كيف تستغل الشركات الناشئة التكنولوجيا لكسب العملاء في رمضان؟
يساعد التّبني السّريع للذكاء الاصطناعي الشركات الناشئة على العمل بكفاءةٍ تضاهي العلامات التّجاريّة الكبرى، ممّا يعزّز فرصها في استقطاب العملاء خلال الشهر الكريم

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
مع بدء العلامات التّجاريّة الكبرى حملاتها التّسويقيّة لشهر رمضان، تشعر العديد من الشّركات النّاشئة بضرورة فعل الشّيء نفسه لمواكبة المنافسة. إذ يعتقد الكثيرون أنّ النّجاح مرتبطٌ بمدى شهرة الاسم التّجاريّ، وهو ما استغرق سنواتٍ من الإنفاق الضّخم لبنائه، ولكن الحقيقة هي أنّ الشّركات النّاشئة ليست بحاجةٍ للتّصرّف كعلامةٍ تجاريّةٍ في هذه المرحلة من رحلتها، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ تماماً.
الشركات الناشئة لا تحتاج إلى شهرة العلامات التجارية الكبرى
تشير دراسةٌ حديثةٌ أجرتها "مجموعة هافاس" (Havas Group) لعام 2024 إلى أنّ 77% من الرّؤساء التّنفيذيّين للتّسويق يعتقدون أنّ علامتهم التّجاريّة تتمتّع بتميّزٍ واضحٍ، بينما لا يتّفق معهم سوى 7% من المستهلكين. كما وجد تقريرٌ صادرٌ عن "كانتار" (Kantar) لعام 2024 أنّ 5% فقط من المستهلكين يحدّدون قيم العلامة التّجاريّة كعاملٍ مؤثّرٍ في قرارات الشّراء، بينما يفضّل 65% عوامل مثل السّعر والرّاحة وجودة المنتج.
ومع التّطوّرات السّريعة في الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان الشّركات النّاشئة اعتماد استراتيجيّاتٍ تُمكّنها من التّفاعل مع جمهورها بطريقةٍ تضاهي العلامات التّجاريّة الكبرى. فبدلاً من محاولة التّنافس مع الأسماء الكُبرى، ينبغي على الشّركات النّاشئة التّركيز على تحقيق الارتباط المباشر مع الجمهور المناسب في اللّحظة المناسبة.
دليل رمضان التسويقي من بلاتفورمانس: نهج بسيط وفعّال
يتضمّن دليل رمضان التّسويقيّ من "بلاتفورمانس" (Platformance) النّقاط التّالي:
1. أنت لست علامة تجارية، أنت حلٌّ لمشكلة
تُركّز العلامات التّجاريّة الكُبرى على تعزيز الوعي طويل الأمد، لكن الشّركات النّاشئة لا تملك هذه الرّفاهية، فالمستهلكون لا يهتمّون بشعارك التّجاريّ بقدرٍ ما يهتمّون بحلّ مشكلاتهم. فبدلاً من محاولة أن تكون علامةً تجاريّةً لا تُنسى، ركّز على أن تكون متاحاً وذا صلةٍ وفائدةٍ. إذاً، الشّركات النّاشئة الّتي تحقّق النّجاح في رمضان ليست تلك الّتي تنفق أكثر على الإعلانات، بل تلك الّتي تظهر في التّوقيت المناسب أمام الجمهور المناسب.
2. لا تنافس العلامات التجارية، كن أكثر ارتباطاً بجمهورك
رغم هيمنة العلامات التّجاريّة الكبرى على المساحات الإعلانيّة خلال رمضان، فإنّ هذا لا يعني أنّها تهيمن على انتباه المستهلكين، فالارتباط بالجمهور يتفوّق على شهرة العلامة التّجاريّة. إذ أظهرت دراسةٌ أجرتها "غوغل" (Google) ومجموعة بوسطن الاستشاريّة (BCG) أنّ المستهلكين أكثر تفاعلاً بمعدّل الضّعف مع الإعلانات الشّخصيّة ذات الصّلة مقارنةً بالإعلانات العامّة الّتي تهدف إلى بناء العلامة التّجاريّة.
لذلك، بدلاً من التّركيز على حملات الوعي بالعلامة التّجاريّة، استثمر في الظّهور في اللّحظات الحاسمة، مثل أوقات ما قبل الإفطار أو ساعات اللّيل المتأخّرة، أو عندما يكون جمهورك المستهدف في حالة بحثٍّ نشطٍ عن منتجاتك أو خدماتك.
3. بدلاً من بناء العلامة التجارية، ركّز على تحفيز الطلب
تركّز معظم الشّركات فقط على التّحويلات، لكن من دون خلق الطّلب أوّلاً، ترتفع تكلفة الاستحواذ على العملاء. ولتحقيق النّجاح، اتّبع إطار "توليد، تنمية، وتحويل الطّلب":
- توليد الطّلب: استهدف جمهوراً جديداً باستخدام المؤثّرين، والحملات المجتمعيّة، والمجموعات على واتساب.
- تنمية الطّلب: حافظ على اهتمام العملاء من خلال التّكرار، وإعادة استهداف المستخدمين المهتمّين.
- تحويل الطّلب: استغلّ الفرص عند وصول العملاء المحتملين إلى مرحلة القرار عبر تسهيل عمليّات الشّراء، وتوفير خيارات دفعٍ مرنةٍ، وتقديم حوافز خاصّةٍ برمضان.
4. ميزة رمضان: لماذا هذا النهج فعال الآن؟
خلال رمضان، يزداد النّشاط الرّقميّ للمستهلكين، لكن في أوقاتٍ مختلفةٍ، مثل ساعات اللّيل المتأخّرة وما قبل الإفطار. كما يكونون أكثر استعداداً لتجربة علاماتٍ تجاريّةٍ جديدةٍ إذا تلاءمت مع احتياجاتهم الفوريّة. إضافةً إلى ذلك، يبحث المستهلكون عن العروض، لكن ليس فقط الخصومات، بل يقدّرون أيضاً الرّاحة، والمرونة، والسّرعة في تنفيذ الطّلبات. بينما تركّز العلامات التّجاريّة الكبرى على الظّهور أمام الجميع، يمكن للشّركات النّاشئة أن تحقّق النّجاح عبر الظّهور أمام الجمهور المناسب في اللّحظة المناسبة.
الخلاصة: كيف تربح في رمضان بميزانية محدودة؟
رمضان ليس سباقاً لمن ينفق أكثر، بل لمن يكون أكثر ارتباطاً وفعاليّةً، إذاً:
- لست بحاجةٍ إلى بناء علامةٍ تجاريّةٍ ضخمةٍ، بل تحتاج إلى تحفيز الطّلب.
- لست بحاجةٍ إلى وعيٍ واسع النّطاق، بل تحتاج إلى التّكرار مع الجمهور المناسب.
- لست بحاجةٍ إلى ميزانيّاتٍ ضخمةٍ للإعلانات، بل تحتاج إلى أن تكون في المكان والوقت المناسبين، مع الرّسالة الصّحيحة، وبالقدر الكافي من التّكرار.
الشركات الناشئة الّتي تعتمد هذا النّهج ستنفق أقلّ، وتتفاعل أكثر، وتحقّق نجاحاً أكبر خلال موسم رمضان. ولمزيدٍ من المعلومات، يمكنكم التّواصل مع "بلاتفورمانس" (Platformance)، للحصول على الدّليل الكامل لحملات رمضان التّسويقيّة.
عن المؤلّف: وسيم أفزال هو المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة بلاتفورمانس، التّابعة لمجموعة "فاست فنتشرز" (FAST Ventures).