مع ازدياد ضغط العمل ما زال بإمكانك الحفاظ على هدوئك بـ 8 طرق
قد يبدو لك أن القدرة على القيام بأكثر من مَهمةٍ في وقتٍ واحدٍ هي الحلّ، لكنها تأخذ من إنتاجيتك وصحتك صباحَ مساء
بقلم مارتن زويلنغ Martin Zwilling، المؤسس والمدير التنفيذي لـ Startup Professionals
لسوء الحظّ، يشعر الكثير من أصحاب الأعمال المحترفين الذين أقابلهم أثناء نشاطات التّوجيه والاستشارة بأنّهم مضغوطون وخارجون عن السّيطرة بشكلٍ دائمٍ، بمقابل كونهم هادئين وراضين عن منصبهم. إنّهم يدركون أن إنتاجيتهم تتأثّر بذلك كما تتأثّر صحّتهم، لكنّهم لا يملكون أدنى فكرةٍ عمّا يمكنهم فعله حيال الأمر. ومن واقع خبرتي، يتعلّق الأمر كلّه بالتّوازن بين العمل والحياة الشّخصية وباستمتاعك بالدّور الذي تؤديه. [1]
خلال سنوات عملي، جمَّعت قائمةً من الاستراتيجيات التي يُنصح بها لتبقى هادئاً رزيناً في وجه متطلّبات العمل المتزايدة. ويتربّع على رأس هذه القائمة التّركيز على التّخفيف من أداء عدّة مهام في وقتٍ واحدٍ، الذي ينتج عن إشعاراتٍ مستمرّةٍ على الهاتف الذّكي والبريد الإلكترونيّ، مترافقاً مع عقليّة الإحساس السّريع بالرّضا. ومن وجهة نظري، محاولة أداء الكثير من المهام في نفس الوقت يؤدي لعدم إتقان أيّ شيءٍ تفعله.
إليك قائمتي لاستراتيجيات إدارة العمل مرتبةً حسب الأولويّة، وأنا أنصح بها كلّ روّاد الأعمال وأصحاب الأعمال المحترفين:
تجنب الاعتماد على أداء المهام بوقتٍ واحدٍ
خذ وقتاً كافياً للتّركيز بشكلٍ كاملٍ على كلّ مهمّةٍ تواجهها، وستجد تحسّناً في قراراتك وإنتاجيتك.ابذل كلّ الجهد اللازم لتبقي ذهنك حاضراً تماماً في كلّ تحدٍّ يأتي من فردٍ في الفريق أو من عميلٍ. أيضاً ستجد أنّ هذا يقلّل الضّغط ويسمح لك بالبقاء هادئاً ورزيناً.
تؤكّد بعض الدّراسات الحديثة التي قام بها بعض العلماء أنّ أداء عدّة مهامٍّ في وقتٍ واحدٍ لا يخفِّض من إنتاجيتك وحسب، بل يخفّف أيضاً معدّل ذكائك. وحسب ما يقول بعضهم، فإنّ النّاس عندما يقومون بمهمتين معرفيتين أو ذهنيتين في نفس الوقت، فإنّهم يخاطرون بانخفاض قدرتهم المعرفيّة من مستوى ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد إلى مستوى طفلٍ يبلغ من العمر ثمانية أعوامٍ فقط.
شاهد أيضاً: تأثير بيئة العمل على الإنتاجية بطريقةٍ إيجابية وبناءة
رتِّب جدولك بحيث تضع المَهام غير المريحة في وقت نشاطك الكامل
تعوَّد على جدولةِ أكثر أعمالك إرهاقاً، مثل استشارات أعضاء الفريق أو مقابلة العملاء غير الرّاضين، بحيث تضعها في وقتٍ نكون فيه أكثر هدوءاً وتماسكاً في أوّل اليوم، أو في الوقت الذي يكون أقلّ إرباكاً وتشتيتاً لك. وازن وقتك حسب الاستراتيجيّة والمسائل المتعلّقة بالعمليات.
وبمعنىً أبسط، هذا يعني أن ترتب جدولكَ بدل أن تدع الأحداث والأمور المشتتة تتحكّم بك. يقوم بعض الناجحين بهذه الجدولة عن طريق إنشاء روتينٍ معيّن والالتزام به، أو عن طريق كتابة المهامّ وترتيب قائمةٍ خاصّةٍ بهم لعناصر العمل المفتوح.
تدرّب على الصبر كي تسمع قبل أن تردَّ بانفعال
ابدأ دائماً وأبداً بأخذ نفسٍ عميقٍ عدّة مرّاتٍ لإعادة ضبط عقلك وجسمك عند التّعامل مع مسألةٍ جديدةٍ، ثمّ استمع إلى المعطيات بشكلٍ فعّالٍ، واسأل الأسئلة اللازمة لتعرف السّبب الحقيقيّ قبل القفز إلى الاستنتاجات التي يُمكن أن تتأثّرَ بالانتصار للذّات أو التّحيّز أو التّجارب السّابقة المشابهة.
انظر إلى كل تحدٍّ من منظورٍ جديدٍ ونقيٍّ
قاوم نزعتكَ في القفز إلى نتيجةٍ مبنيّةٍ على مواقفَ سابقةً، وتحدَّ نفسك في تجنّب ردود الأفعال الانفعاليّة، وابحث عن معلوماتٍ جديدةٍ بدل الاعتماد على التّنميط. وعبّر عن منطقكَ بصوتٍ عالٍ واطلب من زملائك الموثوقين أن يعطوك رؤيةً نقديةً لمنظوركَ، وذلك من أجل المصداقيّة.
شاهد أيضاً: كيف تبني فريقاً يشاركك الرؤية ويسعى لتحقيقها؟
اسعَ لتقديم استجاباتٍ مدروسةٍ وصادقةٍ للمعطيات
هذه العمليةُ ستجبر عقلك على تنظيم الأفكار وتكوين فهمٍ جيّدٍ للمسائل المطروحة. إذ تركيزك على تقديم المعلومات بطريقةٍ هادئةٍ وحساسةٍ سيساعدك على كسب ثقةٍ ومصداقيّةٍ تحتاجها لمضاعفة تأثيرك ومتابعتك من العناصر الأساسية، كما أنّ النّتائج ستأتي مُرْضِيةً بشكلٍ أكبر.
اعثر على نشاطٍ يصفّي ذهنك ويُعيد التركيز على الإيجابيات
قد يعني ذلك لبعضنا أخذ استراحةٍ قصيرةٍ من أجل فنجانٍ من القهوة أو جولةٍ حول المنتزه، وانسَ السّلبيات الصّعبة وركّز على المكافآت لك ولأفراد فريقك. البديل الآخر هو الانتقال إلى مهامٍّ أقلّ تطلّباً، مثل الإيميل أو الإدارة عن طريق الجولات.
تجنّب المواجهات الداخلية الموسّعة مع المشاكل الصعبة
ابذل جهداً ذهنيّاً معقولاً لفهم كلّ مشكلةٍ وحلّها، لكن لا تُجدّد مناقشة كلّ مسألة بلا انقطاعٍ إلى حدّ الإرهاق والإحباط الذّهني. ثمّة مشاكلٌ ستأتي في طريقك لا تُحَلُّ بسهولةٍ، والمزيد من الألم النّاتج عن ذلك سيجعلك أقلّ فعاليةً وحسب.
شاهد أيضاً: 5 طرق بسيطة وفعّالة لتخفيف ضغوط الحياة اليومية ورفع الإنتاجية
رتب جدولك بنيّة إدراج نشاطٍ واحدٍ ممتعٍ على الأقل يومياً
حاول أن توازن المهام الصّعبة في جدولك، مثل: استشارات الموظّفين، مع المهامّ التي تتحمّس لها. وقد يعني لبعضنا وقتاً هادئاً للتفكير بالاستراتيجيّة، أو وقتِ دردشةٍ مع أعضاء الفريق والعملاء مع فنجان قهوةٍ، واحتفل وشجّع حتى النّجاحات الصّغيرة.
في بيئة العمل الحاليّة التي تعاني من تراكم المعلومات وألف طريقةٍ لمقاطعة العمل، نواجه جميعاً نفس الضّغوط كي نتحرّك بسرعةٍ ونتعامل مع الكثير من الأمور المربكة والمشتِّتة. أتحداكم جميعاً بقضاء المزيد من الوقت في إدارة وقتكم وتركيزكم، بدلاً من محاولة القيام بردّ فعلٍ فوريّ لجميع المتطلّبات المنافسة القادمة في طريقكم، فمهنتكم وصحّتكم تعتمدان على ذلك.