3 استراتيجيات فعّالة لخلق بيئة عمل يسودها الرضا والإنتاجية
خطوات بسيطة تخلق مزيجاً بين الحكمة وعلم السلوك لتحفيز الموظفين وزيادة مشاركتهم
في العقد الأخير، شهدنا تحوُّلاً جذريَّاً في مشهد العمل: نسبةٌ مهمَّةٌ من الموظَّفين لم تعد تجد في عملها مصدراً للسَّعادة أو الإنجاز، ووفقاً لدراساتٍ عديدةٍ، بما في ذلك تلك الصَّادرة عن مؤسَّسة غالوب، تُظهر الإحصائيَّات أنَّ حوالي 33% فقط من الموظَّفين يشعرون بالانخراط الفعليّ في أعمالهم، بينما يعاني الباقون من نقص الانخراط أو يشعرون بالعزلة التَّامَّة.
ربَّما كنت شاهداً على مؤشِّرات هذا الواقع: نظرات صانع القهوة الذي يبدو أنَّه يخوض غمار معركةٍ صامتةٍ تفوق سوء يوم عملٍ عاديٍّ، ومقدِّمو الرِّعاية في دور المسنين الَّذين يبدون أكثر تناغماً مع التَّنبيهات الصَّادرة عن هواتفهم الذَّكيَّة من النّداءات الملحَّة للمساعدة، وممثّلو خدمة العملاء الَّذين يطيلون فترات الانتظار بما يتجاوز كلَّ حدود المعقول، ممَّا يدفعك إلى التَّساؤل إن كانوا يستسلمون لمشاهدة مسلسلٍ كاملٍ على Netflix بدلاً من الرَّدّ عليك، بينما تجد نفسك، في نهاية المطاف، تخترع رقصةً على نغمات موسيقى الانتظار التي ستلازمك لأيَّامٍ، وقد يكون هذا السّيناريو محض خيالٍ خاصٍّ بي.
للقادة الَّذين يجدون صعوبةً في تحفيز موظَّفيهم وجذب انتباههم، ها هي 3 استراتيجيَّاتٍ مباشرةً لرفع مستوى الدَّافعيَّة والمشاركة في العمل، مستنيرةً بأسس علم السُّلوك:
1. أتقن فن الإصغاء
غالباً ما ينشأ شعورٌ بالانفصال من الإحساس بالعجز أو اليأس، فشعور الموظَّفين أنَّ همومهم ومخاوفهم تُهمل، وأنَّهم عاجزون عن إحداث فارقٍ حقيقيٍّ في بيئتهم العمليَّة، وهذا يفضي إلى سلوكيَّاتٍ تعكس "الانسحاب الصَّامت" أو "الاستقالة الدَّاخليَّة". يُوضِّح علم السُّلوك أنَّ الأفراد يميلون إلى القيام بتغييراتٍ سلوكيَّةٍ عندما يشعرون أنَّهم مُقدَّرون ومُسمَعون ومُفهمون.
خصَّص وقتاً لعقد "جلسات استماعٍ" مع الموظَّفين، سواءً على نطاقٍ فرديٍّ أو جماعيٍّ، إذ يجب على موظَّفيك الشُّعور بأنَّك تقدِّر مشاعرهم وأنَّك على وعيٍ بها، تجنَّب الدّفاع عن نفسك أو التَّبرير أو حتَّى محاولة حلِّ المشكلة فوراً، بدلاً من ذلك، اكتفِ بالتَّعبير عن تفهُّمك لمشاعرهم ومخاوفهم والتَّأكيد عليها، ويمكن تأجيل حلِّ المشكلات إلى وقتٍ لاحقٍ.
2. امنحهم حق الاختيار
يزداد انخراط الموظَّفين عندما يشعرون أنَّ عملهم يعكس قيمهم الشَّخصيَّة أو عندما يكون لديهم حريَّة الاختيار في أفعالهم، مع ربط القيم الأساسيَّة للموظَّفين بسلوكيَّاتهم في مكان العمل، على سبيل المثال، شخصٌ يعمل في مؤسَّسة رعايةٍ قد تحتلّ "مساعدة الآخرين" مكانةً عاليًة في قائمة قيمه، بينما قد يولي موظَّفٌ في قطَّاع التُّكنولوجيا أهميَّةً كُبرى للـ"الإبداع" و"الابتكار".
في حواراتك مع الموظَّفين، استفسر: "كيف تعيش هذه القيمة في عملك، على مقياس من 1 إلى 10؟" و"كيف يمكنني مساندتك لتعيش هذه القيمة بشكلٍ أكمل؟" شجِّعهم على تحديد السُّلوكيَّات التي سترفع مستوياتهم على هذا المقياس، وأبدِ فضولك بشأن التَّعديلات النّظاميَّة التي يمكن أن تدعمَ هذه الأهداف.
شاهد أيضاً: تعزيز عقلية النمو: استراتيجيات لتحقيق النمو الشخصي والمهني
3. الإشادة اللفظية كوسيلة تعزيز إيجابيَّة
الإشادة اللَّفظيَّة تحمل وقعاً كبيراً، والموظَّفون، في الغالب، متعوّدون على الاستماع إلى النَّقد حول أخطائهم، لكنَّهم قد يتفاجأون بالإشادة بإنجازاتهم.
قدِّم تعليقاتٍ إيجابيَّةٍ حول السُّلوكيَّات الملحوظة بأسرع وقتٍ ممكنٍ، وبأكثر الطُّرق تكراراً عند رصدها، واجعل هذا جزءاً من ثقافة مكان العمل، إذ إنّ الإشادة العلنيَّة بالمساهمات الإيجابيَّة، مثلاً خلال الاجتماعات، يمكن أن تعمِّق من التَّعزيز الإيجابيّ، وبالتَّالي تزيد من احتماليَّة تكرار هذه السُّلوكيَّات في المستقبل.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.