3 حقائقٍ في ريادة الأعمال ستساعدك على الاستمرار في النموّ
استراتيجيات مستوحاة من رياضة الهوكي ستساعدك في التّغلب على تحديّات ريادة الأعمال وتحويل الجوانب السّيئة والقبيحة إلى فرص للنّموّ والنّجاح
النّجاح في ريادة الأعمال حلمٌ يطمح إليه كلّ روّاد الأعمال، لكن قلّةً منهم يدركون التّحديّات الّتي تواجههم في هذا المسار الصّعب. سواءً كانت هذه التّحديات إيجابيّةً أو سلبيّةً، أو حتى قبيحةً، فإنّها تُشكِّل جزءاً لا يتجزأ من الرّحلة الرّياديّة.
يعتبر دوغ أدلام، رجل أعمالٍ كنديٌّ وعضوٌ في منظمة "رواد الأعمال" (Entrepreneur Organization)، مثالاً حيّاً على من خاض رحلة ريادة الأعمال بكلّ تفاصيلِها المعقّدة. وفي حديثِه عن تجربتِه، يعزو دوغ العديد من نجاحاته وإخفاقاتِه إلى الدّروس الّتي تعلّمها من رياضة الهوكي، حيث كان يأمل في أن يصبح حكماً في دوري الهوكي الوطنيّ (NHL). لكن بعد أن حالتّ الظّروف دون تحقيق هذا الحلم، استثمر طاقته في مجال الأعمال، ووجد أنّ روح الفريق والتّحمّل والصّبر التّي اكتسبها من الهوكي ساعدته على تحقيق نجاحاتٍ عديدةٍ.
الحقائق الثّلاث في ريادة الأعمال
وفقاً لما ذكره دوغ، على رواد الأعمال أن يقبلوا ثلاث حقائقَ أساسيّةٍ ليستمروا في النّموّ:
الاحتفال بالإنجازات
الشّعور بالنّجاح في الأعمال التّجاريّة لا يُضاهيه شيء، لكنّ تحقيقه يتطلّب الكثير من الجهد والعمل الجاد. في عام 2017، قاد دوغ شركته للفوز بجائزة "شركة الوساطة للعام" في كندا، بعد 16 عاماً من التّفاني والمثابرة. ثمّ في عام 2020، مر دوغ بتجربةٍ أخرى محوريّةٍ عندما تمّ الاستحواذ على شركته النّاشئة في مجال التّكنولوجيا الماليّة "فينمو" (Finmo). كانت هذه التّجربة من أصعب ما واجهه، حيث تطلّبت مزيجاً من الابتكار والقدرة على تأمين التّمويل في وقتٍ حرجٍ. لكن في النّهايّة، أثبتت عمليّة الاستحواذ نجاح المشروع وصحّة النّهج الذي اتبعه.
تجربتا دوغ تؤكّدان حقيقةً بسيطةً: يتطلّب النّجاح جهداً كبيراً، وعندما يتحقّق، يكون ثمرةً مباشرةً للعمل الشّاق والالتزام، تماماً كما هو الحال في رياضة الهوكي، حيث يرتبط الأداء العالي بالتّدريب والمثابرة.
التّعلُّم من التّحديات
غالباً ما تكون ريادة الأعمال، مليئةً بالتّحديات والمفاجآت غير المتوقّعة، حتّى للشركات النّاجحة. حيث تشير الإحصائيات إلى أنَّ نصف الشّركات النّاشئة تفشل، و20% منها لا تتمكن من تجاوز عامها الأول. واجه دوغ خلال مسيرته تحديّاتٍ صعبةٍ، من بينها انسحاب مستثمرٍ رئيس في اللّحظة الأخيرة، ممّا وضع شركته على حافة الإفلاس. ومع بقاء 11 يوماً فقط لإنقاذ الشّركة، تمكّن في اللّحظة الأخيرة من تأمين التّمويل المطلوب، إذ وصلت الأموال قبل 22 دقيقةً من موعد صرف الرّواتب، لتنقذ الشّركة من الانهيار. فأظهرت هذه التّجربة أنّ ريادة الأعمال تتطلّب قدرةً عاليّةً على التّحمل وسرعةً في اتخاذ القرارات الحاسمة.
كما واجه دوغ تحديّاً آخر مع تفشي وباء كوفيد-19، حيث اضطّر إلى إعادة هيكلة شركته التّي تعمل في مجال الرّهن العقاري بشكلٍ سريعٍ. ورغم أنَّ هذه التّغييرات أدت إلى مغادرة بعض أعضاء الفريق، إلّا أنّها فتحت الباب أمام استقطاب مواهبٍ جديدةٍ، ممّا ساهم في نموّ الشّركة بشكلٍ أكبر على المدى الطّويل.
شاهد أيضاً: لماذا يكون رواد الأعمال الأكبر سناً أكثر نجاحاً؟
تجاوز العقبات الصّعبة
طريق ريادة الأعمال ليس طريقاً وردياً مليئاً بالنّجاحات فقط، بل يتطلّب الكثير من التّضحيات، خاصةً في الوقت والجهد. غالباً ما يعمل أصحاب الشّركات الصّغيرة لساعاتٍ طويلةٍ، ويشعرون بأنّهم يستهلكون طاقتهم بالكامل. كما الحال مع دوغ، في بدايّة مسيرته، كان يدير عدة وظائفٍ جانبيّةٍ أثناء بناء شركته في مجال الرّهن العقاري. حيث كان يدرّس في الجامعة، ويقوم بتحكيم مباريات الهوكي للشباب، ومع ذلك، كان يبذل كل ما بوسعه لتطوير شركته.
لكن التّحدي الأكبر جاء عندما دخل دوغ عالم التّكنولوجيّا. فبدلاً من تعيين فريق مبيعاتٍ، قرّر القيام بدور مندوب المبيعات بنفسه، وسافر باستمرارٍ لمدة سنتين. فأثر هذا الجدول الشّاق كثيراً على حياته الشّخصيّة وأسرته. ومع ذلك، بعد استحواذ إحدى الشّركات على شركته، تمكن دوغ من استعادة توازنه، وخصص وقتاً أكبر لأسرته وحياته الشّخصيّة.
إنَّ رحلة ريادة الأعمال مليئةٌ بالتّحديات والإنجازات على حدٍّ سواءٍ. كما أنَّ التّضحيات جزءٌ لا يتجزأُ من هذا الطّريق، لكن المهمَّ هو استمراريّة التّقييم وإعادة النّظر في الأولويات.