الرئيسية الريادة لا تصدّق الكلمات... شخصية الكاذب تكشفه قبل حديثه!

لا تصدّق الكلمات... شخصية الكاذب تكشفه قبل حديثه!

لا يُكشف الكذب بما يُقال فحسب، بل تفضحه كذلك السمات الشّخصيّة الّتي تحدّد ميل الفرد إلى الصّدق أو الخداع

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

إذا كُنت تريد معرفة ما إذا كان شخصٌ ما يكذب، فعليك أن تنظر إلى شخصيّته بدلاً من كلماته فقط؛ هذا هو جوهر الاستنتاج الّذي توصّل إليه بحث رسالةٍ جديدٍ في "مختبر الخداع البشريّ بجامعة تكساس للمرأة" (Texas Woman’s University Human Deception Lab).

فقد كشف الباحثون أنّ الأشخاص الّذين يحملون ما يعرف بالسمات الشخصية المظلمة يميلون إلى الكذب بشكلٍ أكبر، وتشمل هذه السّمات: القساوة، والسّادية، والانتقاميّة، والنّرجسيّة، والقدرة على الخداعوبالتّعاون مع مدير المختبر، الأستاذ النّفسيّ كريستيان هارت، قامت طالبة الماجستير بيتون ياربروه بدراسةٍ شملت 537 مشاركاً.

فأظهرت النّتائج أنّ جميع هذه السّمات مرتبطةٌ بزيادة معدّل الكذب، إذ كان للسّمات السّادية أعلى ارتباطٍ بالكذب تليها السّمات الخادعةأمّا النّرجسيّة، فكانت أضعف ارتباطٍ، إلّا أنّها لا تزال تُظهر علاقةً مع زيادة الكذبوهذا يشير إلى أنّ تقييم شخصيّة الفرد بشكلٍ شاملٍ قد يكون طريقةً بسيطةً وفعّالةً لتحديد ما إذا كان يميل إلى الكذب.

توقّف للحظة وفكّر: هل يبدو أنّ هذا الشّخص يستمتع بمشاهدة مشاكل الآخرين، وهل من المحتمل أن يسعى للانتقام مِمَن أخطأوا معه؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فقد يكون ما يقوله غير صادقٍعلى الرّغم من أنّ الأمر قد يبدو بديهيّاً أنّ الشّخص الّذي يميل إلى الخداع سيكذب، إلّا أنّنا غالباً لا نربط بين ذلك وبين سلوكيّاته في الحياة اليوميّةعلى سبيل المثال، إذا علمت أنّ شخصاً ما نسب الفضل في فكرةٍ لم تكن من ابتكاره، فإنّ ذلك يزيد من احتمال كذبه عليك أيضاً.

حقيقة الكذب

لقياس هذه الارتباطات، جنّد ياربروه وهارت نفس العدد من المشاركين (537 شخصاً)، ووزّعوا عليهم سلسلةً من الاستبيانات، فقد كان بعضها يهدف إلى قياس سمات شخصيّاتهم، بينما تناولت استبياناتٌ أخرى مدى ميلهم للكذب وموقفهم من قبول الكذبومن اللاّفت للنّظر أنّ الأشخاص الّذين يكذبون بشكلٍ متكرّرٍ كانوا يميلون إلى الاعتراف بذلك عند تعبئة الاستبيانات، ثمّ قارن الباحثان النّتائج لاستخلاص الرّوابط بين السّمات الشّخصيّة ومستوى عدم الصّدق.

لم يقتصر البحث على دراسة الكذب بشكلٍ عامٍّ، بل سعى أيضاً إلى التّمييز بين أنواع الكذب المختلفة، فقد تبيّن أنّ السّمات الشّخصيّة المظلمة لا ترتبط على الإطلاق بالكذب الإيثاريّ، وهو النّوع الّذي يقصد منه إفادة الآخرين أو حماية مشاعرهم أو منع إيذائهمفي المقابل، كان الأشخاص الّذين يظهرون سماتٍ ساديّةً وانتقاميّةً هم الأكثر ميلاً لقول الأكاذيب الانتقاميّة، بينما كان أولئك الّذين يتصفّون بالنّرجسيّة يميلون إلى قول الأكاذيب الّتي تخدم مصالحهم الشّخصيّة، وإن كان هذا الارتباط ضعيفاً نسبيّاًوبطبيعة الحال، سجّل الأشخاص الّذين يميلون إلى الخداع درجاتٍ أعلى في جميع أنواع الكذب.

وفي منشورٍ له على "سايكولوجي توداي" (Psychology Today) كتب الأستاذ هارت: "إنّ فهم السّمات المختلفة الّتي تدفع الأفراد إلى الكذب والتّلاعب يمكن أن يساعدك على إدارة علاقاتك بشكلٍ أفضل وتجنّب الوقوع ضحيّةً للخداع". وتعدّ هذه الدّراسة أداةً قيّمةً، خصوصاً لروّاد الأعمال والقادة، حيث يمكنهم استخدامها لتحديد من هو المحتمل أن يقول الحقيقة، ومن قد يكون غير أمينٍ في أقواله.

في النّهاية، إنّ معظم مشتركيّ هم من روّاد الأعمال وقادة الأعمال الّذين يدركون أهمّيّة القدرة على التّمييز بين الحقيقة والكذبوفي بعض الأحيان، يكون المؤشّر الأوضح هو مجرّد التّفكير في طبيعة الشّخص الّذي تتعامل معه.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: