لديك مشاكل في مؤسستك؟ إليك دليل لغرس ثقافة عمل مزدهرة
كيف تحدُّ من الاحتراق الوظيفي، وتحتفظ بالمواهب، وتعزز بيئةً إيجابيةً؟
بقلم مارتن روينسكي Martin Rowinski، المدير التنفيذي والمؤسس المشارك في بوردسي Boardsi
تتجاوزُ مسؤوليّاتُ المديرِ التّنفيذي مجرّد اتّخاذ القراراتِ التٌنفيذية وتحقيق الإيراداتِ. ففي بيئة العمل المعاصرة، يتولّى الـ CEOs القيام بدورٍ حيويٍّ في الحفاظ على ثقافةِ المنظّمة ونشرها. يتمتّع هؤلاء القادة بالقدرةِ على التّأثير على ثقافةِ الشّركة الداخليّة وتشكيلها وتغييرها تغيّيراً جذريّاً. [1]
ونظراً للقلق المتزايد بشأن الاحتراق الوظيفي والاحتفاظ بالمواهب، فمن الضروريّ أن يتحمّلَ المدراء التّنفيذيون مسؤوليّةً أكبر في تنمية ثقافة عملٍ تتّسم بالإيجابيّة، والإنتاجية، والاستدامةِ. أحبّ أن أقولَ إنّه في مشهدِ الأعمال الحديث، لا تكون ثقافة الشّركة مجرّد جانبٍ من جوانب مكان العمل؛ إنّما هي القلبُ النّابضُ الذي يُحدّد نجاحها أو فشلها.
وفيما يلي سبع طرقٍ للتّفكير في تنميةِ ثقافةِ عملٍ مزدهرةٍ في مؤسستكَ.
-
فهم أهمية الثقافة
قبل التّعمق في الآليّات أو الأساليب لإنشاء ثقافةٍ مزدهرةٍ، يتعيّن فهم سبب قيامكَ بذلك. تتحدّدُ الطّريقة التي يتمّ بها العمل بواسطة العقليّة، والقيم، والسلوكيّات الجماعيّة. فثقافةٌ سامّةٌ داخل مؤسّسة قد تؤدّي إلى معدّلاتٍ عاليةٍ من تحوّل الموظّفين، وتقليل مستوياتِ الإنتاجيّة، والتّأثير السّلبي على سمعة العلامة التّجارية للمؤسّسة. بالمقابل، نجدُ أنّ ثقافةً مؤسسيّةً صحيّةً يكون لديها الإمكانيّة لرفع معنويّات الموظّفين، وتعزيز ولائهم بشكلٍ أكبر، ممّا يؤدّي في النّهاية إلى تحقيق أداءٍ أفضل للشّركة.
شاهد أيضاً: تأثير بيئة العمل على الإنتاجية بطريقةٍ إيجابية وبناءة؛
-
الحاجة إلى قيادة مثالية
المدراء التنفيذيون هم الوجهُ العامُّ للمنظّمة، إذ إنّ أعمالهم وكلماتهم والقيم التي يُظهرونها تؤسّس الأجواءَ والثّقافة العامّة للكيان ككلٍّ. يمتلكُ المدراء التّنفيذيون القدرةَ على تحفيز موظّفيهم لتبنّي القيمِ المرغوبةِ من خلالِ تجسيدها شخصيّاً. وذلك يتضمّن تشجيع التّوازن بين العمل والحياة الشّخصيّة، وإظهار التّعاطف، وتعزيز التّواصل المفتوح.
-
أهمية وضع الصحة النفسية في أعلى قائمة الأولويات
ظاهرةُ الاحتراقِ الوظيفيّ هي قضيّةٌ حقيقيّةٌ وجديّةٌ، لذلك من الضّروري أن يعترفَ المدراء التنفيذيون بمؤشّراتِ الاحتراق الوظيفي، وأن يعتمدوا استراتيجيّاتٍ استباقيّةٍ للتّخفيف من تأثيره. قد يستلزمُ ذلك تنفيذ جداول عملٍ مرنةٍ، وتشجيع استراحاتٍ منتظمةٍ، أو توفيرَ مواردٍ لدعم الصحة النفسية.
شاهد أيضاً: في يوم الصحة النفسية العالمي: التوازن بين العمل والحياة ضروري للأعمال
-
الاستثمار في التطوير المهني
الاستثمار في التّطوير المهنيّ هو قرارٌ استراتيجيٌّ يتّخذهُ الأفراد والمؤسّسات، لتحسين مهاراتهم ومعرفتهم وكفاءاتهم في سبيل تحقيق النّمو الشّخصيّ والمهنيّ. فعندما تُخصّص الشّركات موارد للتّطوير المهنيّ، يُمكن للموظّفين اكتساب خبراتٍ جديدةٍ وتحديث مهاراتهم باستمرارٍ.
الاحتفاظُ بالمواهب مرتبطٌ بشكلٍ معقّدٍ بفرصِ النّمو. ومن خلال تخصيص الموارد لمبادراتِ التّدريب والتّطوير، يُمكن للمدراء التنفيذيين أن يُظهروا التزامهم بتحقيق رضا الموظّفين بشكلٍ فعّالٍ، ويؤسّسوا مساراً واضحاً للتقدّم المهنيّ الدّاخليّ.
-
تعزيز التغذية الراجعة البنّاءة
تعدُّ قنواتُ التّواصلِ الفعّال أمراً ضروريّاً. فمن الواجب على الرّؤساء التّنفيذيين تنمية جوٍّ يُعزز استعداد موظّفيهم للتّعبير بصراحةٍ عن مشاكلهم وأفكارهم وانتقاداتهم. إنّ الاجتماعات الدّوريّة مع الموظّفين، وصناديق الاقتراحات بدون أسماءٍ، وجلسات التّغذيّة الرٌاجعة هي أمورٌ هامّةٌ يُمكنها لعبُ دورٍ حاسمٍ في فهم متطلّباتِ الموظّفين. بالطّبع، لن يكونَ لهذا أهميّة إلّا إذا قوبِل بجهودٍ لحلّ مشاكلِ ومخاوفِ الموظّفين التي صرّحوا بها.
شاهد أيضاً: 4 خطوات لتحسين جذري في التواصل مع من يخالفك الرأي
-
تكريم الإنجازات
الاعترافُ بالجهودِ والإنجازاتِ، سواءً كانت لأفرادٍ أو فِرقٍ، يعتبر أمراً قيّماً. فهو يُمكن أن يرفعَ معنويّات الموظفين ويقدّم دعماً أقوى للسلوكيّات المرغوبة والنّتائج المحتملة داخل المؤسّسة.
-
إعادة التدقيق في القيم المؤسسية
مع نموّ الشّركات وتحوّلها، من الضّروري أن تتطورَ مبادئها ومعتقداتها أيضاً. إذ يجب على المدراء التنفيذيين أن يعيدوا تقييم هدف شركتهم وقيمها باستمرارٍ، كي يضمنوا أنّ القيمَ ما تزالُ متوافقةً مع أهداف المنظّمة وثقافتها ومرتبطةً بها.
ثقافةُ الشّركةِ ليست مجرّد عنصرٍ في مكان العمل، بل هي القوّة الحيويّة التي تُحدّد في نهايةِ المطافِ ما هي إنجازاتها ومواطن ضعفها. ومن خلال تنفيذ استراتيجيّاتٍ مقصودةٍ، سيكون لدى المدراء التّنفيذيين القدرة على زرع وتعزيز ثقافةِ عملٍ بنّاءة. إذ إنّها تضعُ الأساس لشركةٍ يُمكن أن تزدهرَ، وتُظهرَ مرونةً، وتحقّقَ النّجاح.