كيف أتاحت Thndr في مصر إمكانية إدارة الثروات للجميع؟
عربية .Inc تحاور أحمد حمودة الرَّئيس التَّنفيذيّ والشَّريك المؤسّس لـ Thndr، وهي منصَّةٌ تقنيةٌ ماليَّةٌ تسعى لجعل الاستثمار مُتاحاً بيسرٍ للأشخاص العاديّين
يفتتح لنا أحمد حمودة -الرَّئيس التَّنفيذي والشَّريك المؤسِّس لـ Thndr- الحديث قائلاً: "الاستثمار كالتَّمرين الرِّياضي، يجب أن يتحوَّل إلى عادةٍ مستمرَّةٍ، يبيّن لنا أنَّ السِّرَّ يكمن في الاستمراريَّة والتَّنوُّع في قوله: "تمارس الرِّياضةَ ثلاثة أيَّامٍ في الأسبوع لتعزيز صحَّتِكَ البدنيَّة، وتستثمر مرَّة كلَّ شهرٍ في مجموعةٍ متنوِّعةٍ من المنتجات الاستثماريَّة لضمان رفاهيَّتك الماليَّة".
أحمد حمودة الذي كان يشغل منصباً في مجال البنوك الاستثماريَّة، وكان المدير العام لأوبر مصر، شارك في تأسيس Thndr المنصَّة المصريَّة للتّقنيَّة الماليَّة مع سيف عمرو في عام 2019، هذه المنصَّة التي تتيحُ التَّداول بدون عمولاتٍ، وتمكّن المستثمرين من شراء وبيع الأسهم والسَّندات والصَّناديق المشتركة، وقد حصلت على أوَّل ترخيصِ وساطةٍ من البورصة المصريَّة لأكثر من عقدٍ من الزَّمان عند إطلاقها.
نالت Thndr ترخيصاً للبحوث في يناير من هذا العام، ممّا مكّنها من تقديم نصائح استثماريّة مخصّصة عبر علامتها التجارية الفرعيّة المُسمّاة Rumble. ومن خلال الجمع بين إمكانيّة الوصول إلى أسواق التداول وتوفير رؤى عميقة، يسعى الفريق لمنح المستثمرين الأفراد الفرص التي كانت حتّى الآن محصورةً بالمستثمرين من أصحاب الثّروات الكبيرة، وذلك بإرشادهم إلى كيفيّة وأين يمكنهم استثمار أموالهم بأفضل شكلٍ ممكنٍ.
خلال أوَّل ثلاث سنواتٍ من عملها، شهدت Thndr تحميل تطبيقها أكثر من مليوني مرَّةٍ، وفي العام الماضي حقَّقت المركز الثَّاني بين شركات الوساطة في مصر من حيث قيمة التَّداول، وسرعان ما نجحت Thndr في جذب دعمِ المستثمرين، وفي عام 2019 جمعت استثماراتٍ غير مُعلنةٍ في جولة ما قبل البذور من Y Combinator، و4DX Ventures، وEndure Capital، وRaba Partnership، وMSA Capital.
في عام 2022 أغلقت جولةً تمويليَّةً من السِلسلة A بقيمة 20 مليون دولارٍ، شارك في قيادتها Tiger Global، وBECO Capital، وProsus Ventures، بهدف التَّوسُّع في أسواق منطقة الشَّرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومؤخَّراً حصلت Thndr على ترخيصٍ للتَّداول في سوق أبو ظبي العالميّ (ADGM)، وهي تعمل حالياً على تأمين ترخيصٍ للتَّداول في السُّوق السُّعوديّ، كما يخبرنا حمودة.
ويُعلِّق حمودة: "حلمُنا هو أن نصبحَ منصَّة الاستثمار المفضَّلةَ للمتحدِّثين باللغة العربيَّة".
تساوي فرص الاستثمار أمام الجميع
في مسعاه لتيسير وصول الجميع إلى الاستثمار، يعتقد حمودة بضرورة تكافؤ الفرص للجميع، حيث يقول: "فكرة أنَّ كلَّ فردٍ قادر على التَّوفير وتنمية ثروته وحماية أمواله من التَّضخُّم لا يجب أن تكون محصورةً في طبقةٍ اجتماعيّةٍ محدَّدةٍ، ينبغي أن تكون هذه الإمكانيَّات متاحةً للجميع، بغضّ النَّظر عن درجة معرفتهم المالية أو حجم الأموال التي يملكونَها".
يشير حمودة إلى أنَّ نسبة الأسر المصريَّة التي تستثمر لا تتجاوز 2% مقارنةً بـ50% في الولايات المتَّحدة، ممَّا يُظهر فرصةً هائلةً لمديري الثَّروات، ومن خلال Thndr يطمح إلى أن يصلَ عدد الأسر المصريَّة المستثمرة في الأسواق إلى 10 ملايين.
بتشكيل فريق عملٍ شابٍّ متنوّعٍ ومُلمٍّ بالتّكنولوجيا، تمكَّنت Thndr من جذب المستثمرين للمرَّة الأولى في جميع أنحاء البلاد، ويفصح حمودة: "ما يغمرنا بالحماسة هو أنَّ الغالبيَّة العظمى من مستخدمينا تقدَّموا للاستثمار لأوَّل مرَّةٍ، وتأتي أكثر من نصف قاعدةِ مستخدمينا من خارج نطاق العاصمة القاهرة، بمتوسِّط عمرٍ يصل إلى 30 عاماً.
ويؤكّد حمودة: "ندركُ بأنَّ إرساءَ أسس تداولٍ ديمقراطيٍّ بالمعنى الأمثل يستلزم الانتقال إلى الفضاءِ الرَّقمي".
مع إطلاق Thndr، يسعى الفريق لإنشاء "منصَّة استثمارٍ شاملةٍ" تمنح المستثمرين إمكانيَّة التَّداول في صناديق سوق المال، والتوجِّه نحو الاستثمار المباشر في الأسهم عبر مديري الأصول، إلى جانب الفرصة للاستثمار في الذَّهب.
غير أنَّ هذه المبادرة واجهت سلسلة تحدِّياتٍ نظراً لكون ثقافة الاستثمار لم تكن مترسِّخةً بعد في البلاد؛ لذا تتَّخذ Thndr على عاتقها مهمَّة رفع الوعي الماليّ من خلال تطوير ونشر محتوىً تعليميٍّ متنوِّعٍ يشمل: النَّشرات الإخباريَّة، والبودكاست، ومقاطع الفيديو، والندوات الإلكترونية، بهدف إطّلاع المستثمرين والرَّاغبين في الاستثمار على كلّ ما يحتاجون معرفته.
ويقول حمودة: "لقد أنشأنا محرِّك محتوىً يخلط كلَّ هذه المصطلحات الماليَّة المعقَّدة والمخيفة في مزيجٍ ويخرج برسالةٍ يسهل على الجميع فهمها".
على مدى العامين السَّابقين، واجهت مصر معدَّلات تضخُّمٍ مرتفعةٍ، وحالةً من عدم اليقين الاقتصاديّ، وشُحَّاً حادَّاً في العملة الأجنبية، استجابةً لذلك أقدم البنك المركزيّ المصريّ على خفض قيمة الجنيه المصريّ ثلاث مرات، ثم قرَّر تعويمه في مطلع مارس، هذا الإجراء جاء عقب إعلان البنك عن ضخِّ استثمارٍ قدرُهُ 35 مليار دولارٍ من قِبل ADQ في أبو ظبي، بهدف تطوير منطقة السَّاحل الشّماليّ لرأس الحكمة، وتبعَ ذلك إعلان صندوق النَّقد الدّوليّ عن تقديم قرض.
ويلفت حمودة النظر بقوله: "إحدى المزايا النَّادرة للوضع الاقتصاديّ الرَّاهن في مصر هي تعزيز الوعي الماليّ والتَّعليميّ في الاقتصادات التي تعاني من تضخُّمٍ مرتفعٍ وتدهور قيمة العملة، يُمكن للأفراد أن يعملوا على زيادة ثرواتهم وحماية مدَّخراتهم من خلال الاستثمار في مختلف الأصول".
فعليَّاً شكلتِ البورصة المصريَّة استثناءً من بين قلَّةٍ استفادت من هذه الأزمة، إذ شهد المؤشِّر الرَّئيسيّ لها زيادةً تجاوزت الضِّعف خلال العام المنصرمِ، مُحتلَّاً المرتبة الثَّانية بعد الأرجنتين فيما يخصُّ الأداء مقارنةً بكافَّة مؤشِّرات الأسهم العالميَّة.
يقول حمودة: "نأمل أن نكون جزءاً من البنية البيئيَّة التي تسهم في توجيه الادخار نحو تمويل أبرز فرص الاستثمار المثيرة في المنطقة، سواء كان ذلك في دعم روَّاد الأعمال أو الشَّركات".
يُوضّح حمودة كيف بدأ الأفراد يدركون تزايد أهمِّيَّة الاستثمار كوسيلةٍ لتوليد دخلٍ سلبيٍّ في قوله: "عند المفاضلة بين مختلف فئات الأصول التي يُمكن توظيف أموالك فيها، يُعدُّ الاستثمار في الشَّركات الخيار الوحيد القادر على منح اقتصادنا فرصةً حقيقيَّةً للنُّهوض والتَّعافي"، ويختتم حديثه بقوله: "أنا مؤمنٌ بقوَّةٍ بأنَّ لمصر إمكانيَّاتٍ واعدة ومبهرة، ونحن ما زلنا في بداية مشوارنا لاستكشاف هذه الإمكانيَّات الهائلة".