3 أخطاء شائعة بين المدراء عند بناء العلامة التجارية الشخصية
نصائح استراتيجية لتطوير هويةٍ شخصيةٍ فريدةٍ ترتقي بمسيرتك المهنية وتُعزز تأثيرك في مجال عملك
لعلّ أشدّ الأخطاءِ شيوعاً بين القادة التنفيذيين تجاه علامتهم الذّاتية هو تجاهلُها. كمُدرّبةٍ تنفيذيةٍ، يردّدُ في مسامعي كثيرٌ من عملائي أنّ إدارةَ العلامة الذاتية مُهمّةٌ، لكنّها ليست مُلحّةً. ومع ذلك، أصبحَ من الواضحِ الآن أنّ لكلٍّ منّا علامة ذاتية، سواء أقدمنا على إدارتها بطريقةٍ استراتيجيّةٍ أم لا. [1]
إنّ تنمية العلامة الذّاتية مُهمّةٌ تتطلّبُ جهداً وتفانياً، ولكنّها بلا شكٍّ ذاتُ قيمةٍ عظيمةٍ. إذ تستطيع العلامة الذاتية القويّةُ أن ترتقي بمسارك المهنيّ من حيث التّركيز، والظّهور، والثّقةُ بالنّفسِ، والإمكانيّة للتّرقّي، فكيف يبدأُ المرء في هذا؟
لنتأمّل مثال التسويق للمنتجات، حين يستعينُ مُدرّاءُ التسويق بوكالةٍ لتطوير الإبداع في منتجهم، يبدؤون أوّلاً بوضعِ استراتيجيةٍ للعلامة التجارية. وبطريقةٍ مماثلةٍ، عندما تريد تطويرَ علامتك الذّاتيّةِ، ابدأ أوّلاً بتحديدِ الصّفاتِ الإيجابيّةِ والملائمةِ التي تصفُ هويّتك المهنيّةَ المتفرّدةَ؛ يبدو الأمر بسيطاً، أليس كذلك؟
لكن، تطوير العلامة الذاتية ليس بالأمرِ الهيّن كما يبدو، فها هي ثلاثةُ أخطاءٍ ألاحظُها بشكلٍ متكرّرٍ مع القادة التنفيذيين الذين أرشدهم عند سعيهم لبناءِ علامتهم الذاتية.
إغفال اقتراح القيمة الخاص بك
عند تفكيرك في مفهومِ العلامة الذاتية، قد تنصرفُ إلى تحديثِ ملفّك الشّخصيّ على LinkedIn أو أن تؤسّسَ لقيادةٍ فكريةٍ أو تجمع متابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.
يكمنُ الخطأُ الأوّل في التّسرُّع إلى التّواصل مباشرةً، قبل التفرُّغِ لصياغةِ العلامة الذاتية بعنايةٍ. بمعنىً آخر، الاندفاعُ مباشرةً نحو العرضِ التّقديميّ دون تطويرِ اقتراحِ القيمةِ بشكلٍ استراتيجيٍّ.
المثالُ هنا هو: مُدرّبُ التسويق الذي ينتقلُ فوراً إلى الإبداع الإعلانيّ والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي دون تخصيص وقتٍ كافٍ لوضع استراتيجية العلامة التجارية. قد يكونُ الانتقالُ مباشرةً إلى مرحلةِ التّواصل مُغرياً، لكنّ كما يقالُ "ما تزرَعه تحصده؛ فإذا زرعتَ جودةً، تحصدُ جودةً، وإذا زرعتَ رداءةً، تحصدُ رداءةً".
عند تطويرِ علامتك الذاتية، احرص على تجنُّبِ خطأ إغفالِ الخطوةِ الجوهريةِ في تحديدِ اقتراح القيمةِ الخاصّ بك. وبمجرّدِ تحقيقِ ذلك، يمكنُك الانتقالُ إلى الخطوةِ الثّانيةِ وهي التّواصلُ. حينها، يمكنك الشّروعُ في تحديثِ ملفّك الشّخصيّ على LinkedIn، وإرساءُ القيادةِ الفكريّةِ، وتجميعُ متابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.
عدم الثبات
نحنُ كبشرٍ نبحثُ عن إشاراتٍ تمكنُّنا من تكوينِ انطباعاتٍ عن الآخرين. فكّر في أوّلِ لقاءٍ لك مع زميلٍ. هل كان جديراً بالثّقةِ؟ لطيفاً؟ ما الإشاراتُ التي ساعدتك في تَقييمه؟
- الإشارات المنسجمةُ تعزّزُ تصوُّراتنا عن الأشخاصِ، والإشاراتُ غيرُ المنسجمة قد تكون مربكةً وضارّةً.
ليس المقصودُ هنا أنّ علامتك الذاتية ينبغي أن تظلّ ثابتةً بمرورِ الزّمنِ، فحتى العلامات التجارية للمنتجاتِ تُطلقُ من جديدٍ كـ"جديدةٍ ومحسّنةٍ". يجبُ أن تتطوّرَ علامتك الذاتية مع تقدُّمك في مسيرتك المهنيّةِ، ونضوجك، وتغيُّر العالمِ من حولك. ومع ذلك، ستتعرّضُ الانطباعاتُ المفضّلةُ التي يكوّنُها الآخرون عنّا للشّكّ عندما نتصرّفُ بطريقةٍ تتعارضُ مع تلك الانطباعاتِ.
قصصُ الأخطاءِ التي ارتكبها القادة التنفيذيون المرموقون أو السّياسيون المحترمون في الحفلاتِ الصّاخبةِ هي أمثلةٌ على عدمِ الثّباتِ في العلامة الذاتية. ليست كلُّ مواقفِ عدمِ الثّباتِ في العلامة الذاتية تستحقُّ العناوين البارزة، ولكن يمكنُ أن تكون لها تداعياتٌ ضارّةٌ. تصوّر زميل عملٍ اعتبرتهُ موثوقاً به يتأخّر عن موعدٍ أو يظهر غير مستعدٍّ لاجتماعٍ، أو تخيّل سماعَ قائدٍ موثوقٍ يغتاب زملاءه.
هناك عددٌ لا نهائيٌّ من الطّرقِ التي يمكنك من خلالها التّعبيرُ عن علامتك الذاتية، سواءً كان ذلك شخصيّاً أو عبر الإنترنت، بشكلٍ مباشرٍ أو ضمنيٍّ. فكّر في كيفيّة تقديمِ نفسك، ملفّك الشّخصيّ على LinkedIn، خلفيةِ اجتماعاتك الافتراضيّةِ، ملابسك، نبرةِ صوتك، لغةِ جسدك، وحتى في دقّةِ مواعيدكَ.
الثباتُ هو مفتاحُ بناءِ علامة ذاتية قويةٍ، وعدمُ الثّباتِ يُمكنُ أن يضعفها.
شاهد أيضاً: 5 أخطاء شائعة يرتكبها القادة عند التخطيط الاستراتيجي
تقليد الآخرين
آخرُ الأخطاءِ وأكثرُها شيوعاً فيما يتعلّقُ بالعلامة الذاتية هو تقليدُ الآخرين. هذا أمرٌ مفهومٌ، حيثُ نميلُ إلى تقليدِ الأشخاص النّاجحين من حولنا، ويستخدمُ الباحثون مصطلح "التّعلّم الاجتماعي" لوصفِ كيف نحتذي بمن نعجبُ بنجاحهم.
تخيّل أنّ أحداً في مكتبك فعلَ شيئاً أثار إعجابك، أو ربّما عندما حصلَ شخصٌ ما على تقديرٍ رسميٍّ أو ترقيةٍ سواءً كان ذلك بوعيٍّ منك أم لا، من المحتملِ أنّك حدّدت سلوكيّاتٍ يُمكنك تبنّيها لتحاكي نجاحهم.
التّقليدُ ليس بالضّرورة سلبيّاً، خاصّةً في مراحل مبكّرة من مسيرتنا المهنيّةِ، عندما نكونُ في طورِ تجريبِ أنماطٍ وهويّاتٍ مختلفةٍ. ومع ذلك، مثلُ العلامات التجارية للمنتجاتِ الأكثرِ نجاحاً التي تبرزُ على الرّفوفِ، غالباً ما يكون الأشخاص الأكثر نجاحاً هم الذين يركّزون على شغفهم وخبرتهم الفريدة والأصيلة.
- بدلاً من تقليدِ الجميعِ من حولنا، يجدرُ بنا أن نسعى لتجسيدِ هويّتنا المهنيّةِ الفريدة والمميّزة.
أخيراً، من خلال تجنُّبِ هذه الهفوات الثّلاث، يستطيعُ القادة التنفيذيون وغيرهم من المحترفين تعزيزَ علامتهم الذاتية بطريقةٍ تعكسُ قيمهم الحقيقية، وتبرزُ قدراتهم الفريدةَ. العمليّةُ تتطلّبُ الصّبر والجهد، لكن نتائجها يمكنُ أن تكون بالغةَ الأثر على نجاحهم المهنيّ وتأثيرهم في مجال عملهم.