لماذا يجب أن تتبنى الأهداف الجريئة في عملك؟
لا تحفّز الأهداف الطّموحة فريقك فحسب، بل تدفعه للإبداع والتّعاون، بينما تبقي الأهداف الصّغيرة شركتك في دائرة الإنجازات المتكرّرة

تحدّد معظم الشّركات أهدافها بالطّريقة نفسها: "تحقيق ما أنجزناه العام الماضي، مع تحسينٍ بسيطٍ". يبدو هذا النّهج منطقيّاً وآمناً، ولكنّه في الواقع خطأٌ جسيمٌ، فهو يقوم على افتراض أنّ التّقدّم التّدريجيّ هو الخيار المسؤول؛ لأنّه يحافظ على التّركيز، ويقلّل المخاطر، ويضمن تقدّماً مستداماً. ولكنّ الحقيقة عكس ذلك تماماً، فالأهداف الصّغيرة تقتل الحماس، وتحدّ من الإبداع، وتستنزف الطّاقة؛ فلا أحد يتحمّس لمجرّد تكرار إنجازات العام الماضي.
إذا لاحظت أنّ فريقك يفتقر إلى التّفاعل، أو يبدو متباطئاً في أدائه، أو يكتفي بأداء الحدّ الأدنى، فقد لا تكن المشكلة فيهم، بل في الأهداف الّتي وضعتها لهم.
العلم وراء الأهداف الكبيرة: كيف يحفز العقل؟
البشر مبرمجون للاستجابة للتّحدّيات الكبرى. لذلك، يقدّم الموظّفون أفضل ما لديهم عندما يعملون من أجل هدفٍ ذو معنىً، يدفّعهم للتّطوّر، ويثير حماسهم. في دراسةٍ أجرتها شركة "ماكينزي" (McKinsey) على أكثر من 1,000 موظّفٍ، إذ قال 72% منهم إنّ تحديد الأهداف كان محفّزاً رئيسيّاً لأدائهم.
لا تثير الأهداف الصّغيرة هذا الحماس، فهي تبدو مجرّد مهمّةٍ أخرى في قائمة الأعمال اليوميّة. أمّا الأهداف الطّموحة -الأهداف الّتي تشبه الوصول إلى القمر- فهي الّتي تشعل الحماس، وتدفع إلى الابتكار، وتجبر الجميع على التّعاون. فإذا كنت بحاجةٍ إلى دليلٍ، انظر إلى أعظم الإنجازات في التّاريخ: لم يصل البشر إلى القمر عبر تحسينٍ تدريجيٍّ بنسبة 5%، بل لأنّهم وضعوا هدفاً جريئاً يتطلّب طرقاً جديدةً تماماً في التّفكير والتّنفيذ.
حسناً. كيف تحدّد هدفاً جريئاً لشركتك؟ لست مضطرّاً لإعادة تنظيم استراتيجيتك بشكلٍ كاملٍ بين عشيّةٍ وضحاها، ولكنّك تحتاج إلى هدفٍ واحدٍ طموحٍ، مثيرٍ، ومؤثّرٍ؛ هدفٌ يجعل الجميع يندفعون بشغفٍ للعمل عليه.
كيفيّة صياغة هدف جريء
- أسأل السّؤال الكبير: ما هي المشكلة الجوهريّة في مجالك، والّتي إذا تمّ حلّها، ستجعل شركتك غير ضروريّةٍ؟ هذا هو مستوى الطّموح الّذي يجب أن تسعى إليه.
- اجعله محدّداً: لا يجب أن يكون الهدف غامضاً، بل يجب أن يكون له نتيجةٌ واضحةٌ قابلةٌ للقياس، بحيث تستطيع تتبّع التّقدّم وتحفيز الفريق حوله.
- اجعل الهدف متاحاً للجميع: ليس بالضّرورة أن يشارك كلّ فردٍ في فريقك بشكلٍ مباشر، ولكن يجب أن يشعر الجميع بأنّ لديهم فرصةً للمساهمة فيه.
- احتضن الإحساس بعدم الارتياح: إذا لم يشعرك الهدف ببعض الخوف، فهو ليس جريئاً بما فيه الكفاية.
لماذا يستحق الأمر المخاطرة؟
قد يتبادر إليك السّؤال: "ماذا إذا فشلنا؟" ولكنّ هذا هو السّؤال الخطأ؛ فالخطر الحقيقيّ ليس في الفشل، بل في عدم المحاولة، إذ تضمن لك الأهداف الصّغيرة شيئاً واحداً فقط: نتائج صغيرةً، أمّا إذا كُنت ترغب في بناء فريقٍ متحمّسٍ، ملتزمٍ، ومستعدٍّ لمواجهة تحدّياتٍ كبرى، فامنحهم سبباً يجبرهم على تقديم أفضل ما لديهم.
حدّد هدفاً واحداً جريئاً يجعل الجميع يتوقّفون ويقولون: "هل نحن حقّاً سنفعل هذا؟"؛ لأنّك عندما تدفع حدود الممكن، لن تكتفي بمجرّد تلبية المتطلّبات، بل ستبدأ في تحقيق إنجازاتٍ استثنائيّةٍ.