لماذا لا يزال منتج Apple الأوّل مهماً بعد 40 عاماً على إطلاقه؟
ما يزال iMac الأصليّ، الذي ظهر للمرّة الأولى في مثل هذا اليوم من عام 1984، أحد أكثر الأجهزة تميّزاً
بقلم جيسون آيتن Jason Aten كاتب عمود في التكنولوجيا
اليوم، يبلغُ عمر جهاز Mac حوالي 40 عاماً، ففي 22 يناير 1984، قامت شركة Apple بعرضٍ ما يزال واحداً من أكثر الإعلانات التِّجارية شهرةً على الإطلاق، وبعد يومين، قدّمت ما أصبح لاحقاً أحد أكثر المنتجات المحبوبة في العالم؛ لقد كان بالتَّأكيد منتج Apple.
ومن الصَّعب التَّعبير إلى أيَّة درجةٍ تميُّز جهاز Macintosh في ذلك الوقت كأحد أكثر المنتجات إلهاماً وطموحاً، هناك سببٌ وراء إطلاق ستيفن ليفي Steven Levy عليه اسم "الكمبيوتر الذي غيَّر كلَّ شيءٍ" في كتابه الذي صدر عام 2000 بعنوان "عظيمٌ بشكلٍ غير معقولٍ"؛ فقد غيّر كلَّ شيءٍ بالفعل، سواءً بالنِّسبة لشركة Apple أو بالنّسبة لأجهزة الكمبيوتر الشَّخصية ككلٍّ. [1]
على عكس أيِّ كمبيوترٍ شخصيٍّ آخر، كان يتضمَّن واجهة مستخدمٍ غرافيكيَّةٍ (GUI)، وفأرة للتّنقُّل، وشاشة عرضٍ مدمجةٍ، وكانت جميعها ثوريَّةً في ذلك الوقت، كما أنَّه جعل مستخدميه يحبّونه بطريقةٍ لم يتمتَّع بها سوى عددٌ قليلٌ من المنتجات الاستهلاكيَّة الأخرى.
جزءٌ كبيرٌ من هويَّة Apple اليوم يعتمدُ على جهاز iPhone بشكلٍ كبيرٍ، ولكن على مدار الأربعين عاماً الماضية، ظلَّ جهاز Mac المنتج الأكثر شعبيَّة، ممّا قدمته Apple للعالم على الإطلاق، أعلم أنَّ هذا زعمٌ كبيرٌ، أعرف أيضاً أنَّ الكثيرَ من الأشخاص الَّذين يقرؤون سيرفضون ذلك باعتباره مبالغةً، لكنَّني أؤيد فكرة أنَّ جهاز Mac أكثر قيمةً بكثيرٍ بالنَّسبة لشركة Apple كجزءٍ من علامتها التِّجارية من أيِّ شيءٍ آخر صنعته على الإطلاق.
حسناً، أنا أعلم أنَّ جهاز Mac لم يعد المحرِّك الأساسيَّ لإيرادات شركة Apple أو حتَّى سُمعتها، ولكن في واقعِ الأمر، ينظر معظم النَّاس إلى شركة Apple على أنَّها شركة iPhone، وهذا أمر مفهومٌ، مع الأخذ في الاعتبار أنَّ iPhone قد يكون أهمَّ منتجٍ تقنيٍّ استهلاكيٍّ على الإطلاق، إنَّه بالتَّأكيد الأكثر نجاحاً.
شاهد أيضاً: Magic Leap تحصل على تمويلٍ ضخمٍ لمنافسة Apple في سوق النظارات الذكية
على الرَّغم من أنَّ أداء جهاز Mac كان أفضل من المتوسط خلال السَّنوات القليلة الماضية، إلا أنَّه ما يزال مجرَّد جزءٍ صغيرٍ ممّا يأتي من مبيعات iPhone، ففي العام الماضي، كان هذا أقلَّ من نصف ما تحقِّقه شركة Apple من إيرادات الخدمات وتقريباً نفس ما تحقِّقه أجهزة iPad، ومع ذلك، مهما تحدَّثت، من الصَّعب أن تكونَ مبالغاً في تقدير أهميَّة جهاز Mac لوجود Apple كشركةٍ وكعلامةٍ تجاريَّةٍ استهلاكيَّةٍ.
أعلمُ أنَّ مستخدمي iPhone يحبّون هواتف iPhone الخاصَّة بهم، وهناك الكثير من الأشخاص الَّذين يحبون AirPods أو ساعات Apple الخاصَّة بهم، لكنَّ الأمر مختلف هنا، والأشخاص الَّذين يستخدمون أجهزة Mac ينظرون بشكلٍ مختلفٍ لأجهزة الكمبيوتر الخاصَّة بهم، قد يكونون مجموعةً صغيرةً (نسبيَّاً) من المستخدمين، لكنَّهم مولعون بشكلٍ متفاوتٍ باستخدام أجهزة الكمبيوتر الخاصَّة بهم.
ماكنتوش 128k الأصليَّ، جهاز iMac G3 الملوَّن، نسخة نموذج G4 المرحة التي تبدو وكأنَّها شخصيَّة بيكسار Pixar، جهاز MacBook Air الأصليّ الرَّفيع للغاية، هذه هي أجهزة الكمبيوتر المميَّزة التي حدَّدت فئاتها الخاصَّة، والأشخاص الَّذين يستخدمونها لن يستبدلوها بأيِّ شيءٍ، باستثناء ربَّما جهاز Mac أحدث.
وهذا مهمٌّ بشكلٍ خاصٍّ عشيَّة قيام شركة Apple بشحن أوَّل فئة منتجاتٍ رئيسيَّةٍ جديدةٍ لها منذ ثماني سنواتٍ، وهي Vision Pro، وأصبحت Apple، كشركةٍ، أقلَّ شعبيَّةً بكثير ممّا كانت عليه من قبل، ويرجع ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ إلى أنَّها أصبحت كبيرةً جداً بسبب iPhone، ومن الصَّعب ألّا نعتقدُ أنَّها فقدت الإحساس بما يحبَّه النَّاس.
لقد أدّى نجاح iPhone إلى تشويهِ اثنتين من أهمِّ علاقاتهِ مع عملائه ومطوِّريه، واعتادت شركة Apple أن تنظرَ إلى عملائها كشركاء تقريباً، وغالباً ما كان يبدو الأمر كما لو أنَّ شركة Apple ترى أنَّ مهمَّتها هي صنع أجهزة كمبيوتر يمكن لعملائها استخدامها لصنع كلِّ ما يصنعونه أيّاً كان ذلك.
ومع ذلك، يبدو الآن أنَّه عند شراء جهاز iPhone، فإنَّ الهدف الأساسيَّ هو جعلك تقوم بالتَّسجيل في سلسلة من خدمات Apple. إذ تعرض لك الشَّركة أيضاً إعلاناتٍ متخفيَّة بشكلٍ سيئٍ في شكل اقتراحاتٍ مفيدةٍ، مباشرةً في تطبيق الإعدادات، وأمَّا بالنِّسبة للمطوِّرين، فيبدو أنَّ شركة Apple قد فقدت القصَّة تماماً، ويبدو أنَّ العديدَ من أكبر مطوري Apple لم يشاركوا في إطلاق Vision Pro كليَّاً.
شاهد أيضاً: Microsoft تتقدّم على Apple متربعةً على عرش أعلى قيمة في السوق العالمية
ما يزال جهاز Mac هو النِّظام الأساسيُّ الوحيد الذي تواصل شركة Apple السَّماح له بالبقاء مفتوحاً، إنَّه مفتوحٌ للمطوِّرين لإنشاء برامج مثيرةٍ للاهتمام ومبهجةٍ، على عكس أجهزة iPhone وiPad وWatch وVision Pro (افتراضاً)، ويمكنكَ تثبيت ما تريد على جهاز Mac من أيِّ مكانٍ تريده.
يمكنكَ استخدام جهاز Mac لصنع الأفلام أو مشاهدة مقاطع فيديو YouTube أو تصميم الكتيبات أو تحرير الصُّور أو كتابة الرِّوايات أو أداء واجباتك المنزليَّة، بالتَّأكيد، يمكنك القيام بكلِّ هذه الأشياء على مئات الأنواع المختلفة من الأجهزة، ولكن بالنِّسبة لشخصٍ يقوم بها على جهاز Mac، فهذا أفضل.
إليك اختبارٌ مثيرٌ للاهتمام: اسأل شخصاً يستخدم جهاز Mac لأكثر من 15 عاماً أيُّ الجهازين سيتخلَّى عنه إذا كان بإمكانه الاحتفاظ بجهازٍ واحدٍ فقط: هاتف iPhone أو جهاز Mac، لو كنت أنا، سأحتفظ بجهاز Mac الخاصِّ بي، وهناك الكثير من هواتف Android التي ستفي بالغرض، لا أحبُّ أن أتخلَّى عن جهاز iPhone الخاصِّ بي، ولكن -إذا اضطررت لذلك- فيمكنني أن أتعاملَ مع الأمر؛ لكن، لا يمكنني بحالٍ من الأحوال أن أتخلَّى عن جهاز Mac.
ربَّما لم يعد جهاز Mac هو المنتج الأكثر أهميَّةً بالنِّسبة لشركة Apple، لكنَّني لا أعرف كيف يمكن لأيِّ شخصٍ أن يجادلَ بأنَّه ليس مهمًّاً لعلامتها التِّجاريّة، وهناك درسٌ بسيطٌ، وهو أنَّ تصميمَ المنتجات التي تُسعد عملاءك هي أفضل طريقةٍ لكسب محبَّتهم وولائهم، ومن المؤكَّد أنَّ شركةَ Apple تجني الكثير من الأموال من خلال جمع العمولات على التَّطبيقات التي يثبّتها الأشخاص على هواتف iPhone الخاصَّة بهم، ولكن لا يوجد شيءٌ مبهجٌ في ذلك، ويظلُّ جهاز Mac هو المنتج الأكثر شعبيَّةً من بين كلِّ ما صنعته شركة Apple على الإطلاقِ.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب