يوم الشكر العالمي: فرصة لتعزيز ثقافة العرفان والتقدير
بينما تسيطر "الاستقالة الصامتة" و"الفصل الهادئ" على الأخبار، قد يكون الامتنان هو الحل
بقلمِ مارسيل شوانتيس Marcel Schwantes، محرّر مساهم في Inc. ومؤسّس Leadership from the Core
اليومُ هو يومُ الشّكر العالميُّ، لم يحظَ هذا العيدُ غير الرّسميّ بالاهتمامِ الذي يستحقّهُ من قادِة الأعمالِ. في الواقعِ، كشفت أبحاثٌ جديدةٌ من شركة العرفان بين الموظّفين الأقران Workhuman أنَّ 53% من الموظّفين أكّدوا أنَّ مؤسّساتهم لا تعترفُ بيوم الشّكر العالميّ. [1]
على مدى السّنواتِ القليلةِ الماضيةِ، واجهنا جميعاً اضطراباتٍ ناتجةٍ عن جائحةٍ عالميّةٍ ومحادثاتٍ سياسيّةٍ متعارضةٍ، وبشكلٍ متزايدٍ، يلجأُ الموظّفون إلى أربابِ العملِ لبناءِ مجتمعٍ وشموليّةٍ، وخلقِ مساحةٍ يشعرونَ فيها بالعرفانِ والدّعمِ حتَّى يتمكّنوا من الازدهارِ داخلَ وخارجَ مكانِ العملِ.
مع الاستقالةِ الهادئةِ والفصلِ الهادئِ وسيطرةِ سياساتِ العودةِ إلى المكتبِ على الأخبارِ، يجدرُ بالقادةِ أن يحافظوا على تركيزِهم على ثقافةِ العملِ والتّفرُّغِ للجهودِ التي تساعِدُ الموظّفينَ على الشّعورِ بالدّعمِ والعرفانِ والقيمةِ، وتشيرُ تقاريرُ "Workhuman" و"Gallup" الأخيرةُ إلى أنَّ هذا الأمر مهمٌّ، عندما يشعرُ الموظّفون بالدَّعم والعرفانِ والقيمةِ، يزيدُ احتمالُ شعورِهم بالتّواصلِ مع الثقافةِ ثلاثةَ أضعافٍ وكذلك شعورُهم بأنَّ مؤسّساتهم تهتمُّ براحتهم.
يومُ الشّكرِ العالميُّ هو وقتٌ رائعٌ لتعزيزِ هذه القِيمِ، بالنّسبةِ للشّركاتِ التي تسعى للحفاظِ على المعنويات عاليةً، يكمنُ الأمرُ في البدايةِ باتّخاذِ الإجراءاتِ الآتية:
تعزيز لحظات الاتصال
لا يستطيعُ الموظّفُ في أسلوبِ العملِ عن بعدٍ أن يكتشفَ بسهولةٍ إن كانَ عملُه يُقدَّرُ، وقد يعطي أربابُ العملِ الذين يطلبون من موظّفيهم العودة إلى العملِ الهجينِ أو بحضورٍ شخصيٍّ إشارةً غير مقصودةٍ بأنَّ عملهم غير مقدَّرٍ.
هذا يؤثّرُ بشكلٍ حقيقيٍّ وملموسٍ على مدى شعورِ الموظّفين بالعرفانِ مثل الآخرين في مكانِ عملِهم، اكتشفت "Workhuman" أنّه من أغسطس 2021 إلى أغسطس 2022، انخفضت نسبةُ الموظّفين الذين يشعرون بأنّهم مُقدَّرون جداً من 55% إلى 38%، ويمكنُ أن تكونَ المشكلةُ أكبرَ في الحالاتِ التي يُنسَبُ فيها الفضلُ بإنجازٍ ما للشّخصِ الخطأ، على سبيل المثال، أشارَ تقريرُ بياناتٍ آخر من "Workhuman" إلى أنَّ 36.6% من الموظّفين واجهوا هذا الوضع مؤخّراً.
يُثبتُ ذلك أهميّةَ التّدقيقِ المتكرّرِ على مدارِ العامِ؛ حيثُ إنَّه لا يؤدّي فقط إلى زيادةِ تفاعُلِ وإنتاجيّةِ الموظّفينَ، ولكنَّها أيضاً تضمنُ أن يكونَ للقادةِ تفهُّمٌ جيدٌ حول كيفيّةِ أداءِ الموظّفينَ للعملِ وأن يُنسبَ الفضلُ لهم بهذا العملِ، وبينما نحتفلُ بيومِ الشُّكرِ العالميِّ، يُعدُّ فرصةً رائعةً للقادةِ لبدءِ تعزيزِ ثقافةِ العرفانِ وأن يكونوا أكثرَ حرصاً على خلقِ لحظاتِ اتّصالٍ عبر مكانِ العملِ، ويُقدّمُ العرفانُ للشّركاتِ فرصةً للتّعبيرِ عن تقديرِها لموظّفيها، ولكنّه أيضاً يسلّطُ الضّوءَ على من يقومُ بالعملِ الذي يجعلُ الشّركاتِ ناجحةً، ممّا يتيحُ للموظّفين الفرصةَ للتّوقُّفِ والاعترافِ وشكرِ زملائِهم على العملِ الجيّدِ.
شاهد أيضاً: طريقة بسيطة لتحفيز الموظفين وتحسين إنتاجيتهم
طرقٌ للتعبير عن التّقدير
يُشير يومُ الشّكرِ العالميُّ إلى لحظةٍ رائعةٍ للتّعبيرِ عن العرفانِ للموظّفين، خاصّةً بطرقٍ تتجاوزُ الكلمةَ التّقليديّةَ "شكراً". تُظهرُ أبحاثُ "Workhuman" أنّ الطّريقةَ رقمَ واحدٍ التي يرغبُ الموظّفونَ في أن يُعترَفَ بهم بواسطتِها هي من خلالِ المكافآتِ الماليّةِ، حيثُ قالَ 48.9% ممّن سُئلوا في الاستطلاعِ: إنّها أكثرُ مكافأةٍ مرغوبةٍ. وتُظهِرُ أشكالٌ أخرى من الشّكرِ الشخصيّ -مثلُ: الإجازةُ المدفوعةُ والهدايا الشّخصيةُ- أنَّ الموظّفين يقدّرونُ مكافأةً ملموسةً عن العملِ الذي قامُوا به.
وخارجَ يومِ الشّكرِ العالميّ، يُعدُّ العرفانُ المستمرُّ المفتاحَ لإظهارِ أنّكَ تهتمُّ بالموظّفينَ، أشارَ أحدثُ تقريرٍ لـ "Workhuman" حولَ مؤشّرِ مكانِ العملِ البشريِّ إلى أنَّ الموظّفين يرغبون بأن يُعترَفَ بعملِهم بشكلٍ منتظمٍ أكثرَ ممّا يحدثُ الآنَ، حيث قال 36.7% إنّهم يرغبون في "العرفانِ مراراً وتكراراً" و41.8% يرغبون في "العرفان في بعض الأحيان". وتشملُ المزايا المرغوبةُ الأخرى للتّعبيرِ عن التّقديرِ أياماً يتمُّ فيها العملُ عن بُعد، وساعاتٍ للسّعادةِ، وعلاواتٍ فوريّةً.
شاهد أيضاً: أتريد إلهام فريقك؟ 5 عبارات تشجيعية يجب أن تكون دوماً على لسان كل قائد
دراسةُ جدوى للامتنان
يتطلّبُ العرفانُ الاستراتيجيُّ تخطيطاً فعّالاً ليكونَ ناجحاً، إلا أنَّهُ يرتبطُ بالفكرةِ البسيطةِ بأنَّ إظهارَ الامتنانِ تجاهَ الآخرينَ يبني الارتباطَ، عندما يكونُ العرفانُ في المكانِ المناسبِ، وفقاً لتقريرِ "Gallup" و "Workhuman"، يكونُ الموظّفونَ أقلَّ بنسبةِ 56% عرضةً للبحثِ عن فرصِ عملٍ أو متابعةِ الوظائفِ الشّاغرةِ، وتزيدُ نسبة تفاعُلهم أربعَ مرّاتٍ، علاوةً على ذلك، تُظهِرُ بياناتٌ حديثةٌ من "Workhuman" أنَّ نحو نصفِ الموظّفين يشعرونَ بالدّافعِ والسّعادةِ عندما يُقدَّرونَ بسببِ العملِ الذي يقومون به.
بناء ثقافةِ العرفانِ التي تكونُ صادقةً ومتجذّرةً في قيم الشّركةِ يمكنُ أن يساعدَ القادةَ في تحقيقِ نتائجَ تجعلُ بدورِها أعمالهم أكثرَ كفاءةً ونجاحاً، عندما يزرعُ القادةُ برنامجَ العرفانِ الخاصّ بهم في هذه المبادئِ الرّئيسيّةِ، وتُظهِرُ البياناتُ أنَّ الموظّفين أكثرَ عرضةً للشّعورِ بأنَّهم مُلاحظونَُ ومُقدَّرون ومُندمجون.
بينما بدأ العديدُ من أربابِ العملِ في تنفيذِ هذه الأنماطِ من المزايا في أماكنِ عملِهم، يجبُ أن يكونَ يومُ الشّكرِ العالميُّ تذكيراً بأنَّ قول "شكراً" للموظّفين الذين يقدّمون عملاً رائعاً يجبُ أن يكونَ نشاطاً على مدارِ السَّنةِ، وليسَ مجرّدَ نشاطٍ مؤقّتٍ يُدرجُ في دورةِ المراجعةِ السّنويّةِ أو النّصف سنويّة.
لدينا الفرصةُ لإعادةِ تعريفِ شكلِ مكانِ العملِ وبناءِ ثقافةٍ جديدةٍ، سواء كانت هجينةً، عن بعد، أو بحضورٍ شخصيٍّ، وتتناغمُ أكثر مع قيم عمّال اليوم، سننظرُ إلى ذلك بعد خمسِ أو عشرِ سنواتٍ من الآنَ، وندركُ أنَّ الشّركاتِ التي نجحت في الحفاظِ على المواهبِ الرّائدةِ كانت تلكَ التي أظهرتْ حقاً لموظَّفيها أنَّ عملهم له قيمةٌ.