الرئيسية التنمية فن التواصل الحقيقي: كيف تبني علاقات تدوم للأبد؟

فن التواصل الحقيقي: كيف تبني علاقات تدوم للأبد؟

لا يُقاس التّواصل الفعّال بعدد المحادثات، بل بجودتها وعمقها، فبناء العلاقات الحقيقيّة يتطلّب حضوراً صادقاً واستماعاً نشطاً ورغبةً في العطاء دون مقابلٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

كم مرّةً وقفت في غرفةٍ مليئةٍ بالمحترفين، وشعرت بالتّوتّر لأنّ التّواصل الاجتماعيّ ليس من هواياتك؟ صدقني، هذه المشاعر ليست جديدةً عليّ؛ فأنا المدير التّنفيذيّ لشركةٍ خاصّةٍ تمّ اختيارها مرّتين ضمن قائمة "إنك. 5000" (Inc. 5000) لأسرع الشّركات نموّاً. في منصبي، أتواصل بانتظامٍ مع بعض أنجح روّاد الأعمال في البلاد، ومع مرور الوقت أدركت أنّ العلاقات القويّة لا تُبنى بمجرّد التّجوّل في المكان، بل بالحضور الحقيقيّ والصّادق.

يعاني معظم النّاس من بدء محادثاتٍ سطحيّةٍ مع الغرباء، سواءً وجهاً لوجهٍ أو عبر الإنترنت، وهناك سببٌ لهذا التّردّد. فمن السّهل أن تفرط في التّفكير أثناء بناء علاقةٍ جديدةٍ، إذ يحاول العقل اختيار الكلمات المثاليّة لكسب ثقة الطّرف الآخر. قد يكون تواصلك مستنداً إلى "لماذا" الخاصّ بك، أي الدّافع وراء أفعالك، ولكن هل تفكّر أيضاً في "لماذا" الخاصّ بالطّرف الآخر؟ إذا كان تركيزك منصوباً فقط على أهدافك واحتياجاتك، فقد تفقد العلاقة صدقها وأصالتها.

عند التّواصل، بدلاً من التّركيز على كسب الأعمال أو الحصول على ما تريد، اجعل اللّطف والعطاء جوهر التّفاعل، إذ إنّ التّواصل من القلب يمكن أن يغيّر حياتك، ويوسّع فرصك بشكلٍ مضاعفٍ، فطرح أسئلةٍ بسيطةٍ عن الطّقس أو الرّياضة أو نوع السّاعة ليس له تأثيرٌ دائمٌ، إذ تتلاشى تلك المحادثات سرعةً. لذلك، فإنّ بناء شبكة علاقاتٍ قويّةٍ يتطلّب محادثاتٍ عميقةً تنبع من جوهر التّواصل الإنسانيّ.

كيف يتصرف الآخرون في التواصل؟

يدعم مهندس الأعمال شاي لينش فكرة أنّ التّواصل الحقيقيّ يعتمد على بناء علاقاتٍ أصيلةٍ، بدلاً من اعتبار التّفاعلات مجرّد معاملاتٍ بسيطةٍ، فأثناء إجراء مقابلاتٍ مع العديد من أصحاب الأعمال، وجد أنّ التّركيز على الجوانب المترابطة يمكن أن يمكّن الشّركات من خلق منظومة مبيعاتٍ مستقلّةٍ تغذّي العلاقات طويلة الأجل، وتساهم في تحقيق نموٍّ مستمرٍّ.

ابنِ علاقاتٍ ذات معنى مع الغرباء من خلال أن تكون ممن يقدّمون اللّطف. كما كتب راندال ماكنيلي، مؤلّف كتاب "صيغة مقدمي اللطف 2.0" (The Kindness Givers’ Formula 2.0): "نحن جميعاً بشرٌ نستحقّ التّقدير والاحترام، واللّطف لا يعرف حدوداً". فالقيمة الحقيقيّة للّطف تقوم على العطاء، حتّى في سياق التّواصل.

يبدأ التّواصل الحقيقيّ عندما يكون لديك رغبةٌ صادقةٌ في مساعدة شخصٍ، أو في معرفة دفاعه الشّخصيّ. على سبيل المثال، شاركت مؤخّراً في حوارٍ مع أشوين كريشان، الّذي يستخدم منصّته لكسر الحواجز والتّواصل على مستوىً إنسانيٍّ. كان شخصاً غريباً بالنّسبة ليّ، ولكنّه رأى محتوىً نشرته على وسائل التّواصل الاجتماعيّ حول بناء علاقاتٍ أعمق، فألهمه ذلك ليتحدّث بصراحةٍ عن استضافته لي على منصّته "ستاند آوت إن 90 سيك" (Stand Out in 90 Sec)، وفي المقابل سينضمّ إليّ في بودكاست "أنا أحب التعلم" (I Love Learning) لمشاركة شغفه ورغبته في خلق مزيدٍ من الرّوابط الإنسانيّة. إذاً، إنّ تبادل رسائل مدروسةٍ ومستندةٍ إلى اللّطف بين الغرباء يفتح لهم آفاقاً مستقبليّةً لدعم بعضهم البعض!

تلك اللّقاءات العفويّة تحمل عمقاً خاصّاً؛ لأنّها مبنيّةٌ على اهتمامٍ حقيقيٍّ، فكلا من رسالتينا تتمحور حول إنقاذ الأرواح، ومساعدة الآخرين، وبناء علاقاتٍ إنسانيّةٍ أصيلةٍ، وهناك حاجةٌ حقيقيّةٌ لوجود رابطةٍ قائمةٍ على المصلحة المشتركة والرّغبة في مساعدة بعضنا بعضاً دون توقّع مقابلٍويمكن تحويل هذا المثال إلى مخطّط تواصلٍ ينبض بالحياة لفعاليّتك القادمة، وإليك بعض النّصائح لتطوير تواصلك:

نصيحة التواصل رقم 1: ركّز عقلك الواعي

عندما تتحدّث مع شخصٍ ما، أين يتّجه ذهنك؟ هل تستمع بكلّ اهتمامٍ لكلّ كلمةٍ يقولها، أم أنّك تفكّر فيما ستقوله لاحقاً، أو تخطّط لما ستفعله بعد ذلك؟ إنّ انتباهك عنصرٌ قيّمٌ في كلّ لقاء تواصليٍّ. لذلك، حاول أن تبقى مركّزاً، ولا تسمح لأفكارك بالتّشتّت؛ انظر في عيون الشّخص واستمع بعمقٍ، إذ إنّ منح انتباهك الكامل هو هديّةٌ قيّمةٌ، فالجميع يرغب في أن يشعر بالتّقدير، وأن يُستمع إليه؛ اختر أن تكون حاضراً بالكامل في كلّ محادثةٍ.

نصيحة التواصل رقم 2: كُن ذاتك الحقيقية

في كتابي "ثرايف: كيف يمكن للتّعلّم أن يشعل طريقاً جديداً للمضيّ قدماً" (Thrive: How Learning Can Ignite a New Way Forward)، أشير إلى أهمّيّة "الذّات الحقيقيّة"، إذ كثيراً ما يعرف النّاس أنفسهم من خلال التّأثيرات الخارجيّة بدلاً من اتباع ما يثير شغفهم. فعندما تشارك ذاتك الحقيقيّة، تنبعث منك طاقةٌ تجذب الآخرين الّذين يبحثون عن علاقاتٍ ذات معنى. ليس من الضّروريّ أن تكون الأكثر روعةً أو الأظفر، أو الأغنى أو صاحب الإنجازات الكبرى؛ يكفي أن تكون على طبيعتك.

نصيحة التواصل رقم 3: ابنِ علاقةً أو أكثر

عندما تحضر فعاليّات التّواصل، تتاح لك فرصٌ عديدةٌ للتّعرّف على أشخاصٍ جددٍ واكتشاف كيف يمكن لهؤلاء أن يساعدوا غيرهم ضمن شبكتك. إذ إنّ تقديم التّعارف بين الآخرين يضيف قيمةً لعلاقاتهم، ويجعلهم يذكرونك دائماً أنّك الّذي جمعتهم مع بعضٍ، ممّا يعزّز من الرّوابط المتبادلة.

في المرّة القادمة الّتي تشعر فيها بالتّردّد حول حضور فعاليّة تواصلٍ، تذكّر أنّ هذه فرصةٌ قيّمةٌ للتّواصل وبناء علاقاتٍ جديدةٍ. قد تتفاجأ أن بناء العلاقات من خلال اللّطف والعطاء يؤدّي إلى روابط أقوى ممّا كُنتَ تتوقّع.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: