الرئيسية الريادة هل يمكن بناء مشروع لحل مشكلات لم تظهر بعد؟

هل يمكن بناء مشروع لحل مشكلات لم تظهر بعد؟

لم يكن الحظّ وراء نجاح آبل أو غوغل، بل القدرة على استباق التّحديّات وتقديم حلولٍ مبتكرة قبل أن يدركها السّوق

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

من آبل إلى غوغل وتليغرام وسبوتيفاي وغيرها، كلّ تلك الشّركات وعشراتٌ مثلها حول العالم تمكّنت من حفر مكانةٍ فائقةٍ نتيجة استباق المشكلات ووضع حلولٍ ابتكاريّةٍ لها، فهل كان الحظّ فقط هو ما جعلهم يضعون أيديهم على تلك المشكلات؟

في الواقع لا، فهناك مجموعةٌ من الطّرق المضمونة الّتي يمكن للجميع اتّباعها، أو لنقل من يرغب في بدء مشروعٍ رياديٍّ جيّدٍ ومربحٍ ومستدامٍ أن ينفّذها، وسوف تندهش من بساطة الأفكار وطريقة تحويلها إلى واقعٍ، وكيف أنّ الجميع لم ينتبه للأمر من قبل. [1]

طرق بناء مشروعٍ رياديٍّ لحلّ مشكلاتٍ لم تظهر بعد

بدأت الكثير من الشّركات العملاقة الّتي تعرفها اليوم لحلّ مشكلةٍ واحدةٍ، إمّا شخصيّةٍ لصاحبها فقط أو لشريحةٍ محدّدةٍ، وهذا الاهتمام بالمشكلة هو ما سمح لها بالتّوسّع لشرائح أخرى لم يكونوا يشعرون أساساً بوجود هذه المشكلة. ومن أهمّ الطّرق الّتي تساعدك في التّوصّل لمفكّرة مشروعٍ استباقيٍّ لحلّ مشكلاتٍ لم تظهر بعد:

ركّز في تفاصيل حياتك اليوميّة

نعاني جميعاً من مشكلاتٍ يوميّةٍ سواءٌ صغيرةٌ أو كبيرةٌ، ويمكن للتّركيز على المشكلات الّتي تعاني منها شخصيّاً، سواءٌ في العمل أو المواصلات أو مع العائلة، أن تلهمك، مثلما ألهمت مارك زوكربيرج لإطلاق منصّةٍ يتواصل بها مع أصدقائه عبر الإنترنت فأصبح فيسبوك، وكما ألهمت تليغرام للتّخلّص من سيطرة الشّركات ذات العلاقات التّجاريّة والسّياسيّة على الرّسائل عبر الإنترنت، وغيرهم الكثير. [2]

استخدم أدوات تحليلٍ احترافيّةٍ

أصبح من الأكثر سهولةً في زمن الذّكاء الاصطناعيّ أن تتنبّأ بمنحنى اتّجاهٍ معيّنٍ، وتتوفّر الكثير من الأدوات الاحترافيّة لمراقبة اتّجاهٍ محدّدٍ في السّوق، مثل تحليل  SOWT وتحليل PESTEL وقوى بورتر الخمس أو تخطيط السّيناريو لتحديد العوامل التّكنولوجيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والقانونيّة للسّياق الّذي تعمل به، ولا تتصوّر أنّ الأمر معقّدٌ، فيكفي أن تستعين بالذّكاء الاصطناعيّ المتوفّر مجّاناً الآن لتنفّذ تلك التّحليلات، وتتعرّف معها على الاتّجاهات المتوقّعة والمتلائمة مع المشكلة الّتي ترغب في استكشافها ووضع حلولٍ لها. [3]

حلّل الاتّجاهات الشّائعة على مواقع التّواصل

من الضّروريّ للتّعرّف على المشكلات المستقبليّة في مجالٍ ما أن يكون لديك فهمٌ جيّدٌ للاتّجاهات النّاشئة والاضطرابات المحتملة، فمثلاً شركةٌ مثل "سترايب" (Stripe) الّتي تأسّست عام 2010، انطلقت بسبب تعقّد المدفوعات عبر الإنترنت في ذلك الوقت، ليبدأ كلٌّ من جون وباتريك العمل معاً لتقديم خيارات دفعٍ متنوّعةٍ جدّاً عبر الإنترنت مع السّماح بالتّحويل البنكيّ وغيرها، وعبر متابعة المنتديات المتنوّعة سوف تتعرّف على المشكلات الّتي يعاني منها البعض أو الأمور الّتي قد تتمكّن من وضع حلولٍ أكثر سهولةً لتنفيذها. [4]

عزّز ثقافة الابتكار والتّجربة

نجحت تيا جوردون في تأسيس شركة "إتس إليكتريك" (It’s Electric) عام 2022 بعد أن عانت طويلاً من العثور على محطّة شحنٍ يمكن الوصول إليها سريعاً لشحن سيّارتها الكهربائيّة في بروكلين، وأيقنت أنّ البنية التّحتيّة لا تزال غير مهيّأةٍ للسّيّارات الكهربائيّة، فابتكرت فكرة الاستعانة بكهرباء المنازل والمتاجر لشحن السّيّارات عبر توفير شاحنٍ عامٍّ ومشاركة الأرباح مع الشّركة، وهكذا تمكّنت من جمع 11.8 مليون دولارٍ دون الاعتماد على كهرباء أعمدة الإنارة، نظراً لاختلاف فولت الكهرباء في أمريكا عن المطلوب لشحن السّيّارات، وحقّقت أرباحاً قياسيّةً بفكرةٍ بسيطةٍ، تعتمد على تحويل الطاقة المتوفرة في المباني وتحليل الحمل. [5]

درّب عقلك على إطلاق أفكارٍ جديدةٍ

يمكنك تدريب عقلك على التّوصّل لأفكارٍ جاهزةٍ من خلال التّمرّن يوميّاً على كتابة 10 أفكار حول موضوعٍ واحدٍ، وليس من الضّروريّ أن تكون أفكاراً تجاريّةً، بل يجب أن ترتبط فقط بموضوعٍ واحدٍ، فهذا سيحفّز عقلك فعليّاً على الابتكار. فمثلاً، اكتب 10 أفكار لتسهيل الطّهي، و10 أفكارٍ جديدةٍ لفقدان الوزن، و10 أفكارٍ لبيع الكتب، وهكذا. وكلّما درّبت عقلك سوف تتوصّل بالتّأكيد إلى فكرةٍ ملائمةٍ لمهاراتك وقدراتك يمكنك البدء بها في مشروعٍ تجاريٍّ.

وسّع شبكة معارفك وقراءاتك

كلّما اتّسعت شبكة معارفك، تعرّضت معها إلى الكثير من الأفكار والآراء والاتّجاهات. كما أنّ القراءة في عدّة مجالاتٍ تزيد بشكلٍ طبيعيٍّ من الأفكار الّتي تخطر على ذهنك عموماً، ومن الأفكار التّجاريّة خصوصاً، مع تنوّعٍ في طريقة تنفيذها. ويواظب كلّ رجال الأعمال الأكثر نجاحاً على القراءة المتنوّعة، وفي كلّ الاتّجاهات، فهذا أساسيٌّ تماماً لبدء مشروعٍ ناجحٍ ومستمرٍّ.

التّعلّم المستمرّ

إذا كنت ترغب في أن تصبح رائد أعمالٍ، فيجب أن تحرص على التّعلّم المستمرّ في كلّ ما تقابله من مجالاتٍ. فاحرص على المشاركة في ورش العمل والنّدوات واقتناص أيّ فرصٍ تعليميّةٍ، مع التّواصل مع الأقران وبناء العلاقات مع المهنيّين الآخرين لتطوّر وجهات نظرٍ متنوّعةٍ حول تحدّيّات المستقبل، وتتكوّن لديك فكرةٌ أوضح عن طريقة التّغلّب عليها.

نصائح مهمّةٌ عند بناء مشروعٍ لحلّ مشكلاتٍ لم تظهر بعد

إنّ النّهج الاستباقيّ الّذي ترغب في الاعتماد عليه لبناء مشروعٍ لحلّ مشكلاتٍ لم تظهر بعد، لن يضعك فقط في موقع قادة الصّناعة، ولكن سيعزّز أيضاً من الابتكار والمرونة. ولكن لينجح الأمر بالفعل، عليك الانتباه للأمور التّالية:

تطوير نماذج أعمالٍ مرنةٍ

من الضّروريّ أن تتمتّع بالمرونة عند إطلاق فكرة مشروعٍ، ويمكن أن تساعدك منهجيّات Agile في استخدام طرقٍ مرنةٍ تسمح بالتّحوّلات السّريعة في الاستراتيجيّة والعمليّات. فمثلاً، عندما نشأت شركة "بليد" (Plaid) عام 2013، كانت تهدف لبناء أدواتٍ تساعد المستهلكين على تتبّع شؤونهم الماليّة، ولكن سريعاً ما أدركت صعوبة هذا النّهج نتيجة الحاجة للاتّصال بالحسابات المصرفيّة. لذا، طوّرت الفكرة لبناء نظامٍ يتيح الاتّصال بالحسابات المصرفيّة بسهولةٍ، مع توفير الخدمات الماليّة الرّقميّة وغيرها. لذا، فالمرونة ضروريّةٌ عند إطلاق فكرةٍ لحلّ أيّ مشكلةٍ.

التّعاون مع أصحاب المصلحة

عندما تخطر على ذهنك فكرة مشروعٍ لحلّ مشكلةٍ مستقبليّةٍ، فحاول التّفاعل مع أصحاب المصلحة أو المتضرّرين المحتملين من المشكلة لتحديد أبعادها الحقيقيّة من وجهة نظرهم. فكلّما شارك العملاء في وقتٍ مبكّرٍ في الفكرة، كانت أكثر تكاملاً. ويمكن سؤال مجموعةٍ من الأشخاص عبر البريد الإلكترونيّ أو طرح سؤالٍ على صفحتك الشّخصيّة، أو في المنتديات المتنوّعة وغيرها، للتّأكّد من وجود مشكلةٍ مستقبليّةٍ، أو في بدايتها بالفعل، ومدى الإقبال على الحلّ الّذي تطرحه.

لا تتعجّل في تنفيذ الحلول

تقبّل تماماً أنّ من 10 حلولٍ تفكّر بها لن تكون ملائمةً لحلّ المشكلة الّتي توصّلت إليها. فيجب أن يكون الحلّ مستداماً وقابلاً للتّكرار لتحقّق التّوسّع، لذا ثابر واستمرّ في البحث دون يأسٍ.

مراقبة التّغييرات التّنظيميّة والبيئيّة

تساعدك مراقبة المشهد العالميّ الأوسع في الكشف عن التّحدّيات المقبلة، لذا يجب أن تكون مطّلعاً على التّغييرات التّشريعيّة والسّياسيّة الّتي قد تؤثّر على صناعةٍ ما. كما يمكنك عبر تقييم العوامل البيئيّة استكشاف الطّريقة الّتي يؤثّر بها المناخ على شرائح محدّدةٍ، ويسبّب لهم مشكلاتٍ يمكنك الوجود فيها لتضع حلولاً مبتكرةً.

فقد تأسّست شركةٌ مثل روبن هود (Robinhood) للتّغلّب على الحواجز الماليّة الّتي فرضتها عمولات التّداول على المشاركات الجماعيّة، لذا جعلت الاستثمار ملائماً أكثر للشّباب دون مخالفة التّشريعات. كما أنّ سبوتيفاي (Spotify) أدركت صعوبة سنّ تشريعاتٍ لمواجهة القرصنة، فما كان منها إلّا أن ابتكرت خدمةً أفضل من القرصنة، وتعوّض صنّاع الموسيقى بمقابلٍ مادّيٍّ جيّدٍ.

اكتشف شغفك

يجب أن تستكشف شغفك بالفكرة، وألّا تنجذب إليها لمجرّد أنّها مربحة، بل حلّل نقاط قوّتك، وركّز على ما يسعدك ممارسته حتى لو كان مجانًا. يمكنك إعداد قائمةٍ بجميع الأمور التي تحبّها، ثم التفكير في كيفية تحويل إحداها إلى مشروعٍ تجاريٍّ يعالج مشكلةً مستقبلية.

على سبيل المثال، إذا كنت شغوفًا بالحياة الصحية، وتقضي وقت فراغك في البحث عن وصفاتٍ غذائية، فلمَ لا تبدأ في استكشاف المشكلات المستقبلية المرتبطة بالعادات الغذائيّة الحاليّة، وتحاول إيجاد حلولٍ لها؟ أو إذا كنت بارعاً في التّعامل مع العملاء، فابحث عن التّحدّيات التي قد تواجه خدمة العملاء مستقبلاً، واستعن بالبيانات التّحليليّة لفهم الاتجاهات المستقبليّة وصياغة فكرةٍ مبتكرة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: