3 خطوات عليك اتخاذها لتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي
حان وقت تجاوز الخوف من استيلاء الذكاء الاصطناعي على وظائف البشر، والإقبال عليه ليساعدنا في تحقيق النجاح.
بعدَ عقودٍ من الحماسِ والضّجيجِ، يخوضُ الذّكاءُ الاصطناعيّ أخيراً عصرهُ الذّهبيّ. حتّى الآن، كانتِ الشّركاتُ الكبيرةُ هي الأكثرُ استفادةً من الذّكاءِ الاصطناعيّ. ولكن الآن، مع ظهورِ الذّكاءِ الاصطناعيّ المتقدّمِ مثل ChatGPT، بدأ الأفرادُ في فتحِ أفقٍ جديدٍ لإمكانياتِ الذّكاءِ الاصطناعيّ. وكما كانَ الحالُ يوماً مع Excel وPowerPoint، ستصبحُ الكفاءةُ في استخدامِ الذّكاءِ الاصطناعيّ مطلباً أساسيّاً قريباً. وحتّى ذلك الحينِ، ستكونُ الاستفادةُ الفرديّةُ هي الوسيلةُ الأكثرُ فعاليةً للشّركاتِ الصّغيرةِ والمتوسّطةِ للاستفادةِ من الذّكاء الاصطناعيّ.
وتظهرُ بياناتُ فيستاج أنّ 20% فقط من الشّركاتِ الصّغيرةِ والمتوسّطةِ الحجمِ تستخدمُ الذّكاءَ الاصطناعيّ بدرجةٍ ما، بينما تُظهر أنّ 23% منها ورغمَ عدمِ استخدامها له في الميدانِ، إلا أنّها تختبره خلفَ الكواليسِ. وفي الوقتِ نفسهِ، هناكَ 33% منها لا تستخدمُ الذّكاءَ الاصطناعيّ على الإطلاقِ، وفي الواقعِ، هناكَ 1% حتّى أصدرت توجيهاتٍ لموظفيها بعدمِ استخدامهِ تماماً.
يحقّقُ الموظّفونَ بالفعلِ تحسيناتٍ في الأداءِ والإنتاجيّةِ من خلالِ الذّكاءِ الاصطناعيّ بوتيرةٍ أسرع. وتكشفُ الأبحاثُ الحديثةُ أنّ 85% من العاملينَ قد جرّبوا الذّكاء الاصطناعيّ بالفعلِ، مثل ChatGPT. ومع ذلكَ، يخشى 69% من الموظّفين بشكلٍ ساحقٍ من إبلاغِ رؤسائهم بأنّهم جرّبوه. ومن الحاسمِ ألّا تقضي الشّركاتُ فقط على هذا الغموضِ الّذي يحيطُ بالذّكاءِ الاصطناعيّ، بلْ يجبُ أن تستقبلَ بالتّرحيبِ إمكاناتهِ في تحسينِ أداءِ الأعمالِ. ومنَ المهمِّ ألّا يُرى الذّكاء الاصطناعي كتهديدٍ، بل كفرصةٍ لتعزيزِ وتوسيعِ القوى العاملةِ، إذا تمّ استغلالهُ بشكلٍ صحيحٍ.
المنظّماتُ الّتي تعرّفت بسرعةٍ على قيمةِ الذّكاءِ الاصطناعيّ وشجّعت الموظّفين على استخدامهِ ستحقّق تفوّقاً تنافسيّاً. وفيما يلي ثلاثُ خطواتٍ فوريّةٍ يمكنُ للقادةِ اتّخاذها لضمانِ بقائهم في طليعةِ الذّكاء الاصطناعيّ:
1. التّدقيق
يجبُ على القادةِ أوّلاً النّظر داخل منظّماتهم لتحديدِ الأفرادِ الّذين بدؤوا بالفعلِ في استخدامِ الذّكاء الاصطناعيّ. ويجبُ أن تتّبعها مكالماتٌ واجتماعاتٌ، لفهمِ كيفيّةِ استخدامِ الموظّفين للذّكاءِ الاصطناعيّ، وما هي أفضلُ الممارساتِ الّتي ظهرت على الطّريق. حاليّاً، يُعدّ الاستخدامُ الأكثرُ شيوعاً للذّكاء الاصطناعيّ هو البحثُ وتوليدُ الأفكارِ، حيث يتطلّبُ الإتقانُ فهمَ أفضلِ العباراتِ البحثيّة، وبعض درجةِ الفهمِ عند مراجعةِ الرّدودِ، حيثُ ما زالتِ البياناتُ في كثيرٍ من الأحيانِ قديمةً أو غير دقيقة.
في هذه المرحلةِ الأوّليّةِ من عمرِ الذّكاءِ الاصطناعيّ، يجبُ أن يُرى كنقطةِ انطلاقٍ بدلاً من وجهةٍ نهائيّةٍ أو منتجٍ نهائيٍّ. حيث يتمُّ دمجُ الذّكاءِ الاصطناعيّ بفعاليةٍ في تطبيقاتِ العملِ الشّهيرةِ وأدواتِ التّعاونِ، مثل Zoom، وSalesforce، وMicrosoft، وذلكَ بشكلٍ عامٍّ بهدفِ تحسينِ الإنتاجيّةِ الفرديّةِ.
ويمكنُ للذّكاءِ الاصطناعيّ أن يفعلَ كلّ شيءٍ بدءاً من تلخيصِ البحوثِ وتوثيقها في لحظةٍ، إلى تدوينِ الملاحظاتِ نيابةً عن الموظّفين، إلى إعادةِ تنظيمِ الجداولِ الزّمنيّة لإنشاءِ كفاءاتٍ، وإلى تبسيطِ العمليّاتِ بينَ الأقسامِ. ومن خلال التّركيزِ على ترقيةِ وتدريبِ البرمجيّاتِ والتّطبيقاتِ الموجودةِ بالفعلِ، يُمكنُ للقادةِ تقليل الخطرِ المحتملِ مع الاستفادةِ منهُ أيضاً بطريقةٍ معنويّةٍ.
2. وضع إطار
بمجرّدِ أن يكونَ لدى القادة فهمٌ واضحٌ لمن يستخدمُ الذّكاء الاصطناعيّ بالفعلِ وبأيّ طريقةٍ، يمكنهم بدءُ تحديدِ وتوحيدِ استخدامهِ على مستوى المنظّمةِ؛ التّدريبُ أمرٌ بالغُ الأهميّةِ. لن يوفّرَ ذلك فقط تحسيناً فوريّاً في الإنتاجيّةِ عبر المنظّمةِ، بل سيضمنُ الاستخدامَ الآمنَ والمضمونَ، حيث يظلّ الأمنُ السّيبرانيّ واحداً من أكبر التّهديداتِ الّتي تواجهُ الأعمالَ، وإذا تُركَ دونَ رقابةٍ، يمكنُ أن يفتحَ الذّكاءُ الاصطناعيّ البابَ لمزيدٍ من المشكلاتِ الأمنيّةِ. القادةُ الّذين يحاولونَ تجاهلَ الذّكاءِ الاصطناعيّ يزيدونَ احتماليّةَ اتّخاذِ العمّالِ مساراتٍ مستقلّةٍ واستخدامهُ بطرقٍ قد تضرّ بالمنظّمةِ وبياناتها.
شاهد أيضاً: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيق خدمة العملاء في شركتك؟
بالإضافةِ إلى ذلك، يعتبرُ تقديمُ تدريبٍ على الذّكاءِ الاصطناعيّ أداةَ جذبٍ جيّدةٍ، خاصّةً بالنّسبةِ للفئةِ الصاعدةِ من العمّالِ من الجيلين Y وZ، الّذين يتوقّعون أن تعطي منظّماتهم الأولويّةَ للتّكنولوجيا.
لا يُمكن نفيُ حقيقةِ أنّ وجودَ الذّكاءِ الاصطناعيّ ليسَ مؤقّتاً، بينما لا تزالُ المنظّماتُ تستكشفُ هذا الأفق الجديد، الّذي يُقدّمُ للقادةِ لحظةً فريدةً في الزّمنِ لأخذِ الصّدارة في تبنّيه على نطاقٍ واسعٍ. كما إنّ الّذين ينجحونَ في فعلِ ذلكَ سيجدونَ أنفسهمْ في موقعٍ قويٍّ لتحقيقِ نجاحٍ بارزٍ في السّوقِ، وجذبِ المواهبِ الرّائدةِ، وتحقيقِ التّفوّقِ التّنافسيّ.
3. التحفيز
بمجرّدِ أن يتمّ تحديد الأساليبِ والأدواتِ والتّطبيقاتِ الّتي ستستخدمُ، يتوّجبُ على القادةِ تحفيز فرقهم على اعتناقِ الذّكاءِ الاصطناعيّ. ويُمكنُ تحقيقُ ذلك من خلالِ توفيرِ الدّوراتِ التّدريبيّةِِ، وورشِ العملِ، والدّعمِ الفنيّ المستمرّ. كما يمكنُ تشجيع الابتكارِ والتّجريبِ من خلالِ تقديمِ فرصٍ للتّعلمِ والتّطبيقِ العمليّ، والاحتفاءِ بالنّجاحاتِ وحتّى الفشلِ، طالما أنّ هناكَ فهماً وتعلّماً مستمرّين. فتحفيزُ الثّقةِ والفهمِ سيساعدُ في تحقيقِ التّفوّق والإنجازِ عبر المنظّمةِ.
بالإضافةِ إلى تحفيزِ الفريقِ، يجبُ على القادةِ متابعة استخدامِ الذّكاءِ الاصطناعيّ وتقييمَ أثرهِ. ويجبُ أن يتمّ ذلكَ من خلالِ الرّصدِ المستمرِّ، والتّقييمِ، والتّحليلِ. ويمكنُ للتّقاريرِ الدّوريّةِ وجمعِ البياناتِ وتحليلها أن توفّرَ رؤيةً قيّمةً حولَ كيفيّةِ استخدامِ الذّكاء الاصطناعيّ، والتّأثيرِ الّذي يحدثه على الأداءِ والإنتاجيّة. علاوةً على ذلك، يمكنُ أن تساعدَ الاستبياناتُ، والمقابلاتُ، والمناقشاتُ المفتوحةُ في جمعِ ردودِ الفعلِ من الموظّفين، وفهمِ التّحدّياتِ، والفرصِ المتعلّقةِ بالذّكاء الاصطناعيّ.
في الختامِ، يجبُ على القادةِ التّعرّف على أنّالذّكاءَ الاصطناعيّ ليسَ مجرّد تكنولوجيا جديدةٍ، بل هو شريكٌ استراتيجيٌّ. ويمكنُ أن يعزّزَ قدرةَ المنظّمةِ على الابتكارِ، والتّحسينِ المستمرّ بتحديدِ القيمةِ، وتحفيزِ الفريقِ والمتابعةِ بشكلٍ فعّالٍ، كما يمكنُ للقادةِ تحقيق الفوائدِ الكاملةِ للذّكاءِ الاصطناعيّ، وتحقيق تفوّقٍ تنافسيٍّ مستدامٍ.