3 طُرقٍ تستخدمُ بها شركاتُ Inc. 5000 الذّكاء الاصطناعي
90% من رؤساءِ شركاتِ Inc. 5000 يستخدمون الذّكاء الاصطناعيّ لأتمتة العمليّات وإنشاء المحتوى والتّسويق، ممّا يعزّزُ من كفاءة أعمالهم ويقلّلُ من الأخطاء
منذُ انطلاقِها، اشتهرت شركاتُ قائمةِ Inc. 5000 بقدرتِها على تبنّي التّكنولوجيا الجديدةِ بسرعةٍ وفعاليّةٍ، ممّا جعلها في طليعةِ الشّركاتِ التي تستفيدُ من أحدثِ الابتكارات. هذا الأمرُ يظهرُ بوضوحٍ في كيفيةِ استخدامِ هذهِ الشركاتِ للذّكاءِ الاصطناعي. ففي عالمِ الأعمالِ الذي يتطوّرُ بوتيرةٍ متسارعةٍ، لم يعد الذّكاءُ الاصطناعيُّ مجرد تقنيةٍ ناشئةٍ، بل أصبح ركيزةً أساسيةً لتعزيزِ الكفاءةِ وتحقيقِ النموِّ.
وفقاً لاستطلاعِ الرؤساءِ التنفيذيين السنويِّ لمجلّةِ .Inc، فإنّ أكثر من 90% من رؤساءِ الشركاتِ المُدرجةِ في قائمةِ Inc. 5000 يستخدمون بالفعلِ، أو يخطّطون لاستخدامِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ في أعمالِهم. وتشملُ الاستخداماتُ الأكثر شيوعاً لهذهِ التّكنولوجياِ المتقدّمةِ أتمتة سيرِ العملِ (68%)، وإنشاء المحتوى (63%)، والتسويق (62%).
نيكولاس باشال، المؤسّسُ المُشارِك والرّئيسُ التنفيذيُّ لشركةِ Alpine IQ، وهي منصّةُ تسويقٍ مقرُّها كولورادو، وتحتلُّ المرتبة العاشرة في قائمةِ Inc. 5000 لعامِ 2024، وجد أنّ الذكاء الاصطناعيّ كان العامل المحوريّ في دفعِ أعمالِهِ إلى الأمامِ. قامت Alpine IQ بدمجِ نماذجِ الذكاءِ الاصطناعيِّ من OpenAI مع بياناتِ المستهلكين التّاريخيةِ للشركةِ. هذا الدّمجُ سمح لهم بتحليلِ سلوكِ العملاءِ بشكلٍ أعمق، حيثُ ساعد ذلك العملاء من متاجرِ القنبِ القانونيةِ - التي تمثلُ نصف أعمالِ Alpine - في التّنبؤِ بموعدِ عودةِ العملاءِ إلى المتجرِ، وإرسالِ توصياتِ منتجاتٍ مخصصةٍ بناءً على تاريخِ مشترياتِهم السابقةِ. يقولُ باشال: "لم يكن بإمكاننا تحقيقُ هذا المستوى من الدقةِ والسرعةِ دون استخدامِ الذكاءِ الاصطناعيِّ".
بينما تتجّهُ بعضُ الشركاتِ نحو استخدامِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ للترويجِ للمنتجاتِ، اختار لوك توماشيفسكي، المؤسّسُ والرّئيسُ التنفيذيُّ لشركةِ ProxyPics، مساراً مختلفاً. هذهِ الشّركةُ، التي تحتلُّ المرتبة 59 في قائمةِ Inc. 5000 لعامِ 2024، وتتخّذُ من شيكاغو مقرًّا لها، تعتمدُ على الذكاءِ الاصطناعيِّ لتبسيطِ سيرِ العملِ وزيادةِ كفاءةِ العاملين. تقدّمُ ProxyPics خدمةً فريدةً توصفُ بأنّها "أوبر للصورِ"، حيثُ يوكلُ إلى العمالِ مهمّةُ تصويرِ العقاراتِ التي تحتاجُ إلى تقييمٍ أو فحصٍ. قبل التّقدماتِ الأخيرةِ في الذكاءِ الاصطناعيِّ، كان هؤلاءِ العمّالُ يضطّرون لملءِ استبياناتٍ مفصّلةٍ حول الصورِ التي يلتقطونها، بدءاً من نوعِ الأرضياتِ في الطابقِ السفليِّ وصولاً إلى الأجهزةِ الموجودةِ في المطبخِ.
لكن مع استخدامِ نموذجِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ متعددِ الوسائطِ GPT-4 من OpenAI، أصبح بإمكانِ العمّالِ الآن التقاطُ صورةٍ فقط، ليقوم الذكاءُ الاصطناعيُّ بتحليلِها وملءِ الاستبيانِ تلقائياً استناداً إلى المعلوماتِ المستخلصةِ من الصورةِ. يقولُ توماشيفسكي: "ما زلتُ أشعرُ بالدّهشةِ عندما أقولُ هذا، لكنّ الذكاء الاصطناعيّ يرتكبُ أخطاءً أقلّ من البشرِ في هذا المجالِ".
أمّا جاك ماركوالتر، المؤسسُ المُشارك والرّئيسُ التنفيذيُّ لشركةِ Viva Finance، التي تحتلُّ المرتبة 86 في قائمةِ Inc. 5000 لعامِ 2024، وتتخّذُ من أتلانتا مقرًّا لها، فقد كانت لديهِ رؤيةٌ واضحةٌ لاستخدامِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ في تحليلِ المخاطرِ ومنحِ القروضِ بناءً على تاريخِ التّوظيفِ للمتقدّمين. ولكن لم يكن لدى الشركةِ حتى عامِ 2023 نقاطُ بياناتٍ كافيةٌ لتدريبِ نموذجِ ذكاءٍ اصطناعيٍّ فعالٍ. يقولُ ماركوالتر: "كنّا نستخدمُ التّحليل الإحصائيّ التقليديّ لاتخاذِ قراراتِ القروضِ، لكنّ الآن، يمكنُ إنجازُ العملِ الذي كان يتطلّبُ أسابيعَ من عشرةٍ من أفضلِ محلّلينا في وقتٍ قصيرٍ جداً بفضلِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ".
شاهد أيضاً: هل يصل الذكاء الاصطناعي إلى إدارة الشركات؟
على الرّغمِ من أنّ بعض التّحليلاتِ لا تزالُ تتطلّبُ التّدخل اليدويّ، إلا أنّ ماركوالتر يُشيرُ إلى أنّ محلليهِ يستخدمون ChatGPT بشكلٍ مستمرٍّ للمساعدةِ في أبحاثهم، أو GitHub Copilot لإنشاءِ الشيفراتِ البرمجيةِ. شخصياً، يستعينُ ماركوالتر بـ ChatGPT لتوليدِ الأفكارِ وتوسيعِها، مثل إعدادِ المسوداتِ الأولى لخطاباتهِ في المؤتمراتِ. يقولُ ماركوالتر: "أطلبُ من ChatGPT أن يُعطيني 10 أفكارٍ لمقدمةٍ طريفةٍ لهذا الخطابِ، ثمّ أواصلُ العمل من هناك".