قدّم نفسك بثقة مع هذه النصائح الثلاث الفعّالة
أقلّ من 20% من النّاسِ يشعرون بثقةٍ كاملةٍ عند تقديمِ أنفسِهم، إذا لم تكن منهم، فهذه النصائح ستهمّك
كم مرةً وجدت نفسك في موقفٍ تحتاجُ فيهِ لتقديمِ نفسِك، ولم تكن متأكّداً ممّا يجبُ أن تقولهُ؟ كثيرٌ من عملائي يسألونني باستمرار: "هل يمكنك مساعدتي في تقديمِ نفسي؟ أشعرُ بالضياعِ عندما يأتي وقتُ التّحدثِ عن نفسي". من خلالِ أبحاثي الأخيرةِ، اكتشفتُ أن أقلّ من 20% من الناسِ يشعرون بثقةٍ كاملةٍ عند تقديمِ أنفسِهم. هذه الحقيقةُ تثيرُ تساؤلاتٍ حول كيفيةِ تقديمِ نفسِك بطريقةٍ تتركُ انطباعاً قوياً وإيجابياً.
قد تكونُ في موقفٍ يتطلّبُ منك تقديم نفسِك أمام عميلٍ محتملٍ، أو مستثمرٍ، أو زميلٍ جديدٍ، أو حتى فريقِ عملٍ جديدٍ. في مثلِ هذه المواقفِ، تكونُ الأهميّة لذلك عاليةً؛ فالانطباعُ الأولُ هو المفتاحُ. تقديمُ نفسِك هو أيضاً فرصةٌ لتعزيزِ علامتِك الشّخصيةِ بشكلٍ مباشرٍ؛ فهي كلماتٌ تعبّرُ عنك، وتأتي منك، ممّا يجعلُها أحد أكثرِ الأدواتِ تأثيراً في بناءِ صورتِك المهنيّةِ.
سواءً كان ذلك في اجتماعٍ وجهاً لوجهٍ أو عبر الإنترنتِ، نجدُ جميعاً أنفسنا في لحظاتٍ تشعرُنا بالقلقِ عند تقديمِ أنفسِنا. كيف يمكننا التغلّبُ على هذا الشّعورِ وجعلُ هذه اللحظاتِ فرصةً للتألقِ؟ إليك ثلاث نصائحٍ عمليةٍ لتقديمِ نفسِك بثقةٍ في كلِّ مرةٍ.
1. اختصر في كلامِك
عندما تبدأُ بتقديمِ نفسِك، من المهمِّ أن تحترم وقت الآخرين واهتماماتِهم. لا تطِل الحديث، واجعل تقديمك بنفسِ طولِ أو أقصر من تقديمِ من سبقك. إذا كان هناك حاجةٌ للتفاصيلِ، سيطلبُ منك الآخرون ذلك. لا تكن ذلك الشخص الذي يتحدّثُ عن نفسِه أكثر من اللازمِ، بل اجعل حديثك مختصراً وواضحاً.
التقديمُ الموجزُ ليس مجرد احترامٍ لوقتِ الآخرينِ، بل هو أيضاً وسيلةٌ لجذبِ اهتمامِهم والحفاظِ عليهِ. فكلما كان تقديمُك أقصر، زادت فرصةُ أن يتذكر الناسُ ما قلتهُ. تذكر أن القليل غالباً ما يكونُ أكثر تأثيراً عندما يتعلقُ الأمرُ بتركِ انطباعٍ دائمٍ وإيجابيٍ.
2. خصّص وقدِّم شخصيتك
التّقديمُ المُعدُّ مسبقاً قد يبدو واضحاً ومملاً؛ فلا شيء يضيّعُ جاذبية التّقديمِ أكثر من الحديثِ بطريقةٍ آليةٍ. بدلاً من ذلك، انظر إلى من تخاطبُهم مباشرةً، وقدِّم نفسك بطريقةٍ تتناسبُ مع السياقِ، وتكونُ ذات صلةٍ بالشّخصِ أو الأشخاصِ الذين تتحدّثُ معهم.
لا يهتمّ الجميعُ مهتماً بمعرفةِ جميعِ مؤهلاتِك الأكاديميةِ أو المهنيّةِ، لكنّ بعضَ الناسِ قد يعتبرون هذه التّفاصيل حاسمةً في تقييمِك. وفي نفسِ الوقتِ، قد لا يهتمُّ الآخرون بمشاريعِك الأخيرةِ أو ما فعلتهُ في عطلةِ نهايةِ الأسبوعِ، لكن لمجموعاتٍ معينةٍ، هذه التفاصيلُ قد تكونُ مفتاحاً لبناءِ علاقةٍ جيدةٍ وفهمٍ مشتركٍ.
لذلك، من المهمِّ تخصيصُ تقديمِك ليتناسب مع السّياقِ الحاليِّ واهتماماتِ جمهورِك. هذه الخطوةُ تظهرُ أنّك متفاعلٌ ومهتمٌّ بالشخصِ الآخرِ، ممّا يعزّزُ من قدرتِك على بناءِ علاقاتٍ مهنيةٍ ناجحةٍ.
3. استخدم إطار العملِ البسيطِ لتقديمِ نفسِك: الحاضرُ - الماضي - المستقبل
إطارُ العملِ البسيطُ لتقديمِ نفسِك يقومُ على ثلاثِ نقاطٍ رئيسةٍ: الحاضرُ، الماضي، والمستقبل. هذا الإطارُ ليس ترتيباً زمنياً لسيرتِك الذّاتيةِ، بل هو طريقةٌ منظّمةٌ تسهلُ عليك تقديم نفسِك بفعاليةٍ.
الحاضر:
ابدأ بتعريفِ نفسِك باسمِك ولقبِك. اعتماداً على السياقِ، يمكنك إضافةُ تفاصيل إضافيةٍ مثل مشروعٍ حاليٍّ تعملُ عليهِ، مجالِ خبرتِك، أو موقعِك الجغرافيِّ. هذا يعطي الحضور فهماً فورياً وواضحاً لمن أنت وما تقومُ بهِ حالياً.
الماضي:
بعد تقديمِ نفسِك في الحاضرِ، انتقل إلى الحديثِ عن خلفيّتِك ومؤهّلاتِك. استخدم نقطتينِ أو ثلاثاً لتوضيحِ خبراتِك السّابقةِ التي تدعمُ مكانتك الحالية. يمكنك الحديثُ عن تعليمِك، مشاريعِك السّابقةِ، أصحابِ العملِ الذين عملت معهم، والإنجازاتِ التي حقّقتها. تأكّد من أنّ هذه النقاطِ ترتبطُ بالسّياقِ الحاليِّ، وتدعمُ ما تحاولُ إيصالهُ.
تذكّر، لا تحتاجُ إلى سردِ سيرتِك الذّاتيةِ بالكاملِ. بدلاً من ذلك، ركّز على نقاطٍ محددةٍ تعزّزُ من صورتِك المهنيّةِ، وتوضّحُ للآخرين سبب كونك مؤهّلاً للحديثِ في هذا السياقِ.
المستقبل:
أخيراً، اختتم تقديمك بالحديثِ عن المستقبلِ. هذه النّقطةُ غالباً ما يتمُّ إغفالُها، لكنّها مهمةٌ جداً في تركِ انطباعٍ إيجابيٍّ. هنا يمكنك إظهارُ حماسِك لما هو قادمٌ. الأبحاثُ تظهرُ أنّ الحماس يمكنُ أن يميل بالكفّةِ لصالحِك. إذا كنت في مقابلةِ عملٍ، عبِّر عن حماسِك بشأنِ الفرصِ المتاحةِ في الشّركةِ. إذا كنت في اجتماعٍ، أبدِ اهتمامك بموضوعِ الاجتماعِ. وإذا كنت تبدأُ مشروعاً مع فريقٍ جديدٍ، تحدّث عن تطلّعاتِك وأهدافِك لهذا المشروعِ.
الحديثُ عن المستقبلِ يُظهرُ أنّك متفاعلٌ ومتفائلٌ، كما يساعدُ في انتقالٍ سلسٍ للمحادثةِ إلى الشّخصِ التالي.
باختصار: ثلاثُ نصائحٍ لتقديمِ نفسِك بثقةٍ
لتحويلِ تقديمِ نفسِك من لحظةِ توترٍ إلى انطباعٍ أوليٍّ إيجابيٍّ يعززُ من علامتِك الشخصيةِ، تذكّر هذه النقاطِ الثلاثِ:
- اختصر في كلامِك: اجعل تقديمك موجزاً واحترم وقت الآخرينِ.
- خصّص وقدِّم شخصيتك: وجه تقديمك ليتناسب مع السّياقِ واهتماماتِ جمهورِك.
- استخدم إطار العملِ البسيطِ لتقديمِ نفسِك: ركّز على الحاضرِ، الماضي، والمستقبلِ.
باتّباعِ هذه النصائحِ، ستتمكنُ من تقديمِ نفسِك بثقةٍ في كلِّ مرةٍ، وتترك انطباعاً دائماً وإيجابياً لدى كلِّ من تقابلُهم.