقائك على المسار الصّحيح:
تحتاج معظم الأعمال الجديدة من 3 إلى 5 مستشارين أو أعضاء مجلس إدارة للقيام بتقييمٍ منتظمٍ للتّقدم، وللاحتياجات من الموارد، وكذلك لقيادتك الخاصة. سيحتاج هؤلاء الخبراء إلى حصة من نجاحك، كراتب شهري، أو سهم من أسهم الشركة. وهذا المنصب ليس مكاناً للأصدقاء أو أفراد العائلة.
- سلط الضوء على الميزة التنافسية التي تقدمها للسوق:
ركّز على نقطة ألَمٍ عند العملاء يلبيها أحدُ حلولك بشكل أفضل من أي منافس آخر. قم بإحصاء النتائج وتجنب الكلمات المبهمة، مثل قابلية استخدامٍ أفضل، تقنيةٍ متقدّمةٍ، أو أكثر إنتاجية. وإن كانت فروق التكلفة للعميل أقل من 20% فهي عادةً غير كافية لتحفيز التغيير.
- استخدم التّسويق التّجريبي لتحديد التّغييرات قبل التّوسع بها:
قبل أن تنفق مبلغاً كبيراً من المال على مخزونٍ ما وتتوسع لتغطي منطقةً واسعةّ، تأكّد أنك قد أنهيت التّسويق، والتّصنيع، ومواردَ التّوزيع. فكثيرٌ من الأعمالِ النّاشئة فقدت مصداقيتها بسبب عدم القدرة على التوزيع أو وجود تعديلاتِ مصنعٍ كبيرةٍ في بداية دورة النّمو.
- جهّز أنظمة التّشغيل ومعايير القياسَ في وقت مبكرٍ:
أثناء فوضى التّوسع، يكون من الصّعب أن تحدّد نقاطَ الضّعف وتصلحها قبل أن تصبحَ أزمةً فعليةً. كن شفّافاً مع فريقك على صعيدي المشاكل والنّجاحات، فأنت بحاجةٍ للإبقاء على التزامهم وثقتهم بك. وعليك أيضاً أن تأخذ الوقت الكافي للحصول على تغذيتهم الرّاجعةِ بما يتعلّق بقيادتك، واعمل على إنشاء ثقافة عملٍ.
- أبقِ تركيز منتجك محدوداً ورسائلك واضحةً:
أثناء المراحل الأولى من النّموّ، قاومْ الرّغبة بتوسيعِ عرضك ليشمل منتجاتٍ، وخدماتٍ ونماذجَ عملٍ إضافيةً. فهذه الأمورُ تُربك العملاءَ، وتتطلّب مزيداً من المواردِ والأشخاصِ في الوقت الذي تستطيع فيه بالكاد تحمُّلَ الكلفة. إذاً أسِّسْ عمليةً رسميّةً لطلب التّغيير، وحللّ الخيارات.
- ضع خطةً استراتيجيّةً مكتوبةّ وحدّثها دوماً:
إن أردت مشاركاتٍ قصوى من فريقك، فسيحتاجون لمعرفةِ الخطةِ وللمشاركة في وضعها. فعملك كقائدٍ يتضمن تزويدهم بالمواردِ اللازمةِ لتنفيذِ الخطّةِ، وإيصالِ الخطّةِ لفريقك بشكلٍ فعّالٍ، واستقدام أشخاصٍ بمهاراتٍ مناسبةٍ كشركاءٍ وموظفين لتحقيق ذلك.
- كافئ أفراد الفريق المناصرين للتغيير:
لقد تعلّم كثير من أعضاء الفِرَق من خبرتهم السابقة أن الحديث عن التغيير وفشل التغيير يعرضهم للعقاب، بينما يُكافَؤون على التعلم الجديد واتخاذ مسارٍ للنجاح. وغالباً ما تكون أفضل المكافآت هي تقديرهم أمام أقرانهم، وتشجيعهم على دعم تغييراتٍ مقترَحة.
- قدّم نظاماً للتّدريب ولتناوب أفراد الفريق كخطوةٍ استباقيةٍ:
يحتاج النّاس أن تعطيهم مهماتٍ جديدةٍ تشكّل تحدياً لهم، وأن يستمروا بالتعلم لتحافظ على دافعيتهم والتزامهم. واكب التكنولوجيا الجديدة الخاصة بالعملياتِ الدّاخلية، كن نشطاً في توظيف أشخاصٍ بخبراتٍ جديدةٍ، وقدّم تدريباً على الصّناعةِ يلائم التعرض لتقنياتٍ ومنافسةٍ جديدةٍ.
إن هدف هذه الاستراتيجياتِ هو أن تجعل التّغيير في العملِ فرصةً استباقيّةً أو قيادةً استباقيّةً، بدلاً من أزمةٍ تُكلّف معالجتُها كثيراً أو بدلاً من تبرير الفشلِ. فوجوب تبنيّ التّغيير وتغذيته، وبنائه في ثقافةِ الفريقِ ما هو إلا طريقة تفكير (عقلية Mindset). الحياة جِدُّ قصيرة فلا تملأها بالألم دون أي فرح. وأنا أنصحك بأن تبدأ الآن باستشرافِ المستقبلِ بدلاً من محاولةِ اللّحاقِ به.