الرئيسية الريادة من التدوين إلى التمويل.. كيف تقود شركتك بالريادة الفكرية؟

من التدوين إلى التمويل.. كيف تقود شركتك بالريادة الفكرية؟

أصبح تحقيق النّجاح في ريادة الأعمال أسرع من أيّ وقتٍ مضى، وذلك عبر استراتيجيّات تفكيرٍ فعّالةٍ تُعزّز مكانتك في السّوق

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

أعمل على كتابة نصوصٍ بالسّرّ لمؤسّس شركةٍ ناشئةٍ، وهو متحدّثٌ لبقٌ يتمتّع بآراء واسعةٍ حول كلّ شيءٍ، وخاصّةً في مجاله، إذ يعبّر عن آرائه بوضوحٍ وحماسٍ، ممّا يجعله يتميّز في طرحهالتقينا في مؤتمرٍ كنتُ أتحدّث فيه، وسرعان ما تشكّل بيننا تواصلٌ طبيعيٌّ. انتهى بنا المطاف بالجلوس معاً على مائدة العشاء، حيث قضينا وقتاً ممتعاً وتبادلنا الآراء. أعجبت كثيراً برؤاه القيّمة وأخبرته بذلك، ثمّ استفسرت عمّا إذا كان قد نشر أيّ محتوى، أو إذا كان لديه بودكاستٌ، إذ بدا كأنّه شخصٌ يمتلك القدرة على التّواصل بفعّاليّةٍ مع الجمهور.

عندما أفاد بأنّه لم ينشر شيئاً بعد، فُوجئت وشرحت له أهمّيّة نشر آرائه، خاصّةً عبر القيادة الفكرية، وكيف يُمكن لذلك أن يدعم مكانته وشركته الجديدة. وهكذا بدأت رحلة التّعاون، حيث أصبحتُ أكتب له مقالاتٍ لموقعه، ونصوصاً مطوّلةً للقيادة الفكرية على "لينكدإن" (LinkedIn) كما ساعدته على إطلاق بودكاسته الخاصّ.

وبالمناسبة، فقد أغلق مؤخّراً جولة تمويل السّلسلة "ب". هل يعتبر ذلك صدفةً؟ بالطّبع لا. فأنا على يقينٍ بأنّ هناك علاقةً واضحةً بين نشر الأفكار القيّمة والنّجاح في جذب المستثمرين. وإليكم 4 أسبابٍ رئيسيّةٍ تجعل روّاد الشركات الناشئة يسعون لإثبات قيادتهم الفكريّة:

1. تعزيز المصداقية وبناء الثقة

تعاني الشّركات النّاشئة في كثيرٍ من الأحيان من مشكلة نقص المصداقيّة، وهذا جزءٌ من طبيعة التّحدّيات الّتي تواجهها، فيسهم نشر القيادة الفكرية في تحويل هذا الواقع، حيث يبرز مؤسّس الشّركة كخبيرٍ ومتمكّنٍ في مجاله، ممّا ينعكس بإيجابيّةٍ على شركته النّاشئة. وعند قيام العملاء المحتملين أو المستثمرين أو الموظّفين بالبحث عنك على الإنترنت ورؤية محتواك القيّم، يزيد ذلك من رغبتهم في التّعامل معك ومع شركتك.

2. التميز في سوق مزدحم

يواجه روّاد الأعمال العديد من المنافسين في السّوق، لكنّ القيادة الفكرية تُتيح لك الفرصة للظّهور بتميّزٍ. فمن خلال تقديم رؤىً قيّمةٍ ومختلفةٍ، تستطيع أن تبرز نفسك وشركتك في ظلّ زحام المنافسين، ممّا يجعلك الخيار الأوّل للعملاء حتّى وإن لم تكن أكبر لاعبٍ في الصّناعة.

3. بناء شبكة علاقات قوية

يرغب القادة دائماً في التّواصل مع قادةٍ آخرين. ومن خلال مشاركة محتوى قيّمٍ عبر قنواتٍ متعدّدةٍ –سواء عبر وسائل الإعلام أو الفعاليّات أو حتّى اللّقاءات غير الرّسميّة– تنشأ علاقاتٌ قويّةٌ مع المستثمرين والشّركاء والمؤثّرين، ما يساعد على تسريع نموّ الشّركة النّاشئة.

4. زيادة فرص الحصول على التمويل

يعدّ الحصول على التمويل تحدّياً رئيسيّاً لكلّ شركةٍ ناشئةٍ جديدةٍ. ومن أحد الطّرق الذّكيّة لتعزيز فرص الحصول على ذلك القبول هو البدء بنشر القيادة الفكريّة. فكر في الأمر: عندما يصل المستثمر إلى اجتماعٍ في مقهىً مثل "ستاربكس" (Starbucksقبل الموعد بخمس دقائق، فإنّه يبحث عن معلوماتٍ عنك عبر الإنترنت. وإذا وجد محتوىً قيّماً على لينكدإن، أو في موقع الشّركة، يزداد احتمال ثقته بك وبمشروعك مقارنةً بعدم وجود أيّ معلوماتٍ. ولكن كيف تثبت نفسك كقائدٍ فكريٍّ؟

أولاً: نشر محتوى قيّمٍ

الخطوة الأولى لتصبح قائد فكرٍ هي مشاركة خبراتك ومعرفتك، إذ إنّ نشر محتوى قيّمٍ باستمرارٍ يجعل جمهورك يراك كخبيرٍ حقيقيٍّ، فابدأ بالتّركيز على 3 منصّاتٍ رئيسيّةٍ:

  • لينكدإن: انشر بانتظامٍ، على الأقلّ ثلاث مرّاتٍ في الأسبوع، موضّحاً رؤىً عميقةً حول صناعتك، والتّحدّيات الّتي تواجهها، والاستراتيجيّات الّتي تتّبعها، إذ ترتكز القيادة الفكريّة على المنظور والرّؤية، وليس على الكمال.
  • مدوّنة الشّركة: لا تزال المدوّنة تضيف الكثير من المصداقيّة، إذ حاول كتابة مقالٍ أو مقالين متعمّقين شهريّاً.
  • النّشرة الإخباريّة: تعدّ النّشرات وسيلةً رائعةً لبناء علاقةٍ مباشرةٍ مع جمهورك، إذ يمكن لرسالة بريدٍ إلكترونيٍّ بسيطةٍ ترسل أسبوعيّاً، أو كلّ أسبوعين تحتوي على دروسٍ، ورؤى صناعيّةٍ، أو دراسات حالةٍ أن تثبت مكانتك كخبيرٍ.

ثانياً: الحصول على فرص الظهور الإعلامي والضيافة في البودكاست

بعد أن يكون لديك محتوى قيّمٌ، حان وقت توسيع نطاق تأثيرك، فالظّهور كضيفٍ في البودكاست، أو الكتابة كضيفٍ في مدوّناتٍ متخصّصةٍ، أو الظّهور في وسائل الإعلام يضعك أمام الجمهور المناسبوإليك بعض الطّرق للبدء في ذلك:

  • البودكاست: الظّهور كضيفٍ في برنامج بودكاستٍ يساهم بشكلٍ كبيرٍ في ترسيخ مكانتك كخبيرٍ. رغم أنّ إرسال طلباتٍ متعدّدةٍ قد يكون متعباً، إلّا أنّ استخدام خدمات وبرمجيّات الذكاء الاصطناعي المخصّصة يُمكن أن يسهّل العمليّة.
  • التّدوين كضيفٍ: ابدأ بالكتابة لمدوّناتٍ أو منشوراتٍ تجاريّةٍ صغيرةٍ في مجال تخصّصك، وتدرّج في الحصول على فرصٍ أكبر مع مرور الوقت.

ثالثاً: الانطلاق نحو المشاريع الكبيرة

على المدى البعيد، ما قد يميّزك كرائد أعمالٍ هو القيام بمشاريع ضخمةٍ تعزّز من مكانتك، مثل إطلاق بودكاستٍ خاصٍّ بك أو تأليف كتابٍ. قد يبدو الأمر شاقّاً في البداية، لكن مع الاستعانة بالتّكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يُمكن تبسيط العمليّة. كلا الخيارين يثبتان أنّك رائدٌ فكريٌّ وقائدٌ في مجالك.

الخلاصة: أن تصبح قائد فكرٍ لا يعني رفع صوتك فوق الجميع، بل يعني المشاركة المستمرّة في تقديم رؤى قيّمةٍ، والظّهور بانتظامٍ، والإيمان بخبرتك. اتّبع هذه الخطوات وشاهد شركتك النّاشئة تنمو وتزدهر بفضل الثّقة والمصداقيّة الّتي تبنيها من خلال قيادتك الفكريّة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: