الرئيسية الريادة الاختلاف لا يعني التميز: كيف تجعل علامتك التجارية لا تُنسى؟

الاختلاف لا يعني التميز: كيف تجعل علامتك التجارية لا تُنسى؟

لضمان البقاء في أذهان العملاء، تحتاج العلامات التّجاريّة إلى تحقيق التّوازن بين تقديم قيمةٍ حقيقيّةٍ تميّزها عن المنافسين، وبناء هويّةٍ فريدةٍ تبقى في الذّاكرة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

بالنّسبة للأعمال الصّغيرة الّتي تطمح إلى التّميّز، يُعتبر إتقان مفهومي التّميّز والتّفرّد حجر الأساس في بناء علامة تجارية ناجحةٍ؛ فبينما يزوّد التّميّز العملاء بحافزٍ واضحٍ لاختيار علامتك التّجاريّة عن غيرها، يضمن التّفرّد أن تُعرَف علامتك، وتظلّ عالقةً في أذهانهم. وغالباً ما تركّز الشّركات على أحد الجانبين على حساب الآخر، ممّا يؤدّي إلى انخفاض ظهور العلامة، أو إلى صورةٍ تبدو قابلةً للتّبادل، إذ إنّ نجاح الشّركات الصّغيرة يكمن في إيجاد توازنٍ دقيقٍ يجمع بين وضوح الهويّة وجاذبيّتها. وفيما يلي نستعرض أهمّيّة إتقان كلا الجانبين، ونوضّح السّبل لتحقيق ذلك.

التميز: سبب اختيار العملاء لعلامتك التجارية

يرتكز التّميّز على تزويد العملاء بحافزٍ واضحٍ وجذّابٍ يجعلهم يفضّلون علامتك التّجاريّة على منافسيك، ويمكن تحقيق ذلك بعدّة طرقٍ:

  • الابتكار التّقنيّ: تجسّد شركة "دايسون" (Dyson) مثال الابتكار في تقنية المكانس.
  • القيم الجوهريّة: مثل التزام "باتاغونيا" (Patagonia) بالمسؤوليّة البيئيّة.
  • سرد القصص: حيث استطاعت "آبل" (Apple) أن تميّز نفسها من خلال قصّةٍ ترتكز على الإبداع والتّمرّد.

تتنوّع الاستراتيجيّات حتّى تستطيع العلامة التّجاريّة أن تقدّم فوائد عاطفيّةً أو وظيفيّةً. على سبيل المثال،  تركّز علامة "دوف" (Dove)  على تعزيز احترام الذّات، بينما تجذب "أواتلي" (Oatly) المهتمّين بالاستدامة. وفي جوهره، يهدف التّميّز إلى تقديم رسالةٍ ذات معنى تبني علاقةً عاطفيّةً مع جمهورك.

التفرد: كيف تجعل علامتك التجارية لا تنسى؟

يُعنى التّفرّد بتشكيل هويّةٍ بصريّةٍ وسمعيّةٍ متكاملةٍ تمكّن المستهلك من التّعرّف على علامتك التّجاريّة فوراً، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

  • الشّعارات المميّزة: مثل الأقواس الذّهبيّة لـ"ماكدونالدز" (McDonald’s).
  • الألوان الفريدة: كاللّون الأزرق الّذي يميّز "تيفاني" (Tiffany & Co).
  • العناصر الصّوتيّة: مثل النّغمة الخماسيّة لشركة "إنتل" (Intel).

كذلك، تلعب الشّعارات الإبداعيّة دوراً هامّاً، مثل: "فقط افعلها - لنيك" (Nike - Just Do It) أو "لا يقدّر بالثّمن - لماستركارد" (Mastercard - Priceless)، حيث تسهّل على المستهلكين ربط الرّسائل العاطفيّة بالعلامة التّجاريّة. ويمكن أيضاً أن يكون لتصميم المنتج بصمةٌ مميّزةٌ، كما يتجلّى في شكل زجاجة "كوكا كولا" (Coca-Cola) الكلاسيكيّة، أو في بساطة الصّفحة الرّئيسيّة "لغوغل" (Google)، وتعمل هذه العناصر كإشاراتٍ ذهنيّةٍ تجعل من السّهل تذكّر علامتك التّجاريّة في كلّ الأوقات.

تأثير الارتباطات العاطفية

يساعد التّميّز والتّفرّد على تعزيز علاقةٍ عاطفيّةٍ مع العلامة التّجاريّة، وتزداد قوّة هذه العلاقة عندما تتّصل الرّسالة بمشاعر الجمهور. خذ على سبيل المثال: حملة "لا يقدّر بالثّمن" لماستركارد، إذ تركّز على إبراز اللّحظات والتّجارب الّتي تتجاوز القيمة المادّيّة؛ فمن خلال استحضار مشاعر الحبّ، والمغامرة، والإنجاز الشّخصيّ، تعمّق ماستركارد من هويّتها، وترسّخ علاقتها مع العملاء.

تعمل الحملة على مستوياتٍ عدّةٍ؛ فبينما تعتمد بطاقات الائتمان عالميّاً، تبقى بعض التّجارب والمشاعر خارج نطاق المال، ممّا يدعو حتّى الشّركات الماليّة إلى إدراك ذلك، وبفضل تعدّد أبعاد رسالتها، تساعد الحملة المستهلكين على التّواصل مع ما يهمّهم حقّاً، ممّا يترك أثراً لا يمحى.

Liquid Death: دراسة حالة توضيحيّة

أظهرت تجربة "ليكويد ديث" (Liquid Death) كيف يمكن للعلامة التّجاريّة -عند انطلاقها- أن تثبت بسرعةٍ قدرتها على الجمع بين التّميّز والتّفرّد؛ فقد أدرك الرّئيس التّنفيذيّ مايك سيساريو أنّ المياه المعبّأة ليست منتجاً فريدةً بحدّ ذاته، فقام ببناء هويّة العلامة التّجاريّة على الدّعابة، وروح التّمرّد، والجاذبيّة المضادّة للثّقافة.

تميّزت العلامة بنبرةٍ ساخرةٍ، مع استخدم شعارٍ جريءٍ يتمثّل في الجمجمة، وصمّمت علبها بطريقةٍ تشبه علب البيرة، ممّا جعلها تختلف بوضوحٍ عن باقي العلامات التّجاريّة التّقليديّة للمياه. كما أشار سيساريو في مقابلةٍ مع "بلومبرغ" (Bloomberg): "إذا كانت لديك علامةٌ تجاريّةٌ قيّمةٌ، فهذا يعني أنّ لدى النّاس سبباً للاهتمام بك يتجاوز الفرق الوظيفيّ البسيط". فمن خلال هذه الاستراتيجيّة غير التّقليديّة والهويّة المميّزة، استطاعت تجربة ليكويد ديث أن تفرض وجودها بقوّةٍ في سوقٍ مكتظٍّ بالمنافسين.

يشكّل الجمع بين التّميّز والتّفرّد استراتيجيّةً متكاملةً تضمن لعلامتك التّجاريّة ليس فقط تفضيل العملاء، بل وظهورها الدّائم والملموس في أذهانهم، إذ إنّ الشّركات الّتي تتقن كلا الجانبين تبني علاقاتٍ قويّةً ومستدامةً، ممّا يجعلها قادرةً على ترك بصمةٍ لا تنسى مع مرور الزّمن. بهذا الأسلوب المتوازن بين التّميّز والتّفرّد، يمكن للأعمال الصّغيرة أن تبني هويّةً قويّةً تميّزها في السّوق، وتضمن لها النّجاح المستمرّ على المدى الطّويل.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: