روبوتات الذكاء الاصطناعي لتسجيل الملاحظات تُفسد اجتماعاتنا
رغم سهولة تفادي الاجتماعات بتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذا الحل قد يُضعف التّواصل، ويؤثّر سلباً على ديناميكية العمل الجماعي
تجاوزت تطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ لتدوين الملاحظات من شركاتٍ مثل "زوم" (Zoom) التّوقّعات، ممّا أدّى إلى اضطرابٍ متزايدٍ في الاجتماعات. وعلى الرّغم من أنّ هذه التّقنيّة تتيح للمستخدمين تخطّي الاجتماعات بسهولةٍ، إلّا أنّ هذا الأمر قد لا يناسب الجميع، وقد تكون له آثارٌ سلبيّةٌ، خصوصاً في بيئات العمل.
في البداية، بدت فكرة أن يقوم روبوتٌ مدعومٌ بالذّكاء الاصطناعيّ بتدوين تفاصيل اجتماعٍ لم تتمكّن من حضوره فكرةً رائعةً. فقد كان الهدف هو توفير الوقت للتّركيز على مهامٍ أكثر أهمّيّةً، مع استلام ملخّصٍ وافٍ عبر البريد الإلكترونيّ يغني عن الحضور المباشر. غير أنّ الفكرة أثارت الجدل عندما أصبحت جزءاً من التّفاعل الاجتماعيّ بين الموظّفين، حيث تستخدم الرّوبوتات أحياناً دون موافقة الجميع، ممّا غيّر نظرة النّاس إلى الاجتماعات نفسها.
إليك ثلاثة طرقٍ تؤدّي بها روبوتات الذّكاء الاصطناعيّ لتدوين الملاحظات إلى إفساد الاجتماعات:
1. تجنّب الاجتماعات.. هل هذا أفضل؟
توفّر هذه الرّوبوتات وسيلةً سهلةً لتجنّب الاجتماعات، لكنّ هذه الرّاحة السّطحيّة تأتي على حساب ديناميكيّة العمل الجماعيّ. إرسال روبوتٍ لينوب عنك يعني ضمناً أنّ الاجتماع ليس ذا أهمّيّةٍ كبيرةٍ بالنّسبة لك، ممّا قد يترك أثراً سلبيّاً على روح الفريق. فعلى الرّغم من أنّ الكثير من الاجتماعات يمكن تلخيصها عبر رسائل البريد الإلكترونيّ أو رسائل مختصرةٍ على "سلاك" (Slack)، يبقى الحضور الفعليّ للأشخاص المعنيّين ضروريّاً لتبادل الأفكار بفعاليّةٍ وضمان فهم جميع الأطراف لأهداف الاجتماع.
2. انتهاك الخصوصيّة
من الإشكاليّات المتزايدة أنّ الرّوبوتات تسجّل وتحلّل المعلومات أثناء الاجتماعات دون موافقة جميع الأطراف. وجود عدّة روبوتاتٍ تقوم بتسجيل المكالمة يخلق شعوراً بعدم الأمان، فالجميع يعلم أنّ هناك طرفاً غير بشريٍّ يحضر ويسجّل المحادثات دون مشاركةٍ فعليّةٍ، ممّا قد يشعر البعض بأنّ خصوصيّتهم تتعرّض للانتهاك.
3. التّوقّعات غير الواقعيّة
عندما يعتمد أحدهم على روبوت الذّكاء الاصطناعيّ للحصول على ملخّص الاجتماع لاحقاً، يتوقّع زملاؤه منه قراءة المحتوى المسجّل واستيعابه. لكن غالباً ما لا يحدث هذا؛ فإذا لم يكن هناك دافعٌ قويٌّ للحضور أساساً، فقد لا يلقي الشّخص نظرةً متأنّيةً على الملخّص. ويبرز هنا درسٌ هامٌّ: "ليس كلّ ما يمكن تحقيقه تقنيّاً هو ما ينبغي فعله، فبعض الاجتماعات تحتاج إلى الحضور البشريّ لإضفاء المعنى والالتزام".
إذاً، متى يجب الاستعانة بالرّوبوتات؟
من الواضح أنّ تقنيّة الرّوبوتات الّتي تسهّل عقد الاجتماعات وتوثيقها لا تعني بالضّرورة استخدامها دائماً. صحيحٌ أنّها توفّر الوقت، لكنّ إساءة استخدامها قد تضعف جودة التّواصل. لذا، من الأفضل تحديد الاجتماعات الضّروريّة واستخدام الرّوبوتات في حالاتٍ استثنائيّةٍ أو عند الحاجة إلى توثيقٍ فعليٍّ، وليس كوسيلةٍ للهروب من المسؤوليّات.