3 خطوات لتنقذ أهدافك من خطر الانسحاب
أساليب فعالة لتحديد الأهداف المناسبة وطريقة تحقيقها، مما يضمن الوصول الناجح إلى الغايات
بقلم كارماين غالو Carmine Gallo، مدرس في هارفارد، متحدث رئيس، ومؤلف "The Bezos Blueprint"
يعدُّ تحديد الأهداف أمراً ضروريَّاً للمؤسِّسين؛ لأنَّ إنشاء شركةٍ يتطلَّب دافعاً خارقاً إلى حدٍّ ما، ولسوء الحظِّ، يستسلم الكثير من الأشخاص بسرعةٍ كبيرةٍ جداً بعد تعرّضهم لانتكاساتٍ بسيطةٍ في طريقهم لتحقيق أهدافهم. ونهاية شهر فبراير تُمثِّل نهاية العديد من الأحلام والأهداف، إذ تشير التَّقديرات إلى أنَّ 80% من الأشخاص الَّذين يحدِّدون قرارات العام الجديد يفقدون الدَّافع لذلك قبل اليوم الأول من شهر مارس، ولا يجب أن يكونَ الأمر على هذا النَّحو، ولا ينبغي له ذلك.
إذا كنت رائد أعمالٍ، فمن المحتمل أن تُحدِّد أهدافاً أو قراراتٍ حاسمة لنجاح شركتك، حتَّى لو كان هدفك شائعاً مثل "الحصول على اللَّياقة البدنيَّة"، فهو مهمٌّ؛ لأنَّ المؤسِّسين يحتاجون إلى الطَّاقة اللَّازمة لحملهم خلال الأيام الطويلة والاجتماعات والرِّحلات المتكرِّرة. والخبر السَّار هو أنَّه ليس عليك أن تتركَ قراراتك، جرِّب هذه الأساليب الثَّلاثة المدعومة علميَّاً لتظلَّ محفَّزاً طوال العام:
1. أعد صياغة المحادثة
باعتباري مدرِّب تواصلٍ، فإنِّني أهتمُّ بالكلمات التي يستخدمها الأشخاص لوصف أنفسهم وما يحدث لهم عندما يعيدون صياغة حوارهم الدَّاخليّ، ولهذا السَّبب أتجنَّب عبارة "يوم الانسحاب"، وهو مصطلحٌ يتمُّ طرحه في يوم الجمعة الثَّاني من شهر يناير لتسمية الأشخاص الَّذين لم يحافظوا على الالتزامات التي تعهَّدوا بها في بداية العام.
لماذا تدَع عبارةً مختلقةً تعرقل نجاحك؟ يقول العلماء أنَّ التَّفكير بـ "كلُّ شيءٍ أو لا شيءٍ" هو تشويهٌ معرفيٌّ، وهو طريقة تفكيرٍ غير مفيدةٍ ولا تعكس الواقع، "الانسحاب" يعني نتيجة "كلُّ شيءٍ أو لا شيءٍ" إنَّها طريقة تفكيرٍ دائمةٍ.
لن تنسحب إذا قمت بتكييف هدفك الأصليّ أو تغييره أو تعديله، وفي الواقع، تعدُّ القدرة على التَّكيُّف بسرعةٍ مع الظُّروف المتغيّرة سمةً أساسيَّةً للمؤسَّسين النَّاجحين. على سبيل المثال، لنفترض أنَّك اتَّخذت قراراً للعام الجديد بنشر ثلاثة مقاطع فيديو على وسائل التَّواصل الاجتماعيّ يوميَّاً لبناء الوعي بشركتك، وبحلول منتصف شهر فبراير، كنت قد نشرت ثلاثة مقاطع أسبوعيَّاً، وحان الوقت لتعديل الهدف، ربَّما تجد أنَّ تحريرَ مقاطع الفيديو يستغرق وقتاً أطول بكثيرٍ ممّا كنت تعتقد، وأنَّ التَّوظيف وزيادة الاستثمار هي مهامٌ أكثر إلحاحاً.
فبدلاً من التَّركيز على الأمور السَّلبيَّة، أنت لست غزير الإنتاج كما كنت تعتقد، ابدأ في الاستمتاع بنشر ثلاثة مقاطع فيديو عالية الجودة أسبوعيَّاً.
شاهد أيضاً: كيف تحدد أهدافك: أسرار لن يخبرك بها رؤساؤك عند وضع قرارات العام الجديد
2. انتبه إلى تأثير البداية الجديدة
يقول علماء السُّلوك أنَّنا أكثر عرضةً لإجراء تغييراتٍ كبيرةٍ في بداية فترةٍ زمنيَّةٍ جديدةٍ؛ لأنَّها تشير إلى انفصالٍ عن الماضي وبدايةٍ جديدةٍ، ويسمونه تأثير البداية الجديدة، ويمكن لأيّ يومٍ أن يكون بدايةً جديدةً، وليس مجرَّد تاريخٍ يتمُّ اختياره عشوائيَّاً مثل الأول من يناير، وفيما يلي بعض الأفكار لتواريخ البدء الجديدة:
- اليوم الأوَّل من الصَّوم الكبير (40 يوماً هي فترةٌ زمنيَّةٌ جيدةٌ لتطوير عاداتٍ جديدةٍ)
- بداية عامٍ ماليٍّ جديدٍ.
- بداية فصل ’ربعٍ سنويٍّ’ جديدٍ.
- اليوم الأوَّل في التَّقويم.
- أعياد الميلاد واحتفالات الذِّكرى السَّنويَّة (يصادف عيد ميلادي منتصف العام، وهو وقتٌ ممتازٌ لمراجعة ما ينجح وما يحتاج إلى تعديل).
شاهد أيضاً: لا تُخطط دون أن تنفذ.. إليك كيف تلتزم بعاداتك الجديدة في عامك الجديد
3. احتفظ برؤيةٍ كبيرةٍ، ولكن اتخذ خطواتٍ صغيرةٍ
كتب أرنولد شوارزنيجر Arnold Schwarzenegger في نشرةٍ إخباريَّةٍ حديثةٍ عن مدى حزنه لرؤية الكثير من النَّاس يتخلُّون عن شيءٍ يهمهم حقَّاً في بداية العام، ويذكِّرنا شوارزنيجر أنَّه على الرَّغم ممّا نسمعه على وسائل التَّواصل الاجتماعيّ حول مدى سهولة بناء العادة، فإنَّ الحقيقة هي أنَّك "لن تغير نفسك أبداً في شهرٍ واحدٍ".
ما هي نصيحته؟ "ليكن لديك رؤيةٌ كبيرةٌ، ولكن مع أهداف صغيرة، إذ يقول شوارزنيجر: إنَّ معظم النَّاس يتخلُّون عن الوصول إلى أهدافهم؛ لأنَّ الأهداف كانت مندفعةً للغاية، ونعم، يأتي هذا الكلام من الرَّجل ذي الرُّؤية الكبيرة، ولكن شوارزنيجر يوضِّح أنَّه على الرَّغم من أنَّ رؤيته كانت كبيرة أيضاً، إلَّا أنَّه كان يتَّخذ خطواتٍ صغيرةٍ كلَّ يومٍ للوصول إلى هدفه، ولم يحصل على لقب بطولة Mr. Universe لكمال الأجسام بين عشيةٍ وضحاها، فقد استطاع الوصول إليه بناءً على تمرينٍ إضافيٍّ في صالة الألعاب الرِّياضية، وإضافة تمرينٍ آخر في اليوم التَّالي.
إذا كان قرارك للعام الجديد شديد الاندفاع، فلا تتراجع عنه، عدِّله بدلاً من ذلك، قسِّمه إلى خطواتٍ أصغر يمكن تحقيقها بسهولةٍ أكبر، ويعتقد شوارزنيجر أنَّ تحديد الأهداف هو في جزئه فنٌّ وفي الجزء الآخر عِلمٌ، وإنَّ فنّ تحديد الأهداف هو أن تجعلَ الأهداف مناسبةً لك، وذلك لتجنُّب احتماليَّة الفشل، كما إنَّ تحديد أهدافٍ يمكن الوصول إليها ليس علامةً على أنَّ تفكيرك صغيرٌ، بل إنَّها علامةٌ على أنَّك تفكِّر بشكلٍ كبيرٍ وأنَّك لن تدع أيَّ شيءٍ يعرقل نجاحكَ.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.