هل ترغب بالسيطرة على مجرى الحديث؟ إليك 7 حيل ذكية
يمكنك أن تشعر بالاستياء والغضب لأن الأذكياء عاطفياً يقومون بهذه الحيل، أو يمكنك أن تتعلم منهم وتقلدهم لتستخدمها بنفسك
بقلم بيل ميرفي الابن Bill Murphy Jr.، مؤسس شركة أندرستاندبلي Understandably ومحرر مساهم في Inc.
أليس غريباً كيفَ يبدو أنّ بعضَ الأشخاصِ يحصلون على كلّ ما يرغبون فيه، في حين يتعثّرُ آخرون عندَ البوابةِ؟
أحدُ الأسبابِ الرّئيسيّةِ يعودُ إلى أنّهم على الأرجحِ قاموا بتطويرِ ذكائهِم العاطفيّ وتعلّموا حيل المحادثة البسيطةِ التي تساعدهم على السّيطرةِ على المحادثات لتحقيقِ أهدافهم. [1]
أعترفُ: لقدْ استغرقَ منّي الأمرُ وقتاً طويلاً جدّاً حتّى أستوعبَ هذه المزايا.
بعد ذلك، كنتُ مضطرّاً للمرور بمرحلةٍ من الاستياءِ من كلِّ هذا الأمر، قبل أن أقرّرَ أخيراً أن أقلّدهم وأعملَ على تطويرِ نفسي. وقد آتى ذلك ثماره الآن، لذا يسرّني اليوم أن أشاركَ 7 من هذهِ الحيل الّتي يستخدمها الأشخاصُ ذوو الذكاء العاطفي العالي، وربّما حتّى أثناء محادثتهم معك:
1. يكتبون أهدافهم مسبقاً
إنّ أكثرَ تعريف يُعجبني للذكاء العاطفي هو:
"القدرةُ المكتسبةُ على الاستفادة من العواطف، سواءً كانت عواطفكَ الخاصّةُ أو عواطعف الآخرين، لتزيدَ من احتماليّةِ تحقيق أهدافكَ."
لا يضاهي هذا الأمر في صعوبتهِ إلّا عدم معرفتكَ بما هو هدفكَ النّهائيّ فعلاً. ويأتي في المرتبة الثّانية من حيث صعوبةِ الدخول في مواجهةٍ مع هدفكَ داخل عقلكَ، لكنّكَ تحوّل تركيزكَ عنه فتفقدُ أثره.
كان لديّ هدفٌ لبيعِ 5 وحداتٍ، ومن ثمّ استولت عليّ أهدافٌ عاطفيّةٌ أخرى خلال المحادثة:
- شعرتُ بأنّهم لا يحبّونني؛ أردتُ أن أكونَ محبوباً.
- تعرضتُ للإهانة؛ أردتُ أن أُريَ هذا الرّجل مكانه حتى لو كلّفني ذلك الكثير.
- كنتُ متعباً ومستاءً؛ وببساطةٍ أردتُ أن تنتهي المحادثة.
اكتب هدفكَ أو على الأقلِّ احفظه في الذّاكرةِ واجعله شعاركَ، فهذا يُقلّل احتماليّة أن تُخرجكَ العواطفُ عن مساركَ.
2. يقولون لا لمعظم الأمور
يُمكنك أن تكون مهذّباً حيال الأمر؛ في الواقع، ربّما ينبغي أن تكونَ كذلك. ولكن إجابتكَ الافتراضيّةَ يجب أن تكونَ عادةً "لا" لمعظم الأمور.
لماذا؟ لأنّ "لا" تحافظ على الوضع الرّاهن، ويبدو لي أنّكَ تبلي بلاءً حسناً مع الوضع الرّاهن. على الأقلّ، يبدو أنّ تغييرَ الوضع الرّاهن ليس فكرتكَ أو هدفكَ.
يُرجى ملاحظةُ أنّني قلتُ أن تقولَ "لا" لـ "معظم" الأمور، لأنّ الحياة تتعلّق بالتّجارب والفرص الجديدة. أحياناً تفتحُ عينيكَ على شيءٍ جديدٍ. وفوق ذلك، أحياناً ترغبُ حقّاً في قول "نعم" لمساعدة النّاس أو من باب اللّطف واللّباقة.
ومع ذلك، فالأشخاصُ الّذين يقولون "نعم" للكثيرِ من الأمورِ ينتهي بهم الأمرُ بعبءٍ زائدٍ وعدم تركيزٍ، وأحياناً يشعرونَ وكأنّه قد تمّ التّلاعب بهم.
لذا، اجعل "لا" إجابتكَ الافتراضيّةَ. أخرج المشاعر من المعادلةِ، على الأقلّ حتّى تقرّرَ إيجابيّاً السّماح لها بالعودةِ.
شاهد أيضاً: هل تريد تذكر الأسماء؟ حيلة بسيطة وفكرة عبقرية من خبير في تدريب الدماغ
3. يتحرّون الإيجاز في القول
أتعرفُ ذلكَ المثل القديمِ: "لو كانَ لديّ وقتٌ أكثرَ، لكتبت رسالةً أقصر؟!.
أحبّ أن أعتقدَ أنّ مارك توين قالها، على الرّغمِ من وجودِ بعضِ الخلافِ حول ذلكَ. بغضّ النظرِ، الإيجازُ هو روح الذّكاء، وهو أداةٌ رئيسيّةٌ لجعل الأمور تميلُ لمصلحة ما تريد. كما أنّ الإيجازَ يقلّلُ احتماليّة الاستطراد بالحديث إلى مسارٍ مختلفٍ. تذكّرِ الحيلة الأولى في هذه القائمة، حول كتابة هدفكَ. هل تريد كتابة شيءٍ طويلٍ أم قصيرٍ؟ إذا سمحتَ لنفسكَ بعددٍ محدّدٍ من الكلمات فقط، ستقلّلُ من احتمال انحرافك عن المسارِ.
سأبقي هذه النّقطة قصيرةً، لتكون واضحةً.
4. اعتبار أن التركيز موجه نحو الشخص الآخر
هاكَ مثلٌ قديمٌ آخر: "بِع الفائدة، لا الميزة."
لا يقتصر هذا المثل على المبيعات. عموماً، يحبّ النّاسُ أن يُسمعَ كلامهم، يحبّون أن يشاهدوا، ويحبّون أن يعرفوا كيف ستؤثّرُ الأمور عليهم (الفائدة التي يمكنك تقديمها لهم)، أكثر ممّا يهتمون بكيفيّة تأثيرهم عليك (الميزة التي خرجت بها). وعندما يخبرونكَ بشيءٍ عن أنفسهم، لا يحبّون أن تحوّل ذلك إلى شيءٍ عنك.
- "أواجهُ صعوبةً في التّعامل مع مشكلةٍ في شركتي."
- "أعرفُ كيف تشعرُ، ذلك يذكّرني بشيءٍ حدث في شركتي".
الإصدار المختصر: لا تفعل ذلك.
نقطةٌ أخيرةٌ في هذا السّياق: أبقِ التّركيز على الشّخص الآخر، ولكن ضع هدفكَ في اعتباركَ. وتذكّر، المغزى الكامل من القيام بهذا التّمرين هو الاستفادة من العواطف لتحقيق هدفكَ. فالنّظرُ إليها من وجهةِ نظرِ الشّخص الآخر هو أداةٌ تساعدكَ في الوصول إلى ما تريدُ.
شاهد أيضاً: استثمار الذكاء العاطفي في العمل.. كمن يقول للمستحيل كُن فيكون
5. يتحكمون في المساحة البيضاء
في المحادثات، تعني المساحة البيضاء عادةً الصّمت أو التّوقّفَ.
أظهرت الدّراسات أنّه في المتوسّط، الرّقم السّحريّ هو 4 ثوانٍ، إذ إنّهُ اللّحظةُ التي يبدأ فيها النّاس في الشّعور (وهذا يعني أنّ عواطفهم تقودهم) بأنّ الأمور أصبحت محرِجةً، ويجبُ عليهم ملء الفجوة.
وعندما يمكن للصّمت أن يكون مفيداً لك، استخدمهُ، وعدّ في نفسكَ: "1 ... 2 ... 3 ... 4 ...". أكثر من ذلك حتّى، واستمتع بذلك قليلاً. ولا تكنْ بطلَ المحادثةِ الذي يتخلّى عن هدفهِ من أجل المبادرةِ لملءِ الصّمتِ المحرجِ، بل دعِ الشّخصَ الآخرَ يكن البطل، وامنحهُ الفرصةَ للتقدّم قليلاً نحو موقعكَ في العمليّة.
6. لا يفترضون أن الناس يتحدثون لغتهم
هل ترغب في معرفةِ أسوأ طريقةٍ لبدء محادثةٍ جادّةٍ بهدفٍ معيّنٍ؟
إنّها عندما تسأل شيئاً مثل: "كيف حالك اليوم؟"
هذا السّؤال يحمل إجابةً، والإجابةُ، إذا قدّمها الشّخص الآخر بصدقٍ، ستأخذكَ بعيداً عن النّقطة المركزيّة: الوصول إلى هدفكَ. إذ إن التّحيّةَ مرّحبٌ بها، ولكن الأسئلة غير المحدّدة ليست كذلك، على فرضِ أنّكَ ترغب في السّيطرة على توجيهِ المحادثةِ.
ملاحظةٌ مهمّةٌ: من فضلك، من أجل كلّ ما هو ذكيٌّ عاطفيّاً، فكّر في الكلمات والعبارات المحدّدة التي ستستخدمها في أهمّ نقاطِ المحادثةِ، عندما تصيغُ أهدافكَ.
كما كشفت دراسةٌ أكاديميّةٌ في وقتٍ سابقٍ من هذا العامِ عن مدى ندرة اتفاق النّاس 100% على معنى الكلمات.
خذ "البطريق" كمثالٍ. عندما طُلبَ من النّاس أن يصفوا البطريقَ، 12% فقط من النّاس وصفوهُ بنفس الطّريقة. (جرّب بنفسكَ. اسأل أقرب 10 أشخاصٍ تراهم: "هل البطريق ثقيلٌ أم خفيفٌ؟ هل هو صاخبٌ أم هادئٌ؟" إلخ.)
- "سنقدِّر حقّاً لو أمكنكم إتمام الصفقة مع بداية الأسبوع المقبل".
- "لن تعني الصّفقةُ لنا أيّ شيءٍ ما لم تتأكّدوا من الانتهاءِ بحلول يوم الثلاثاء السّاعةَ 12 ظهراً بالتّوقيت الشّرقيّ."
ثمّةَ فرقٌ، لا تفترض أنّهُ إذا قلت أحدهما، سيسمعُ النّاس الآخر.
شاهد أيضاً: كيفَ تستخدم الذكاء العاطفي لتهدئة الزبون الغاضب؟
7. ينظمون نقاطهم باستخدام الأرقام السحرية
هل لاحظتَ يوماً أنّ الكثير من المقالات على الإنترنت تحتوي على قوائم مؤلّفة من 3، 7، 9، 10، 12، أو 17 عنصراً؟
بعضها يتضمّنُ الأعدادَ الأوّليّةَ؛ ولكنْ ليس كلّها، وبعضها يحملُ أعداداً فرديّةً؛ ولكن ليس كلّها. ومن الصّعبِ أن نقولَ لماذا تنجحُ كلّ هذه القوائم، ولكن بشكلٍ عامٍّ، الدّماغُ البشريُّ مبرمجٌ على الاستجابة بشكلٍ أفضل لهذهِ القوائمِ.
عموماً، كلّما كانت القائمةُ أقصر، كانَ ذلكَ أفضلَ. هذا هو السّببُ في نجاح قاعدة الثّلاثة، لذلك جمّع الأشياء في مجموعاتٍ من ثلاثةٍ، وسيتذكّرها النّاسُ. والأهمّ من ذلك، إذا منحتهم عنصرين، سيتوقّعون وجود عنصرٍ ثالثٍ. وشاهد أيّاً من عروض منتجات ستيف جوبز: الـ Mac الأصليّ، والـ iPhone، والـ iPad؛ فهو يتبّعُ هذه القاعدةَ في كلّ واحدةٍ منها.
إذا لم تتمكّن من التّعبير عن كلِّ شيءٍ شفهيّاً في ثلاث نقاط، فافعلها في سبع نقاطٍ. (كمثالٍ: هذا المقال الذي تقرؤه حاليّاً). كما أنّه من الأفضل أن تقولَ منذ البداية وبشكلٍ متكرّرٍ أنّ هناكَ 7 نقاطٍ، فبذلك عندما تصلُ إلى النّقطة الخامسة، لا يتساءلون عمّا إذا كانت هذه هي النّقطة الأخيرة أم إذا كانت هناك 20 أخرى.
شاهد أيضاً: أول مؤشر للنجاح، هل هو الذكاء العاطفي أم الذكاء العقلي؟
وكما كتبت في كتابي الإلكترونيّ المجانيّ، "9 عاداتٍ ذكيّةٍ للأشخاصِ ذوي الذكاءِ العاطفيّ العالي" (أرأيت؟ 9!)، الذكاءُ العاطفيّ لا يتعلّق بمجرّدِ كونكَ لطيفاً مع النّاسِ أو إيجادِ التّعاطفِ، على الرّغمِ من أنّ ذلكَ يمكنُ أن يُعتبرَ فوائدَ ثانويّةً. إنّه يتعلّقُ بتحقيق الأهداف.
ربّما يكون الأشخاص الآخرون الذين يتمتّعون بذكاء عاطفي عالٍ يستخدمونَ بالفعل هذهِ الحيل في محادثاتهم معكَ، وربّما يجب أن تتعلّم استخدامها أيضاً.