هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح الصديق الأقرب إلى موظفيك؟
الذكاء الاصطناعي قد يجعلك تعيد التفكير في المهام التي تُسند إلى موظفيك وتلك التي يمكن تسليمها إلى الخوارزميات
بينما يمكنُ أن تظلَّ المخاوفُ في قضاءِ الذّكاء الاصطناعيّ التّوليديّ على الوظائفِ قائمةً لسنواتٍ قادمةٍ، قد توفّرُ التّكنولوجيا في نهايةِ المطافِ 40% من ساعاتِ العملِ في جميعِ المجالاتِ، ما يتيحُ للموظّفين التّركيزَ على مهامٍ أخرى. جاءَ هذا وفقاً لرئيسِ قسمِ التّكنولوجيا في شركةِ الخدماتِ الاحترافيّةِ أكسنتشر Accenture في أوروبا والشّرقِ الأوسطِ وأفريقيا جان ويليم فان دن بريمن، الذي أفادَ في مؤتمرٍ أقيمَ في برشلونة الأسبوعَ الماضي، أنّ شركاتٍ مثل شركتهِ حقّقت نجاحاً كبيراً باستخدامِ الذّكاءِ الاصطناعيّ التّوليديّ لتبسيطِ العملِ، حتى أنّ رؤساءَ تلك الشّركاتِ الآن يعيدون النّظرَ في المهامِّ التي يجبُ تكليفُ العمّالِ البشريين بها، وتلك التي يمكنُ تسليمها بمعظمها إلى الخوارزميّاتِ لتنجزَها. [1]
شاهد أيضاً: هذا هو الهدف من الذكاء الاصطناعي التوليدي: هو المستقبل بعد نهاية SaaS
كما أعلنتْ شركةُ أكسنتشر عن عدّةِ شراكاتٍ في مجالِ الذّكاءِ الاصطناعيّ مع شركاتٍ، مثل: Amazon Web Services، وMicrosoft. وفي حزيرانَ يونيو أعلنتْ عن خططٍ لاستثمارِ 3 ملياراتِ دولارٍ في مجالِ الذّكاءِ الاصطناعيّ على مدى ثلاثِ سنواتٍ. وكجزءٍ من هذا الاستثمارِ، تخطّطُ الشّركةُ لمضاعفةِ عددِ موظّفيها في مجالِ الذّكاءِ الاصطناعيّ من 40,000 إلى 80,000 موظف. وتُجري أكسنتشر حاليّاً عمليّةَ "إعادةِ توزيعٍ" و"ترقيّةٍ" لموظّفيها حسبما أفادَ جان ويليم فان دن بريمن، وذلك "من أجلِ أن يكونوا ملائمين لوظائفهم الجديدة".
شاهد أيضاً: 64% من المؤسسات في الإمارات تتجه لاعتماد الروبوتات في عمليات التوظيف
وكمثالٍ على الطّريقةِ التي يمكن أنْ يَبدو بها هذا التّحوّلُ في المسؤولياتِ، أخبرَ فان دن بريمن الحضورَ في المؤتمرِ أنّ مهندسي الحواسيبِ الذين يتولون حاليّاً مهمّةَ كتابةِ البرمجيّاتِ والبرامجِ، يمكنهم أن يصبّوا تركيزهم مجدّداً على التّحقّقِ من برامجٍ حديثةٍ جرى تطويرها بواسطةِ الذّكاءِ الاصطناعيّ، ما يتيحُ إنشاءَ مزيدٍ من البرامجِ الجديدةِ في وقتٍ أقلّ.
ليستِ الشّركات الكبيرة مثل أكسنتشر هي الوحيدةُ التي تأملُ في أن يساعدها الذّكاءُ الاصطناعيّ في إنجازِ المزيدِ دون أن تضطرَ إمّا إلى زيادةِ تكاليفها أو إرهاقِ موظّفيها. وإنّما تستخدمُ الشّركاتُ الصّغيرةُ أيضاً أدواتِ الذّكاءِ الاصطناعيّ لإنجازِ مهامٍّ، مثلِ: إنشاء رسائلِ البريدِ الإلكترونيّ، وإعداد حملاتِ التّسويقِ، واستكشاف مشاكلِ استراتيجيّاتِ الأعمالِ وحلّها.