هل يشكّل ChatGPT Search تهديداً حقيقيّاً لمحرك بحث Google؟
مع دخول OpenAI سوق البحث، قد نرى تغييراً في طريقة الوصول للمعلومات، خاصّةً لمن يسعون لتجربةٍ خاليةٍ من الإعلانات
عندما أعلنت شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) في يوليو عن إطلاق محرّك بحثٍ خاصٍّ بها، كان التّساؤل الأبرز: هل سيشكّل هذا التّوجّه تهديداً حقيقيّاً لـ"غوغل" (Google)؟ في حين، عبّر الرّئيس التّنفيذيّ لـ"أوبن إيه آي"، سام ألتمان، عن قناعته على منصّة "إكس" (X) المعروفة سابقاً بـ"تويتر" (Twitter)، قائلاً: "نعتقد أنّ هناك مجالاً كبيراً لتحسين البحث". قد تكون غوغل الأفضل، ولكنّها ليست مثاليّةً، ولا أظنّ أنّ أيّ شخصٍ يجد تجربته مع غوغل مثاليّةً بالكامل.
ومؤخّراً، تمّ إطلاق محرّك "تشات جي بي تي سيرش" (ChatGPT Search) بشكلٍ عامٍّ، بالإضافة إلى إصدار إضافةٍ لمتصفّح "كروم" (Chrome) تمكّن المستخدمين من تعيين "تشات جي بي تي" كمحرّك البحث الافتراضيّ. لقد جرّبت "تشات جي بي تي" خلال الأسبوع الماضي كبديلٍ أساسيٍّ، وفي معظم الحالات كانت التّجربة أكثر سلاسةً وإفادةً من البحث على غوغل.
ومن جهةٍ أخرى، لا يخفى على الجميع، أنّ محرّك البحث الخاصّ بغوغل هو دون شكٍّ أحد أهمّ البرمجيّات الّتي قدّمت تجربة استخدامٍ مفيدةً على الإنترنت؛ فقد أصبح وسيلةً لجعل المعلومات المتاحة مفيدةً وسريعة الوصول. لكنّه أيضاً أحد أذكى الأفكار التّجاريّة، حيث يخبر المستخدمون بما يبحثون عنه، بينما يدفع المعلنون لغوغل لعرض إعلاناتهم كأجوبةٍ. لكنّ في الوقت نفسه، ازدادت مشاكل البحث على غوغل، خاصّةً مع التّوجّه نحو عرض المزيد من الإعلانات، الّتي تزاحم المحتوى المطلوب، وتجعله أقلّ وضوحاً وسهولةً في الوصول.
لماذا تتدهور تجربة بحث غوغل؟
السّبب الرّئيسيّ وراء هذا التّدهور يعود إلى افتقار غوغل إلى منافسةٍ حقيقيّةٍ، فلا يوجد محرّكٌ آخر يشكّل تهديداً فعليّاً. على الرّغم من وجود "بينغ" (Bing)، إلّا أنّه لا يزال غير قادرٍ على مقارعة غوغل. وفي الواقع، الوضع وصل إلى حدٍّ أنّ قاضياً فدراليّاً حكم بأنّ غوغل تحتكر السّوق، ممّا يعكس أنّ الشّركة تفتقر للضّغط التّنافسيّ الّذي يحفّز عادةً تحسين المنتج.
وللأسف، عندما لا يكون هناك أيّ منافسةٍ تهدّد مكانتك، يميل المنتج إلى الرّكود، وهو ما يحدث بالضّبط مع غوغل. وهذا ما يمنح بحث "تشات جي بي تي" فرصةً حقيقيّةً للتّميّز وتقديم تجربةٍ جديدةٍ ومحسّنةٍ للبحث على الإنترنت، وهي الفرصة الّتي يبدو أنّ أوبن إيه آي استغلّتها بذكاءٍ.
ما الّذي يميّز بحث تشات جي بي تي؟
بلا شكٍّ، محرّك "تشات جي بي تي سيرش" ليس مثاليّاً، ولا يخلو من التّحدّيات التّقنيّة، مثل قيود النّماذج اللّغويّة الكبيرة (LLMs). وكما يبدو أنّ أوبن إيه آي وضعت حدوداً صارمةً على نوعيّة المعلومات المتاحة عبر محرّكها. على سبيل المثال، في يوم الانتخابات، لم يكن بإمكان المستخدمين استخدام "تشات جي بي تي" للبحث عن النّتائج المباشرة، ممّا يجعل ذلك تحدّياً لمنتجٍ مصمّمٍ لمساعدة المستخدمين في الحصول على المعلومات بسرعةٍ.
إِذا تمكّنت أوبن إيه أي من معالجة المشكلات الّتي تواجه تشات جي بي تي، وخاصّةً تلك المتعلّقة بسرعة العرض وتوسيع مجالات البحث لتشمل الأحداث الجارية بفاعليّةٍ، قد يصبح منافساً حقيقيّاً لغوغل في المستقبل القريب. ومع تزايد الاهتمام بتحسين تجربة المستخدم بعيداً عن الإِعلانات التّجاريّة، قد يجد المزيد من المستخدمين أنّ تشات جي بي تي خيارهم المفضّل للبحث عن المعلومات.
في الواقع، خلال الفترة الماضية، وجدت أنّ "تشات جي بي تي" يقدّم تجربةً فريدةً من نوعها، وعلى الرّغم من أنّ غوغل لن تختفي قريباً ولن تفقد مكانتها على الفور، فإنّ العديد من المستخدمين قد يرغبون في تجربة البدائل، مثل "تشات جي بي تي"، كطريقةٍ جديدةٍ للحصول على الإجابات، وخاصّةً إذا كانت تجربتهم مع غوغل محصورةً بإعلاناتٍ مزعجةٍ تجعل عمليّة البحث أقلّ جاذبيّةً وأقلّ كفاءةً.