مزايا بسيطة بتكلفة منخفضة تعزز ولاء الموظفين وتفاعلهم
خطواتٌ بسيطةٌ قادرةٌ على خلق بيئة عملٍ استثنائية وجذّابة
تقديم مزايا جذّابةٍ للموظّفين لا يتطلّب ميزانيّاتٍ ضخمةً، بل يتطلّب فقط التّقدير والفهم لاحتياجاتهم الأساسيّة. وقد تعلّم المدير التّنفيذيّ ديفيد بليك، مؤسّس شركة "أبر إيدج" (UpperEdge) للاستشارات التّقنيّة في بوسطن، من خلال تجربته منذ عام 2010 أنّ الموظّفين يرغبون بشدّةٍ في الشّعور بالتّقدير. ولهذا السّبب، يقوم فريقه سنويّاً بإجراء استطلاعاتٍ للموظّفين لفهم توقّعاتهم من حيث المزايا الّتي يحتاجونها، والّتي تجعلهم يشعرون بالرّضا عن عملهم.
وهنا يعترف بليك بأنّ الشّركة لا يمكنها تلبية جميع الرّغبات، لكنّه يؤكّد أنّهم يبذلون قصارى جهدهم لتقديم ما يلبّي أهمّ احتياجات الموظّفين، ويعزّز من تفاعلهم مع بيئة العمل. وعلى الرّغم من أنّ هناك مزايا تقليديّةً تحتاج لميزانيّاتٍ ضخمةٍ مثل التّأمين الصّحّيّ أو خطط التّقاعد، إلّا أنّ هناك مزايا أخرى فعّالةً يمكن أن تحقّق فوائد للموظّفين، وتكون في متناول الشّركات.
أولاً: المرونةُ في العمل
إذ أصبحت المرونة في العمل مطلباً أساسيّاً، حيث كشف استطلاعٌ حديثٌ أنّ 65% من الموظّفين يقدّرون المرونة في ساعات العمل أو مكان العمل أكثر من الحوافز الماليّة. حتّى أولئك الّذين يعملون في أماكن عملٍ تقليديّةٍ يرغبون في الحصول على بعض المرونة.
ومن جهة الشّركات، لا تكلّفها المرونة شيئاً تقريباً، لكنّها تحتاج إلى بعض التّخطيط لضمان استمرار العمل بكفاءةٍ. وفي الشّركات الصّغيرة، قد يبدو الأمر أكثر صعوبةً لضمان توزيع المهامّ بشكلٍ ملائمٍ، لكنّ المرونة قد تكون ميزةً تنافسيّةً قويّةً لهذه الشّركات، حيث تجذب الموظّفين، وتزيد من ولائهم.
وفي "أبر إيدج"، وفرت الشّركة المرونة للموظّفين حتّى قبل الجائحة، ووجد بليك أنّ هذه المرونة لم تؤثّر على الإنتاجيّة، بل منحت الموظّفين التّوازن بين العمل وحياتهم الشّخصيّة، ممّا جعلهم أكثر تقديراً للعمل ورفع من رضاهم الوظيفيّ.
شاهد أيضاً: المرونة في الأزمات: السر إلى النجاح في 3 خطوات
ثانياً: صندوقُ الطّوارئ
وكذلك، توفير صندوق طوارئٍ يمكن أن يكون ميزةً ماليّةً مهمّةً للموظّفين دون تكاليف كبيرةٍ على الشّركات. إذ يتيح هذا الصّندوق للموظّفين بناء مدّخراتٍ للطّوارئ يمكنهم اللّجوء إليها في حالاتٍ غير متوقّعةٍ دون الحاجة للسّحب من مدّخراتهم التّقاعديّة.
وفي هذا السياق، تقول شانتيل شيكس، نائبة رئيس السّياسة التّقاعديّة في غرفة التّجارة الأمريكيّة، إنّ الشّركات يمكنها بسهولةٍ إعداد صندوق طوارئٍ عبر جهاتٍ مقدّمةٍ لخدمات صناديق الطّوارئ، مع إمكانيّة تقديم مساهماتٍ بسيطةٍ من الشّركة لتشجيع الموظّفين على البدء في الادّخار. هذه المبادرة لا تكلّف الشّركات الكثير، لكنّها تمنح الموظّفين الأمان الماليّ.
ثالثاً: توفيرُ إجازاتٍ مدفوعةٍ
بالإضافة إلى ذلك، تعدّ الإجازات المدفوعة من أولى المزايا الجيدة الّتي يقدّمها أصحاب الأعمال لموظّفيهم، حيث أظهرت بيانات شركة "جستو" (Gusto) إنّ هذه الميزة تتصدّر حتّى قبل التّأمين الصّحّيّ. وفي بعض الشّركات، يتمّ إغلاق الشّركة بالكامل لفتراتٍ محدّدةٍ من السّنة، مثل فترة الأعياد، ممّا يتيح للموظّفين الاستمتاع بإجازةٍ جماعيّةٍ دون الحاجة إلى تفقّد بريدهم الإلكترونيّ أو متابعة العمل.
أما بالنسبة للشّركات الصغيرة الّتي قد يضطرّ الموظّفون لأداء عدّة أدوارٍ، يعدّ هذا الإغلاق الشّامل ميزةً كبيرةً، حيث يمنح الموظفون فرصةً للرّاحة التّامّة والعودة بنشاطٍ وطاقةٍ. وفي شركة "باول كومينيكيشنز" (Powell Communications) في نيويورك، يتمّ إغلاق الشّركة لمدّةٍ تصل إلى أسبوعين خلال الأعياد، ممّا يمنح الموظّفين فترة استرخاءٍ شاملةٍ تعزّز من روح الفريق، وتزيد من الولاء للشّركة.
رابعاً: أنشطةٌ خارج العمل وبناءُ العلاقات
التّشجيع على الأنشطة خارج إطار العمل اليوميّ يمنح الموظّفين فرصةً للتّواصل بشكلٍ أعمق ويعزّز روح الفريق. فيمكن للشّركات، على سبيل المثال، تنظيم أيّامٍ تطوّعيّةٍ للمشاركة في أعمالٍ اجتماعيّةٍ، حيث يظهر هذا النّوع من النّشاط التزام الشّركة بدورها المجتمعيّ، ويزيد من تفاعل الموظّفين مع بيئة العمل.
وفي "أبر إيدج"، على سبيل المثال، يدير الموظّفون لجنةً للتّطوّع تهتمّ بتنظيم فعاليّاتٍ تطوّعيّةٍ وفرص المشاركة في أعمالٍ خيريّةٍ، مثل المشاركة في بنك بوسطن للغذاء. توفّر هذه الأنشطة للموظّفين فرصةً للمشاركة في العمل الجماعيّ خارج إطار العمل التّقليديّ، حيث يعزّز ذلك الرّوح المعنويّة، ويمنحهم شعوراً بالإنجاز والتّقدير.
أخيراً، يمكن للشّركات تحقيق قيمةٍ كبيرةٍ لموظّفيها من خلال مزايا بسيطةٍ ومنخفضة التّكلفة. حيث تعزّز هذه المزايا من تفاعل الموظّفين وتقديرهم لعملهم، وتدعم بناء ثقافة عملٍ إيجابيّةٍ ومحفّزةٍ.
شاهد أيضاً: كيف ترفع من تفاعل ومشاركة الموظفين في عام 2024؟