الصيام عن السلبية: استراتيجيات علمية لحياة أكثر إيجابية

بقلم مارسيل شوانتيس Marcel Schwantes، محرر مساهم في Inc.، ومؤسس Leadership From the Core

في هذه الأيام، أصبح التّغيير أمراً ثابتاً وغالباً ما يجدُ الأفراد صعوبةً في مواكبته، وفوق كلّ ذلكَ، تفشّى الانقسام والسلبية بين النَّاس، وامتدَّ تأثيرهما إلى زملاء العمل والأصدقاء وحتَّى أفراد الأسرة، وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت مستويات التَّوتر والقلق بشكلٍ ملحوظٍ خلال السَّنوات الأربع الماضية. ^[1]  

في كتابه الأخير، "الصيام عن السلبية: تقنيات مثبتة لزيادة الإيجابية، والحدِّ من الخوف، وتعزيز النَّجاح" The Negativity Fast: Proven Techniques to Increase Positivity, Reduce Fear, and Boost Success، يتناول أنتوني إيانارينو Anthony Iannarino حاجة الأفراد إلى تطبيق 3 استراتيجيَّاتٍ مدعومةٍ بالعلم تهدف إلى الحدِّ من السلبية والقلق، وبالنِّسبة لبعضهم، الاكتئاب.

شاهد أيضاً: أتريد التخلص من السلبية؟ إليك طريقة Dickens لرؤية العالم بشكلٍ مختلفٍ

وضع حدٍّ للشَّكاوى

يقترح إيانارينو أنَّ الأفراد الَّذين يستمرُّون في الشَّكوى قد يستفيدون من إيجاد طرقٍ بديلةٍ للتَّنفيس عن إحباطاتهم، ويؤكِّد أنَّ الشَّكوى المعتادة لا تُعزِّز أنماط التفكير السلبية فحسب، بل تدمِّر العلاقات أيضاً، سواءً في المجالات المهنيَّة أو الشَّخصيَّة، وكشفت الأبحاث التي أجرتها جامعة ستانفورد أنَّ الشَّكوى المستمرِّة، يُمكن أن يكونَ لها آثارٌ ضارَّةٌ على الحصين، وهي منطقة الدِّماغ المسؤولة عن حلِّ المشكلات والتَّفكير الذَّكيّ.

ينصح إيانارينو بأنَّ الإجراء الأكثر فعاليَّةً هو التَّوقُّف عن الشَّكوى والتَّركيز بدلاً من ذلك على حلِّ الأسباب الجذريَّة لها، إذ من خلال معالجة هذه القضايا، يُمكن للأفراد المضي قدماً دون أيِّ ضررٍ لأدمغتهم.

تبنّي ممارسة الامتنان

يُقرُّ إيانارينو بالعديد من الادعاءات المتعلِّقة بفوائد الامتنان، والتي تشمل تقليل التَّوتر والقلق، وانخفاض ضغط الدَّم، وتخفيف مشاكل القلب، وتقليل الالتهاب، وتعزيز وظيفة الجهاز المناعيّ، وتحسين الأداء المعرفيّ.

وهو يُسلِّط الضَّوء على أعمال مارتن سليجمان Martin Seligman، المعروف على نطاقٍ واسعٍ بأنَّه أبو علم النَّفس الإيجابيّ، الذي أعاد توجيه المجال نحو التَّفاؤل والسَّعادة والازدهار، ويستلزم تمرين "النِّعم الثَّلاث" لسليجمان التَّأمُّل اليومي في 3 أحداثٍ إيجابيَّةٍ والأسباب الكامنة وراءها، ويُذكرّ إيانارينو في السِّيرة الذَّاتيَّة لسليجمان: "دارة الأمل: رحلة عالم نفسٍ من العجز إلى التَّفاؤل"، والتي توثِّق أنَّه بعد أسبوعين من ممارسة هذا التَّمرين، أبلغ الأفراد الممارسون له عن تخفيف التَّوتر والقلق وانخفاضٍ كبيرٍ في أعراض الاكتئاب.

لتشجيع نظرةٍ أكثر إيجابية، يقترح إيانارينو الاحتفاظ بمذكِّرات لتوثيق التَّجارب الإيجابية اليوميَّة، والتي يمكن أن تقلِّل تدريجيَّاً من السلبية.

إتقان فنّ التّنظيم الذَّاتيّ

يعارض إيانارينو الاعتقاد السَّائد بأنَّ العوامل الخارجيَّة تُثير المشاعر السلبية، وبدلاً من ذلك، فهو يرى أنَّ الأفرادَ لديهم القدرة على إثارة أنفسهم، وهو يُقدِّم من أجل ذلك العلاج السُّلوكيّ المعرفي (CBT) لألبرت إليس Albert Ellis، وهو عبارةٌ عن مجموعةٍ من الاستراتيجيَّات المصمِّمة لاستعادة السَّيطرة على الحالات العاطفيَّة، وخصَّص إليس قدراً كبيراً من الوقت لفهم الغضب والإثارة الذَّاتيَّة، كما هو واضح في كتابه "كيف ترفض بعنادٍ أن تجعل نفسكَ بائساً بشأن أيِّ شيءٍ" How to Stubbornly Refuse to Make Yourself Miserable About Anything.

وفقاً لإليس، تتكوَّن الإثارة الذَّاتيَّة من ثلاث مراحل: الحدث المنشّط، واعتقاد الفرد بالحدث، والعواقب التي تعقب ردَّ الفعل العاطفيّ، وعلى سبيل المثال، إذا قاطعك سائقٌ آخر في حركة المرور، فإنَّ اعتقادكَ الأوليّ بأنَّ السَّائق لم يكن محترماً قد يثير الغضب، ومع ذلك، من خلال إعادة النَّظر في هذا الاعتقاد وأخذ تفسيراتٍ بديلةٍ بعين الاعتبار، يمكنك تجنُّب الوقوع في السلبية، ويؤكِّد إيانارينو أنَّ هذا التَّحوُّل لا يفيد الصحة النفسية فحسب، بل يُسهم أيضاً بشكلٍ إيجابيٍّ في الصِّحَّة البدنيَّة.

شاهد أيضاً: أتريد إنتاجيةً مضاعفةً؟ تخلّص من تأثير بيئة العمل السلبية بهذه النصائح

في عالمٍ يتسم بالتَّغير المستمرِّ، أصبحت السلبية والتَّوتر من القضايا المنتشرة على نطاقٍ واسعٍ، ولكن من خلال التَّطبيق الدَّؤوب للاستراتيجيَّات الثَّلاث -التَّوقُّف عن الشَّكوى، وممارسة الامتنان، وإتقان فنِّ التَّنظيم الذَّاتيّ- يمكن للأفراد الشُّروع في رحلةٍ تحويليَّةٍ نحو الحدِّ من القلق، وتخفيف أعراض الاكتئاب، وتعهُّد حياةٍ أكثر إيجابية، وفي نهاية المطاف عيشُ حياةٍ أكثر سعادةً ورضاً.

لمزيدٍ من النصائح المفيدة للصحة النفسية والجسدية، تابع قناتنا على واتساب.