فنّ التواصل غير اللفظي: الطريقة الصامتة لإيصال رسالتك
اكتشف كيف يمكن للتواصل غير اللفظي أن يعكس أسلوب قيادتك وتعلم استراتيجيات بناء الوعي الذاتي لتحسين لغة جسدك وترك بصمة إيجابية على فريقك ومنظمتك
هل يُثيرُ ذكرُ أهميّة التّواصُل غير اللّفظي في نفسكَ الخوف أم الفضول، أم ربّما خليطٌ مِنهما؟ تعلّم جيّداً أنّ التّواصُلَ لا يقتصر على الكلمات التي تنطقُ بها وتكتبُها فحسب، ولكن ماذا عن الرّسائل غير اللّفظية التي تبعثُها؟ كثيرٌ من القادة يشعرون بعدم اليقين حول كيفية انطباعهم فعليّاً على الآخرين.
بينما تعملُ على شحذِ قوّتك في التّواصل وأسلوبك، تحتاجُ إلى وعيٍ قويّ بما هو جيّدٌ وما ليس كذلك في تواصُلك غير اللّفظي.
وفقاً لدراساتِ البروفيسور ألبرت مهرابيان من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، التي يُشار إليها عادةً، فإنّ حتى 55٪ من التّواصُل يتمّ نقلُها من خلال لغة الجسد وهذا هو التواصل غير اللفظي، بينما يُنسبُ فقط 7٪ إلى الكلمات، وهذا يبرزُ الدّور الكبير الذي تلعبُه الإشاراتُ غير اللّفظية في تشكيل وجودك التّنفيذي كقائدٍ.
الإشاراتُ غير اللّفظية، مثلُ: الوضعية، وحركات اليد، وتعابير الوجه، وحتى الطّريقة التي نحتلُّ بها الفضاء تُعبّر كثيراً عن ثقتنا، ومستوى اهتمامنا، ومشاعرنا. فمثلاً، تعتبرُ وضعيتُك مهمّةً. فالوقوفُ بشكلٍ مستقيمٍ مع عدم تقاطع الذّراعين يظهرُ الثّقة، بينما يمكنُ أن يظهر الإغلاقُ، الدّفاعيّة أو عدم الاهتمام. وبالطبع، يكشفُ وجهُك عن مشاعرك أيضاً.
شاهد أيضاً: 5 كتب عن المبيعات ينبغي أن يقرأها كل قائد عمل
غالباً ما يؤجّلُ القادةُ أو يتجنّبون معالجة قضايا التّواصُل غير اللّفظي لأنّهم يشعرون بعدم الرّاحة عند النّظر مباشرةً إلى أنفسهم. أشعُرُ بالارتجاف عند فكرة تصوير نفسي ثمّ مشاهدة الفيديو لرؤية ما يراهُ الآخرون، ولكنّني أشعُرُ أيضاً أنّه يستحقُّ الحرج من أجل الحقيقة التي يكشفُها عنّا.
إليك أربعُ استراتيجيّاتٍ لبناء الوعي الذّاتيّ، حتى تتمكّن من تحسين تواصُلك غير اللّفظي ووجودك التّنفيذي:
- ممارسةُ المرآة: قضاءُ بضع دقائق أمام المرآة كلّ يومٍ. وممارسةُ تعابير الوجه والوضعيّات المختلفة، إذ يمكنُ أن تساعدك هذه الممارسةُ البسيطة على تحديد التّحسينات الممكنة لتحسين التواصل غير اللفظي.
- السّؤال عن رأي الآخرين: طلبُ الآراء من الزّملاء والأصدقاء والعائلة حول كيفيّة تفاعلك غير اللّفظي.
- توظيفُ مدرّب: التحدّثُ مع مدرّبٍ تنفيذيّ يمكنُ أن يوفّر لك تحليلاتٍ قيّمة حول كيفيّة تحسين تواصُلك غير اللّفظي.
- مشاهدةُ وتحليل الفيديو: التّسجيلُ ومشاهدةُ نفسك في مواقفَ مختلفةٍ، يمكنُ أن يوفّر لك فهماً قوياً حول كيفيّة تفاعلك مع الآخرين وهذا بشكل أو بآخر يحسن تواصلك غير اللفظي.
أفضل 10 مهارات اتصال غير لفظي
إتقان مهارات الاتصال غير اللفظي يمكن أن يعزز من فعالية التواصل الشخصي والمهني بشكل كبير. إليك أفضل 10 مهارات اتصال غير لفظي يمكن تطويرها لتحسين قدرتك على التواصل:
-
التواصل البصري: الحفاظ على التواصل العيني يعبر عن الثقة والاهتمام بالمحادثة، ويساعد على بناء الثقة بين المتحدثين.
-
الإيماءات: استخدام الإيماءات بشكل مناسب يمكن أن يعزز الرسالة الموصلة ويجعلها أكثر وضوحاً وتأثيراً.
-
تعابير الوجه: تعابير الوجه تنقل العواطف والمشاعر، ويجب أن تكون متناسقة مع الكلام لزيادة صدق الرسالة.
-
لغة الجسد: الوضعية والهيئة تعبر عن مستوى الانفتاح والاستجابة، والحفاظ على وضعية مفتوحة وودية يمكن أن يشجع التفاعل الإيجابي.
-
المسافة الشخصية: احترام المساحة الشخصية للآخرين يعبر عن احترامهم وراحتهم، ويجب تعديلها حسب السياق الثقافي والشخصي.
-
اللمس: في الثقافات التي تقبل اللمس، يمكن أن يكون مصافحة يد أو وضع يد على الكتف وسيلة لتعزيز الصلات والتعبير عن الدعم.
-
توقيت الردود: التوقيت المناسب في الرد يظهر الانتباه والتفاعل مع الحديث، ويمكن أن يعزز التواصل الفعال.
-
الاستماع الفعال: إظهار علامات الاستماع الفعال مثل التواصل البصري والإيماء بالرأس وتجنب المقاطعة يعزز التفاهم المتبادل.
-
نبرة الصوت: تعديل نبرة الصوت لتناسب الموقف يمكن أن يؤثر على وضوح الرسالة وكيفية استقبالها.
-
الصمت: استخدام الصمت بشكل استراتيجي يمكن أن يكون أداة فعالة للتأكيد على نقطة أو توفير مساحة للطرف الآخر للتعبير عن أفكاره.
تطوير هذه المهارات يتطلب الوعي الذاتي والممارسة، ويمكن أن يحسن بشكل كبير من قدرتك على التواصل والتأثير بشكل فعال في المواقف الاجتماعية والمهنية.
-
الأسئلة الشائعة
- ما هو التواصل غير اللفظي وكيف يؤثر على الانطباعات الأولية؟ التواصل غير اللفظي يشمل كل أشكال التعبير عن الذات دون استخدام الكلمات، مثل لغة الجسد، التعبيرات الوجهية، والإيماءات. يمكن لهذه الأشكال أن تعزز أو تقلل من فعالية الرسالة الموصلة، وغالبًا ما تكون حاسمة في تشكيل الانطباعات الأولية.
- كيف يمكن استخدام التواصل غير اللفظي بفعالية في بيئة العمل؟ في بيئة العمل، يمكن استخدام التواصل غير اللفظي لتعزيز الوضوح والثقة، عبر الحفاظ على التواصل البصري، استخدام الإيماءات المناسبة، وتبني هيئة مفتوحة وودية تسهل التواصل وتعزز التعاون.
- ما الدور الذي يلعبه التواصل غير اللفظي في المفاوضات والمقابلات؟ في المفاوضات والمقابلات، يمكن للتواصل غير اللفظي أن يوصل الثقة والمصداقية، أو يظهر التردد والعصبية. تعلم كيفية التحكم وتفسير هذه الإشارات يمكن أن يحسن من نتائج المفاوضات، ويزيد من فرص نجاح المقابلات.
- ما هي التحديات الشائعة المرتبطة بالتواصل غير اللفظي في الثقافات المختلفة؟ التحديات تشمل التفسيرات المتباينة للإيماءات والتعبيرات الوجهية التي قد تختلف بشكل كبير بين الثقافات. فما يُعتبر إيماءة ودية في ثقافة قد يُنظر إليه كغير محترم في ثقافة أخرى، مما يتطلب فهمًا عميقًا وحساسية ثقافية.
- كيف يمكن تطوير مهارات التواصل غير اللفظي لتعزيز التواصل الفعال؟ تطوير مهارات التواصل غير اللفظي يمكن أن يتم عبر التدريب المستمر، مثل ممارسة الوعي بلغة الجسد الخاصة وتعلم تفسير إشارات الآخرين بدقة. ورش العمل، الدورات التدريبية، والتغذية الراجعة المهنية كلها أدوات يمكن أن تساعد في هذه العملية.