لماذا عليك التسويق للنساء؟ استراتيجيات لجذب صاحبات القرار
كيف تصنع حملات تسويقية تلامس قلب وعقل المرأة وتضمن تقدماً مستداماً لعلامتك التجارية؟
تتَّخذ النساء القدر الأكبر من قرارات الشّراء المتعلّقة بكلٍّ شيءٍ تقريباً، بدءاً من الطَّعام إلى الملابس ومستلزمات المنزل وحتَّى الأجهزة الكبيرة سواء الثَّلاجات أو أجهزة التَّكييف أو حتَّى السَّيارات، وقد يسعى بعض المسوّقين إلى طلاء منتجه باللَّون الورديّ لجذب المرأة، ولكنَّ هذا لا يكفي على الإطلاق لإغراء هذه الفئة الأكثر ذكاءً ووعياً، فلماذا من المفيد التسويق للنساء، وكيف تستقطب المرأة بخطَّة ترويجٍ مميَّزةٍ لازدهارٍ أكيدٍ في أعمالك؟ هذا ما سنتعرَّف عليه الآن.
لماذا من المفيد التسويق للنساء؟
هناك مميّزاتٌ أساسيَّةٌ من التسويق للنساء أثبتتها مجموعةٌ من استطلاعات الرَّأي والدِّراسات والتَّجارب الواقعيَّة، ومن أهمِّ هذه المميِّزات: [1] [3]
استقطاب قوة شرائية كبيرة
أثبتتِ الإحصائيَّات التي أجرتها منظَّماتٌ غير ربحيّةٍ أنَّ النساء على المستوى العالمي يُمثّلْنَ 32 تريليون دولارٍ من الإنفاق الاستهلاكيّ والتّجاريّ، كما من المتوقَّع أن ترتفعَ سيطرة النساء على الثَّروة الاستهلاكيَّة لتصلَ إلى الثّلثين في العقد المقبل، كما أنَّ الكثير من النساء -سواءً في أوروبا وأمريكا أو في العالم العربي والشَّرق الأوسط- أصبحن يحقّقن بالفعل دخلاً مرتفعاً مستقلَّاً، وفي بعض الأحيان أعلى من الأزواج؛ لذا بتوجيه استراتيجيَّتك للفت انتباهِ النساء، فأنتَ تستقطبُ قوَّةً شرائيَّةً كبيرةً تتضخَّمُ باستمرارٍ.
ولا يتعلَّق الأمر فقط بالكسب الماديّ المستقلّ، فحتَّى في حالِ كان دخلُ المرأةِ أقلَّ، فإنّها عادةً ما تسيطر على الكثير من قرارات الشراء والتي قد تصل إلى 93% للمواد الغذائيَّة والأدوية التي لا تتطلَّب وصفةً طبيّةً، وتسطير على التَّخطيط للإجازات بنسبة 92%، وتحديد المُشتريات الكبيرة الجديدة بنسبة 91%، وحتَّى السّيارات واختيار الحسابات المصرفيَّةِ وغيرها؛ لتمثِّل النساء في أمريكا مثلاً 85% من إجماليّ الإنفاق الاستهلاكيّ، وهذه النّسبة ليست بعيدةً كثيراً عن بقيَّة العالم والشَّرق الأوسط.
تسويق مجانيّ لمنتجك
تميل المرأة لمشاركة تجربتها التَّسويقيَّة على مواقع التَّواصل الاجتماعيّ أو مع نطاق جيرانها ومعارفها، وهذا يعني أنَّ توجيه استراتيجيَّتك التَّسويقيَّة إلى المرأة يعني وصول إعلانك إلى أعدادٍ أكبر بكثيرٍ من المتوقَّع، كما أنَّهم أسهل في الوصول إلى المتاجر المحلّيَّة نتيجة تسوُّقهنَّ المستمرّ، ممَّا يخلق عائداً أكبر لاستثمارك، فعندما تُعجب المرأة بمنتجك أو بالخدمة المقدَّمة ستبدأ تلقائيَّاً في السّؤالِ عنها في محيطها، وإذا جرَّبتها وأعجبتها، فإنَّها ستشارك التَّجربة، وهذا عند نحو 92% من النّساء.
اكتساب ولاء طويل الأمد
تحرص المرأة على جمع الكثير من المعلومات عن المنتج أو الخدمة قبل اتّخاذ قرار الشِّراء، فإذا كان التَّسوُّق إلكترونيَّاً تجدها تزور الكثير من المتاجر وتستطلع مجموعةً متنوّعةً من الآراء، وإذا كان التَّسوُّق على أرض الواقع تجدها تمرُّ على كافَّة المتاجر في المول التّجاريّ أو في المنطقة وربَّما في عدَّة مناطق، وهذا يجعلها في النّهاية تتمتع بولاءٍ طويل الأمد فلا تُغيّر الخدمة أو المنتج المعتاد بسهولةٍ.
ولتعزيز هذه السِّمة في المتسوّقين النّساء عليك توجيه عنايةٍ فائقةٍ لخدمة العملاء وخدمة ما بعد البيع، فعندما تُلبّي تُوقُّعات المرأة في هذا الشَّأن، فأنت تضمنُ عميلاً مُخلصاً على مدى سنواتٍ طويلةٍ.
شاهد أيضاً: كيف تختار أفكار التسويق الناجحة؟ 5 أسئلة ستوجهك!
اكتساب ثقة فئات متنوعة
لم تعدِ المرأة على مستوى العالم مختصَّةً فقط بأمورِ المنزل، بل أصبح هناك تزايدٌ في الشركات الجديدة التي تؤسِّسها النساء، فارتفعت بنسبة 78% منذ وباء كوفيد 19، كما أنَّ هناك تنوُّعاً كبيراً في مستويات التَّعليم والتَّوجُّهات الاقتصاديَّة أو السياسيَّة؛ لذا عندما توجّه رسالتك للمرأة، فإنَّك لا تكسب فقط 50% من المجتمع، ولكن الكثير من الفئات المتنوِّعة التي تؤثّر في قرارات النّصف الآخر من الكرة الأرضيَّة.
كيف يمكنك التسويق بكفاءة للنساء؟
على الرَّغم من هذه القوة الشرائية الكبيرة إلَّا أنَّ التَّحيُّز الجنسيَّ في الإعلانات ما يزال يثير غضبَ أغلبيَّة النساء بنسبةٍ تصل إلى 91% وفقاً لاستطلاعاتٍ حديثةٍ، فترى المرأة أنَّ أغلب المعلنينَ لا يفهمون احتياجاتها، وعلى الرَّغم من أنَّ هذا الرَّقم قد يكون صادماً إلَّا أنَّه مفيدٌ على الجانب الآخر للشَّركات الَّتي ترغب في وصولٍ أسرع وأكثر كفاءةً للنساء.
ووفقاً لمجموعةٍ من الاستطلاعات والدّراسات، فإنَّك لكي تنجحَ في جذب انتباه النساء على المدى الطَّويل والتَّمتُّع بولاء هذه القوة الشرائيةِ عليك محاولة اتِّباع الاستراتيجيَّات التَّالية: [2] [4]
التركيز على التنوع وعدم مخاطبة كل النساء برسالة واحدة
لا تخاطبْ في إعلاناتك كلَّ النساء وكأنَّهنَّ جميعاً في بوتقةٍ واحدةٍ، بل ركِّز على فئةٍ محدَّدةٍ ولتكن مثلاً الأمَّهات الثَّلاثينيات اللاتي يتلقين دوراتٍ تدريبيةً، أو كيف يمكن لمنتجك تطوير حياة أمٍّ أربعينيةٍ أصبح أطفالُها في مرحلة المراهقة، كما يمكنك التَّركيز على الشَّكل واللّون أيضاً مع الاهتمام بالتَّنوُّع في الرِّسالة بين النساء المستقلَّات مادِّيَّاً أو المعيلات وغيرها من فئات.
وتُعدُّ شركة Fenty Beauty المملوكةُ للنَّجمة ريهانا من الأمثلة شديدةِ النَّجاح على الاهتمام بالتَّنوُّع والتَّخصيص، إذ قدّمت منتجاتِها لتكونَ ملائمةً لمجموعةٍ واسعةٍ من ألوانِ البشرة.
تحدي المحظورات النسائية
هناك موضوعاتٌ شديدةُ الأهميَّة للنساء، وعلى الرَّغم من ذلك ما تزال موضع تجاهلٍ كبيرٍ من خبراء التَّسويق باعتبارها محظوراتٍ لا يجب الاقتراب منها، في حين أنَّ الانفتاح على "تابوهات" مثل الدورة الشهرية والشَّيخوخة وما يرتبط بها من تغيُّراتٍ مزاجيَّةٍ واختلالاتٍ هرمونيَّةٍ وانقطاع الطَّمث والولادةِ والرِّضاعة الطَّبيعيَّة سيجذب الانتباه أكثر لمنتجك مقارنةً بمنافسين يخافون الاقتراب علناً من هذه المناطق الشَّائكة.
ولكن، يجب أن تأتي المعالجة بهدف تشجيع مجتمعٍ منفتحٍ وآمنٍ لتشعرَ المرأة أنَّ احتياجاتها مفهومةٌ أكثر وحالتها النَّفسيَّة واضحةٌ دون أن توُصمَ بالعار اجتماعيَّاً لمجرَّد أنَّها أنثى ولديها مثلُ تلك الاحتياجات والمشكلات.
رواية القصص
يحبُّ كلٌّ من الرجال والنساء رواية القصص، ولكن ينجذب الرَّجل أكثر للحكاياتِ الواقعيَّة، في حين تلفت قصصٌ التَّحدي انتباه المرأة أكثر، وليس من الضَّروري ولا المطلوب في الأصل إثارةُ الشَّفقة وإظهار المرأة كضحيَّةٍ، ولكنَّ الحملات التي تُركِّز على القصص الملهمة وتعكس الواقع اليوميَّ للمرأة والتَّحدِّيات التي تواجهها تكون أكثر جذباً للانتباه، ومن الأمثلة القويّة هنا حملةُ نايكي وعبارتها الشَّهيرة "ممَ تُصنع الفتيات؟" والتي تضمَّنت رياضيِّاتٍ مشهوراتٍ في الكثير من المجالات لتسليط الضَّوء على قوّة المرأة ومرونتها وقدرتها على الإنجاز.
شاهد أيضاً: 5 عناصر يجب تضمينها دائماً في رسائل التسويق الإلكتروني
التركيز على القيمة
تنجذبُ النساء أكثر للشَّركات التي تُروِّج لقيمةٍ معيَّنةٍ يهتممنَ بها، فمثلاً حقَّقت شركة The Body Shop نجاحاً كبيراً في حملتها التسويقية عام 1994 عندما حصلت على زبدة الشيا لمنتجاتها بالتَّعاون مع جمعية Tungteiya النِّسائيَّة، فوفَّرت هذه الشَّراكة دخلاً جيداً لأكثر من 400 سيدةٍ في 11 قرية ضمن منطقة تامالي شمال غانا، فأصبحت الصُّورة الذِّهنيَّة عن الشَّركة أنها تساعدُ النساء المعيلات في تحسين ظروف معيشتهنَّ.
تجنّب اللون الورديَّ والنساء شبه العاريات
تنفر المرأة تماماً من الإعلانات التي تركِّز على صورة الجسد وما به من إغراءٍ، فبيَّنتِ الإحصائيَّات أنَّ احتماليَّة ظهور المرأة عاريةً في الإعلانات تزيد بمقدار الضِّعف عند الذُّكور، وتفتقر هذه الإعلانات لتحقيق النَّتيجة المطلوبة منها على عكس ما يتوقَّعه المعلنون، وحتَّى اللون الورديُّ أصبح ذا سمعةٍ سيئةٍ، وصار دليلاً على الرَّغبة في خداع النساء بمنتجاتٍ وهميَّةٍ تُباع بسعرٍ أغلى لمجرَّد أنَّها ورديَّةُ اللون.
لذا حاول الابتعاد تماماً عن وضع امرأةٍ في إعلان لمجرَّد أنَّها "جذابة جنسيَّاً"، فهذه الصُّورة النَّمطيَّة من أكثر التَّصوُّرات المُنفِّرة للنساء الآن، بل اقترب أكثر من الجزء الإنسانيّ ومنح الأولويَّة للطَّبيعة الشَّخصيَّة وليس فقط الشَّكل، وبالنِّسبة للون الورديّ، فيمكنك تطبيقه بحذرٍ مع دراسةٍ سيكولوجيَّة الألوان ومعرفة كيفيَّة الاستفادة منها وفقاً لنوع المنتج والخدمة.
إنَّ فهم آمال وطموحات وحتَّى مخاوف المرأة دليلُكَ المباشر لحملاتٍ تسويقيَّةٍ شديدة النَّجاح، ومع الابتعاد التَّامِّ عن الصُّورة النَّمطيَّة عن النساء ورواية القصص الواقعيَّة، فسوف تكتسب بسهولةٍ قاعدةً عريضةً من المستهلكين شديدي الولاء على المدى الطَّويل، وحتَّى إذا كنت ارتكبْتَ أخطاءً في الماضي، فيمكنك تجاوزُها بسهولةٍ الآن؛ لتحفيز النساء على اختيار منتجك وتشجيع غيرهنَّ على الوثوق بك.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.