كيف تتأكد من قراءة رسائل بريدك الإلكتروني؟
استراتيجيةٌ تجعلك تفكر كما يفكر الآخرون، لتكون أهدافك أقرب إليهم.
كيف تُقنِعُ الأشخاصَ بفتحِ بريدكَ الإلكترونيّ وقراءته ثم الردّ عليه؟ كلُّ ذلك يعودُ إلى قاعدةٍ واحدةٍ بسيطةٍ، ألا وهي استخدامُ "التقمص الوجداني" [1] .
إذ يُعرّف التقمص الوجداني، وهو أحد المكوّنات الرّئيسيّة للذكاء العاطفي، بأنّهُ فهمُ وتجربةُ مشاعرِ وأفكارِ وتجاربِ شخصٍ آخر بشكلٍ غير مباشر". فلماذا يُساعدك التقمص الوجداني على كتابةِ رسائل بريدٍ إلكترونيٍّ أكثرَ فعاليّةً؟ لأّنه ببساطةِ يتيحُ لكَ أن تضعَ نفسكَ مكانَ الشّخصِ الذي يستقبلُ رسائلك، وتختبرَ مشاعرهُ وأفكارهُ بشكلٍ غير مباشر.
جرّب هذا الأمرَ، وسترى كيف ستزدادُ احتماليّةُ قراءتهم لرسائلكَ، وربمّا أيضاً ستحصلُ منهم على الرّدِ الذي ترجوهُ.
وفي حالِ لم تكنْ مُتأكّداً تماماً كيف تكتبُ رسائلاً من هذا النّوع، ابدأ باتّباع هذه الإرشاداتِ التّالية من محرّرةِ مجلّةٍ سابقةٍ تُدعى إيستل إيراسموس، وهي أستاذةُ الكتابةِ في جامعةِ نيويورك، ومؤلّفةُ الكتابِ الصّادرِ حديثاً، والّذي يحملُ اسمَ "الكتابة المُلفتَة للنّظرِ" (مكتبة العالم الجديد، 2023).
-
كن موجِزاً
تقولُ إيراسموس: "كُلّما كان الشّخصُ ذو شأنٍ كبيرٍ، ازدادتِ الحاجةُ إلى أن تجعلَ رسالتكَ أقصرَ وأكثرَ إيجازاً، فلا يضطرُّ إلى قراءةِ الكثيرِ من المعلوماتِ". وأفضلُ مثالٍ على ذلكَ هو مارك كوبان، الذي تصلهُ أكثر من ألف رسالةٍ بريديّةٍ في اليوم. إذ تقول إنّه ينظرُ إلى كلِّ رسالةٍ تصله لثانيتين، فإذا لم تجذب انتباههُ في تلك المدّة، فسينتقلُ إلى الرّسالةِ التي بعدها.
بالتّأكيدِ، ثانيتان هو وقتٌ قصيرٌ جداً؛ لكنّني أعتقدُ أنّ الكثيرَ من الأشخاصِ، أو ربمّا معظمهم، عندما يفتحون رسالةَ بريد إلكتروني من شخصٍ لا يعرفونهُ، سيلقون نظرةً عليها لبضعِ ثوانٍ لتحديدِ ما إذا كانوا يُريدون قراءةَ الرّسالةِ بأكملها أو حذفها تماماً.
بغضِّ النّظر من يكون مُستَلمكَ، إذا كان لا يعرفكَ ولم يتواصل معك عبر البريدِ الإلكترونيِّ، فمن الأسلمِ افتراضُ أنّ لديكَ بضع ثوانٍ فقط لجذبِ انتباههِ.
-
ضع الفائدة في المقدمة مباشرة
أنتَ تعرفُ تماماً الفائدةَ المتحقّقةَ من قراءةِ شخصٍ ما لبريدكَ الإلكترونيّ، ولكن هل فكّرتَ كيف سيفيدهم ذلكَ في المقابلِ؟
باعتباري شخصاً يتلقّى المئات من العروضِ التّرويجيّةِ عبر البريدِ الإلكترونيّ يوميّاً، فأنا أستغربُ من عددِ الأشخاصِ الذين يرسلون هذه الرّسائلَ لسببِ كون كل ما يقدّمونه رائعاً، ولا يخطرُ في بالهم أبداً أن يسألوا كيف يُمكن لأيٍّ من ذلكَ أن يفيدني أو يفيد القرّاءَ.
تقول إيراسموس: "إذا كنتَ تطلبُ شيئاً من شخصٍ ما، فتأكّد من أنّك توضّح سببَ أهميّةِ ما تشاركهُ له". ونظراً لأنّ العديدَ من الأشخاصِ لن يقرأوا الرّسالةَ الإلكترونيّةَ بالكاملِ، فمن المهمِّ وضعُ هذه المعلومات في أعلى مستوىً ممكنٍ.
-
قدّم نفسك بإيجاز
إنّهُ توازنٌ دقيقٌ! تريدُ أن تسمحَ للمستلمِ بمعرفةِ سببِ وجوبِ التّعاملِ معكَ، ولكن في نفسِ الوقتِ يجبُ أن تركّزَ رسالتكَ الإلكترونيّة عليه وليسَ عليكَ. وكما تقول إيراسموس: "إنّ أفضلَ أسلوبٍ هو أن تكونَ محدّداً ومختصراً، فلستَ بحاجةٍ إلى ملخّصٍ مؤلّفٍ من صفحتين لجميعِ إنجازاتكَ".
وتضيفُ أنّه يُمكنك أن تضعَ عنوانكَ واسمكَ الذي تستخدمهُ في وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّ، والموقعِ الإلكترونيّ، والمنشورات وغيرها من المعلوماتِ تحت توقيعكَ. بهذه الطّريقة، يُمكن للمستلمِ معرفةُ المزيد عنكَ إذا أرادَ ذلك، ولكن لا يتعيّنُ عليه الخوضُ في الكثيرِ من النّصوصِ لمعرفةِ كيف يُمكنكَ الاستفادة منه.
شاهد أيضاً: 5 عناصر يجب تضمينها دائماً في رسائل التسويق الإلكتروني
فمثلاً، عندما تريدُ إيراسموس دعوةَ شخصٍ ما للظّهورِ في البودكاست الخاصّ بها، فإنها تكتبُ شيئاً من قبيل: "أنا مضيفة فريلانس رايتينغ دايركت، الذي هو من بين أعلى عشرة بالمئة من التّنزيلات، أستضيف فيه شخصيّاتٍ مثل شيريل ستريد إلى جانبِ أفضل محرري المهامّ". وتضيفُ رابطاً إلى كتابها، ثم تدخلُ مباشرةً في صلبِ الموضوعِ وتقول: "أودُّ أن أستضيفكَ في برنامجي".
-
لا تهمل سطر الموضوع
هل تفتحُ كل بريدٍ إلكترونيٍّ يصلكَ؟ كثيرٌ من النّاسِ لا يفعلون ذلكَ، ويستخدمون سطورَ الموضوعِ لتحديدِ ما إذا كان شيءٌ ما يستحقُّ فتحه أم لا. إنّ البريدَ الإلكترونيّ الأكثر روعةً في صياغتهِ لن يُفيدكَ إذا لم يفتحهُ المُستَلم، لذا تأكّد من أنّ سطرَ الموضوعِ الخاصّ بكَ يعملُ كأداةِ مبيعاتٍ لبريدكَ الإلكترونيّ.
ماذا يجب أن يقول سطر الموضوع الخاص بك؟
نظراً لأنّ معظمَ الأشخاصِ تتهافتُ عليهم رسائلُ البريدِ الإلكترونيّ من كلِّ حدبٍ وصوبٍ في محاولةٍ لجعلهم يبتاعون شيئاً، فيجبُ أن يتيحَ سطرُ الموضوعِ الخاصّ بك للمستلمين معرفةَ سبب وجوبِ الاهتمامِ بك. تقول إيراسموس: "غالباً ما أستخدمُ عبارةَ "أستاذة الكتابة بجامعة نيويورك"، فهذا ما يجذبُ انتباهَ النّاسِ".
إذا قابلتَ المُستلِم في مكانٍ ما، أو رأيته يتحدّثُ في إحدى الفعاليّاتِ، أو أحالوك إليه من طرفِ أحدِ المعارفِ المُشتركةِ، أو إذا دعاك إلى مراسلته عبر البريدِ الإلكترونيّ، فيجبُ أن تكونَ هذه المعلوماتُ موجودةً في المقدّمةِ في سطرِ الموضوعِ. ويجبُ أن يكونَ الموضوعُ العامُّ الذي تكتبُ عنه هناك أيضاً، إذا كان مناسباً. لكن قد يكون من المهمِّ أكثر السّماح للشّخصِ بمعرفةِ طبيعةِ علاقتكَ به، إن وجدت، ولماذا يجبُ عليه الاهتمامُ بك.
كما أنّها ليست فكرة سيّئة أبداً الإشارة إلى شيءٍ فعلهُ المُستَلم ونالَ إعجابكَ في سطرِ الموضوعِ ونصِّ البريدِ الإلكترونيّ. فأنا دائماً أفتحُ رسائلَ البريدِ الإلكترونيّ عندما يشيرُ سطرُ الموضوعِ إلى أحد أعمدتي، مع العلمِ أنّ ذلكَ عادةً ما يكونُ مجرّد ذريعة لتسويقِ شيءٍ ما.
شئنا أم أبينا، البريدُ الإلكترونيُّ هو وسيلةُ الاتّصالِ الافتراضيّةُ لدينا، ومعظمُ النّاسِ يستفيدون منه كثيراً. ولكن إذا كنتَ تستخدمُ التقمص الوجداني للوصولِ إلى ذهنِ المُستَلم، ولتريه كيف سيفيده بريدكَ الإلكترونيّ، فيمكنكَ زيادة احتمالاتِ قراءةِ رسالتكَ، وستحصلُ على الرّدِّ الذي تريدهُ.