10 شركات ناشئة عربية تقود ثورة الطاقة المتجددة في العالم العربي
من الطاقة الشمسية إلى حلول الرياح، رحلةٌ تحوّل الطاقة في الشرق الأوسط -بإبداعاتٍ عربيٍة- نحو استدامة الطاقة
توليدُ الطّاقة الكهربائيّة ثاني أكبر مصدرٍ لانبعاثاتِ الغازات الدّفيئة، حيثُ يعتمدُ معظمُ استهلاكنا الطّاقي على حرقِ الوقودِ الأحفوريّ، كالفحمِ والغازِ الطّبيعي. غير أنّ تحوّلاً ملحوظاً يلوحُ في الأفقِ، إذ من المنتظرِ أن تتخطّى الاستثماراتُ العالميّةُ في الطّاقةِ الشّمسيةِ تلك الموجّهة إلى النّفطِ في منطقتنا عمّا قريبٍ.
إذ تتمتّعُ منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا بثروةٍ من الطّاقة الشمسية هائلةٍ، حيث تنعمُ بمعدّلات شمسٍ يوميّةٍ تتراوحُ بين 8 إلى 12 ساعة إلى جانبِ مستوياتِ رطوبةٍ منخفضةٍ في العديدِ من مناطقها. ويشهدُ العالمُ العربي مستويّاتٍ عاليةٍ من الإشعاعِ الأفقيّ الكلّي، التي تقاس بكميّةِ الإشعاعِ الشّمسيّ الذي يصلُ إلى السّطوحِ الأفقيةِ، بمعدّلٍ يصلُ تقريباً إلى 2230 - 2330 كيلوواط ساعة لكلّ مترٍ مربّعٍ سنوياً. إذ توفّرٌ هذه الإمكانياتُ الهائلةُ للطّاقة الشّمسيّةِ فرصةً مهمّةً لمنطقتنا لمواجهةِ احتياجاتها المتزايدة للطّاقةِ، وتنويعِ مصادرها، وتحسينِ تأثير قطّاع الطّاقةِ على البيئةِ والمناخِ.
ومن طواحينِ الهواء إلى الألواحِ الشمسية، تعتبرُ الطّاقة الخضراء مصدراً بديلاً للطّاقةِ، يحلّ محلّ الوقودِ الأحفوريّ الذي كان له تأثيرٌ سلبيٌ على الأرضِ، مسبّباً التغيّر المناخيّ. ومنذُ أن عرفَ العالم أنّ الأرضَ تحتضرُ، حظيت الطّاقة الخضراء بالكثيرِ من الاهتمامِ والتطويرِ.
بالعودةِ بالزّمنِ إلى الوراءِ، كانت الطّاقة الخضراء دوماً حولنا، والنّوع الأكثر شيوعاً للطّاقةِ المتجدّدة في الماضي كان عجلات الماء، نموذجاً أوّلياً لمحطاتِ الطّاقةِ الكهرومائيّة الحاليّةِ.
وفيما يلي 10 شركاتٍ عربيةٍ ناشئةٍ تستخدم مصادر الطّاقة المتجدّدة النّظيفةِ لجعل عالمنا أكثر خضرةً:
شركة Yellow Door Energy في الإمارات
تستخدمُ هذه الشّركة النّاشئة نظاماً هجيناً لتوليدِ الطّاقةِ، يتألّف من عدّة مصادر للطاقةِ: الخلايا الشّمسية الفولتوضوئية، وتوربينات الرياح، ومولّدات الديزل أو الغاز، وتخزين الطّاقة. ويمكن أن تتراوحَ الأنظمةُ الهجينةُ من حلولٍ مستقلّةٍ صغيرةٍ إلى أنظمةٍ معقّدةٍ متعدّدة الميجاوات تزوّد المصانع الكبيرة بالطاقةِ، ويمكن أن تكونَ الطّاقةُ الهجينةُ متصلةً بالشّبكة أو منفصلةً عنها.
تعالج الشّركة مشكلاتِ انقطاعِ الحملِ بتحسينِ موثوقيّةِ الطّاقةِ، وجودةِ الطّاقةِ، وأمن الطّاقةِ، والنّتيجة هي الوصولُ المستمرُ على مدار 24/7 لتوريدِ الطّاقةِ، وتحسينِ أمن الطاقةِ، وتقليلِ الاعتمادِ على الوقودِ الأحفوريّ، والتعرّض لتقلباتِ الأسعارِ، وتقليلِ البصمةِ الكربونيّةِ، والمساهمةِ في تحقيقِ أهدافِ الصّفر الصّافي.
شركة KarmaSolar في مصر
تأسّست شركة KarmaSolar على يد أحمد زهران في عام 2011م، وهي تعدّ مزوّداً رائداً لحلولِ الطّاقةِ المتجدّدةِ في مصر. تهدفُ الشّركةُ إلى تقديمِ حلولِ الطّاقة المستدامةِ للمؤسّساتِ والمجتمعاتِ المصريّة. وبعد البحثِ والتّخطيطِ، بدأوا مشروعاً مبهراً في الصّحراء عام 2012 لإدخال ضخّ الماء بالطّاقةِ الشّمسيّةِ إلى واحةِ البحريّة في صحراء مصر الغربيّة، وسرعان ما حصلوا على عقدهم الأوّل مع شركةِ فريدال، ببناء 3 بئراً شمسيًّا في الواحةِ.
في عام 2015م، أصبحت KarmaSolar أوّل شركةٍ مصريّةٍ تحصلُ على رخصةِ منتجٍ مستقلٍّ للطّاقة (IPP)، ممكّنةً إيّاهم من بيعِ الكهرباء من محطّات الطّاقةِ الشّمسيّةِ غير المتّصلة بالشّبكةِ. وفي عام 2021م، وسّعت KarmaSolar خدماتها مع شركةِ كرمووتر التّابعةِ لها، المتخصّصة في تحليةِ المياه بالطّاقة الشّمسيّة وتخزينها.
شاهد أيضاً: أبرز رائدات الأعمال في الطاقة والبترول.. مشروعات ضخمة وأرباح بمليارات
شركة Digital Petroleum في السّعوديّة
شركة Digital Petroleum شركةٌ سعوديّةٌ للحلولِ الرّقميّة تهدفُ إلى تحسينِ الكفاءةِ والاستدامةِ من خلالِ تقنينِ عمليّاتِ اتّخاذِ القرارِ في صناعات النّفط، والتّعدين، والمياه، والطّاقة باستخدامِ خبرةٍ عمليّةٍ وتكنولوجيا الذّكاء الاصطناعيّ.
تُمكّن هذه التّطبيقات الرّقميّة من دمجِ البياناتِ الفعليّة والتّحليلات المتقدّمة لاتّخاذ قراراتٍ أفضل، وتدعمُ التّطبيقات التي يُمكن أن تحسّن بشكلٍ كبيرٍ الكفاءة والاستدامة، وتستجيبُ بشكلٍ استباقيٍّ للتّنظيماتِ الجديدةِ.
توفّر هذه الشّركةُ الطّاقة من خلالِ تقليلِ الانبعاثاتِ الكربونيّة واستهلاك المياه، وتكاليفِ التّعطّل غير المخطّط له بتحسينِ الكفاءة في العمليّات ذات الانبعاثاتِ العاليةِ باستخدام حلولِ الصّيانة التّنبؤيّة وتحسينِ المياه والعمليّات. بالإضافة إلى ذلك، توفّر الشّركة نظام إدارةِ الطّاقة للمرافقِ الّتي يتمّ تركيب أجهزة الشّحن الخاصّة بها، ممّا يسمحُ بمراقبةِ ومتابعةِ أداء محطّة الشّحن بكفاءةٍ.
شركة Agrisolar في مصر
تأسّست شركةُ Agrisolar في مصر عام 2015، وكان تركيزها الأوليّ على أنظمةِ ضخِّ الطّاقةِ الشّمسيةِ، ومنذ ذلك الحين تعنى بتقديم حلولٍ متطوّرةٍ، تُعزّز استخدام الطّاقة الشّمسيّة. وتشملُ هذه الأنظمةُ الشّبكية المرتبطة بالشبكةِ المحليّةِ، والأنظمةِ المٌستقلّة التي تٌعتبر ذاتيّة الكفاية وغير متّصلة بالشّبكةِ المحلّيّةِ، وكذلك الحلول الهجينة.
ومن خلال جهودٍ بحثيةٍ وتطويريةٍ مستمرّةٍ، تهدفُ أجريسولار إلى أداء دورٍ محوريٍّ في مواجهةِ تحدّيات الطّاقة، خصوصاً في القطاع الزراعيّ في مصر والشّرق الأوسط.
شركة Biofire في تونس
تُعنى Biofire في تونس بجمعِ وتحويلِ النّفايات الزّراعيّة والغاباتِ إلى وقودٍ حيويّ صلبٍ، مثل: قوالب الخشب، والفحم الصّديق للبيئةِ، والفحم الحيويّ، الفعّال والرّخيص والصّحيّ لاحتياجات الطّهي والتّدفئة. كما تهدفُ بيوفاير إلى توفيرِ حلولِ طاقةٍ ميسورةِ التّكلفة للأشخاصِ، وحماية الغابات التي تتناقصُ بسبب استخدامِ الوقودِ الخشبيّ بشكلٍ غير فعّالٍ.
شاهد أيضاً: أبرز رائدات الأعمال في الطاقة والبترول.. مشروعات ضخمة وأرباح بمليارات
شركة DARBCO في الأردن
تأسّست شركة داربكو في الأردنّ عام 2017م، وتهدفُ إلى حلّ مشكلةِ تراكمِ الغبارِ على الألواحِ الشّمسيّة بتطويرِ وتصنيعِ حلولٍ للتّنظيف الآليّ المستمرِّ للألواحِ الشّمسيّة.
تركّب الأنظمة الشّمسيّة في جميعِ أنحاء العالمِ كمصدرٍ للطّاقة النّظيفة وغير المكلفةِ. ومع ذلك، تعاني من تراكمِ الغبار على سطوحها، ممّا يقلّلٌ من إنتاجها للطّاقةِ. يزيدُ تراكم الغبار أيضاً من المواردِ اللّازمةِ لعمليّةِ التّنظيفِ (الماء، والعمّال، والزّمن)، ممّا يزيدُ من النّفقاتِ التّشغيليّةِ.
طوّرت داربكو حلّاً آليّاً مبتكراً يضمنُ مستوياتٍ عاليةٍ من كفاءةِ التّنظيفِ والتّشغيلِ الموثوقِ. وصُمّمت حلول داربكو لتحمّلِ الأجواء الصّحراويّة والمناطق المغبرّة بدمجِ آليّة تنظيفٍ عاليةِ الكفاءة، تقلّل من كمّيّة الماء والزّمن المطلوبين لتنظيفِ الألواحِ الشّمسيّة دون التّأثير على نتائج التّنظيفِ. ونظراً لأن الألواح الشمسيّة حساسةٌ للتفاعلِ الميكانيكي الذي قد يسببُ خدوشاً أو شقوقاً صغيرةً، فقد تم تطوير واختبار جميع الموادِ المستخدمةِ في تصنيعِ الروبوتات خصيصاً لضمانِ التّشغيلِ الآمنِ.
شركة Hydro Wind Energy في الإمارات
تأسّست هذه الشّركة النّاشئة في عام 2018م. وهي شركةٌ بارزةٌ في الإمارات العربيّة المتّحدة، تجمع بين الطّاقة الهائلة والثّابتة لرياح الارتفاعاتِ البحريّة مع قوّة الضّغطِ المحيطيّ تحتَ سطحِ البحرِ لتوليدِ طاقةٍ كهربائيّةٍ نظيفةٍ ومنخفضةِ التّكلفة وموثوقٍ بها، بالإضافة إلى تخزينِ الطّاقةِ وإنتاجِ الماءِ العذبِ.
شركة KUMULUS WATER في تونس
تصمّم شركة KUMULUS WATER وتصنع وتشغّل آلاتٍ تخلق ماء شربٍ باستخدام الطّاقة الشّمسيّة ورطوبة الهواء. وتستخدم هذه الشّركةُ النّاشئةُ آلاتٍ متّصلةٍ رقميّاً، يُمكن التّحكّم فيها عن بعدٍ، ممّا يوفّر خيارَ الوصولِ اللّامركزيّ والمستقلِّ بالكاملِ لماءٍ شربٍ نظيفٍ.
المنتجُ الرّئيسيّ للشّركة هو كومولوس-1: وهو مولّد ماءٍ جوّيٍّ (AWG) يُنتج من 20 إلى 30 لتراً من ماء الشّرب الصّحّيّ يوميّاً. ويُمكن أن تتّسعَ هذه الآلة في مكعّبٍ بمقاس 1 مترٍ مكعّب.
شركة Smart Energy Solutions في الجزائر
تهدف هذه الشّركة النّاشئة إلى تقليلِ استهلاكِ الطّاقة وبناء اقتصادٍ أكثر خضرةً. إذ يبيعون حلولَ إدارةِ الطّاقة الذّكيّة، وأنظمةَ استهلاكِ القوى المدعومة بتقنيةِ إنترنت الأشياءِ والذّكاء الاصطناعيّ.
على الرّغم من التّقدّم الكبير في مجال خلايا الطّاقة الشّمسيّة البيروفسكيت -وهي تقنيّةٌ مبتكرةٌ لأنظمة الفوتوفولطائيّات تستخدم مادّةً نصف موصلةٍ لتحويل طاقة الضّوء إلى طاقةٍ كهربائيّةٍ- فإنّ التّقنيات الرّئيسيّة ما زالت تمثّلُ العاملَ الأساسيّ للنّموّ، وتسيطرُ على أغلبيّةِ رؤوسِ أموال صناعةِ الطّاقةِ الشّمسيّةِ.
في الواقع، يتمّ استخدام ابتكاراتٍ تقنيّةٍ جديدةٍ مثل الذّكاء الاصطناعيّ (AI) والبلوكتشين لتحسين كفاءة مصادر الطّاقة المتجدّدة وتكلفتها وتوفّرها. تقوم الشّركات العاملةُ في مجال البلوكتشين باختبارِ تطبيقاتٍ تتضمّنُ منصّاتٍ لتجارةِ الطّاقةِ (P2P) لمساعدةِ مزوّدي الطّاقة على نطاقٍ صغيرٍ في بيعِ فائضِ الكهرباءِ للعملاء.
شركة Shamsina في مصر
تأسست شركة شمسنا في عام 2014م، حيث انطلقت في إنتاجِ سخّانات ماءٍ شمسيّةً فريدةً واقتصاديّةً للمناطقِ المحرُومة من الطّاقة. وذلك من ورشتها الموجودةِ في حيّ الدّرب الأحمر بالقاهرةِ، وهُو حيٌّ غيرُ مُخطّطٍ. وتٌعدّ شمسنا مُنظّمةً مُجتمعيّةً، إذ تستخدمُ تصميماً محليّاً، وتحصلُ على الموادِّ الخامِ من مقاولاتٍ صغيرة النّطاق محلّيّةٍ. كما أنّها عضوٌ في تحالفِ العالمِ، كذلك تدرّبُ وتُوظّفُ أفرادَ المجتمعِ، وتُعزّزُ الوعي البيئيّ المحلّيّ والعالميّ، إضافةً إلى تقديمها خدماتِ الطّاقةِ للمجتمعِ. لتلهمُ بخدماتها الإنتاجيّة المجتمعات لتوليدِ طاقتها الخاصّة مستخدمةً مفهوماً مشابهاً.