هذه الشركة الناشئة تؤمن بأنَّ العمر المديد في متناول أيدينا
عربية .Inc تتحدَّث إلى ليا بالدوين، الشَّريك المؤسِّس ومدير العمليَّات في شركة Fivescore، حول كيفيَّة سعي شركتها لقيادة مجال مكمّلات العمر المديد في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا
على مدى آلاف السّنين، ظلَّ البشر مهووسين بفكرة الإكسير الذي يمنحهم الحياة الأبديَّة، وهذه الفكرة شغلت الأذهان وألهمت العديد من الأساطير والرّوايات والأفلام وألعاب الفيديو، وحتَّى التَّجارب الغريبة التي قام بها الأباطرة والحكام على مرِّ العصور، وكان السَّعي وراء الشَّباب الأبديّ هو الهوس الدَّائم للإنسانيَّة.
لكن هذا ليس بالضَّبط ما كان يدور في أذهان مؤسِّسي شركة Fivescore عندما أنشأوا شركتهم النَّاشئة في عام 2022، على الرَّغم من أنَّ أحد مؤسِّسي الشَّركة أعرب عن رغبته في العيش حتَّى سنّ 120 عاماً.
تهدف شركة Fivescore، التي يعني اسمها "مئة عام" بالإنجليزيَّة الإليزابيثيَّة (إذ إنَّ "سكور" تعني عشرين عاماً بالإنجليزيَّة الشِّكسبيريَّة)، إلى مساعدة عملائها على تحقيق عمرٍ طويلٍ وصحيٍّ، وإن لم يكن بالضَّرورة من النَّوع الأسطوريّ، ومن خلال مكمّلاتها الغذائيَّة المبتكرة وبرامج الحياة الصّحيَّة، تدَّعي الشَّركة أنَّها تساعد النَّاس على العيش حياةً أطول وأكثر صحَّةً.
تأسَّست الشَّركة على يد الأصدقاء القُدامى علي طارق، وهاني حلبي، وليا بالدوين، ويزن العابد، وتسعى شركة Fivescore إلى زيادة متوسط طول العمر والصّحَّة عند دمج مكمّلاتها الغذائيَّة مع نمط حياةٍ صحيٍّ.
اكتشف المؤسِّسون، الذين يضمُّ فريقهم علماء مدرَّبين في أرقى الجامعات العالميَّة، وجود فجوةٍ في السُّوق لمكمّلات إطالة العمر في منطقةٍ ما تزال شابَّةً نسبيَّاً، لكنَّها تزداد وعياً بالصّحَّة.
على الرَّغم من أنَّ مقرَّ الشَّركة في الإمارات العربيَّة المتَّحدة، إلَّا أنَّها تخدم عملاء في أوروبا والشَّرق الأوسط، وتسعى إلى التَّوسُّع عالميّاً.
تقول ليا بالدوين، الشَّريك المؤسِّس ومدير العمليَّات في شركة Fivescore، لمجلَّة عربيَّة .Inc: "هدفنا على المدى الطَّويل هو أن نصبح مصدراً موثوقاً في الأمور المتعلّقة بالحفاظ على الصّحَّة مع التَّقدُّم في العمر، مع التَّركيز على تبنّي خطَّةٍ شاملةٍ تشمل التَّمرين، والنّظام الغذائيّ، والنَّوم الصّحيّ إلى جانب المكمّلات المستندة إلى الأدلَّة".
وتضيف: "هذه أوقاتٌ غير مسبوقةٍ لعلم إطالة العمر البشريّ، ونحن متحمِّسون لما يخبِّئه المستقبل لنا جميعاً".
شاهد أيضاً: كيف تعزِّز شركة Nabta الإماراتيَّة صحَّة المرأة
ما هي مكملات طول العمر؟
مكملات إطالة العمر هي فئةٌ من المكملات الغذائيَّة التي تهدف إلى زيادة العمر المتوقَّع، وتقليل أعراض الشَّيخوخة بشكلٍ عامٍّ.
تقول بالدوين: "من المهمِّ ملاحظة أنَّ فعاليَّة وسلامة هذه المكملات قد تختلف، وأنَّ البحثَ في مجال إطالة العمر ومكافحة الشَّيخوخة ما زال جاريّاً، نظامٌ غذائيٌّ متوازنٌ، والتَّمرينُ المنتظمُ، والنَّوم الكافي، وإدارة الإجهاد الفعَّالة، والمشاركة الاجتماعيَّة تشكِّل أساساً لحياةٍ أطول وأكثر صحَّةً".
وتؤكِّد بالدوين أنَّ عوامل أُخرى، مثل: الرَّفاهيَّة العقليَّة والعاطفيَّة والاجتماعيَّة، هي مفتاحٌ لطول العمر، ويجب تضمينها كـ"مكوِّنٍ أساسيٍّ في برامج العافية".
إذاً، ماذا تفعل مكمّلات إطالة العمر؟
بعض المكمّلات يمكن أن تُبطئ من عمليَّة الشَّيخوخة من خلال تقليل الالتهابات المزمنة، وتعزيز صحَّة الخلايا، ودعم عمليَّة التَّمثيل الغذائيّ للطَّاقة، والمساعدة في إصلاح الخلايا، وغيرها تقلِّل من خطر الإصابة بأمراض القلب وتدعم صحَّة الدّماغ والوظائف الإدراكيَّة، ويشمل ذلك استهداف الالتهابات في الجسم، ومنع هشاشة العظام، ومساعدة مرضى السُّكريّ في تنظيم مستويات السُّكر في الدَّم.
زيادة الوعي الصّحيّ
تقول بالدوين إنَّ الاهتمام بالشَّيخوخة الصّحيَّة يبدأ عادةً في سنِّ الأربعين، وهو السِّنُّ الذي يبدأ فيه معظم النَّاس بإعادة التَّفكير في خيارات أسلوب حياتهم وتأثيرها على أهدافهم المتعلِّقة بالشَّيخوخة.
وتضيف: "في عام 2016، كانت نسبة من هم في سنّ السِّتين وما فوق في الإمارات 1٪ فقط، ولكن بحلول عام 2050، من المتوقَّع أن تصلَ هذه النّسبة إلى 16٪، ممَّا يبرز الحاجة إلى زيادة الوعي حول الشَّيخوخة الصّحيَّة وتأثيرها على الإنتاجيَّة الاقتصاديَّة طويلة الأجل"، وتضيف أنَّه في حين أنَّه من الصَّعب تقدير حجم سوق إطالة العمر في دول مجلس التَّعاون الخليجيِّ، إلَّا أنَّه يتطَّور بسرعةٍ مع زيادة متوسط العمر المتوقَّع.
توضح بالدوين أنَّ الإمارات ومنطقة الشَّرق الأوسط وشمال أفريقيا توفّر فرصاً فريدةً، حيث تتزايد معدَّلات الأمراض المتعلِّقة بنمط الحياة مثل السُّكريّ والسّمنة، ممَّا يعزِز الطَّلب على حلول الرّعاية الصّحيَّة الوقائيَّة.
وتشير إلى أنَّ هناك فرصة هائلة لزيادة الوعي الصّحيّ باستخدام حلول الصّحَّة الرَّقميَّة، نظراً لأنَّ سكان المنطقة شباب ومتمرسون في استخدام التُّكنولوجيا، وهذه الحلول تشمل تطبيقات اللّياقة البدنيَّة، وخدمات الرّعاية الصّحيَّة عن بعد، والتكنولوجيا القابلة للارتداء.
تلفتُ بالدوين الانتباه إلى أنَّ الاهتمام بإطالة العمر يتجاوز الجوانب السَّطحيَّة، على الرُّغم من وجود تحدّياتٍ مرتبطةٍ بالهوس بالشَّباب، وقضايا صورة الجسم، والتَّركيز المفرط على فقدان الوزن، وترى أنَّه من خلال إنشاء مجتمع يهتمُّ بالصّحَّة والعافية ويحتفل بالتَّقدُّم في العمر، يمكن للأفراد أن يعيشوا حياةً أطول وأكثر صحَّةً.
كما تؤكِّد بالدوين أنَّ التَّحدّيات الصحيَّة المتزايدة في المنطقة تُشكِّل حافزاً لتعزيز الوقاية والرّعاية الصّحيَّة، وأن تبني حلول الصّحّة الرَّقميَّة يمكن أن يلعب دوراً حيويّاً في تحسين جودة الحياة، وتعتقد أنَّ بناء مجتمع صحيٍّ واعٍ ومتعاطفٍ مع فكرة التَّقدُّم في العمر سيعزّز من قدرة النَّاس على التَّمتُّع بحياةٍ مليئةٍ بالصّحَّة والنَّشاط.