الرئيسية الأخبار نمو الاستثمارات في الشرق الأوسط بزيادة 60% خلال 2024

نمو الاستثمارات في الشرق الأوسط بزيادة 60% خلال 2024

تقريرٌ من MAGNiTT يكشف عن تطوّر الاستثمارات المحليّة والدّوليّة في الشّركات النّاشئة بالمنطقة خلال الأشهر التّسعة الأولى من العام الحاليّ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

شهدت منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا زيادةً ملحوظةً في عدد المستثمرين الفريدين بنسبة 28% على أساسٍ سنويٍّ خلال الأشهر التّسعة الأولى من عام 2024، وفقاً لأحدث تقريرٍ صادرٍ عن شركة "ماغنيت" (MAGNiTT)، إذ أشار التّقرير إلى أنّ هذه القفزة تقودها زيادةٌ كبيرةٌ بنسبة 60% في المشاركة الدّوليّة.

في مقابلةٍ مع مجلة عربية .Inc، أوضح فيليب بحوشي، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة ماغنيت، العوامل الرّئيسيّة وراء هذا النّموّ، مشيراً إلى الدّور الكبير الّذي يلعبه المستثمرون المحليّون في جذب رؤوس الأموال الدّوليّة، وأرجع بحوشي الزّيادة الأخيرة إلى دعم الشّركاء المحدودين (LPs) للاستثمارات الأجنبيّة، بالإضافة إلى جاذبيّة النّظام البيئيّ للشّركات النّاشئة في المنطقة والفرص القطّاعيّة المحدّدة.

كما قال بحوشي: "إنّ الإمارات والسعودية المحرّكتين الرّئيسيّتين لهذا الاتّجاه، حيث تستحوذان على 70% من الاستثمار الدّوليّ في المنطقة، إذ تستفيد هاتان الدّولتان من بيئةٍ سياسيّةٍ مستقرّةٍ نسبيّاً، وخططٍ اقتصاديّةٍ واضحةٍ مثل رؤية السعودية 2030 وخطة التّنويع الاقتصاديّ لدولة الإمارات، إلى جانب صناديق استثمار بارزةٍ مثل صندوق جدة والشّركة السّعوديّة للاستثمار المغامر، ومنطقة دبي للمستقبل، ممّا يعكس التزامهما بالابتكار والنّموّ طويل الأجل".

كما أضاف أنّ السّياسات الصّديقة للأعمال، مثل: تبسيط القوانين، والحوافز الضّريبيّة، وإمكانيّة الملكيّة الأجنبيّة الكاملة، إلى جانب المناطق الحرّة، قد عزّزت اهتمام المستثمرين. كذلك، لعبت التّركيبة السّكّانيّة الدّيناميكيّة الشّابة للمنطقة، المدعومة بقوّة الإنفاق الاستهلاكيّ، دوراً مهمّاً في تعزيز الجاذبيّة الاستثماريّة.

دور المستثمرين الدوليين

ساهم مستثمرون من الولايات المتّحدة والمملكة المتّحدة بشكلٍ كبيرٍ في نموّ الاستثمارات الدّوليّة في المنطقة، حيث ارتفعت أعدادهم بنسبة 70% و257% على التّوالي. ونتيجةً لذلك، شكّل المستثمرون الدّوليّون 37% من إجمالي رأس المال المستثمر في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الأشهر التّسعة الأولى من عام 2024، مقارنةً بـ17% فقط في عام 2023.

وأوضح بحوشي أنّ التّوسّع في الأسواق الجديدة أصبح ضرورةً للشّركات الطّموحة، إذ قال: "على المستوى الجيوسياسي، تتمتّع كلٌّ من الولايات المتّحدة والمملكة المتّحدة بعلاقاتٍ قويّةٍ مع دول الخليج، ممّا يخلق فرصاً جاذبةً للمستثمرين الّذين يجمعون الأموال من الشّركاء المحدودين محليّاً، وأيضاً للشّركات النّاشئة الّتي تتطلّع للتّوسّع دوليّاً".

نمو ملحوظ في مصر

أظهر التّقرير أنّ مصر سجّلت أعلى معدّل نموٍّ في عدد المستثمرين داخل المنطقة بنسبة 32%، مدفوعةً بزيادةٍ تصل إلى 79% من المستثمرين المحلّيين، مع اهتمامٍ كبيرٍ من المستثمرين البريطانيّين. كما أشار بحوشي إلى أنّ المستثمرين المحلّيّين مهّدوا الطّريق للمستثمرين الدّوليّين من خلال التّركيز على استثمارات المرحلة التّأسيسيّة (SEED) وإنشاء شركاتٍ ناجحةٍ، مثل: "كريم" (CAREEM) و"سوق" (Souq)، ممّا أثّر بشكلٍ مضاعفٍ على المنطقة.

الاستثمارات في المراحل المُبكّرة تتصدّر المشهد في 2024

بينما لعبت الصّفقات الكُبرى دوراً محوريّاً في عام 2023، يُشير فيليب بحوشي، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة ماغنيت، إلى تحوّلٍ ملحوظٍ نحو التّركيز على الاستثمارات في المراحل المُبكّرة خلال عام 2024. ورغم الحذر الّذي أبداه المستثمرون الدّوليّون، يظلّ بحوشي متفائلاً بشأن آفاق الاستثمار في الرّبع الأخير من 2024 والعام المُقبل، إذ قال: "التّفاؤل الحاليّ في الأسواق العامّة، المدعوم بنتائج الانتخابات الأمريكيّة، وانخفاض معدّلات الفائدة، وتراجع التّضخّم، إلى جانب التّدفّق المستمرّ للمستثمرين الدّوليّين، قد يُشير إلى نهاية الاتّجاه التّراجعيّ لهذا العام، ممّا يُهيّئ الأجواء لزيادة النّشاط الاستثماريّ مع تقدّم 2024".

تعاون محلي ودولي لتعزيز النظام الاستثماري

يتوقّع بحوشي استمرار التّعاون بين المستثمرين المحليّين والدّوليّين، ممّا سيتيح للشّركات النّاشئة الوصول إلى الخبرات المتنوّعة والأسواق العالميّة، وأشار إلى أنّ عمليّات الاندماج والاستحواذ قد تكتسب زخماً مع نضوج البيئة الاستثماريّة. وأضاف: "نتطلّع إلى مزيد من الشّراكات بين المستثمرين المحليّين والدّوليّين، حيث يُمكن أن تساهمَ هذه الجهود المشتركة في تعزيز تمويل الشّركات النّاشئة ومنحها فرصاً للتّوسّع العالميّ".

على المدى البعيد، يتوقّع بحوشي أن تشهدَ المنطقة زيادةً في الاكتتابات العامّة وعمليّات الخروج، ممّا سيساهم في خلق دورة إعادة استثمارٍ تُعزّز من النّظام الاستثماريّ في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا.

آفاق الاستثمار لعام 2025

يتوقّع بحوشي أن يكونَ عام 2025 عاماً للتّوازن والنّموّ، مع توزيع أكثر عدلاً للتّمويل عبر مختلف المراحل الاستثماريّة وزيادة التّنوّع الجغرافيّ والقطّاعي، وأشار إلى أنّ الرّبع الرّابع من عام 2024 قد أظهر بوادر مبكّرةً على نموّ التّمويل في المراحل المتأخّرة، حيث شارك مستثمرون دوليّون في صفقاتٍ بارزةٍ، مثل استثمارات شركتي "أيوا" (Eyewa) و"زينة" (Ziina).

كما توقّع بحوشي انتعاشاً في تمويل المراحل المتأخّرة، مدعوماً بتحسّن الظّروف الاقتصاديّة العالميّة والتّوافق مع الاتّجاهات الإيجابيّة في الأسواق الدّوليّة، وأضاف: "مع استمرار هذا التّحسّن، نتوقّع أن يكونَ العام المقبل أكثر تنوّعاً في القطّاعات والمناطق الجغرافيّة، مع توجّهٍ نحو تمويلٍ متوازنٍ يُسهم في دعم النّظام البيئيّ للشّركات النّاشئة في المنطقة".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: