كيف تقود فريقاً يفوقك خبرةً ومعرفةً لتحقيق النجاح المشترك؟
قيادة فريق يتفوّق عليك تشكل تحديّاً كبيراً، خاصة عندما تكون غير متمرّس في المجالات التي يعمل فيها الفريق. لكن هذا التحدي قد يتحول إلى فرصة للتّعلّم والنّموّ
يشكّل إتقان فنّ قيادة فريقٍ يتفوّق عليك في المعرفة والخبرة تحدّياً حقيقيّاً، خاصّةً عندما تقود في مجالاتٍ لا تمتلك فيها الخبرة الكافية. يتناول بروس إيكفيلدت، المدير التّنفيذيّ لشركة INC. 5000 والمدرّب المتخصّص في الاستراتيجيّات العمليّة لدى شركة بيكفيلدت (Beckfeldt)، هذا المحور. في هذا المقال، نعرض بعض الدّروس الرّئيسة الّتي استخلصها إيكفيلدت من تجربته في قيادة فرقٍ متخصّصةٍ تتمتّع بمستوًى عالٍ من الاحترافيّة.
الثّقة في خبرة فريقك
تعدّ الثّقة بقدرات فريقك أحد أسس القيادة النّاجحة. عندما تعمل مع فريقٍ يتمتّع بخبرةٍ تقنيّةٍ تفوق خبرتك، يجب الاعتماد على تلك القدرات وإعطاؤهم الفرصة للتّفوّق في مهامّهم. أكّد إيكفيلدت أنّ توظيف مطوّرين ومهندسين ذوي كفاءاتٍ عاليةٍ كان أساساً في نجاحه. لم يحتج إلى إتقان البرمجة بنفسه، بل اعتمد على ثقتهم في كتابة الشّيفرات البرمجيّة وتنفيذ المهامّ بكفاءةٍ.
يعزّز بناء بيئةٍ تقوم على الثّقة المتبادلة شعور الفريق بالتّقدير، ويدفعهم إلى الابتكار وتحمّل المسؤوليّة، ممّا يؤدّي إلى تحسين الأداء وتحقيق أهداف الشّركة.
طرح الأسئلة لاتّخاذ قراراتٍ سليمةٍ
الثّقة وحدها لا تكفي. يحتاج القائد إلى فهم الموضوعات المطروحة لاتّخاذ قراراتٍ مدروسةٍ. يظهر هنا دور طرح الأسئلة بذكاءٍ. أشار إيكفيلدت إلى أهمّيّة استيضاح التّفاصيل الفنّيّة من الفريق عن طريق طرح أسئلةٍ تفتح المجال للتّعلّم. فعندما اقترح الفريق استخدام لغة برمجةٍ جديدةٍ، لم يتردّد في طرح الأسئلة الّتي تساعده على تقييم الإيجابيّات والسّلبيّات ومدى توافقها مع الأهداف التّجاريّة. هذه الأسئلة لا تعزّز فقط معرفة القائد، بل تظهر حرصه على الفهم الأعمق واتّخاذ قراراتٍ محسوبةٍ.
التّعلّم المستمرّ وتقدير تحدّيات الفريق
القائد النّاجح يتعلّم باستمرارٍ. حتّى لو لم يكن خبيراً في جميع التّفاصيل التّقنيّة، عليه بذل الجهد لفهم التّحدّيات الّتي يواجهها فريقه. خصّص إيكفيلدت وقتاً لتعلّم أساسيّات البرمجة، ليس ليصبح مبرمجاً، بل ليكون أكثر قرباً من فريقه، ويستطيع التّواصل معهم بلغةٍ مشتركةٍ.
التّعلّم المستمرّ من خلال حضور المؤتمرات وورش العمل والاطّلاع على الأدبيّات المتخصّصة يعزّز من قدرات القائد، ويتيح له فهم التّحدّيات الّتي يواجهها الفريق، ممّا يزيد من الرّوح المعنويّة والاحترام المتبادل.
التّعاون لمواجهة تحدّيات الأعمال
تتطلّب تحدّيات الشّركات تعاوناً بين جميع أفراد الفريق. عندما واجهت شركة إيكفيلدت تحدّي النّموّ السّريع والحاجة لتوسيع البنية التّحتيّة، أشرك فريقه في النّقاشات الاستراتيجيّة حول التّحدّيات الماليّة والقيود الزّمنيّة. أسهم هذا النّهج التّعاونيّ في توليد حلولٍ مبتكرةٍ، حيث ساعدت خبراتهم الفنّيّة في اتّخاذ قراراتٍ تجاريّةٍ أكثر وعياً.
الثّقة بمهاراتك القياديّة
في النّهاية، تتطلّب القيادة الفعّالة الثّقة بالنّفس. لا يحتاج القائد إلى معرفة كلّ التّفاصيل، بل يكمن دوره في توجيه الفريق نحو الهدف المشترك. أوضح إيكفيلدت أنّ خلفيّته المعماريّة لم تكن عائقاً في قيادة شركةٍ تكنولوجيّةٍ، لأنّ قوّته كانت في مهاراته القياديّة، مثل رسم رؤيةٍ واضحةٍ، بناء فريقٍ قويٍّ، واتّخاذ قراراتٍ استراتيجيّةٍ. الثّقة بقدراتك القياديّة، حتّى في المجالات الّتي لا تتقنها، تساعدك على تحقيق النّجاح.
تشكّل قيادة فريقٍ يتمتّع بخبرةٍ تفوق خبرتك تحدّياً، ولكنّها أيضاً فرصةٌ للتّعلّم والنّموّ. الثّقة بفريقك، طرح الأسئلة الذّكيّة، التّعلّم المستمرّ، والتّعاون الفعّال تتيح لك قيادة شركتك نحو النّجاح.
شاهد أيضاً: استراتيجيات مبتكرة لإدارة فريق من العباقرة