10 مؤشرات تخبرك إن كنتَ أذكى من مديرك
استراتيجيات ونصائح فعالة للتعامل مع المديرين الأقل ذكاءً في مكان العمل، وتعلّم كيفية استثمار هذه الديناميكية لصالحك لتحقيق بيئة عمل محفزة ومثمرة
"يا إلهي، كيف وصل هذا الشّخص إلى هذا الكرسي؟" قد تسأل نفسكَ هذا السؤال بينما تكتشفُ أخطاء مديرك الكثيرة، التي تعتقد أنّك كنت قادراً على تجنّبها. ومن ثمّ، تنتقل للتّساؤل التّالي: "هل أنا أذكى من مديري حقّاً؟" قد يبدو هذا السّؤال بسيطاً، ولكنّه يخفي خلفه تعقيداتٍ قد تؤثّر على أدائنا الوظيفيّ وتطوّرنا المهنيّ؛ لذا لنحاول معاً اكتشاف كيفيّة التّعامل مع هذه الديناميكية الدّقيقة بطريقةٍ بنّاءةٍ وإيجابيّةٍ، مع التّركيز على كيفيّة استثمار فهمنا لقدراتنا وقدرات من يديروننا في خلق بيئة عمل مثمرةٍ ومحفّزةٍ.
افتراضك بأنّك أكثر ذكاءً من مديركَ لا يعني أنّ ذلكَ صحيحٌ بالضّرورة، فقد تكون تعاني من بعض النّرجسيّة، وقد يكون نجاحكَ في بعض المهام لا يعني بالضّرورة أنّك أذكى. فكيف تتأكّد؟
الإجابة تكمن في ملاحظة تفاصيل يوميّة قد تُظهر لك الصّورة الأكبر، وهذه بعض من المؤشّرات التي قد تساعد في حسم الأمر:
- الثقة من الأقسام الأخرى: قد تلاحظُ أنّ الزّملاء من أقسامٍ مختلفةٍ يأتون إليك طلباً للنّصيحة بدلاً من مراجعة مديركَ، ما يدلّ على ثقتهم في حكمك وفهمك للمواقف أكثر من ثقتهم فيه، وهذا يشير إلى تقديرهم لقدرتكَ على تقديم حلولٍ فعّالةٍ ومبتكرةٍ.
- القدرة على شرح الأولويات: إذا كنت تستطيع شرح وتوضيح أولويّات الشّركة وتحدّياتها للعام الماضي بطريقةٍ أوضح وأكثر فاعليّة من مديرك، فهذا يعكس فهمكَ العميق للأهداف الاستراتيجيّة والعمليّات الرّئيسيّة بالشّركة.
- التّركيز على التّفاصيل الإداريّة: قد يُظهر مديرك اهتماماً زائداً بالتّفاصيل الإداريّة مثل توقيت تقديم التّقارير وحالة الميزانيّة، بينما ينقصه الاهتمام بالجوانب الأساسيّة للأعمال، ما يدلّ على نهجٍ إداريٍّ قد لا يخدم أفضل مصالح الشّركة.
- الاعتراف بقدراتك مع بعض التّحفظ: قد يلاحظ مديرك أنّك مؤهّلٌ وجيدٌ جداً في عملك ويعترف بذلك، لكنّه قد يُعبّر عن عدم الرّضا عن هذا الأمر بإقصائك عن المحادثات المهمّة أو الأحداث الكبرى، ما يدلّ على محاولةٍ لتقليل تأثيركَ.
- الطّلبات المهمّة والسّرية: إذا طلب منك مديركَ البحث عن حلول لمشاكل القسم أو التوسّط في الخلافات، ثم أمرك بنسيان تلك المحادثات، فهذا يُظهر اعتماده على قدراتكَ مع رغبته في عدم إبراز دورك.
- التّحضير للّقاءات الهامّة: إذا كان يأتي إليكَ قبل الاجتماعات الهامّة أو العروض لمناقشة الخطط، فهذا يعني أنّه يعتمد عليك في صياغة الاستراتيجيّات الرّئيسيّة.
- سرقة الأفكار: إذا أخذ مديرك أفكارك ونسبها لنفسه دون الإشارة إلى مساهمتك، فهذا يشير إلى استغلال قدراتكَ دون تقديرٍ مناسبٍ.
- التّقليل من شأنكَ: إذا قلّل من شأنك في القسم كلّما ذُكر اسمك، فهو يحاول ربّما تخفيف مخاوفه من تأثيرك الزّائد.
- التّقدير من المدراء الأعلى: إذا لاحظ المدراء الأعلى إنجازاتكَ وطلبوا رأيكَ في قضايا تُؤثّر على القسم بأكمله، فهذا يعكس اعترافهم بك كقائدٍ فعّالٍ.
- التّعامل كمديرٍ: حتّى لو كنت موظّفاً عاديّاً، إذا كان المدراء الأعلى يعاملونك كأحد المدراء، فهذا يعني أنّهم يرون فيك القدرة على القيادة.
هذه النّقاط تُساعد على إعطاء بعض الإشارات حول ما إذا كنت فعلاً في موقفٍ يتطلّب منك أن تأخذَ دوراً أكبر في القيادة أو التّحفيز داخل فريقكَ.
شاهد أيضاً: هل يجب أن يكون المدير لعوباً أم إنسانياً؟
كيف أتصرَّف إن كنتُ أذكى من مديري؟
يتّفق العديد من الخبراء، على أنَّ كونكَ أذكى من مديرك، قد يجلب لك إحباطاً كبيراً، كما يمكن أن تفشلَ في التَّطوّر والتَّعلُّم؛ لذا من المهمِّ أن تُثقِّف نفسك بطريقةٍ أكبر للتَّأكُّد من أنَّك تستطيع الاستمرار بأقلِّ الأضرار، ودون أن تسمح لليأس من أن يتملكك. إذ تستطيع مراعاةَ الأمور التَّالية والقيام بها:
كُن صادقاً مع ذاتك
كما قلنا سابقاً، إنَّ افتراضك بكونك أكثر ذكاءً من مديرك، قد لا يكون أمراً حقيقيَّاً بالفعل، فهل أنت بالفعل تمتلك مهاراتٍ أكثر منه، وهل تقوم بعملٍ ناجحٍ فاعلٍ يزيد الإنتاجيَّة والحماس أكثر منه، أم أنَّ مديرك أكثر إيجابيَّةً على الرَّغم من كلِّ ذلك، حذارِ من الغرور الذي قد يعرِّضك لموقفٍ لا تُحسَدُ عليه.
من المفيد أن تَنتَبهَ إلى نقطةٍ غايةٍ في الأهميَّة، أن تكون أكثر ذكاءً من مديرك، لا يعني أنَّك ستكون أكثر فاعليَّةً منه، فكي تكون جيداً في الإدارة، لا تحتاج إلى الذَّكاء فحسب، أنت بحاجةٍ إلى الخبرة والعلاقات القويَّة، كذلك رأس المال الاجتماعيّ والذكاء العاطفي.
ابقَ هادئاً وتجنَّب الصراعات
ربَّما يكون من المغري كثيراً، الظُّهور بفوقيَّةٍ وبمظهرِ المنتصر العارف بكلّ شيءٍ، لكنَّ هذا الخداع النَّفسي ربَّما يجرُّك إلى صراعاتٍ مريرةٍ مع مديرك أنت بغنىً عنها تماماً؛ لذا تجنَّب تلك الصَّراعات سواءً مع مديرك، أو مع أتباعه ومناصريه في مكان العمل، وتذكَّر دائماً أنَّ بيئة العمل ليست حلبةَ صراعٍ لتصفيةِ الحسابات، فالشَّخص النَّاجح هو من يسعى لحلّ المشكلات وليس ابتكارها.
اعمل جيداً وانسَ كلّ شيءٍ آخر
الانشغال بالأمور الصَّغيرة مثل تلك المشاكل، سيشتِّت تركيزك وربَّما يعيقك عن تنفيذ عملك بالشَّكل الأمثل؛ لذا كُن واعياً واحرص على القيام بواجباتك، ستكون ناجحاً وذكيَّاً جداً إن استطعت الفصل بين العلاقات الشَّخصيَّة وبين المهامّ الوظيفيَّة؛ لأنَّك بحال خلطت فيما بينها ستتغيَّر أولويَّاتك وتقلُّ إنتاجيَّتك ويتراجع نجاحك في لحظةٍ واحدةٍ دون أن تدرك الأمر إلَّا بعد فوات الأوان، وأنتَ بالتَّأكيد لا تريد ذلك.
ساعد المدير ليكون شخصاً أفضل
بما أنَّك ربَّما تكون أذكى من المدير، فعوضاً عن إبراز ذلكَ بطريقةٍ مستفزةٍ، جرّب أن تساعده بطريقةٍ لا تظهر بها وكأنَّك تحرجه، حاول توجيهه ولفت نظره من خلال بعض الأسئلة غير المباشرة، وبحال كانت علاقتكما قويَّةٌ للدَّرجة التي تسمح لك بتقديم النَّصائح له، لا تتردَّد، أمَّا إن لم تكن علاقتكما على هذا القدر من القوَّة، قدِّم له نصائحك على شكل مقترحاتٍ، ومن الأفضل أن تخبره بأنَّها ليست كلَّها مقترحاتك أنت، بل هناك مقترحاتٌ أُخرى من الزُّملاء أو حتَّى العملاء.
لا تتستَّر على أخطاء المدير دائماً
هناك فرقٌ كبيرٌ بين القيام بواجباتك وبين التَّغطية على أخطاء مديرك في العمل، ففي حال كان المدير يرتكب الأخطاء باستمرارٍ، سيؤذي الشَّركة الَّتي تعمل بها؛ لذا لن يكون من الجيد تنظيف الفوضى التي تتركها قراراته وتصرُّفاته دائماً؛ لذا لا تتردَّد في إخبار المدير الأعلى من مديرك عن شكوكك ودعه يتصرَّف.
ابحث عن الصفات الجيدة لدى مديرك
من السَّهل جداً التَّركيز على الأشياء السَّيئة، لكن حتَّى أسوأ المدراء يتمتَّعون بصفاتٍ جيدةٍ، تعوِّض عن بعض صفاتهم السَّيئة الأُخرى؛ لذا اطرح على نفسك السُّؤال التَّالي: كيف يمكنني العثور على صفةٍ أحترمها لدى مديري؟ ربَّما يكون أحد أنواع المدراء الجيِّدين، مثل أنَّهُ مديرٌ أبويٌّ متفهِّمٌ للجميع على سبيل المثال.
وإن بحثتَ مطوَّلاً ولم تجد ما تحترمه في مديرك، فكِّر بتغيير الوظيفة أو القسم الذي تعمل به؛ لأنَّه ليس سهلاً العمل مع شخصٍ لا تكنُّ له أيَّ احترامٍ ولا تراه جديراً به.
ابحث عن مديرٍ جيِّدٍ
الأمر ليس مزحةً، فالمدير الجيِّد لا يدير العمل بطريقةٍ فعَّالةٍ فحسب، إنَّما يُنتظر منه أن يكون ملهماً ومعلِّماً ناجحاً لأفراد الفريق في العمل؛ لذا فإنَّ غياب المدير الجيد يشكِّل خسارةً كبيرةً لتعلُّم أشياءَ مهمَّةً.
فماذا يجب أن تفعل بتلك الحالة؟ بكلّ بساطةٍ ابحث عن مديرٍ جيِّدٍ، مثل العمل بدوامٍ جزئيٍّ مع مديرٍ جيِّدٍ، تستطيع التَّعلُّم واكتساب الخبرات منه، أو حتَّى الانخراط مع المدراء النَّاجحين الآخرين في الشَّركة، اقترب منهم ولا تخجل إخبارهم بأنَّك تريد التَّعلّم منهم.
شاهد أيضاً: أنواع المدراء: قل لي أيّهم مديرك، أقل لك كيف تتعامل معه
هل هناك جانبٌ إيجابيٌّ بكونك أذكى من المدير؟
في الحقيقة، نعم، هناك جانبٌ إيجابيٌّ كبيرٌ تستطيع الاستفادة منه بكونك أذكى من المدير، مثل:
- يمكن أن تشكِّلَ الفوارق بينكما، فرصةً رائعةً للتَّعلُّم إن انتبهت إليها من منظور نصف الكأس الملآن.
- اطلب النَّصيحة منه؛ لأنَّ الأشخاص الأقلَّ ذكاءً أو خبرةً، ربَّما يقدّمون نصائحَ خارجةً عن المألوف ومفيدةً في الوقت ذاته.
- الفضول بحدِّ ذاته يُعدُّ مهارةً ذات شأنٍ عظيمٍ في عالم الأعمال، ومديركَ الأقلُّ ذكاءً سيساعدك باكتسابها؛ لأنَّه سيثير فضولك الاجتماعيَّ لمعرفة من هو وما هي خلفيَّته.
مهما كان الأمر السَّيّئ الذي تتعرَّض له حاليَّاً قويَّاً وضاغطاً، سيكون فرصةً رائعةً للتَّعلُّم واكتساب الخبرات والمهارات؛ لذا توجَّه إلى مكتب مديرك الأقلّ ذكاءً في الصَّباح، ألقِ عليه التَّحيَّة وجامله ببضع كلماتٍ جيّدةٍ، وفي قرارة نفسك أنت تشكره على المعارف والخبرات التي اكتسبتها بفضله دون أن يدري.