3 أسباب تجعل LinkedIn منصة التواصل الاجتماعي الأهم في 2025

في ظلّ الأحداث الأخيرة مثل حظر "تيك توك" (TikTok) والفوضى في منصّة "إكس" (X) والتّغييرات المستمرّة في خوارزميّات "ميتا" (Meta)، يبحث المستخدمون الآن عن بديلٍ يضمن لهم الاستقرار، ويتماشى مع قيمهم، ويكافئهم على جهودهم ووقتهم؛ هذا البديل هو: "لينكد إن" (LinkedIn): المنصّة الّتي تشهد تحوّلاً نوعيّاً.

لم تعد لينكد إن مجرّد منصّةٍ للتّواصل المهنيّ والبحث عن وظائف، بل بدأت تتطوّر لتصبح مساحةً تجمع بين العلامة الشّخصيّة، وسرد القصص، والتّأثير التّجاريّ. وقد أكّد هذه النّقطة انضمام الممثّلة ريس ويذرسبون إلى المنصّة، حيث لم يقتصر ظهورها على مجرّد إعلان انضمامٍ، بل جاء مع رسالةٍ واضحةٍ: "شركتي، "هلو سنشاين" (Hello Sunshine)، ملتزمةٌ بتعزيز قصص النّساء وخلق فرصٍ جديدةٍ في صناعة التّرفيه".

يعبّر هذا الإعلان عن تحوّلٍ أكبر، حيث يتحوّل الحوار في لينكد إن من مجرّد فرص عملٍ إلى منصّةٍ يتلاقى فيها الخبرة والمصداقيّة مع الفرص التّجاريّة والإبداعيّة. والأرقام تؤكّد النّموّ المتسارع:

• زيادة المستخدمين: من المتوقّع أن يرتفع عدد مستخدمي لينكد إن عالميّاً بنسبة 22.3% بحلول عام 2028، ليصل إلى 942.84 مليون مستخدمٍ.
• نموّ المنشورات: شهد عدد المنشورات على المنصّة ارتفاعاً بنسبة 41% خلال السّنوات الثّلاث المضافة، ممّا يدلّ على تزايد نشاط المهنيّين وروّاد الأعمال والمبدعين.
• توسّع نطاق الإعلانات: نما نطاق إعلانات لينكد إن بنسبة 11% في الأشهر الثّناء 12 المضافة، ممّا يعكس مكانتها المتزايدة كأداةٍ فعّالةٍ لبناء العلامات التّجاريّة وتحقيق التّأثير التّجاريّ.

مع تحوّل المشاهير وقادة الصّناعات إلى استخدام لينكد إن كمنصّةٍ أساسيّةٍ، يبدو أنّ المستقبل يُخبّئ لها المزيد من الهيمنة في عالم التّواصل الاجتماعيّ.

لينكد إن: محور التأثير في مجال الأعمال بين الشركات (B2B)

على عكس المنصّات الأخرى الّتي تركّز على المحتوى الاستهلاكيّ، تعدّ لينكد إن البيئة الّتي يجتمع فيها صنّاع القرار والمدراء التّنفيذيّون والمهنيّون للتّفاعل الحقيقيّ. يُظهر هذا التّحوّل أنّ قادة الفكر وروّاد الأعمال والعلامات التجارية باتوا يفضّلون المصداقيّة والتّواصل المباشر على مجرّد الانتشار الفيروسيّ.

• النّتيجة العمليّة: يبحث المستخدمون عن رؤى وفرصٍ وشراكاتٍ تُعيد إليهم الفائدة التّجاريّة، سواءً كان ذلك من خلال تأمين الاستثمارات، أو جذب عملاء ذوي قيمةٍ عاليةٍ، أو بناء علامةٍ شخصيّةٍ قويّةٍ.
• الميزة الأساسيّة: توفّر لينكد إن وصولاً مباشراً إلى شبكةٍ من الاتّصالات ذات القيمة العالية، ممّا يجعلها اختياراً فريداً لا تقدّمه أيّ منصّةٍ أخرى.

لينكد إن تتطور لتصبح منصة للمحتوى والفيديو

لم تعد لينكد إن مقتصرةً على المشاركات النّصّيّة، بل أصبحت الآن موطناً للفيديوهات القصيرة، وسرد قصص العلامات التجارية من وراء الكواليس، وعرض رؤىً قياديّةٍ متميّزةٍ. وظهور ويذرسبون على المنصّة لم يكن حدثاً عابراً، بل كان جزءاً من توجّهٍ أوسع حيث يستخدم المزيد من القادة البارزين والمؤسّسات التّجاريّة لينكد إن للإعلان عن تحوّلاتٍ مهنيّةٍ ومشاركة تجاربهم الشّخصيّة وخفايا شركاتهم دون الاعتماد الكامل على الخوارزميّات المتقلّبة.

مع تحوّل منصّات التّواصل الاجتماعيّ نحو استراتيجيّاتٍ تركّز على الفيديوهات في المقام الأوّل، تتميّز لينكد إن بخوارزميّةٍ تفضّل الخبرة والمصداقيّة على الحداثة والانتشار الفيروسيّ فقط. ممّا يجعلها مناسبةً أكثر لعرض المحتوى الّذي يعزّز الثّقة، ويساهم في بناء علاقاتٍ تّجاريّةٍ قويّةٍ. إذ تشمل أغراض استخدام الفيديو على لينكد إن:

• إطلاق منتجاتٍ جديدةٍ في بيئةٍ احترافيّةٍ.
• عرض الخبرات بطرقٍ تبني الثّقة مع الجمهور.
• جذب عملاء ذوي قيمةٍ عاليةٍ دون الحاجة إلى الاعتماد على الإعلانات التّقليديّة.

مع تزايد التّفاعل والمشاركة على المنصّة، يتوقّع ظهور المزيد من فرص الرّبح للمبدعين وقادة الأعمال الّذين يستطيعون الاستفادة من إمكانيّاتها.

مستقبل شركات العلامات التجارية والربح على لينكد إن

في ظلّ تقلّب نماذج الإعلانات على منصّاتٍ -مثل ميتا- والصّعاب الّتي تواجهها منصّة X في جذب المعلنين، بدأت العلامات التجارية في إعادة توجيه استثماراتها نحو لينكدإن.

لماذا تنقل العلامات التجارية استثماراتها إلى لينكد إن؟

• شراكاتٌ ذات قيمةٍ: يمكن لقادة الفكر والمبدعين تأمين شراكاتٍ مع العلامات التجارية دون الحاجة إلى قاعدةٍ جماهيريّةٍ ضخمةٍ.
• فرص النّموّ الطّبيعيّ: يُمكن للشّركات جذب العملاء وإبرام الشّراكات من خلال المحتوى العضويّ، ولا يتعلّق ذلك بالاعتماد على الإعلانات المدفوعة فقط.
• منصّاتٌ متخصّصةٌ: يساعد ظهور شركات تسويق المؤثّرين، مثل: "كرييتور ماتش" (Creator Match) و" كرييتور أوثوريتي" (Creator Authority)، العلامات التجارية على بناء تكاملاتٍ مدفوعةٍ مع المبدعين على لينكد إن.

إنّ هذا التّحوّل يؤكّد أنّ الاستراتيجيّة التّجاريّة للعلامات التجارية أصبحت تركّز على التّفاعل الفعّال مع صنّاع القرار الّذين يمتلكون القدرة الشّرائيّة، ممّا يجعل بناء العلامة الشخصية والشّراكات الاستراتيجيّة العملة الجديدة للنّجاح في عالم وسائل التّواصل الاجتماعيّ.

لينكد إن: أكثر من مجرد منصة للتواصل المهني

أصبحت لينكد إن اليوم منصّةً شاملةً تجمع بين التّأثير الاجتماعيّ والمهنيّ والتّجاريّ. وبفضل نموّها السّريع، وتحوّلها نحو المحتوى المرئيّ، وقدرتها على تحقيق أثرٍ تّجاريٍّ ملموسٍ، تظهر لينكد إن كخيارٍ استراتيجيٍّ لمن يسعون إلى بناء علامةٍ شخصيّةٍ قويّةٍ وتحقيق النّجاح في عالم الأعمال. وإذا لم تبدأ بتعزيز وجودك على لينكد إن قبل عام 2025، فقد تفوّت فرصة المشاركة في أكبر تحوّلٍ اجتماعيٍّ وتقنيٍّ في هذا العام.