ما وراء المال: علي الشلقاني واستبصار الثورات التقنية
بخبرة استثماريّة تمتدّ لأكثر من عقد، يراهن علي الشّلقاني على كشف التّحوّلات الخفيّة في التّقنية قبل أن تصبح تياراً سائداً في المنطقة

يضفي عليّ الشّلقانيّ، المدير التّنفيذيّ لمصر وشمال أفريقيا في شركة "٥٤ كولكتيف" (54 Collective) للاستثمارات، الّتي يقع مقرّها في جوهانسبرغ، بخبرةٍ تمتدّ لأكثر من عقدٍ من الزّمان كمستثمرٍ ملكٍ، بعداً فريداً على رؤيته للاستثمار في رأس المال المغامر. ويؤكّد الشّلقانيّ أنّ مفتاح نجاح الاستثمار في المراحل المبكّرة يكمن في اكتشاف التّقنيّات الثّوريّة قبل أن تصل إلى التّبنّي العامّ، أي قبل أن تصبح من التّيّار السّائد.
يوضّح قائلاً: "يشبه الاستثمار في المراحل المبكّرة ممارسة رياضةٍ تناقضيّةٍ؛ إذ يجب علينا، أنا وغيري، اتجاهات الّتي تهيمن على السّوق اليوم، مثل الذّكاء الاصطناعيّ، إنّما يتوجّب علينا تحديد نقطة التّحوّل التّالية ضمن تلك التّقنيّات، وآمل أن نساند المشروع القادر على تنفيذ هذه الرّؤية الجديدة".
وفي استعراضه للاتجاهات الّتي ميّزت عام 2024، والّتي يتوقّع أن تستمرّ في جذب الاهتمام في منطقتي الشّرق الأوسط وأفريقيا في عام 2025، يشير الشّلقانيّ، الّذي يدوّن أيضاً في مدوّنةٍ بعنوان "ما وراء الرّوبيكون" (Beyond the Rubicon)، إلى تقنيّاتٍ مثل الذّكاء الاصطناعيّ التّوليديّ، إلى جانب صناعاتٍ كالتّكنولوجيا الماليّة، والخدمات اللّوجستيّة، والتّجارة الإلكترونيّة، إضافةً إلى الفئات الفرعيّة الجديدة الّتي تبرز في كلٍّ من هذه القطاعات.
ويرى الشّلقانيّ أنّ هناك قطاعين رئيسيّين يتمتّعان بإمكاناتٍ كبيرةٍ؛ الأوّل هو التّقنيّات المتكيّفة مع المناخ والمخفّفة لآثاره، الّتي تدفعها التّأثيرات المتسارعة للتّغيّر المناخيّ، والثّاني هو الشّركات النّاشئة الّتي تعتمد نموذج "البرمجيّات كخدمةٍ (SaaS)"، لا سيّما تلك الّتي تحمل الحمض النّوويّ للمنافسة على المستوى العالميّ.
وعند النّظر إلى مشهد ريادة الأعمال في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، يؤكّد الشّلقانيّ أنّ المستثمرين الّذين يدخلون هذا الميدان، خاصّةً في القطاع التّكنولوجيّ، سيضطرّون إلى إضافة قيمةٍ مزيدةٍ. ويقول: "إنّ الأسواق الرّائدة في دول مجلس التّعاون الخليجيّ في مجال التّكنولوجيا هي المملكة العربيّة السّعوديّة والإمارات، غير أنّ هناك دولاً أخرى متلهّفةً للانضمام إلى المشهد، مثل قطر والعراق وعمان. وإذا نظرتم إلى المجموعة الأولى، فإنّها لم تعد في مراحلها البدائيّة كما كانت؛ لذا إن كنتم تخطّطون للاستثمار في هذه الأسواق في عام 2025، فسيتوجّب عليكم وضع استراتيجيّةٍ تضيف قيمةً، سواءً من حيث مرحلة الاستثمار، أو من خلال تقديم خبرةٍ موضوعيّةٍ أكثر. وفي رأيي، لا يزال هناك مجالٌ واسعٌ للمشغّلين النّاجحين للانتقال إلى جانب الاستثمار".
أمّا بالنّسبة للأسواق النّاشئة في المنطقة، فرغم أنّها تكتسب زخماً سريعاً، ينصح الشّلقانيّ بالصّبر، قائلاً: "إنّ الأسواق الجديدة الّتي تسعى لبناء منظوماتها البيئيّة تمثّل فرصاً مثيرةً للغاية، ولكنّ الواقع يقول إنّها ستحتاج إلى وقتٍ قبل أن تنتج شركاتٍ ناشئةً تنافس على الصّعيد الإقليميّ بثورةٍ حقيقيّةٍ".
نُشرت هذه المقالة لأول مرة في عدد يناير/فبراير من مجلة "عربية .Inc". لقراءة العدد كاملاً عبر الإنترنت، يُرجى النقر هنا.