تفاؤل بمستقبل الاستثمار والشركات الناشئة في الشرق الأوسط
Inc.Arabia تتحدث مع مؤسسين ومستثمرين حول مشهد الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل تباطؤ التمويل.
بواسطة فريق Inc.Arabia
يُخبرنا المستثمرون والمؤسّسون أنّهم متفائلون بشأنِ مشهدِ الاستثمارِ والشركات الناشئة في منطقةِ الشرق الأوسط وشمالِ إفريقيا، على الرّغم من تباطؤِ التمويل. ويشيرون إلى أنّ المبادراتِ والتّوجيهات التي أصدرتها دولة الإمارات تُحسِّن البيئةَ المواتيةَ في المنطقةِ، وإن كان ذلك يزيدُ حدّةَ التّنافسِ بالنسبةِ للشركاتِ النّاشئةِ والمواردِ الماليّةِ، يشدّدُ المستثمرون على أنّ الموقعَ المحوريّ للمنطقةِ وفتحَ السّوقِ السّعودية سيظلّان دافعين لنموّ الشركات الناشئة والمستثمرين. [1]
تباطؤ الاستثمار
أفادت تقاريرُ حديثةٌ من Wamda و MAGNiTT بأنّ التّمويل قد انخفضَ في النّصف الأوّلِ من عام 2023 مقارنةً بالنّصفِ الأوّلِ من عام 2022، حيث شهدَ كلٌّ من الصّفقاتِ والتّمويلِ انخفاضاً واضحاً. وأفادت MAGNiTT بأنّ المستثمرين يتّجهون بشكلٍ متزايدٍ إلى استثماراتٍ أصغرَ، باستثناءِ بعض الصّفقاتِ الضّخمةِ، مشيرةً إلى انتقالٍ نحو استثمارٍ في مراحلهِ الأولى، والذي كان في السّابقِ ركيزةً لنظامِ الشركاتِ النّاشئةِ في منطقةِ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
شاهد أيضاً: بين التحدي والفرصة: الإمارات والسعودية تشقان طريق الابتكار والاستثمار
في مقابلةٍ عبر البريدِ الإلكترونيّ، يقولُ الرّئيسُ التّنفيذيّ لـ MAGNiTT ، فيليب بهوشي Philip Bahoshy، إنه يظلّ متفائلاً بحذرٍ بشأنِ عام 2024، مشيراً إلى أنّ الإعلاناتِ المتعدّدة عن تأسيسِ صناديق تمويلٍ هي علاماتٌ إيجابيّةٌ بشأنِ المنطقةِ. ويضيفُ أنّه على الرّغم من انخفاضِ الاستثمارِ في النّصفِ الأوّلِ من العامِ، إلّا أنّ هناك زيادةٌ في الاستثماراتِ في الإمارات والسعودية في الرّبعِ الثّالثِ من هذا العام، ويتوقّعُ أن يكون الرّبعُ الرّابعُ من عام 2023 مقياساً لقوّةِ مشهدِ رأسِ المال المغامرِ في منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا في عام 2024.
بالنسبة للمستثمرين، الفرص تكمن أمامهم
في حوارٍ خلال فعاليّةِ "هيد ستارت" HeadStart في مركزِ In5 في دبي، يُخبرنا فادي عمودي، مؤسّسُ شركةِ iQ Robotics، إنّ مشهدَ الأعمالِ في دبي قد تحوّلَ على مرّ السّنين. ويعلّقُ أنّ السياساتِ والمبادراتِ الأخيرةَ لتسهيلِ دخولِ الشّركاتِ الأجنبيّةِ إلى السّوقِ، جنباً إلى جنبٍ مع دعمِ الشّركاتِ العائليّةِ من الجيلِ الثّاني، تشيرُ إلى أنّ دبي سوقٌ جاذبةٌ للاستثمارِ.
شاهد أيضاً: الصدارة للخليج العربي.. أبرز الشركات الاستثمارية المستدامة
أدخلت حكومةُ الإماراتِ مؤخّراً مبادراتٍ وسياساتٍ لتسهيلِ إنشاءِ الشّركاتِ، حيث كان أحدُ أبرزِ هذه التّسهيلاتِ قانونَ عام 2020 الذي يُلغي متطلّباتِ الرّعايةِ لمعظم فئاتِ الأعمالِ لأصحابِ الشّركاتِ الأجنبيّةِ في دبي وأبوظبي.
بالنّسبة للشركاتِ العائليّةِ -التي ما زالت تدفعُ الاقتصادَ المحليّ، حيث تشكّلُ ما يصلُ إلى 90٪ من الشّركاتِ الخاصّةِ، وتسهمُ بنحو 40٪ تقريباً في النّاتجِ المحليّ الإجماليّ للإماراتِ- أدخلت حديثاً برنامجَ إدارةِ الأعمالِ العائليّةِ في دبي، الذي يدعمُ الشّركاتِ العائليّةِ من الجيلِ الثّاني في دبي.
مع تطوّرِ بيئةِ الأعمالِ في الإماراتِ، تواجهُ منافسة شديدةً. يشرحُ عمودي أنّ الوافدين الجددَ غالباً ما يجدونها تحديّاً لاختراقِ أسواقٍ تسيطرُ عليها شركاتٌ مُنشأةٌ منذُ فترةٍ طويلةٍ، خاصّةً في قطاعِ الابتكارِ في الإنترنت الاستهلاكيّ. ويقولُ: "مثلُ العديدِ من المناطقِ الأخرى، إنشاءُ شركةٍ في دبي يتطلّبُ جهداً وتصميماً. يقدّمُ موقعُ المدينةِ الاستراتيجيّ إمكانيةَ الوصولِ إلى أسواقٍ مربحةٍ في الشّرقِ الأوسطِ وأوروبا، ممّا يجعلها جاذبةً لروّادِ الأعمالِ".
وخلالَ مناقشةٍ في HeadStart، قالَ رئيسُ مجلسِ إدارةِ ومؤسّسِ Wamda فادي غندور إنّ لدى المنطقة بأكملها إمكانياتُ نموٍّ كبيرةٌ. وأشارَ إلى اهتمامِ شركاتِ التّكنولوجيا الماليّةِ العالميّةِ بقطاعِ التّجارةِ الإلكترونيّةِ المُتنامي في المملكةِ العربيّةِ السّعوديةِ باعتبارهِ "لديه الإمكانياتُ لخلقِ كتلةٍ حرجةٍ وتحفيزِ الحماسِ".
شاهد أيضاً: السّعودية تتصدر في التمويل والإمارات تهيمن على الصفقات
المؤسسون يتنافسون للحصول على فرصة
المؤسسون أيضاً يرون الإمكانياتِ الكامنة لصناعةِ الشّركات النّاشئةِ في الإماراتِ ومجلسِ التّعاونِ الخليجي، على الرّغمِ من أنّهم يشيرون إلى أنّ ذلك يأتي مع تحدّياتٍ. ولكن مع تسهيلِ البيئةِ المواتيةِ لإنشاءِ الشّركاتِ في الإماراتِ، على سبيلِ المثالِ، يجعلُ التّنافسُ للحصولِ على التّمويلِ ومكانٍ في السّوق أمراً متزايدَ الأهميّةِ بالنسبةِ للشّركاتِ النّاشئةِ لخلقِ قيمةٍ.
"أصبح من الصّعوبةِ بمكانٍ الحصولَ على تمويلٍ في دبي، حيث يبحث المستثمرون عن عرضٍ مقنعٍ للقيمةِ. لذلك يجبُ على روّادِ الأعمالِ تطويرُ نموذجِ أعمالٍ قويّ، وأن يكونوا على استعدادٍ لقبولِ التّمويلِ عندما يتمّ تقديمه"، كما يقولُ مؤسّسُ شركةٍ ناشئةٍ في مرحلةٍ مبكّرةٍ تعملُ في مجالِ البرمجيّاتِ كخدمةِ (SaaS) للشّركاتِ (B2B) والذي فضَّلَ عدم الكشفِ عن اسمهِ.
ويوضّحُ أنّ روّادَ الأعمالِ يجبُ أن يكونوا على استعدادٍ لعمليّاتِ اتّخاذِ قراراتٍ طويلةٍ عندَ التعاملِ مع العملاء في المنطقةِ، مضيفاً أنّ بناءَ الثّقةِ والصّبرِ هما مفتاحُ البقاءِ في الأعمالِ.
وقالَ لنا مؤسّسُ شركةٍ ناشئةٍ في مجالِ التّكنولوجيا الماليّةِ في مرحلةٍ مبكّرةٍ: "إنّ الابتكارَ يزيدُ من فرصِ الحصولِ على استثمارٍ. إذ في حين تدعمُ حكومةُ دبي بنشاطٍ الشّركاتِ النّاشئةِ، يعتمدُ الحصولُ على التّمويلِ بشكلٍ كبيرٍ على جودةِ وإمكانياتِ المنتجِ أو الخدمةِ، لذلك تزيدُ العروضُ الابتكاريّةُ بشكلٍ كبيرٍ من فرصِ الحصولِ على الاستثماراتِ."
شاهد أيضاً: الخطوط الجوية السعودية: عصر جديد من الابتكار والتميز
شدّدَ كلٌّ من المؤسِّسَين على أهميّةِ الآمالِ والتوقّعاتِ الواقعيّةِ والتّخطيطِ الماليّ القويّ، وخلقِ القيمةِ من خلالِ نقاطِ بيعٍ استثنائيّةٍ.