الجانب المظلم للدخل السلبي: احذر فخ الاحتيال!
بين حلم تحقيق الحريّة الماليّة وكوابيس الاحتيال، يقف الطّامحون في مفترق طرقٍ محفوفٍ بالوعود المغرية والمخاطر الخفيّة

ليست قصص النّجاح المرتبطة بتحقيق الدّخل السّلبيّ أمراً نادراً؛ فبعض روّاد الأعمال يجنون ما يصل إلى 9000 دولارٍ شهريّاً، وآخرون تمكّنوا من بناء ثرواتٍ بملايين الدّولارات عبر تنويع مصادر دخلهم. ولكن، هذه النّجاحات تحوّلت إلى طعمٍ يجذب المحتالين.
فالوعد بجني المال بسهولةٍ يُغري الكثيرين، خصوصاً من يسعون جاهدين لتحقيق الحرّيّة الماليّة. ومع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح المحتالون يجدون فرصاً أكبر لاستغلال المستهلكين وروّاد الأعمال الطّموحين على حدٍّ سواءٍ. وهنا، تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفرص المتعلّقة بالدّخل السّلبيّ الّتي سنذكرها ليست جميعها عمليّات احتيالٍ، فهناك وسائل حقيقيّةٌ وشرعيّةٌ لكسب المال عبرها.
ولكن، إذا وُعدت بتحقيق آلاف الدّولارات أسبوعيّاً وأنت نائمٌ ومن دون أيّ جهدٍ يذكر، فهذه إشارةٌ واضحةٌ إلى ضرورة الحذر. وفيما يلي أبرز المجالات الّتي قد تكون مسرحاً لنشاط المحتالين:
الروابط التابعة
يعدّ استخدام الرّوابط التّابعة إحدى الطّرق الشّائعة لكسب دخلٍ سلبيٍّ، إذ يكتب بعض روّاد الأعمال مدوّناتٍ أو مراجعاتٍ أو أدلّة هدايا، ويضعون فيها روابط لمنتجاتٍ على "أمازون" (Amazon) أو مواقع بيعٍ أخرى. وعندما ينقر القرّاء على هذه الرّوابط ويشترون منتجاتٍ، يحصل الكاتب على عمولةٍ من عمليّة البيع. غير أنّ لجنة التّجارة الفيدراليّة أغلقت مؤخّراً مخطّطاً احتياليّاً يسمّى "كليك بروفيت" (Click Profit). وبحسب اللّجنة، فقد استولى هذا المخطّط على ملايين الدّولارات من الأشخاص الباحثين عن الدّخل السّلبيّ، عبر تقديم وعودٍ كاذبةٍ لهم بإمكانيّة تحقيق أرباحٍ كبيرةٍ من المبيعات عبر الإنترنت، مستخدمين نظاماً تقنيّاً حصريّاً قائماً على الذكاء الاصطناعي.
زعم المحتالون الّذين أداروا هذا المخطّط، والّذين ظهروا أيضاً تحت أسماءٍ مثل "إف بي إيه لونش" (FBA Launch) و"أوتوميشن إندستريز" (Automation Industries)، زوراً أنّهم مرتبطون بعلاماتٍ تجاريّةٍ شهيرةٍ، مثل: "نايكي" (Nike) و"ديزني" (Disney)، ممّا أقنع الضّحايا بدفع عشرات الآلاف من الدّولارات لكلّ واحدٍ منهم. تذكّر دائماً: لا تفرض برامج التّسويق بالعمولة الموثوقة أيّ رسومٍ للتّسجيل أو للمشاركة.
النشر
يحلم الكثيرون بكتابة الرّواية العظيمة أو تأليف كتابٍ غير روائيٍّ يستعرض خبراتهم وقصصهم المهنيّة. ورغم أنّ هناك طرقاً شرعيّةً لتحقيق ذلك، إلّا أنّ المحتالين لا يفوّتون فرصة استغلال الكتّاب الطّموحين.
إذا نشرت كتابك بنفسك وتواصلت معك دار نشرٍ بشكلٍ مفاجئٍ، فكن حذراً. فقد تعرّضت إحدى الكاتبات لمحاولة احتيالٍ من شخصٍ ادّعى أنّه موظّفٌ في دار نشرٍ كبرى، وأخبرها أنّ وكيلاً أدبيّاً قد أحال كتابها إليهم. وكان من المفترض أن تثير الشّكوك لديها حقيقة أنّها لم تكن تملك وكيلاً أدبيّاً أصلاً. ومع ذلك، دفعت أكثر من 14000دولارٍ كرسوم طباعةٍ ونفقاتٍ أخرى لمحتالٍ.
لذا تذكّر جيّداً: لا تطلب دور النّشر الحقيقيّة من المؤلّفين دفع رسومٍ مقدّمةٍ لمراجعة كتابهم أو نشره، ولن تعدهم بدفع مقدّمٍ ماليٍّ مقابل تسديدهم لنفقاتٍ معيّنةٍ. تعامل مع أيّ عرضٍ غير متوقّعٍ بحذرٍ شديدٍ، وتحقّق دائماً من الجهة المرسلة عبر الاتّصال بمكتب النّائب العامّ أو التّواصل المباشر مع دار النّشر. كذلك، يمكنك الاستعانة بمدوّنة "رايتر بيوير" (Writer Beware)، فهي مصدرٌ موثوقٌ لمتابعة تحذيرات الكتّاب من عمليّات الاحتيال.
الدورات التعليمية والكورسات
مع تزايد الاهتمام بالدّخل السّلبيّ، يبحث الكثيرون عن مصادر تثقيفيّةٍ. ولا عجب أن تجد مئات الدّورات التّدريبيّة المعروضة عبر الإنترنت، تدّعي أنّها تملك أسرار تحقيق آلاف الدّولارات شهريّاً مع بذل جهدٍ قليلٍ جدّاً أو دون جهدٍ على الإطلاق. ورغم أنّ بعضها قد يكون مشروعاً، إلّا أنّ القاعدة الذّهبيّة تبقى: عندما يبدو العرض جيّداً بدرجةٍ لا تصدّق، فعلى الأرجح أنّه غير حقيقيٍّ. انتبه للدّورات الّتي تقدّم نصائح عامّةً غير مفيدةٍ أو تطلق وعوداً زائفةً، فهي إحدى الطّرق الشّائعة الّتي يستخدمها البعض لكسب المال على حساب الطّامحين.
بدلاً من إنفاق مئات الدّولارات على مثل هذه الدّورات، ينصح بالبحث في المنتديات مثل منتدى "ريديت" (Reddit) أو مشاهدة دروس الفيديو المجّانيّة. صحيحٌ أنّ المعلومات المجّانيّة قد لا تكون دقيقةً دائماً، لكنّها ستوفّر عليك المال، ولن تعرّضك لمخاطر الوقوع ضحيّةً للاحتيال.
شاهد أيضاً: 5 خطوات فعّالة لتحويل عملك إلى دخل سلبي