الرئيسية تكنولوجيا كيف تغيّر التّطبيقات اللّامركزية مستقبل الأسواق والشّركات؟

كيف تغيّر التّطبيقات اللّامركزية مستقبل الأسواق والشّركات؟

الأمان التّامّ بلا رقابةٍ والأرباح الخرافيّة تجعل مستقبل التّطبيقات اللّامركزيّة (DApps) خياراً أساسيّاً لكلّ من يسعى للاستمرار في المنافسة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يوفّر تطوير التّطبيقات اللّامركزيّة (Dapps) مجموعةً ضخمةً من الفوائد للشّركات الّتي تتطلّع إلى الابتكار واستمرار القدرة على المنافسة في المشهد الرّقميّ اليوم، فمن توفير الأمان المعزّز غير الخاضع للرّقابة إلى استمرار تقديم الخدمات دون انقطاعٍ لعدم الاعتماد على خوادم مركزيّةٍ مثل التّطبيقات التّقليديّة، بالإضافة إلى تمكين المستخدم وزيادة الثّقة المجتمعيّة، وارتفاعٍ كبيرٍ في الأرباح، فإنّ هناك الكثير من الملامح الّتي تشكّل استخدام (Dapps) في ريادة الأعمال. [1]

ولأنّ التّطبيقات اللّامركزيّة تعمل على شبكة البلوكتشين (blockchain) فقد تنوّعت هذه الشّبكات كثيراً بحيث تسمح بإصدار تطبيقاتٍ شديدة التّنوّع مثل الّتي نعرفها في حياتنا اليوميّة الآن، ولكن دون الاعتماد مطلقاً على الخوادم المركزيّة، فيمكن لتطبيقات البلوكتشين الانتشار عبر العالم بأكمله دون أيّ رقابةٍ مع مستوياتٍ شديدة الارتفاع من الأمان بما يضمن خصوصيّة البيانات تماماً بين جميع الأطراف المتعاقدة.

كما تخضع تطبيقات (Dapps) لسيطرة مجتمعات المستخدمين، وليس لتحكّم كيانٍ واحدٍ في البرنامج؛ ممّا يجعلها مرنةً أكثر في مواجهة الرّقابة والتّلاعب، ومن أهمّ الاتّجاهات الّتي تحكم مستقبل هذه التّقنيّة: [2]

التّوافق بين سلاسل الكتل المختلفة وقابليّة التّشغيل المتبادل بينها

هناك مئاتٌ من منصّات البلوكتشين والّتي تزيد يوميّاً، ومع وجود بعض المنصّات الأكثر شهرةً مثل البيتكوين (bitcoin) الإيثيريوم  (Ethereum) وبينانس (Binance) وغيرها، فإنّ تشغيل أيّ تطبيقٍ في منصّةٍ كان يقتصر فقط عليها، ولكن لن يكون هذا الحال هو السّائد قريباً، حيث تتّجه الشّركات نحو حلولٍ قابلةٍ للتّشغيل المتبادل بما يسمح بالمزيد من المرونة لكلّ المستخدمين مهما كانت المنصّة الّتي يستخدمونها ليصلوا بسهولةٍ إلى كلّ إمكانات البلوكتشين.

رمزنة الأصول في العالم الحقيقيّ

وهي يعني أنّ الأصول المادّيّة المملوكة للشّركات والأفراد تتحوّل بالتّدريج إلى أصولٍ رقميّةٍ على البلوكتشين، مثلما فعلت مجموعة داماك (DAMAC) في دبي، والّتي عقدت صفقةً بمليار دولارٍ مع منصّة مانترا (MANTRA) لرمزنة الأصول في الشّرق الأوسط.

الاهتمام الفائق بتجربة المستخدم وتصميم واجهاتٍ سهلةٍ

انطلق موقع البلوكتشين تقريباً منذ 10 سنواتٍ في نهاية عام 2013، ولكنّه كان شديد التّعقيد بالنّسبة للملايين، ولكن مع انتشار استخدام التّطبيقات اللّامركزيّة، فإنّ الاتّجاه الأكثر رواجاً يتيح تجربة مستخدمٍ شديدة السّهولة ليتمكّن الجميع من التّعامل معه مهما كانت خلفيّاتهم التقنيّة.

دمج الذّكاء الاصطناعيّ في تطبيقات (Dapps)

إنّ البلوكتشين لن يصبح فقط خاصّاً بتشفير العملات الرّقميّة، بل سينطلق إلى مجالات التّمويل والرّعاية الصّحّيّة وإدارة سلاسل التّوريد وغيرها، وبالتّالي سيحتاج الأمر إلى معالجة كمٍّ هائلٍ من البيانات في الوقت الفعليّ وتقديم حلولٍ تنبّؤيّةٍ، ويعتبر مزج الذّكاء الاصطناعيّ مع البلوكتشين من الاتّجاهات المستقبليّة الّتي يجب أن تكون على علمٍ بها قبل الاستثمار في هذه التّطبيقات.

الامتثال التّنظيميّ والأمن

رغم اللّامركزيّة، فإنّ تطبيقات البلوكتشين تتّجه للامتثال التّنظيميّ للقوانين والاهتمام بتدابير الأمن للحماية من التّهديدات السّيبرانيّة والتّنسيق مع الأطر القانونيّة بما يتيح لها العمل في جميع المجالات مهما كانت حساسيّتها، وقد اتّجهت الكثير من الحكومات، وعلى رأسها الحكومة الأمريكيّة لوضع لوائح أكثر وضوحاً للاستثمار بالعملات المشفّرة بعد أن كانت تعتبر تجارةً غير مشروعةٍ في الكثير من الأحيان، وهذا يضمن المزيد من الانتشار لهذه التّقنيّة مع ترحيب الحكومات بالاستثمار بها.

التّركيز على الاستدامة وتطبيق حلول البلوكتشين الخضراء

أدّت المخاوف البيئيّة إلى تبنّي الكثير من الشّركات لتقنيّات البلوكتشين الصّديقة للبيئة، ويعمل المطوّرون على إنشاء تطبيقاتٍ لا مركزيّةٍ موفّرةٍ للطّاقة مع تقليل البصمة الكربونيّة وجذب المستهلكين المهتمّين بالبيئة.

زيادة الاعتماد على حلول الطّبقة 2

مع زيادة زخم التّداول على منصّات البلوكتشين لم يعد من الممكن إجراء ملايين المعاملات اليوميّة للكتل عبر البنية الرّئيسيّة الّتي تشكّل الطّبقة 1، والّتي كانت تعاني من عدم القابليّة للتّوسّع إذا أرادت الحفاظ على الأمان واللّامركزيّة، لذا ظهرت بروتوكولات (L2) أو الطّبقة الثّانية لتعمل بالتّوازي مع الطّبقة الأولى عبر تقنيّات البلازما والشّبكات الجانبيّة وقنوات الدّول، ممّا يزيد من التّعاملات اليوميّة مع الحفاظ على الأمان، وتتّجه الكثير من التّطبيقات للتّعامل الآن مع هذه الطّبقة للاستفادة من التّوسّعات الضّخمة بها.

توسيع نطاق التّمويل اللّامركزيّ  (DeFi)

يستمرّ التّمويل اللّامركزيّ في السّيطرة على مشهد تطبيقات (Dapps)، فتظهر منتجاتٌ وخدماتٌ ماليّةٌ جديدةٌ بانتظامٍ، ونتوقّع المزيد من الابتكارات في بروتوكولات الإقراض والبورصات اللّامركزيّة (DEXs)، حيث يزيد التّركيز على إنشاء خدماتٍ ماليّةٍ أكثر سهولةً وتلبيةً لاحتياجات السّكّان غير المنتمين للبنوك حول العالم.

النّموّ السّاحق للرّموز غير القابلة للاستبدال  (NFTs)

اكتسبت رموز (NFTs) شعبيّةً خارقةً أكثر من أيّ كتلٍ مشفّرةٍ على الإطلاق، فهي أرخص ثمناً وأوسع انتشار وأكثر سهولةً في التّرميز، وتتّجه المزيد من تطبيقات (dapps) لاستخدام (NFTs) الفريدة في أسواق الألعاب والفنون والعقارات وغيرها، كما نشهد تطوير أسواق (NFT) لتسهيل بيع وشراء تلك الأصول، لذا الاستثمار بها الآن يضمن الكثير من الأرباح مستقبلاً.

كيف تجني الأموال من التّطبيقات اللّامركزيّة؟

لكي يصنّف تطبيقٌ ما على أنّه لا مركزيٌّ يجب أن يتمتّع بمجموعةٍ من الخصائص الأساسيّة مثل أن يكون مفتوح المصدر، ويمكن للجميع الوصول إلى قاعدة تعليماته البرمجيّة، وأن يكون لا مركزيّاً دون وجود سلطةٍ واحدةٍ تتحكّم به، بل يكون موزّعاً على شبكاتٍ متنوّعةٍ، كما يجب أن تكون بياناته مسجّلةً على شبكة بلوكتشين لمقاومة التّلاعب، ويستخدم رموزاً أصليّةً، ومن أهمّ طرق الرّبح من التّطبيقات اللّامركزيّة: [3]

  • رسوم المعاملات، فيمكن للمطوّرين كسب الإيرادات من خلال فرض رسومٍ صغيرةٍ على المستخدمين مقابل كلّ معاملةٍ تتمّ في التّطبيق اللّامركزيّ، وهو النّموذج السّائد في (DEXs)
  • تقديم محتوًى حصريٍّ مقابل رسومٍ لجذب المستخدمين الرّاغبين في خدماتٍ محسّنةٍ، وهو أمرٌ يتشابه مع نماذج Freemium في التّطبيقات التّقليديّة.
  • إطلاق رموزٍ وعروضٍ أوّليّةٍ للعملات (ICOs)، ممّا يزيد من رأس المال ويوفّر سيولةً.
  • الإعلانات والرّعاية، ولكن من الضّروريّ الحفاظ على التّوازن بين الرّبح وبين تجربة المستخدم لضمان مستويات مشاركةٍ مرتفعةٍ.
  • عمليّات الشّراء داخل التّطبيق والسّلع الافتراضيّة والتّرقيّات.
  • الشّراكة مع خدماتٍ أخرى مثل التّوريد أو الإعلان وغيرها.

أهمّ الشّركات الّتي حقّقت نجاحاً كبيراً في استخدام التّطبيقات اللّامركزيّة

مع المميّزات المتنوّعة الّتي توفّرها التّطبيقات اللّامركزيّة، فإنّ أخطاء التّصميم البسيطة قد تؤدّي إلى عواقب وخيمةٍ، أو قد تجعل الصّفقات عرضةً للاختراق، لذا عندما تبدأ الاستثمار في هذه التّطبيقات، فإنّ عليك اختيار منصّةٍ مأمونةٍ مع الاهتمام بالشّركة الّتي تنفّذ لك التّطبيقات، ومن أهمّ الشّركات الّتي نجحت في هذا المجال:

  • تعدّ التّطبيقات اللّامركزيّة (Dapps) أدواتٍ قويّةً للشّركات السّاعية إلى الابتكار وتعزيز التّنافسيّة في المشهد الرّقميّ الحالي. ومن بين الشّركات البارزة في هذا المجال:

  • شركة "آي بي إم" (IBM)، الّتي قدّمت الدّعم لأكثر من 220 مؤسّسةً في تطوير تطبيقاتٍ وأدواتِ حوكمةِ البياناتِ المعتمدةِ على تقنيّة البلوكتشين، ممّا أسهم في تعزيز شفافيّة سلاسل التّوريد.

  • شركة "بلوك فاي" (BlockFi)، وهي من شركاتِ التّكنولوجيا الماليّة الّتي تستخدم التّطبيقاتِ اللّامركزيّةَ لتقديم خدماتِ إدارةِ العملاتِ المشفّرة، بما في ذلك القروض وبطاقات الائتمان.

  • شركة "ليمنيد" (Lemonade)، وهي شركة تأمينٍ نجحت في تبسيطِ عمليّاتها عبر دمجِ العقودِ الذّكيّةِ في نظامها، ممّا أدّى إلى أتمتةِ معالجةِ الطّلبات.

  • شركة "صحارى إيه آي" (Sahara AI)، الّتي تجمع بين الذّكاء الاصطناعيّ وتقنيّة البلوكتشين لإنشاءِ شبكةِ ذكاءٍ اصطناعيٍّ لامركزيّة.

  • شركة "نيكسس ميوتوال" (Nexus Mutual)، الّتي تستخدم تطبيقاتِ (Dapps) لتقديمِ منتجاتِ تأمينٍ لامركزيّة، ممّا يتيح للأعضاءِ المشاركةَ دونَ مخاطر، مع توفيرِ عقودٍ ذكيّةٍ. [4]

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: