Meta تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لتدريب الذكاء الصناعي
أعلنت شركة ميتا عن بدء استخدامها للمحتوى العام على منصتي فيسبوك وإنستغرام، لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي مع توفير إشعارات للمستخدمين
في خطوةٍ جديدةٍ تُثير اهتمام الأوساط التّقنيّة والتنظيميّة، أعلنت شركة "ميتا" (Meta Platforms) عن نيّتها البدء في استخدام المحتوى العامّ الّذي يُشاركه البالغون على منصتَي "فيسبوك" (Facebook) و"انستغرام" (Instagram) في المملكة المتحدة، لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصّة بها، ويأتي هذا القرار بعد توقُّفٍ مؤقّتٍ بسبب اعتراضاتٍ تنظيميّةٍ، ممّا يعكس حجم التّحديّات الّتي تواجه شركات التّكنولوجيا في التّعامل مع البيانات الشّخصيّة، وتقديم حلولٍ مبتكرةٍ ضمن الإطار القانونيّ للخصوصيّة وحماية المستخدمين.
وأوضحت الشّركةُ أنَّها ستستخدم المنشورات العامّة، بما في ذلك الصّور والتّعليقات والتّسميات التّوضيحيّة، لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التّوليديّ، لكنها أكّدت أنَّ المحتوى التّدريبيَّ لن يشمل الرّسائل الخاصّة أو المعلومات من حسابات المستخدمين الّذين تقلُّ أعمارُهم عن 18 عاماً.
وقد جاء هذا الإعلان بعد أن قرَّرت "ميتا" في منتصف يونيو الماضي إيقاف إطلاق نماذج الذكاء الاصطناعيّ في أوروبا، وذلك بعد أن طلبت هيئة تنظيم الخصوصيّة الأيرلنديّة من الشّركة تأجيل خطّتها لاستخدام بيانات المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعيّ. كما وقالت الشّركة إنَّ التّأجيل سمح لها أيضاً بالاستجابة لطلبات مكتب مفوّض المعلومات البريطانيّ (ICO).
وأضافت "ميتا" في بيانٍ لها: "منذ أن أوقفنا تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي في المملكة المتّحدة استجابةً للملاحظات التّنظيميّة، تواصلنا بشكلٍ إيجابيٍّ مع مكتب مفوض المعلومات، وهذا التّواصل سيساعدانِنا في تقديم منتجات الذكاء الاصطناعي في المملكة المتّحدة في وقتٍ أقرب".
وسيبدأُ المستخدمون في المملكة المتّحدة في تلقّي إشعاراتٍ داخل التّطبيق الأسبوع المُقبل تُوضّح إجراءات الشّركة وكيفيّة اعتراض المستخدمين على استخدام بياناتِهم في التّدريب، وذلك حسب ما ذكرت "ميتا".
وأوضح مكتب مفوض المعلومات أنَّ "ميتا" أجرت تغييراتٍ على أسلوبها منذ أن أوقفت خططها في يونيو، حيث سهّلت الشّركة طريقة اعتراض المستخدمين على معالجة بياناتِهم، كما مدّدت الفترة الزمنيّة الّتي يُمكن للمستخدمين خلالها تقديم اعتراضاتِهم.
في يونيو الماضي، واجهت خطط "ميتا" انتقاداتٍ من مجموعة الدّفاع عن الخصوصيّة "NOYB"، الّتي حثّت هيئات الرّقابة على الخصوصيّة في جميع أنحاء أوروبا على منع هذا الاستخدام للمحتوى المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى أنَّ الإشعارات التي تُقدّمها الشّركة غير كافيةٍ لتلبية متطلّبات الاتّحاد الأوروبيّ الصّارمة المُتعلّقة بالخصوصيّة والشّفافيّة.