كيف تُعيقك ثلاث عادات سلبية عن السعادة وكيفية التخلص منها؟
السّعادة عادة، والخيارات الصّغيرة التي نتّخذها يوماً بعد يوم هي ما يصنع الفرق
كلٌّ منّا، يبحث باستمرار عن السّعادة. تلك اللحظات التي نشعر فيها بالرضا والفرح، والتي تمنحنا شعوراً بأنّ كل شيءٍ في الحياة يسير على ما يرام. لكنّ الحقيقة التي ربما لا يُدركها الكثيرون هي أنّ السّعادة ليست حالةً دائمةً تُمنَحُ لنا، بل هي خيارٌ نتّخذه كلّ يوم. إنّها ليست هديةً تأتي من الخارج، بل ثمرةٌ لأفعالنا وقراراتنا اليومية.
عندما نُدرك أنّ السعادة هي قرارٌ نتّخذه، نصبح أكثر وعياً بالعادات والسّلوكيات التي قد تُعيقنا عن تحقيقها. وكما قال الدالاي لاما بحكمة: "السّعادة ليست شيئاً جاهزاً. إنّها نتيجة أفعالك أنت". هذه العبارة تلخّص حقيقةً بسيطة: إذا كنت تشعر بعدم السّعادة، يمكنك أن تنظر إلى عاداتك اليومية، وأن تفكّر في كيفية تغييرها لتحسين حياتك.
1. السيطرة على مشاعرك السلبية
نحن كبشرٍ كائناتٌ اجتماعية، نحتاج دائماً إلى الشعور بالقبول والتّقدير من الآخرين. لكن، في بعض الأحيان، نجد أنفسنا غارقين في مشاعر الغضب أو الإحباط تجاه زملائنا في العمل، أو أصدقائنا، أو حتى أفراد عائلتنا. تلك اللّحظات التي نشعر فيها بأنّنا على وشك الانفجار؛ بسبب تراكم المشاعر السلبية يمكن أن تكون مُدمِّرة، ليس فقط لعلاقاتنا، بل لصحّتنا النفسية أيضاً.
التعبير عن الغضب بشكلٍ غير مدروسٍ قد يترك آثاراً سلبية على علاقاتنا مع من نحب أو نعمل معهم. فقد يؤدّي إلى تدمير الثقة، وزرع بذور التّوتر والعداء. ولكن ماذا لو كان بإمكاننا التحكّم في تلك المشاعر؟ بدلاً من الانفجار، يمكننا أن نتعلّم كيفية إدارة غضبنا بطريقةٍ بنَّاءة. على سبيل المثال، يمكن أن تكون تقنيات مثل التّأمل، أو التّنفس العميق، أو حتى ممارسة الرياضة أدواتٍ فعَّالة في تحويل الغضب إلى طاقةٍ إيجابية. بهذه الطريقة، نحافظ على علاقاتنا قويّةً، ونمنح أنفسنا فرصةً للشّفاء النفسي والتّقدم نحو حياةٍ أكثر سعادة.
2. عش اليوم بكل طاقتك
كم مرّةً وجدت نفسك جالساً أمام التلفاز، تقضي ساعاتٍ طويلة في مشاهدة برامج تافهة، بينما تعرف أنّه كان بإمكانك استغلال هذا الوقت في شيءٍ أكثر فائدة؟ قد يبدو الأمر بسيطاً، ولكن هذه العادة من الهروب إلى الأنشطة السّطحية يمكن أن تكون سبباً رئيسياً في شعورنا بعدم الرضا عن حياتنا.
الهروب من المسؤوليات والالتزامات قد يبدو مريحاً في البداية، لكنّه يتركنا في النّهاية نشعر بالفراغ. الحياة قصيرةٌ، والأيام تمرّ بسرعة. إذا كنت ترغب في أن تشعر بالسّعادة الحقيقيّة، عليك أن تبدأ في استغلال وقتك بطريقةٍ فعَّالة. بدلاً من قضاء ساعاتٍ طويلة في الأنشطة التي لا تضيف قيمةً لحياتك، حاول أن تركّز على الأشياء التي تُشعرك بالإنجاز. ابدأ بمشاريعٍ صغيرةٍ كنت تؤجّلها، اكتب أهدافك اليومية واسعَ لتحقيقها. عندما تبدأ في رؤية ثمار جهدك، ستشعر برضاً داخلي وسعادةٍ حقيقية لا يمكن أن تُقارن بأي شيءٍ آخر.
3. تجنّب العيش في الماضي
العديد منا يحنُّ إلى "الأيام الخوالي"، تلك اللحظات التي نشعر أنّ كل شيءٍ فيها كان أفضل. لكنّ العيش في الماضي قد يكون أحد أكبر العوائق التي تمنعنا من الاستمتاع بالحاضر والتّخطيط لمستقبلٍ أفضل. إذا كنت دائماً مُنغمساً في ذكريات الماضي، قد تجد نفسك غير قادرٍ على المضي قدماً، وتفقد فرصة الاستفادة من الحياة كما هي الآن.
الماضي جزءٌ من حياتنا، لكنّ الحاضر هو ما نملكه بالفعل. إذا كنت ترغب في تحقيق السّعادة، عليك أن تتعلّم كيفية التّخلي عن الماضي والتّركيز على "الآن". لا يمكنك بناء مستقبلٍ مشرق إذا كنت مُقيَّداً بذكرياتك القديمة. بدلاً من ذلك، حاول أن تستثمر طاقتك في خلق تجاربٍ جديدة، وتكوين صداقاتٍ جديدة، ووضع أهدافٍ جديدة. الحياة مليئة بالفرص، وكلّ يومٍ يأتي بتحديّاتٍ جديدة يمكن أن تكون بدايةً جديدة إذا كنت مستعداً لاستقبالها.
السّعادة عادة، والخيارات الصّغيرة التي نتّخذها يوماً بعد يوم هي ما يصنع الفرق.
عندما تختار التّخلي عن المشاعر السلبية، وتقرّر عيش يومك بكلّ طاقتك، وتترك الماضي وراءك، فإنّك تُمهِّد الطريق لحياةٍ مليئةٍ بالسّعادة والرضا. تذكّر أنّ السعادة ليست مجرّد شعورٍ عابر، بل هي قرارٌ تتّخذه كلّ يوم. لديك القدرة على صنع سعادتك إذا كنت مستعدّاً للعمل على تحقيقها. فلماذا لا تبدأ الآن؟